الحمد لله مستحق الحمد وأهله الجازي خلقه جزاء دائرا بين فضله وعدله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه وحكمه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل خلقه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومتبعي هديه وسلم تسليما .
أما بعد
فيقول الله تعالى في كتابه: -((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً [مريم:59-60].
قال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى "فسوف يلقون غيا" قال :"نهر في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر " وفي رواية عنه "واد في جهنم"
أخرجه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (ج1/ص 119- مكتبة الدار) وأسد بن موسى في الزهد (ص22-مكتبة التوعية الإسلامية) وابن ابي الدنيا في صفة النار (1/41-دار ابن حزم)والطبراني في معجمه الكبير (ج9/ص227- مكتبة العلوم والحكم - الموصل) والحاكم في مستدركه (ج 2/ص406-دار الكتب العلمية)وأبو نعيم في الحلية (ج4 /ص206- دار السعادة) والبيهقي في البعث والنشور (1/260- مؤسسة الكتب الثقافية ) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة عن عبد الله فذكره.
قلت :وهذا إسناد صحيح وأبو إسحاق السبيعي وان كان مدلسا لكن رواه عنه شعبة هذا الحديث وهو لا يروي عن أبي اسحاق إلا ما صرح فيه بالتحديث ، فبروايته عنه أمنا شبهة تدليسه ،وأبو عبيدة وان كان لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود لكن روايته عن أبيه صحيحة واليك بعض اقوال أهل العلم في ذلك :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) ( 6 / 404 )
((ويقال : إن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه ، لكن هو عالم بحال أبيه متلق لآثاره من أكابر أصحاب أبيه ، وهذه حال متكررة من عبد الله رضي الله عنه ، فتكون مشهورة عند أصحابه فيكثر المتحدث بها ،
ولم يكن في أصحاب عبد الله من يتهم عليه حتى يخاف أن يكون هو الواسطة ، فلهذا صار الناس يحتجون برواية ابنه عنه وإن قيل : إنه لم يسمع من أبيه).
قلت :يفهم من كلام ابن تيمية أن الأئمة مجمعون على صحة روايته عن أبيه يؤيد هذا قول الحافظ بن رجب في (( فتح الباري )) (6/14)
(( أبو عبيدة لم يسمع من أبيه ، لكن رواياته عنه أخذها عن أهل أبيه ، فهي صحيحة عندهم)).
وقال أيضا في الفتح(7/342):- ( وأبو عبيدة وإن لم يسمع من أبيه إلا أن أحاديثه عنه صحيحة تلقاها عن أهل بيته الثقات العارفين بحديث أبيه قاله ابن المديني وغيره)
وقال في شرح علل الترمذي(1/29) (قال يعقوب بن شيبة إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند ( يعنى في الحديث المتصل_لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها وأنه لم يأت فيها بحديث منكر)
وقال ابن القيم في تهذيب السنن (12/187):" وَأَبُو عُبَيْدَة شَدِيد الْعِنَايَة بِحَدِيثِ أَبِيهِ وَفَتَاوِيه , وَعِنْده فِي ذَلِكَ مِنْ الْعِلْم مَا لَيْسَ عِنْد غَيْره "
فائدة: هناك رسالة ماجستير نوقشت بجامعة أم القرى لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري عنوانها: "مرويات أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود جمع ودراسة وتخريج..."
انتهى فيها إلى قبول رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود، وجمع ما وقف عليه من مرويات عن أبي عبيدة عن ابن مسعود.
ثم وجدتالحديث صح عن عبد الله بن عمرو بن العاص فقد قال ابن جرير الطبري في تفسيره (15/572 - طبعة هجر )
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59] قَالَ: وَادِيًا فِي جَهَنَّمَ
قلت :وإسناده صحيح على شرط الشيخين وأبو أيوب هو المراغي وهو ثقة من رجال الشيخين .
والخلاصة أن الحديث صح عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص وهو وان كان موقوفا لكنه في حكم المرفوع قطعا لأنه لا يقال بالرأي قطعا خصوصا انه خرج في تفسير وعيد ذكره الله تبارك وتعالى في القرآن.
وأما ما يروى عن عبد الله بن عباس أنه فسر الغي بالخسران فهذا لا يصح سنده عنه مع أنه لا يتنافى مع الآثار المتقدمة وقد أشار الى هذا امام المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره (15/573) بقوله:(( وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ مُتَقَارِبَاتُ الْمَعَانِي، وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ وَرَدَ الْبِئْرَيْنِ اللَّتَيْنِ ذَكَرَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْوَادِي الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي جَهَنَّمَ، فَدَخَلَ ذَلِكَ، فَقَدْ لَاقَى خُسْرَانًا وَشَرًّا، حَسْبُهُ بِهِ شَرًّا)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (22/55) :((وكذلك قوله تعالى : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا } وقد سألوا ابن مسعود عن إضاعتها فقال : هو تأخيرها حتى يخرج وقتها فقالوا : ما كنا نرى ذلك إلا تركها فقال : لو تركوها لكانوا كفارا وقد كان ابن مسعود يقول عن بعض أمراء الكوفة في زمانه : ما فعل خلفكم ؟ لكونهم كانوا يؤخرون الصلاة عن وقتها وقوله : { اتبعوا الشهوات } يتناول كل من استعمل ما يشتهيه عن المحافظة عليها في وقتها سواء كان المشتهى من جنس المحرمات : كالمأكول المحرم والمشروب المحرم والمنكوح المحرم والمسموع المحرم أو كان من جنس المباحات لكن الاسراف فيه ينهى عنه أو غير ذلك فمن اشتغل عن فعلها في الوقت بلعب أو لهو أو حديث مع أصحابه أو تنزه في بستانه أو عمارة عقاره أو سعى في تجارته أو غير ذلك فقد أضاع تلك الصلاة واتبع ما يشتهيه))انتهى.
وقال الامام ابن القيم في كتابه الصلاة واحكام تاركها (ص9):((وقال تعالى {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} وقد فسر الصحابة والتابعون إضاعتها بتفويت وقتها والتحقيق أن إضاعتها تتناول تركها وترك وقتها وترك واجباتها وأركانها )).
أما بعد
فيقول الله تعالى في كتابه: -((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً [مريم:59-60].
قال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى "فسوف يلقون غيا" قال :"نهر في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر " وفي رواية عنه "واد في جهنم"
أخرجه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (ج1/ص 119- مكتبة الدار) وأسد بن موسى في الزهد (ص22-مكتبة التوعية الإسلامية) وابن ابي الدنيا في صفة النار (1/41-دار ابن حزم)والطبراني في معجمه الكبير (ج9/ص227- مكتبة العلوم والحكم - الموصل) والحاكم في مستدركه (ج 2/ص406-دار الكتب العلمية)وأبو نعيم في الحلية (ج4 /ص206- دار السعادة) والبيهقي في البعث والنشور (1/260- مؤسسة الكتب الثقافية ) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة عن عبد الله فذكره.
قلت :وهذا إسناد صحيح وأبو إسحاق السبيعي وان كان مدلسا لكن رواه عنه شعبة هذا الحديث وهو لا يروي عن أبي اسحاق إلا ما صرح فيه بالتحديث ، فبروايته عنه أمنا شبهة تدليسه ،وأبو عبيدة وان كان لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود لكن روايته عن أبيه صحيحة واليك بعض اقوال أهل العلم في ذلك :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) ( 6 / 404 )
((ويقال : إن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه ، لكن هو عالم بحال أبيه متلق لآثاره من أكابر أصحاب أبيه ، وهذه حال متكررة من عبد الله رضي الله عنه ، فتكون مشهورة عند أصحابه فيكثر المتحدث بها ،
ولم يكن في أصحاب عبد الله من يتهم عليه حتى يخاف أن يكون هو الواسطة ، فلهذا صار الناس يحتجون برواية ابنه عنه وإن قيل : إنه لم يسمع من أبيه).
قلت :يفهم من كلام ابن تيمية أن الأئمة مجمعون على صحة روايته عن أبيه يؤيد هذا قول الحافظ بن رجب في (( فتح الباري )) (6/14)
(( أبو عبيدة لم يسمع من أبيه ، لكن رواياته عنه أخذها عن أهل أبيه ، فهي صحيحة عندهم)).
وقال أيضا في الفتح(7/342):- ( وأبو عبيدة وإن لم يسمع من أبيه إلا أن أحاديثه عنه صحيحة تلقاها عن أهل بيته الثقات العارفين بحديث أبيه قاله ابن المديني وغيره)
وقال في شرح علل الترمذي(1/29) (قال يعقوب بن شيبة إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند ( يعنى في الحديث المتصل_لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها وأنه لم يأت فيها بحديث منكر)
وقال ابن القيم في تهذيب السنن (12/187):" وَأَبُو عُبَيْدَة شَدِيد الْعِنَايَة بِحَدِيثِ أَبِيهِ وَفَتَاوِيه , وَعِنْده فِي ذَلِكَ مِنْ الْعِلْم مَا لَيْسَ عِنْد غَيْره "
فائدة: هناك رسالة ماجستير نوقشت بجامعة أم القرى لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري عنوانها: "مرويات أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود جمع ودراسة وتخريج..."
انتهى فيها إلى قبول رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود، وجمع ما وقف عليه من مرويات عن أبي عبيدة عن ابن مسعود.
ثم وجدتالحديث صح عن عبد الله بن عمرو بن العاص فقد قال ابن جرير الطبري في تفسيره (15/572 - طبعة هجر )
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59] قَالَ: وَادِيًا فِي جَهَنَّمَ
قلت :وإسناده صحيح على شرط الشيخين وأبو أيوب هو المراغي وهو ثقة من رجال الشيخين .
والخلاصة أن الحديث صح عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص وهو وان كان موقوفا لكنه في حكم المرفوع قطعا لأنه لا يقال بالرأي قطعا خصوصا انه خرج في تفسير وعيد ذكره الله تبارك وتعالى في القرآن.
وأما ما يروى عن عبد الله بن عباس أنه فسر الغي بالخسران فهذا لا يصح سنده عنه مع أنه لا يتنافى مع الآثار المتقدمة وقد أشار الى هذا امام المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره (15/573) بقوله:(( وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ مُتَقَارِبَاتُ الْمَعَانِي، وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ وَرَدَ الْبِئْرَيْنِ اللَّتَيْنِ ذَكَرَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْوَادِي الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي جَهَنَّمَ، فَدَخَلَ ذَلِكَ، فَقَدْ لَاقَى خُسْرَانًا وَشَرًّا، حَسْبُهُ بِهِ شَرًّا)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (22/55) :((وكذلك قوله تعالى : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا } وقد سألوا ابن مسعود عن إضاعتها فقال : هو تأخيرها حتى يخرج وقتها فقالوا : ما كنا نرى ذلك إلا تركها فقال : لو تركوها لكانوا كفارا وقد كان ابن مسعود يقول عن بعض أمراء الكوفة في زمانه : ما فعل خلفكم ؟ لكونهم كانوا يؤخرون الصلاة عن وقتها وقوله : { اتبعوا الشهوات } يتناول كل من استعمل ما يشتهيه عن المحافظة عليها في وقتها سواء كان المشتهى من جنس المحرمات : كالمأكول المحرم والمشروب المحرم والمنكوح المحرم والمسموع المحرم أو كان من جنس المباحات لكن الاسراف فيه ينهى عنه أو غير ذلك فمن اشتغل عن فعلها في الوقت بلعب أو لهو أو حديث مع أصحابه أو تنزه في بستانه أو عمارة عقاره أو سعى في تجارته أو غير ذلك فقد أضاع تلك الصلاة واتبع ما يشتهيه))انتهى.
وقال الامام ابن القيم في كتابه الصلاة واحكام تاركها (ص9):((وقال تعالى {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} وقد فسر الصحابة والتابعون إضاعتها بتفويت وقتها والتحقيق أن إضاعتها تتناول تركها وترك وقتها وترك واجباتها وأركانها )).
وكتبه أخوكم عمر بن إبراهيم
أجاره الله من العذاب الأليم
أجاره الله من العذاب الأليم
تعليق