ما هو الأفضل : الجهر بالدعاء أم الإسرار به ؟
السؤال :
بارك الله فيكم. السؤال الأول في رسالته يقول : ما هو الأفضل في الدعاء؟ الإسرار به أم الجهر؟ وهل هو المراد بقوله تعالى : ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ﴾؟
الجواب :
الشيخ : إذا كان الإنسان يدعو لنفسه ولغيره فإنه يجهر بالدعاء ، كدعاء الإمام في القنوت ، فإنه يجهر به لأنه يدعو لنفسه ولغيره ، وكذلك يأتي به بصيغة الجمع فيقول مثلا : اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت.
ولا يقول اللهم اهدني فيمن هديت ؛ لأنه إذا خص نفسه بالدعاء وهم يستمعون ويؤمِّنون فإن هذا من الخيانة ؛ ذلك لأن الدعاء إذا كان لنفسك ولغيرك فهو دعاء_مشترك ، فتخصيص نفسك به نوع من الخيانة.
فعلى هذا نقول : إذا كان الدعاء مما هو مشترك للداع ولغيره فإنه #يجهر به.
ولكن الدعاء المشترك الذي للداع ولغيره #موقوف على ما ورد به الشرع ، فلا يجوز إحداث أدعية جماعية بدون ورود الشرع بها ؛ لأن إحداث مثل هذه الأمور من البدع التي ينهى عنها.
أما إذا كان الإنسان يدعو #لنفسه فهذا محل تفصيل :
إن كان في صلاة فإنه لا يجهر به ؛ لأن ذلك إن كان في صلاة الجماعة فإنه لا يجهر به ؛ لأن ذلك #يشوش على من حولهم ؛ ولهذا تجد بعض المأمومين يجهرون بما يدعون الله به إما بين السجدتين وإما في السجود وإما في التشهد ، وهذا لا ينبغي منهم ، فقد خرج النبي عليه الصلاة والسلام على أصحابه يوماً وهم يصلون ويجهرون بالقرآن فنهاهم أن يجهر بعضهم على بعض.
أما إذا كان الإنسان يدعو #لنفسه وليس حوله أحد فإنه ينظر ما هو أصلح لقلبه ؛ إن كان الأصلح أن يسر أسر ، وإن كان أصلح أن يجهر جهر.
لكن في حال جهره لا ينبغي أن يشق على نفسه ، فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه وقد رفعوا أصواتهم بالذكر : أيها الناس ، أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ، فإنكم تدعون سميعاً قريباً ، وهو معكم ، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته. والله سبحانه وتعالى قريب مجيب.
فضيلة الشيـــــخ العلامة ابن عثيمين
السؤال :
بارك الله فيكم. السؤال الأول في رسالته يقول : ما هو الأفضل في الدعاء؟ الإسرار به أم الجهر؟ وهل هو المراد بقوله تعالى : ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ﴾؟
الجواب :
الشيخ : إذا كان الإنسان يدعو لنفسه ولغيره فإنه يجهر بالدعاء ، كدعاء الإمام في القنوت ، فإنه يجهر به لأنه يدعو لنفسه ولغيره ، وكذلك يأتي به بصيغة الجمع فيقول مثلا : اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت.
ولا يقول اللهم اهدني فيمن هديت ؛ لأنه إذا خص نفسه بالدعاء وهم يستمعون ويؤمِّنون فإن هذا من الخيانة ؛ ذلك لأن الدعاء إذا كان لنفسك ولغيرك فهو دعاء_مشترك ، فتخصيص نفسك به نوع من الخيانة.
فعلى هذا نقول : إذا كان الدعاء مما هو مشترك للداع ولغيره فإنه #يجهر به.
ولكن الدعاء المشترك الذي للداع ولغيره #موقوف على ما ورد به الشرع ، فلا يجوز إحداث أدعية جماعية بدون ورود الشرع بها ؛ لأن إحداث مثل هذه الأمور من البدع التي ينهى عنها.
أما إذا كان الإنسان يدعو #لنفسه فهذا محل تفصيل :
إن كان في صلاة فإنه لا يجهر به ؛ لأن ذلك إن كان في صلاة الجماعة فإنه لا يجهر به ؛ لأن ذلك #يشوش على من حولهم ؛ ولهذا تجد بعض المأمومين يجهرون بما يدعون الله به إما بين السجدتين وإما في السجود وإما في التشهد ، وهذا لا ينبغي منهم ، فقد خرج النبي عليه الصلاة والسلام على أصحابه يوماً وهم يصلون ويجهرون بالقرآن فنهاهم أن يجهر بعضهم على بعض.
أما إذا كان الإنسان يدعو #لنفسه وليس حوله أحد فإنه ينظر ما هو أصلح لقلبه ؛ إن كان الأصلح أن يسر أسر ، وإن كان أصلح أن يجهر جهر.
لكن في حال جهره لا ينبغي أن يشق على نفسه ، فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه وقد رفعوا أصواتهم بالذكر : أيها الناس ، أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ، فإنكم تدعون سميعاً قريباً ، وهو معكم ، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته. والله سبحانه وتعالى قريب مجيب.
فضيلة الشيـــــخ العلامة ابن عثيمين
تعليق