رسالة فـي الأمر بالـمعروف والنهي عن الـمنكر
لمحمد ابن إبراهيم السيف
لمحمد ابن إبراهيم السيف
ترجمة صاحب الـمخطوطة
هــو سـماحة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمد ابن سليمان بن سيف المسيكي السبيعي العنزي أصله من آل سيف من بلدة ثادق عاصمة بلدان المحمل.
الـمولد والنشأة:
أما عن سنة ولادته فلم يقف أحد على عام ولادته على ما أعلم ولذا قال الشيخ البسام(( لم أقف على سنة ولادته)) وبذلك قال أيضاً علي الهندي.
أما نشأته :
فقد نشأ في بيت علم وفضل فأبوه إبراهيم بن سيف رحمه الله كان عالماً من علماء (ثادق من بلدان المحمل ) فكان ماهراً في علم الفقه و الحديث و مصطلحه ومن أوعية الحفظ ولذا عينه الإمام عبد الله بن سعود قاضياً في عمان ثم في بلدان سدير . ولما حصل هدم الدرعية وما حولها على يد الباشا هرب إلى رأس الخيمة تباعداً من الفتن وخوفاً من الأذى فاستمر فيها مرشداً وواعظاً و داعية خير فلما استتب الأمن في نجد عاد إليها فيمن عاد فتعين قاضياً في الرياض في عهد الإمام تركي بن عبدالله وعهـد ابنه فيصل. وكان الإمام فيصل يستشيره لأنه كان سديد الرأي ، أميناً على السر.
فهذه نبذة عن حياة والد صاحب المخطوطة ولا شك أن لهذه الأبوة تأثيراً في حياة الابن.
ولم يكن الأمر مقصوراً على والد صاحب المخطوطة بل أعمامه كانـــوا أهـــل علـــم وفـضــل فعماه غنيم ابن سيف وعبد الله ابن سيف كانا قاضيين في عنيزة .
طلبه للعلم وشيوخه:
قال ابن بشر في عنوان المجد :
(( كان الشيخ محمد بن سيف عالماً علامة محققاً فاضلاً، لـه اليد الطولى في الفقه وشارك في غيره
ولـه معرفة ودراية ، ثم قرأ في جملة من العلوم ، وأكثر قراءته على الشيخ عبد الرحمن بن حسن ثم قرأ على أبيه إبراهيم ابن سيف ، والشيخ عبد الرحمن بن حسن أول مشايخه فأخذ عنه النحو والتجويد ومبادئ العلوم الشرعية، كما قرأ على أبيه التفسير والحديث )) .
ثم سافر إلى مصر في حدود سنة أربع وخمسين ومائتين وألف فيما ذكر، وحصَّل جملة من فنون العلم والأكثر في معاني البيان والحساب.
ومن أبرز شيوخه أيضاً عماه غنيم و عبد الله وهما كما ذكرنا آنفاً أهل علم و فضل وقد ترجم لهم سماحة الشيخ عبد الله البسام في كتابه علماء نجد ومن شيوخه أيضاً أحمد بن حسن بن رشيد المشهور بالحنبلي.
ثناء العلماء عليه:
قال العلامة الشيخ عبدالله البسام رحمه الله و قد أثنى على المترجم لـه ( يعني الشيخ محمد ابن سيف رحمه الله ) ثلة من المؤرخين بسعة العلم ووفور العقل و الاستقامة في الدين . ولـه الباع الطويل في الأدب و التاريخ و كان يجيد قرض الشعر بمهارة و درس في حائل و تخرج عليه عدد كبير من الطلبة و انتهى الإفتاء والتدريس إليه في حائل وماحولها، واشتهر بعلوم جمة و ذاع صيته.
قال عنه محمد القاضي :
ولـه حواش مفيدة ورسائل عديدة وكان لا يخاف في الله لومة لائم قوياً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وله مهابة ولكلمته نفوذ وكان محبوباً لدى الخاص والعام كريماً سمحاً عزيز النفس زاهداً ورعاً ومرجعاً في الأنساب وفي الفرائض وحسابها ، مجالسه مجالس علم ممتعة للجالس.
وفاة الشيخ رحمه الله :
توفي الشيخ رحمه الله في حائل وقبره في المقبرة الشمالية واختلف في تاريخ وفاته ، قيل في عام 1265هـ. قال العلامة عبدالله البسام :
لكن الصواب أنه توفي بعد عام 1268هـ كما تقدم أن تعيينه للقضاء كان 1268هـ . والله أعلم.
ذريته :
ذرية يقال لهم آل سيف وهم يقيمون الآن في محافظة بقعاء إحدى محافظات منطقة حائل في الجهة الشمالية الشرقية.
ولقد كان لـه أخ واحد وهو الشيخ عبد الرحمن وكان طالب علم رحمه الله .
أما أولاد الشيخ محمد بن سيف فله ولد واحد وهو الشيخ سعد رحمه الله حيث كان خطيباً و مرشداً في بقعاء، وقد خلف الشيخ سعد ثلاثة أولاد وهم :
عبدالله و محمد و عبد العزيز ، و قد عرفوا رحمهم الله بالصلاح و الأمانة .
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر له وأن يجمعنا به في دار كرامته إنه سميع مجيب.
تعليق