إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

ارحموا العصاة ! | الشيخ صالح العصيمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ارحموا العصاة ! | الشيخ صالح العصيمي

    بسم الله
    منقول
    قطف

    تفريغ
    ثم أتبعه بحديث أبي هريرة عند البخاري في قصة الرجل الذي كان يشرب ويضرب، ولما تعرض له من تعرض من القوم قال النبي ﷺ: «لا تقولوا هكذا، لا تعينوا الشيطان عليه»، وفي رواية له أيضا: «لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم» أي بما تثربون به عليه وتحقرونه فيه لأجل ما وقع فيه بسبب مقتضى الآدمية من ملازمة الخطيئة، وفي رواية النسائي: «ولكن قولوا: رحمك الله»، وعند أبي داود: «اللهم اغفر له، اللهم ارحمه». وفي هذا إرشاد إلى الأمر الأعظم وهو الدعاء له، فإن الدعاء لمن ابتلي بهذه البلايا أنفع له من الدعاء عليه، والمرء يريد تخليص الناس من هوى أنفسهم وسلطان الشيطان إلى أمر الشرع، ومما يعين على تخليصهم: الدعاء لهم. ثم ذكر حديث عمر عند البخاري في قصة عبد الله الذي كان يضحك النبي ﷺ، وكان يشرب فأتي به يوما فجلد؛ فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به!، فتعدى عليه هذا الرجل باللعن، فزجره النبي ﷺ وقال: «لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله».
    ويستفاد من هذا أن فاعل المعصية لا يلزم أن يكون فعله محادة لله ورسوله وكراهة لأمره؛ بل جرى ذلك منه موافقة للهوى والشهوة، فإذا وقع منه ذلك موافقة للهوى والشهوة مع بقاء محبة الله ومحبة رسوله ﷺ في القلب لم يكن مستحقا للعنة.
    |ومن الناس من يظن في العصاة دوام انخلاع قلوبهم من محبة الله، وأنهم ما تجرأوا على هذه المعاصي إلا لفراغ قلوبهم، فيقول: إن هذا العاصي لم يفعل كذا إلا لأنه لا دين له، أو لا إيمان له، أو لا خير فيه! وهذا تعد على الله وتأل عليه، فمن أين علمت أن قلبه قد فرغ من الإيمان وأنه لا دين له ولا خير فيه؟! فربما كان موجب وقوعه في هذا هو اتباعه لشهوة نفسه.
    والناس في اتباع الشهوة والهوى على طرائق قددا؛ فمنهم من يتبعها في أمر ظاهر، ومنهم من يتبعها في أمر باطن، ومنهم من يتبعها في أمر خاص، ومنهم من يتبعها في أمر عام، فإذا اتفق أن أحدا تبعها في أمر عام ظاهر لم يكن ذلك دليلا على فراغ قلب العاصي من الإيمان أو أنه لا يحب الله ورسوله ﷺ.|*
    ومن وعى هذا؛ رحم العصاة، وعلم أن في قلوبهم من محبة الله ورسوله والإيمان به باعتبار أصل الإيمان ما يوجب حرمتهم، ويحفظ لهم حقهم، وأنه لا يجوز أن يتعدى عليهم الإنسان إلا بمأذون به شرعا؛ كإقامة الحد - مثلا -، أما ما عدا ذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يتعدى عليهم؛ بل العاقل يعلم أن النافع لهم هو دعاء الله لهم بالصلاح والهداية والخروج من هذه المعاصي.
    ومن فطن لهذا المعنى؛ علم أن المعصية الظاهرة لا توجب بكل حال أن تكون حالك أكمل من حال صاحبها؛ بل قد تكون له معصية ظاهرة تراها أنت فيسقط من عينك، وأنت لك معصية في الباطن لا يراها، وأنت في حال أسقط من حاله! لكن الناس يقفون مع عالم الشهادة، فهم إذا رأوا صور الخلق البادية في ظواهرهم من آثار المعاصي عليها، رأوا أن هؤلاء في الحضيض الأدنى، والمنزل الأدون، وربما كانت حال هذا الناظر الحاكم بذلك أسوأ من هذا! فالمعاصي الباطنة أشد من المعاصي الظاهرة، والقلب الذي يجتمع على العلو على الناس أسوأ حالا من قلب امرئ يعصي ويقر بأنه عاص.
    ولما سئل يوسف بن أسباط: ما رأس التواضع؟ قال: «أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحدا إلا رأيت أنه خير منك»، وصدق، فإن هذا هو التواضع المحض، فمهما رأيت أحدا من المسلمين - من أهل الطاعة، أو أهل المعصية - فلا يجرين في قلبك أنك خير منه؛ فربما كان في الصورة الظاهرة تراه على معصية، ولكن في قلبه من الخوف والرجاء ومهابة الله ماليس في قلبك أنت، وله من الأنين والزفرة والحرقة إذا خلا بنفسه على معصيته التي تسلطت النفس والشيطان عليه بها ماليس لك أنت.
    والذين يتألون ويفخرون بأعمالهم ويسقطون الخلق من الأعين بذنوبهم، هم أدعى للسقوط منهم؛ ذكر ذلك ابن القيم، وقد تكون أعمال أولئك اليسيرة أعظم من أعمال هؤلاء المعجبين بأعمالهم، الفرحين بها، قال سعيد بن جبير: «إن العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار، وإن العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة!»، قال أهل العلم في تفسير هذا: إن صاحب الحسنة عملها فلم يزل يرقبها بين عينيه، يتفاخر بها على خلق الله، ويتألى على الله؛ فأوجبت عقوبته، وفاعل السيئة جعلها نصب عينيه، فأورثته خشية وانكسارا، فهو لا يزال يتحرق من فعلها، ويتلوم من إتيانها، ويخشى أن يأخذه الله بجريرتها؛ فلما اجتمع قلبه هذا الانكسار والخضوع غفر الله له.
    قال ابن القيم: «أنين المذنبين أحب إلينا من زجل المسبحين»؛ فالمغتر الذي يعجبه عمله ويفرح به ويشيعه ويترفع على خلق الله ويرى أنه عامل لله بطاعة، يسقط من ديوان العبردية لله، ويكون أرفع منه فيه رجل يئن لذنبه، ويتألم من معصيته، ويتقلب قلبه حرقة وغصة على مواقعته للمعصية.
    ومن سعة رحمة الله أنه قبل من الخلق هذه الحال، كما في «صحيح مسلم» من حديث أبي أيوب أن النبي ﷺ قال: «والذي نفسي بيده؛ لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم»، فالله يحب من عباده أن يستغفروه ويسألوه التوبة، فهم مجبولون على الخطيئة، ونفوسهم ملازمة لها باعتبار قدر الله، فإذا وقعت منهم الخطيئات، وطاف عليهم طائف الشيطان، تذكروا فإذا هم مبصرون، فأقلعوا ونزعوا، فأحب الله إقلاعهم ونزعهم؛ فقبل توبتهم.
    ولا يكره الله من عبده تكرار الرجوع إليه؛ وإنما يكره نفرته منه وبعده عنه وإقامته على المعصية، فإذا أذنب العبد فتاب قبله الله، وإذا رجع فأذنب ثم تاب قبله الله، ثم إذا رجع فأذنب فتاب قبله الله، فلايزال الله يقبله مهما تزايد في ذنوبه إذا كان أوابا إلى ربه، رجاعا إليه، سائله التوبة؛ فإن الله قد كتب على ابن آدم حظه من الذنب، وهو يحب من عبده إذا واقع الذنب قدرا أن يبادر إلى التوبة المأمور بها شرعا، متابعا لحال أبيه آدم ﷺ؛ فإن آدم وقع في الخطيئة، ﴿ وعصى آدم ربه فغوى* ﴾ [طه: 121]، ثم ندم آدم ﷺ وزوجه، وتضرعا إلى ربهما وسألاه المغفرة فقالا: (ربنا اغفر لنا)؛ فقبل الله – عز وجل - من آدم ﷺ ندمه وتوبته، وصيره نبيا، قال أبو العباس ابن تيمية الحفيد في «التدمرية»: «فمن أذنب وتاب وندم فقد أشبه أباه» يعني آدم، «ومن أشبه أباه فما ظلم».
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
    *قال معلق : وكان هذا تحذيراً من الخوارج لما كفّروا المسلمين لارتكاب المعاصي ..الله يحفظ شيخنا صالح العصيمي ويثبّته ويوفقه فيما يحبه ويرضاه
    أصل القطف
    مختصر في معاملة الظالم السارق للحافظ ابن رجب الحنبلي | تعليق الشيخ صالح العصيمي (youtube.com)
    و الحمد لله رب العالمين
يعمل...
X