من الآداب أن لا يُؤخَّر تناول العَشاء.
قال شيخنا مصطفى مبرم حفظه الله:
هذه هي العادة الَّتي كانت عندهم؛ فإنَّهم كانوا يتعشَّون قبل صلاة المغرب، وقد أدركنا هذا الأمر عند شيخنا مُقبل -عليه رحمة الله-، فإنَّ العَشاء عند الشَّيخ -رحمه الله تعالى- في المركز كان قبل صلاة المغرب، نتعشى قبل صلاة المغرب بوقتٍ يسيرٍ، ثمَّ نجهز لصلاة المغرب، وبعد ذلك لا يكون هناك إلَّا الطلب، وهذا جاء ظاهرًا في بعض الأحاديث: ((إِذَا حَضَرَ العِشَاءُ والعَشَاءُ فَقَدِّمُوا العَشَاءَ)) وفي بعض الألفاظ: ((إِذَا قُدِّمَ العَشَاءُ، فَابْدَؤُوا به قَبْلَ أنْ تُصَلُّوا صَلَاةَ المَغْرِبِ)) وهذا من الآداب الَّتي أيضًا ضيَّعها كثيرٌ من المسلمين، ولذلك أُصيب كثيرٌ منهم -ونسأل الله أن يُعافينا جميعًا- بالتُّخمة والسِّمن والثّقل بسبب أنَّه يتعشَّى آخر اللَّيل على السَّاعة الحادية عشر أو الثَّانية عشر ثمَّ بعد ذلك ينام وهو مُتخمٌ، وربَّما لا يُحسن القيام بصلاة الفجر، ولهذا كان الأطبَّاء -ولا يزالون- ينصحون كما ذكر ابن القيِّم وذكر الحموي والحارث ابن كلدة وحكماء الأطبَّاء ذكروا أنَّ الإنسان إذا تعشَّى ينبغي له أن يمشي قدر مائة خطوة، مائة خطوةٍ يخطوها، ولو حتَّى في بيته يمشيها، يتحرَّك فيها، وكانوا يَنهون أن يذهب إلى فراشه قبل إخلاء بطنه -وما أشبه ذلك-.
على كلِّ حال هذا من حفظ الإسلام ورعايته لصحَّة المرء المسلم.
شرح مختصر هدي الخليل.
من تفريغ: إدارة حساب (فوائد ش/مصطفى مبرم) :