بسم الله الرحمن الرحيم
الانفراد بالعصيان عمل إبليس الشيطان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فالجهاد في العبادة والتمسك بالدين زمن الغربة لها خاصية عظيمة وميزة كبيرة، لأن في ذلك الزمن يقل المعين ويعز الظهير ويندر النصير، فجاءت الجائزة العظيمة لمن هذه حاله.
عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم)).
قالوا: يا نبي الله أو منهم؟
قال: ((بل منكم)).
أخرجه المروزي في ((السنة)) وأودعه الإمام الألباني في ((الصحيحة)) رقم (494).
بخلاف هؤلاء الكواكب النيرة التي تضيء في ظلام الجهل والبعد عن الله تعالى، ينشأ أناس في بيوت خير وفضل لا يسجد الواحد منهم لله سجده، وفي بعض تلك البيوت – التي على طاعة - يمر هلال رمضان تلو الهلال تلو الهلال وهم على الموائد في الليل والنهار ومنهم من يستخفي من الناس ولا يستخفي من الله تعالى، وقد يكون من حوله في محل إقامته أو مكان عمله أو دراسته على طاعة ويشذ عنهم ويعصي الله.
وهؤلاء الذين انفردوا بالعصيان ومن حولهم على عبادة ولهم المعين والظهير حالهم حال أبي الشياطين إبليس، انفرد بترك السجود لأبينا آدم عليه الصلاة والسلام والملائكة حوله امتثلوا الأمر ولم يخالف منهم أحد غير إبليس.
قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } [الحجر: 28-31].
وقال سبحانه: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 71-75].
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في ((تفسير آيات من القرآن الكريم)) (ص: 28 : ((العاشرة: أن اسمه إبليس من ذلك الوقت.
الحادية عشرة: تخلف الإنسان عن العمل الصالح وحده أكبر لقوله: {مَالَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ})) اهـ.
فمن تهيأت له الطاعة مع وجود الممتثلين وعصى رب العالمين ففيه مشابهة لإبليس أبي الشياطين.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأربعاء 21 المحرم سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 9 سبتمبر سنة 2020 ف
الانفراد بالعصيان عمل إبليس الشيطان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فالجهاد في العبادة والتمسك بالدين زمن الغربة لها خاصية عظيمة وميزة كبيرة، لأن في ذلك الزمن يقل المعين ويعز الظهير ويندر النصير، فجاءت الجائزة العظيمة لمن هذه حاله.
عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم)).
قالوا: يا نبي الله أو منهم؟
قال: ((بل منكم)).
أخرجه المروزي في ((السنة)) وأودعه الإمام الألباني في ((الصحيحة)) رقم (494).
بخلاف هؤلاء الكواكب النيرة التي تضيء في ظلام الجهل والبعد عن الله تعالى، ينشأ أناس في بيوت خير وفضل لا يسجد الواحد منهم لله سجده، وفي بعض تلك البيوت – التي على طاعة - يمر هلال رمضان تلو الهلال تلو الهلال وهم على الموائد في الليل والنهار ومنهم من يستخفي من الناس ولا يستخفي من الله تعالى، وقد يكون من حوله في محل إقامته أو مكان عمله أو دراسته على طاعة ويشذ عنهم ويعصي الله.
وهؤلاء الذين انفردوا بالعصيان ومن حولهم على عبادة ولهم المعين والظهير حالهم حال أبي الشياطين إبليس، انفرد بترك السجود لأبينا آدم عليه الصلاة والسلام والملائكة حوله امتثلوا الأمر ولم يخالف منهم أحد غير إبليس.
قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } [الحجر: 28-31].
وقال سبحانه: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 71-75].
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في ((تفسير آيات من القرآن الكريم)) (ص: 28 : ((العاشرة: أن اسمه إبليس من ذلك الوقت.
الحادية عشرة: تخلف الإنسان عن العمل الصالح وحده أكبر لقوله: {مَالَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ})) اهـ.
فمن تهيأت له الطاعة مع وجود الممتثلين وعصى رب العالمين ففيه مشابهة لإبليس أبي الشياطين.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأربعاء 21 المحرم سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 9 سبتمبر سنة 2020 ف