تويت
بسم الله
من تفريغي
موعضة
عن عبد الله ابن الزبير ابن العوام رضي اللهم عن ابيه لما نزلت ( ثم لتسئلن يوم إذا عن النعيم ) قال الزبير يا رسول الله و اي النعيم نسأل عنه و إنما هو الاسودان التمر و الماء قال صلى الله عليه وسلم (اما انه سيكون )
رواه الترمذي بسند حسن .
وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال خرج رسول الله يوما او ليله فإذا هو بأبي بكر و عمر فقال ( ما اخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ) قالا الجوع يا رسول الله قال ( وانا و الذي نفسي بيده أخرجني الذي أخرجكما قوموا) فقاموا معه فأتى رجل من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأه قالت مرحبا و اهلا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أين فلان ) قالت ذهب يستعذب لنا من الماء اذ جاء الأنصاري فنضر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم و صاحبيه ثم قال الحمد لله ما أحدا اليوم أكرم اضيافا مني قال فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر و تمر و رطب فقال كلوا من هذه و اخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياك و الحلوب) فذبح لهم فأكلوا من الشاه ومن ذلك العذق و شربوا فلما أن شبعوا وروو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر و عمر ( والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامه أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى اصابكم هذا النعيم ) رواه مسلم
الشيخ صالح العصيمي :
هذان الحديثان قالهما النبي صلى الله عليه وسلم في أمر يسير بالنسبة لما عليه الناس اليوم من أتساع النعماء و اختلاف المآكل و المشارب وتنافسهم فيها فمن تأمل هذين الحديثين حاضر القلب حمله ذلك على التقلل من الدنيا وعن الرغبة في طلب الإستكثار من المطاعم و المشارب فإذا كان العبد في تمر و ماء وشيء يسير من النعماء توعد بالسؤال عنه يوم القيامة فكيف بحال الناس اليوم وهم يتلذذون بأنواع من المآكل و المشارب كيف حالهم و هم يتفاخرون بنقل صورها وذكر أسمائها و تعدادها في وسائل التواصل الحديثة و لعمري اي سؤال أعظم من سؤال هاؤلاء وهم يعرضون هذه النعماء فينسون شكر الله و ينسون حظ الفقراء والعاقل إذا أنعم الله عليه سبحانه وتعالى عليه بنعمه تمتع بها على وجه شرعي و من مآخذ الأحكام في الحلال الحرام الحذر من كسر قلوب الفقراء وهذا أمر ضاع بأخرة و لا سيما في جناب النساء الآتي صرنا يتفاخرن بأنواع المأكولات و المشروبات و الملبوسات و ينشرنها في هذه الوسائل و كذلك شاركهم كثير من الرجال فينبغي أن يتذكر المرء و هو يستعرض هذه الصور أمام ناضريه أنه سيتعرضها سؤال أمام الله يوم القيامه فنسأله سبحانه و تعالى ام يرزقنا شكر نعمته وان يجنبنا البطر بها.
---------
سؤال يقول هل يسوغ من يصور أكله و معيشه استدلال بالتحدث بالنعمة؟
الشيخ صالح العصيمي :
الجواب لا الأصل انه لا يسوغ لان الواقع في حال الناس جريانه على وجه المفاخرة ومن دقائق العلم التفريق بين التحدث بنعمة الله و المفاخرة بها وقد ذكر ابن القيم بينهما فرقا لطيفا ، باعطيكم الكتاب و انتم راجعوه و هو كتاب الروح ذكر فيه الفرق بين التحدث بنعمة الله و المفاخرة بها ونقله عنه السيوطي في كتابه التحدث بنعمة الله و هذه نعمة انكم تصلون الى الفائدة وين مكانها فالمكتبة الإسلامية كثيرة عندكم كتابين أبحثوا عنها ؟
كتاب الروح لاين القيم ج٢ ص٦٩٣-٦٩٤ طبعة عطائات العلم و طبعة العلمية-٢٤٧ ٢٤٦
فصل
والفرقُ بين التحدُّث بنعم الله، والفخر بها: أن المتحدث بالنعمة مخبِرٌ عن صفات وليِّها (٢) ومحضِ جودهِ وإحسانه، فهو مُثْنٍ عليه بإظهارها والتحدُّث بها، شاكر له، ناشر لجميع (٣) ما أوْلاه. مقصودُه بذلك إظهارُ صفاتِ الله ومدحُه والثناءُ عليه، وبعثُ النفوسِ_النفس_ على الطلب منه دون غيره، وعلى محبته ورجائه، فيكون داعيًا (٤) إلى الله بإظهار نعمِه ونشرِها والتحدُّثِ بها.
----
(٢) (ن، ز): «مُوليها».
(٣) (ب، ج، ز، ن): «لجميل».
(٤) (ق): «راغبًا»، تصحيف.
____
وأما الفخر بالنعم، فهو أن يستطيل بها على الناس، ويُريهم أنه أعزُّ منهم وأكبر، فيركبُ أعناقهم، ويستعبدُ قلوبهم ويستميلُها إليه بالتعظيم والخدمة. قال النعمان بن بشير: إنَّ للشيطان مصاليَ (١) وفخوخًا. وإنَّ من مصاليه وفخوخهِ البطشَ بنعم الله، والكبرَ على عباد الله، والفخرَ بعطيَّةِ الله، والهونَ (٢) في غير ذات الله (٣)
-------
(١) جمع مِصْلاة. قال أبو عبيد في غريب الحديث (٣/ ٣٩٦): هي شبيه بالشرَك ينصب للطير وغيرها.
(٢) كذا في جميع النسخ. وفي مصادر التخريج: «واتباع الهوى».
(٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٥٥٣)، والخرائطي في اعتلال القلوب (٦٩). وانظر: السلسلة الضعيفة (٢٤٦٣).
من تفريغي
موعضة
عن عبد الله ابن الزبير ابن العوام رضي اللهم عن ابيه لما نزلت ( ثم لتسئلن يوم إذا عن النعيم ) قال الزبير يا رسول الله و اي النعيم نسأل عنه و إنما هو الاسودان التمر و الماء قال صلى الله عليه وسلم (اما انه سيكون )
رواه الترمذي بسند حسن .
وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال خرج رسول الله يوما او ليله فإذا هو بأبي بكر و عمر فقال ( ما اخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ) قالا الجوع يا رسول الله قال ( وانا و الذي نفسي بيده أخرجني الذي أخرجكما قوموا) فقاموا معه فأتى رجل من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأه قالت مرحبا و اهلا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أين فلان ) قالت ذهب يستعذب لنا من الماء اذ جاء الأنصاري فنضر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم و صاحبيه ثم قال الحمد لله ما أحدا اليوم أكرم اضيافا مني قال فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر و تمر و رطب فقال كلوا من هذه و اخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياك و الحلوب) فذبح لهم فأكلوا من الشاه ومن ذلك العذق و شربوا فلما أن شبعوا وروو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر و عمر ( والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامه أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى اصابكم هذا النعيم ) رواه مسلم
الشيخ صالح العصيمي :
هذان الحديثان قالهما النبي صلى الله عليه وسلم في أمر يسير بالنسبة لما عليه الناس اليوم من أتساع النعماء و اختلاف المآكل و المشارب وتنافسهم فيها فمن تأمل هذين الحديثين حاضر القلب حمله ذلك على التقلل من الدنيا وعن الرغبة في طلب الإستكثار من المطاعم و المشارب فإذا كان العبد في تمر و ماء وشيء يسير من النعماء توعد بالسؤال عنه يوم القيامة فكيف بحال الناس اليوم وهم يتلذذون بأنواع من المآكل و المشارب كيف حالهم و هم يتفاخرون بنقل صورها وذكر أسمائها و تعدادها في وسائل التواصل الحديثة و لعمري اي سؤال أعظم من سؤال هاؤلاء وهم يعرضون هذه النعماء فينسون شكر الله و ينسون حظ الفقراء والعاقل إذا أنعم الله عليه سبحانه وتعالى عليه بنعمه تمتع بها على وجه شرعي و من مآخذ الأحكام في الحلال الحرام الحذر من كسر قلوب الفقراء وهذا أمر ضاع بأخرة و لا سيما في جناب النساء الآتي صرنا يتفاخرن بأنواع المأكولات و المشروبات و الملبوسات و ينشرنها في هذه الوسائل و كذلك شاركهم كثير من الرجال فينبغي أن يتذكر المرء و هو يستعرض هذه الصور أمام ناضريه أنه سيتعرضها سؤال أمام الله يوم القيامه فنسأله سبحانه و تعالى ام يرزقنا شكر نعمته وان يجنبنا البطر بها.
---------
سؤال يقول هل يسوغ من يصور أكله و معيشه استدلال بالتحدث بالنعمة؟
الشيخ صالح العصيمي :
الجواب لا الأصل انه لا يسوغ لان الواقع في حال الناس جريانه على وجه المفاخرة ومن دقائق العلم التفريق بين التحدث بنعمة الله و المفاخرة بها وقد ذكر ابن القيم بينهما فرقا لطيفا ، باعطيكم الكتاب و انتم راجعوه و هو كتاب الروح ذكر فيه الفرق بين التحدث بنعمة الله و المفاخرة بها ونقله عنه السيوطي في كتابه التحدث بنعمة الله و هذه نعمة انكم تصلون الى الفائدة وين مكانها فالمكتبة الإسلامية كثيرة عندكم كتابين أبحثوا عنها ؟
كتاب الروح لاين القيم ج٢ ص٦٩٣-٦٩٤ طبعة عطائات العلم و طبعة العلمية-٢٤٧ ٢٤٦
فصل
والفرقُ بين التحدُّث بنعم الله، والفخر بها: أن المتحدث بالنعمة مخبِرٌ عن صفات وليِّها (٢) ومحضِ جودهِ وإحسانه، فهو مُثْنٍ عليه بإظهارها والتحدُّث بها، شاكر له، ناشر لجميع (٣) ما أوْلاه. مقصودُه بذلك إظهارُ صفاتِ الله ومدحُه والثناءُ عليه، وبعثُ النفوسِ_النفس_ على الطلب منه دون غيره، وعلى محبته ورجائه، فيكون داعيًا (٤) إلى الله بإظهار نعمِه ونشرِها والتحدُّثِ بها.
----
(٢) (ن، ز): «مُوليها».
(٣) (ب، ج، ز، ن): «لجميل».
(٤) (ق): «راغبًا»، تصحيف.
____
وأما الفخر بالنعم، فهو أن يستطيل بها على الناس، ويُريهم أنه أعزُّ منهم وأكبر، فيركبُ أعناقهم، ويستعبدُ قلوبهم ويستميلُها إليه بالتعظيم والخدمة. قال النعمان بن بشير: إنَّ للشيطان مصاليَ (١) وفخوخًا. وإنَّ من مصاليه وفخوخهِ البطشَ بنعم الله، والكبرَ على عباد الله، والفخرَ بعطيَّةِ الله، والهونَ (٢) في غير ذات الله (٣)
-------
(١) جمع مِصْلاة. قال أبو عبيد في غريب الحديث (٣/ ٣٩٦): هي شبيه بالشرَك ينصب للطير وغيرها.
(٢) كذا في جميع النسخ. وفي مصادر التخريج: «واتباع الهوى».
(٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٥٥٣)، والخرائطي في اعتلال القلوب (٦٩). وانظر: السلسلة الضعيفة (٢٤٦٣).