السياحة المشروعة والمحرّمة
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت إلى سموّ الأمين العام للهيئة العليا للسياحة بتاريخ 1421/4/3هـ:
أما بعد: فالحمد لله الذي ميّزكم خاصة (على المسلمين والعرب) بالسبق إلى ريادة الفضاء، والحمد لله ـ فوق ذلك ـ على ما ميّز به دولة آل سعود عامة (منذ القرون المفضلة، على دول المسلمين والعرب) بتأسيسها من أول يوم على الدعوة إلى الله على منهاج النبوة لا المناهج الفكرية بالتعاون بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب، ثم بتجديدها على يد الإمام تركي بن عبد الله ثم الإمام فيصل بن تركي، ثم بتجديدها على يد الملك عبد العزيز ابن عبدالرحمن (رحمهم الله وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء)، والحمد لله الذي ميّزنا بالمواطنة والخدمة في بلاد ودولة الدعوة إلى التوحيد والسنة ومحاربة الشرك والبدعة.
وقد بدا لي بعد أن عرفت بتحمّلكم أمانة السياحة في هذه البلاد وهذه الدولة المباركة (إضافة إلى أمانات أخرى ميّزكم الله بتحملها ليس من أدناها رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال) أن أقدم لسموكم ملحوظات خاصّة عن السياحة هنا في هذا البلد المجاور وهي حديثة من بعض الوجوه مثلها في بلادنا:
1- كان في هذا البلد منذ بداية القرن الماضي سياحة محدودة قائمة على المناطق الأثرية النبطية والرومانية والصليبية (وأكثر من يهتمّ بها غير العرب) وما يوصف زوراً بالإسلامية، ويظهر لي أن هذا الأمر لم يرد إلى الله ورسوله كما أمر الله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [النساء: 59]؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه عن دخول آثار المشركين ومساكن الحِجْر إلا باكين خشية أن يصيبهم ما أصابهم. وصح عنه صلى الله عليه وسلم (من صحيح البخاري) أنه أمرهم أن يهريقوا الماء الذي استقوه من آبار الحجر (عدا بئر الناقة)، وأمرهم أن يُعلِفوا الإبل (أو يلقوا) العجين الذي عجن من مائها.وثبت في صحيح البخاري ومسلم أن من آخر وصاياه لأمته (بل ثبت أنها آخر وصاياه وأنه كرّرها مرات قبيل موته): ” لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد“ قالت عائشة رضي الله عنها: (يحذّر مثل الذي صنعوا) متفق عليه.
وورد عن عمر رضي الله عنه أنه نهى عن تتبُّع آثار النبي صلى الله عليه وسلم فمن دونه ـ مما لم يشرعه الله ـ وقال: (إنما أهلك من كان قبلكم تتبعهم آثار أنبيائهم).
والواقع أن الله ميّز مملكتنا المباركة في القرون الثلاثة الأخيرة بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله والرّدّ إلى الله ورسوله (بين أمم الأرض منذ القرون المفضّلة)؛ فأزالت مرتين أوثان المقامات والمشاهد والمزارات من كربلاء إلى بحر العرب، ومن الخليج إلى البحر الأحمر عندما مكّن الله لها في الأرض في القرن(12) والقرن(13) ثم في القرن الرابع عشر للهجرة، ومنعت البناء على ما يسمى الآثار الإسلامية، ومنعت الإقامة في مساكن المغضوب عليهم في الحِجْر، وهجّرت وعوّضت من سبق له السكنى من أهل البادية بإشراف هيئة كبار العلماء قبل ثلاثين سنة استجابة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
2- وُفّقت هذه البلاد المجاورة إلى استغلال أمرين مشروعين لجلب السيّاح (من العرب خاصة): التعليم الجامعي والمراكز العلاجية، وفي هذه البلاد الآن عدد من الجامعات الحكومية التجارية وأكثر منها جامعات أهلية تجارية، يؤمّها جميعاً عدد كبير من أبناء المملكة المباركة والخليج وبقية بلاد المسلمين من آسيا (جنوب شرقيّها خاصة) وأفريقيا وأوروبا (المستقلة عن الشيوعية خاصة) والمغرب.
وفي هذه البلاد الآن عشرات المستشفيات والمراكز الطبية (إضافة إلى ينابيع المياه الحارّة خارجها)، وكثير من روّادها من أبناء مجلس التعاون لأن تكلفة العلاج والعمليات الجراحية خاصة تعادل هنا ثلثها في الخليج بسبب اختلاف مستوى الدخل في مثيلاتها عندنا في الخليج واليمن والعراق والعراق ومصر وسوريا وفسلطين، وبعض هذه المستشفيات والمراكز الطبية المتخصّصة تموّل (جزئياً على الأقل) بأموال من دول مجلس التعاون.
وهذان الأمران إضافة إلى ما ميّزنا الله به من المناسك الدينية والمناطق السياحية الفريدة (في الجنوب والشرق والغرب والشمال) التي خلقها الله وشرع لنا استغلالها في خدمة الإسلام والمسلمين؛ مما يليق بالمسلم المواطن الذي خلقه الله وميّزه ليكون في مركز القيادة والقدوة لا التبعيّة والتقليد.
وفقكم الله لطاعته، ونصر بكم دينه، وجعلكم (مثل سلفكم) هداةً مهتدين.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، في الطائف 1421/4/3هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت إلى سموّ الأمين العام للهيئة العليا للسياحة بتاريخ 1421/4/3هـ:
أما بعد: فالحمد لله الذي ميّزكم خاصة (على المسلمين والعرب) بالسبق إلى ريادة الفضاء، والحمد لله ـ فوق ذلك ـ على ما ميّز به دولة آل سعود عامة (منذ القرون المفضلة، على دول المسلمين والعرب) بتأسيسها من أول يوم على الدعوة إلى الله على منهاج النبوة لا المناهج الفكرية بالتعاون بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب، ثم بتجديدها على يد الإمام تركي بن عبد الله ثم الإمام فيصل بن تركي، ثم بتجديدها على يد الملك عبد العزيز ابن عبدالرحمن (رحمهم الله وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء)، والحمد لله الذي ميّزنا بالمواطنة والخدمة في بلاد ودولة الدعوة إلى التوحيد والسنة ومحاربة الشرك والبدعة.
وقد بدا لي بعد أن عرفت بتحمّلكم أمانة السياحة في هذه البلاد وهذه الدولة المباركة (إضافة إلى أمانات أخرى ميّزكم الله بتحملها ليس من أدناها رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال) أن أقدم لسموكم ملحوظات خاصّة عن السياحة هنا في هذا البلد المجاور وهي حديثة من بعض الوجوه مثلها في بلادنا:
1- كان في هذا البلد منذ بداية القرن الماضي سياحة محدودة قائمة على المناطق الأثرية النبطية والرومانية والصليبية (وأكثر من يهتمّ بها غير العرب) وما يوصف زوراً بالإسلامية، ويظهر لي أن هذا الأمر لم يرد إلى الله ورسوله كما أمر الله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [النساء: 59]؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه عن دخول آثار المشركين ومساكن الحِجْر إلا باكين خشية أن يصيبهم ما أصابهم. وصح عنه صلى الله عليه وسلم (من صحيح البخاري) أنه أمرهم أن يهريقوا الماء الذي استقوه من آبار الحجر (عدا بئر الناقة)، وأمرهم أن يُعلِفوا الإبل (أو يلقوا) العجين الذي عجن من مائها.وثبت في صحيح البخاري ومسلم أن من آخر وصاياه لأمته (بل ثبت أنها آخر وصاياه وأنه كرّرها مرات قبيل موته): ” لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد“ قالت عائشة رضي الله عنها: (يحذّر مثل الذي صنعوا) متفق عليه.
وورد عن عمر رضي الله عنه أنه نهى عن تتبُّع آثار النبي صلى الله عليه وسلم فمن دونه ـ مما لم يشرعه الله ـ وقال: (إنما أهلك من كان قبلكم تتبعهم آثار أنبيائهم).
والواقع أن الله ميّز مملكتنا المباركة في القرون الثلاثة الأخيرة بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله والرّدّ إلى الله ورسوله (بين أمم الأرض منذ القرون المفضّلة)؛ فأزالت مرتين أوثان المقامات والمشاهد والمزارات من كربلاء إلى بحر العرب، ومن الخليج إلى البحر الأحمر عندما مكّن الله لها في الأرض في القرن(12) والقرن(13) ثم في القرن الرابع عشر للهجرة، ومنعت البناء على ما يسمى الآثار الإسلامية، ومنعت الإقامة في مساكن المغضوب عليهم في الحِجْر، وهجّرت وعوّضت من سبق له السكنى من أهل البادية بإشراف هيئة كبار العلماء قبل ثلاثين سنة استجابة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
2- وُفّقت هذه البلاد المجاورة إلى استغلال أمرين مشروعين لجلب السيّاح (من العرب خاصة): التعليم الجامعي والمراكز العلاجية، وفي هذه البلاد الآن عدد من الجامعات الحكومية التجارية وأكثر منها جامعات أهلية تجارية، يؤمّها جميعاً عدد كبير من أبناء المملكة المباركة والخليج وبقية بلاد المسلمين من آسيا (جنوب شرقيّها خاصة) وأفريقيا وأوروبا (المستقلة عن الشيوعية خاصة) والمغرب.
وفي هذه البلاد الآن عشرات المستشفيات والمراكز الطبية (إضافة إلى ينابيع المياه الحارّة خارجها)، وكثير من روّادها من أبناء مجلس التعاون لأن تكلفة العلاج والعمليات الجراحية خاصة تعادل هنا ثلثها في الخليج بسبب اختلاف مستوى الدخل في مثيلاتها عندنا في الخليج واليمن والعراق والعراق ومصر وسوريا وفسلطين، وبعض هذه المستشفيات والمراكز الطبية المتخصّصة تموّل (جزئياً على الأقل) بأموال من دول مجلس التعاون.
وهذان الأمران إضافة إلى ما ميّزنا الله به من المناسك الدينية والمناطق السياحية الفريدة (في الجنوب والشرق والغرب والشمال) التي خلقها الله وشرع لنا استغلالها في خدمة الإسلام والمسلمين؛ مما يليق بالمسلم المواطن الذي خلقه الله وميّزه ليكون في مركز القيادة والقدوة لا التبعيّة والتقليد.
وفقكم الله لطاعته، ونصر بكم دينه، وجعلكم (مثل سلفكم) هداةً مهتدين.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، في الطائف 1421/4/3هـ