بسم الله الرحمن الرحيم
استكبار من انتسب للعلم والعلماء فيه مشابهة للأحبار
استكبار من انتسب للعلم والعلماء فيه مشابهة للأحبار
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فلما نفى الله عز وجل التكبر عن النصارى علم بالمفهوم أن التكبر من خصال اليهود.
قال الله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} [المائدة: 82، 83].
قال العلامة الواحدي رحمة الله في ((التفسير الوسيط)) (2/ 217) : ((فتأويل قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} [المائدة: 82] ذلك بأن منهم علماء بوصاة عيسى عليه السلام.
الدليل على ذلك قوله: {وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] أي: عن اتباع الحق والإذعان إليه كما استكبر اليهود وعبدة الأوثان)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمة الله في ((تفسير القرآن الكريم سورة المائدة)) (2/265) : ((أما اليهود فحدث ولا حرج في الاستكبار، حتى قالوا لنبيهم: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} [المائدة: 24]، قاعدون على الكراسي .. على الأرض .. على الفراش، وأنتم أهبوا إلى القتال، أفبعد هذا الاستكبار شيء؟
الجواب : لا، فهم مستكبرون، وإذا كان هذا قولهم لنبيهم، فما بالك بنبي بعث من العرب)) اهـ.
فمن استكبر ممن انتسب للعلم وأهله شابه أحبار اليهود في استكبارهم عن الحق وعلى الخلق.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة السبت 16 صفر سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 3 أكتوبر سنة 2020 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة السبت 16 صفر سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 3 أكتوبر سنة 2020 ف