قال ابن مبارك:
من ختم نهاره بذكر كتب نهاره كله ذكرا
ً
من ختم نهاره بذكر كتب نهاره كله ذكرا
ً
يشير إلى أن الأعمال بالخواتيم فإذا كان البداءة والختام ذكراً فهو أولى أن يكون حكم الذكر شاملاً للجميع
ويتعين افتتاح العام بتوبة نصوح تمحو ما سلف من الذنوب السالفة في الأيام الخالية.
ويتعين افتتاح العام بتوبة نصوح تمحو ما سلف من الذنوب السالفة في الأيام الخالية.
قطعت شهور العام لهوا وغفلة ... ولم تحترم فيما أتيت المحرما
فلا رجبا وافيت فيه بحقه ... ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي ... مضى كنت قواما ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة ... وتبكي عليها حسرة وتندما
وتستقبل العام الجديد بتوبة ... لعلك أن تمحو بها ما تقدما
و قد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله واضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته كما نسب محمدا وإبرهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء إلى عبوديته ونسب إليه بيته وناقتهفلا رجبا وافيت فيه بحقه ... ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي ... مضى كنت قواما ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة ... وتبكي عليها حسرة وتندما
وتستقبل العام الجديد بتوبة ... لعلك أن تمحو بها ما تقدما
ولما كان هذا الشهر مختصا بإضافته إلى الله تعالى و كان الصيام من بين الأعمال مضافا إلى الله تعالى فإنه له من بين الأعمال ناسب أن يختص هذا الشهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إليه المختص به وهو الصيام(1).
[لطائف المعارف]
لابن رجب الحنبلي
(1): يشير رحمه الله إلى الحديث الذي أخرجه مسلم(1163) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل"