السؤال:
من المستمعة ف.ح.ع. من الحبشة تسأل يا فضلة الشيخ عن الذكر وأنواعه نرجو بهذا إجابة؟
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ الذكر يعني ذكر الله عز وجل؛ يكون باللسان، ويكون بالقلب، ويكون بالجوارح، أما الذكر باللسان فواضح؛ مثل التسبيح، والتكبير، والتهليل، والتحميد، وغير ذلك، ورابطه العام أن كل قول يقرب إلى الله عز وجل فهو من ذكر الله، فيكون بذلك قراءة القرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتعليم العلم، وكل قول يقرب إلى الله هذا هو الرابط العام، وأما بالمعنى الأخص فذكر الله هو التسبيح، والتكبير، والتهليل، والتحميد، وما أشبه ذلك مما يثنى به على الله عز وجل، وأما الذكر بالقلب؛ فهو استحضار اللسان لعظمة الله عز وجل، وأن يكون قلبه دائماً مرتبطاً بالله سبحانه وتعالى؛ خوفاً، ورجاءً، وتوكلاً، وقصداً وغير ذلك، وهذا النوع من الذكر هو الذي تنبني عليه الأذكار كلها في الحقيقة؛ لأن الأذكار دونه جوفاء ليس لها روح، وأما الذكر بالجوارح فضابطه كل عمل يتقرب به الإنسان إلى الله؛ كالركوع، والسجود، والحج، والصوم، وغيرها، هذه هي الأنواع العامة من الذكر، وهناك أنواع خاصة في ذكر اللسان مقيدة بأوقات أو مقيدة بأسباب، فمن أمثلة المقيدة بالأوقات؛ الأذان مثلاً، فإن الأذان مقيد بوقت معين، وهو حضور الصلاة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم فلو تعبد الإنسان لله بالأذان في غير وقت الصلاة لم تكن عبادة، أو لم يكن ذلك الفعل عبادة، بل يكون من البدع، فالذكر المخصوص في وقت لا يشرع إلا في ذلك الوقت الذي خص به، وهناك أذكار مقيدة بأسباب؛ كالحمد عند الأكل، والشرب، والتشهد عن الإفراغ من الوضوء، والتسمية على الأكل والشرب، وعلى الوضوء، وما أشبه ذلك؛ يعني لها أسباب تتقيد بأسبابها، ومن ذلك بتقيد الأسباب؛ الذكر الوارد بعد الصلاة؛ كالاستغفار، والتهليل، والحمد، فإن الإنسان إذا سلم من الصلاة يسن له أن يستغفر الله، فيقول: استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله. ويقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثلاثاً بعد صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير بعد صلاة المغرب والفجر، ويقول: لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة ولا الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع الجد منك إلا الجد، وأما التسبيح ففيه أربع صفات؛ إما أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، وهذه تسعة وتسعون ويقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، أو يقول: سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرة فهذه مائة، أو يقول: سبحان الله عشراً. والحمد لله عشراً. والله أكبر عشراً فهذه ثلاثون، أو يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرين مرة فهذه مائة، فيقول هذا مرة وهذه مرة يعني ينوع كما جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أنواع الذكر المقيدة في اليوم والليلة أن نقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة. ويقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة، وليعلم أن ذكر الله تعالى مشروع في كل وقت وفي كل حال؛ لقول الله تعالى: ﴿إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم﴾ ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه، ولكن لا يقيد شيء من الذكر بعدد معين ولا بوقت معين ولا بسبب معين إلا بدليل من الشرع، فلو قال الإنسان: أنا سأتعبد لله بأن أذكر الله خمساً وخمسين مرة. قلنا: هذا ليس بمشروع. لماذا تعين العدد بخمس وخمسين مرة دون دليل؟ هذا لا يمكن، ولو قال قائل: أنا أريد أن أذكر الله تعالى عشر مرات عند زوال الشمس. قلنا: هذا أيضاً غير مشروع؛ لأنك عينت عدداً وزمناً لم يقم الدليل على تعيينه، فالقاعدة العامة الآن أن ذكر الله تعالى المشروع مشروع كل وقت، ولكن تقييدها بالذكر بعدد معين، أو بوقت معين، أو بسبب معين يحتاج إلى دليل من الشرع، ومن ذلك أيضاً أن يقيد بصفة معينة؛ مثل أن يجتمع عليه الناس، فيذكرون الله ذكراً جماعياً بصوت واحد، فإن هذا يحتاج إلى دليل، فإن لم يقم عليه دليل لم يكن مشروعاً.
الصوتية
من المستمعة ف.ح.ع. من الحبشة تسأل يا فضلة الشيخ عن الذكر وأنواعه نرجو بهذا إجابة؟
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ الذكر يعني ذكر الله عز وجل؛ يكون باللسان، ويكون بالقلب، ويكون بالجوارح، أما الذكر باللسان فواضح؛ مثل التسبيح، والتكبير، والتهليل، والتحميد، وغير ذلك، ورابطه العام أن كل قول يقرب إلى الله عز وجل فهو من ذكر الله، فيكون بذلك قراءة القرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتعليم العلم، وكل قول يقرب إلى الله هذا هو الرابط العام، وأما بالمعنى الأخص فذكر الله هو التسبيح، والتكبير، والتهليل، والتحميد، وما أشبه ذلك مما يثنى به على الله عز وجل، وأما الذكر بالقلب؛ فهو استحضار اللسان لعظمة الله عز وجل، وأن يكون قلبه دائماً مرتبطاً بالله سبحانه وتعالى؛ خوفاً، ورجاءً، وتوكلاً، وقصداً وغير ذلك، وهذا النوع من الذكر هو الذي تنبني عليه الأذكار كلها في الحقيقة؛ لأن الأذكار دونه جوفاء ليس لها روح، وأما الذكر بالجوارح فضابطه كل عمل يتقرب به الإنسان إلى الله؛ كالركوع، والسجود، والحج، والصوم، وغيرها، هذه هي الأنواع العامة من الذكر، وهناك أنواع خاصة في ذكر اللسان مقيدة بأوقات أو مقيدة بأسباب، فمن أمثلة المقيدة بالأوقات؛ الأذان مثلاً، فإن الأذان مقيد بوقت معين، وهو حضور الصلاة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم فلو تعبد الإنسان لله بالأذان في غير وقت الصلاة لم تكن عبادة، أو لم يكن ذلك الفعل عبادة، بل يكون من البدع، فالذكر المخصوص في وقت لا يشرع إلا في ذلك الوقت الذي خص به، وهناك أذكار مقيدة بأسباب؛ كالحمد عند الأكل، والشرب، والتشهد عن الإفراغ من الوضوء، والتسمية على الأكل والشرب، وعلى الوضوء، وما أشبه ذلك؛ يعني لها أسباب تتقيد بأسبابها، ومن ذلك بتقيد الأسباب؛ الذكر الوارد بعد الصلاة؛ كالاستغفار، والتهليل، والحمد، فإن الإنسان إذا سلم من الصلاة يسن له أن يستغفر الله، فيقول: استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله. ويقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثلاثاً بعد صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير بعد صلاة المغرب والفجر، ويقول: لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة ولا الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع الجد منك إلا الجد، وأما التسبيح ففيه أربع صفات؛ إما أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، وهذه تسعة وتسعون ويقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، أو يقول: سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرة فهذه مائة، أو يقول: سبحان الله عشراً. والحمد لله عشراً. والله أكبر عشراً فهذه ثلاثون، أو يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرين مرة فهذه مائة، فيقول هذا مرة وهذه مرة يعني ينوع كما جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أنواع الذكر المقيدة في اليوم والليلة أن نقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة. ويقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة، وليعلم أن ذكر الله تعالى مشروع في كل وقت وفي كل حال؛ لقول الله تعالى: ﴿إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم﴾ ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه، ولكن لا يقيد شيء من الذكر بعدد معين ولا بوقت معين ولا بسبب معين إلا بدليل من الشرع، فلو قال الإنسان: أنا سأتعبد لله بأن أذكر الله خمساً وخمسين مرة. قلنا: هذا ليس بمشروع. لماذا تعين العدد بخمس وخمسين مرة دون دليل؟ هذا لا يمكن، ولو قال قائل: أنا أريد أن أذكر الله تعالى عشر مرات عند زوال الشمس. قلنا: هذا أيضاً غير مشروع؛ لأنك عينت عدداً وزمناً لم يقم الدليل على تعيينه، فالقاعدة العامة الآن أن ذكر الله تعالى المشروع مشروع كل وقت، ولكن تقييدها بالذكر بعدد معين، أو بوقت معين، أو بسبب معين يحتاج إلى دليل من الشرع، ومن ذلك أيضاً أن يقيد بصفة معينة؛ مثل أن يجتمع عليه الناس، فيذكرون الله ذكراً جماعياً بصوت واحد، فإن هذا يحتاج إلى دليل، فإن لم يقم عليه دليل لم يكن مشروعاً.
الصوتية