درر من أقوال السلف (رضي الله عنهم )عند الإحتضار
لما حضرت أبا هريرة الوفاة بكى
فقيل له ما يبكيك؟
فقال بعد المفازة وقلة الزاد وعقبة كؤود ، المهبط منها إلى الجنة أو النار.
صفة الصفوة (1/694)
فكيف حالنا وما مقالنا عند الإحتضار !
أسأل الله أن يلطف بنا ، ويرحمنا ، وأن يصلح أحوالنا ومآلنا
قيل لأبي مسعود الأنصاري:
ماذا قال حذيفة عند موته؟
قال: لما كان عند السحر،
قال: أعوذ بالله من صباح إلى النار - ثلاثا -
ثم قال: اشتروا لي ثوبين أبيضين؛ فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا حتى أبدل بهما خيرا منهما، أو أسلبهما سلبا قبيحا.
[سير أعلام النبلاء : 2/368]
لمّا نزل بحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً،
فقيل: (ما يبكيك ؟)
فقال: (ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ).
ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم:
(أجئتم معكم بأكفان ؟)
قالوا: (نعم)
قال: (أرونيها) فوجدها جديدة فارهة،
فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما)
ثم تمتم بكلمات: (مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة.
قال لما احتضر عمر بن عبدالعزيز قال
اخرجوا عني فلا يبقى أحد فخرجوا فقعدوا على الباب فسمعوه يقول مرحبا بهذه الوجوه ليست بوجوه أنس ولا جان ثم قال تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ثم هدي الصوت فقال مسلمة لفاطمة قد قبض صاحبك فوجدوه قد قبض وغمض وسوى
الثبات عند الممات - (ج 1 / ص 150)
وإبن تيمية رحمه الله-
لما أخرج ما عنده من الكتب والأوراق حمل إلى القاضي علاء الدين القونوي وجعل تحت يده في المدرسة العادلية
وأقبل الشيخ بعد إخراجها على العبادة والتلاوة والتذكر والتهجد حتى أتاه اليقين
وختم القرآن مدة إقامته بالقلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة انتهى في آخر ختمة إلى آخر اقتربت الساعة إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ثم كملت عليه بعد وفاته وهو مسجى
كان كل يوم يقرأ ثلاثة أجزاء يختم في عشرة أيام هكذا أخبرني أخوه زين الدين
وكانت مدة مرضه بضعة وعشرين يوما وأكثر الناس ما علموا بمرضه فلم يفجأ الخلق إلا نعيه فاشتد التأسف عليه وكثر البكاء والحزن ودخل إليه أقاربه وأصحابه وازدحم الخلق على باب القلعة والطرقات وامتلأ جامع دمشق وصلوا عليه وحمل على الرؤوس رحمه الله ورضي عنه
العقود الدرية - (ج 1 / ص 384)
ابوسفيان الانصاري:
لما حضرته الوفاة قال : لا تبكوا علي فإني لم أتنظف بخطيئة منذ أسلمت
أسد الغابة - (ج 1 / ص 118
لما احتضر أبو بكر الصديق رضياللهعنه وأرضاه حين وفاته قال :
و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منهتحيد
و قال لعائشة :
انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولىبالجديد منالميت .
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لايقبلهبالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لايقبلالنافلة حتىتؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلتموازينه في الآخرةبإتباعهم الحقفي الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , وحق لميزان يوضع فيه الحق أن يكونثقيلا , وإنما خفت موازين منخفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفتهعليهم فيالدنيا وحق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.
ولما طعن عمر
.. جاء عبداللهبن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , وجاهدت مع رسول الله صلىاللهعليه و سلم حين خذله الناس , و قتلتشهيدا و لم يختلف عليك اثنان , وتوفيرسول الله صلى الله عليه وسلم و هو عنك راض .
فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , والله لو أنلي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض .
فقال عبدالله : فوضعته على الأرض .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضيالله عنهو أرضاه
قال حين طعنه الغادرون والدماء تسيلعلى لحيته :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوافيه ورقةمكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم .
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمداعبده ورسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لاريب فيهإن اللهلا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله .
أمير المؤمنين علي بن أبي طالبرضي اللهعنه
بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال : ما فعل بضاربي ؟
قالو : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيهرأيي , وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسولالله صلىالله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلباسريعا
و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإنكان خيراعجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم .
معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه
الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حينحضرته الوفاة ..
و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. :
يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ماكنت أحبالدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأالهواجر , ومكابدةالساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلقالعلم .
ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله ...
روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجلمعاذ بنجبل
و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناسبأمتيأبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ .
بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه
حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقوليواحزناه , وقولي وا فرحاه
ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه .
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه
لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ...
فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقوللنفرأنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة منالمؤمنين
و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذيأموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك ياأمةالله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه فيثوبين لذلكالفتى
و صلى عليه عبدالله بن مسعود
فكان في ذلك القوم
رضي الله عنهم أجمعين.
الصحابي الجليل أبوالدرداء رضيالله عنه وأرضاه
لما جاء أبا الدرداء الموت ... قال :
ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟
ثم قبض رحمه الله.
سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه
بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدناكزادالراكب , و حولي هذه الأزواد .
و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
المطهرة : إناء يتطهر فيه.
الصحابي الجليل عبدالله بن مسعودرضي اللهعنه
لما حضر عبداللهبن مسعودالموت دعاإبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني :
أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل .
و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر .
و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به .
و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل .
و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها .
الحسن بن علي سبط رسول الله و سيدشبابأهل الجنة رضي الله عنه
لما حضر الموت بالحسن بن عليرضي اللهعنهما , قال :
أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال :
اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها !
الصحابي الجليل معاوية بن أبيسفيان رضيالله عنه
قال معاوية رضي الله عنه عندموته لمنحوله : أجلسوني ..
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال :
الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كانهذا وغض الشباب نضير ريان ؟!
ثم بكى و قال :
يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقلالعثرة واغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثقبأحد سواك ...
ثم فاضت رضي الله عنه.
الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضياللهعنه
حينما حضر عمروبن العاصالموت .. بكىطويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال لهإبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟أمابشرك رسول الله ....
فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لاإله إلا الله , و أن محمدا رسول الله ..
إني كنت على أطباق ثلاث ..
لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , ولا أحبإلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحاللكنت منأهلالنار.....
فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلمفقلت : إبسطيمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي ..
فقال : ما لك يا عمرو ؟
قلت : أردت أن أشترط
فقال : تشترط ماذا ؟
قلت : أن يغفر لي .
فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ماكانقبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟
و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى فيعينيمنه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيللي صفهلماإستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه ,
و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ,
ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟
فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا عليالتراب سناثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتىأستأنس بكم , و أنظرماذا أراجع به رسل ربي ؟
الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري
لما حضرت أبا موسى - رضي اللهعنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم :
إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ...
ففعلوا ..
فقال : اجلسوا بي , فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إماليوسعنقبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب منأبوابالجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعدالله عز و جل ليفيها منالنعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي فيالجنة مني اليوم إلى أهلي , وليصيبني منروحها و ريحانها حتى أبعث .
و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكونأضيق منكذا و كذا , و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلىمقعدي وإلى ما أعدالله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال والقرناء , ثم لأنا إلىمقعدي منجهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتىأبعث .
سعد بن الربيع رضي الله عنه
لما إنتهت غزوة أحد .. قالرسول اللهصلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟
فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيضروحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟
فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟
فقال سعد :
إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت وأني قدطعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , وإقرأ علىقومي منالسلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلصإلى رسول الله صلىالله عليهو سلم و فيكم عين تطرف ...
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
قال عبدالله بن عمر قبل أنتفيض روحه :
ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة :
ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل ,
و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت
(و لعله يقصد الحجاج و من معه).
عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاه
لما حضرت عبادة بن الصامتالوفاة ،قال :
أخرجوا فراشي إلى الصحن
ثم قال :
اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي
فجمعوا له .... فقال :
إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة منالآخرة، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء، و هووالذي نفسعبادة بيده ، القصاص يوم القيامة ، و أحرج علىأحد منكم في نفسه شيءمن ذلكإلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي .
فقالوا : بل كنت والدا و كنت مؤدبا .
فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟
قالوا : نعم .
فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ...
أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنواالوضوء ،ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة ولنفسه ، فإنالله عزو جل قال : و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنهالكبيرة إلا علىالخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لاتتبعوني بنار .
الإمام الشافعي رضي الله عنه
دخل المزني على الإمامالشافعي فيمرضه الذي توفي فيه
فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟!
فقال الشافعي :
أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , ولكأسالمنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلىالجنةفأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي
جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا
الحسن البصري رضي الله عنه وأرضاه
حينما حضرت الحسن البصريالمنية
حرك يديه و قال :
هذه منزلة صبر و إستسلام !
عبدالله بن المبارك
العالم العابد الزاهد المجاهدعبداللهبن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت
ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا :
لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله ....
ثم فاضت روحه.
الفضيل بن عياض
العالم العابد الفضيل بن عياضالشهيربعابد الحرمين
لما حضرته الوفاة , غشي عليه , ثم أفاق و قال :
وا بعد سفراه ...
وا قلة زاداه ...!
الإمام العالم محمد بن سيرين
روي أنه لما حضرت محمد بنسيرينالوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية وما ينجينيمن النار الحامية.
الخليفة العادل الزاهد عمر بنعبدالعزيزرضي الله عنه
لما حضر الخليفة العادل عمربن عبدالعزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك حاضرا :
يا بني , إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهمإلا رأو لكم حقا .
يا بني , إني قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أوتفتقرواو أدخل الجنة , فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قومواعصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ...
قوموا عني , فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس ..
قال مسلمة : فقمنا و تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلا يقول : تلك الدارالآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا والعاقبةللمتقين
ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى !
الخليفة المأمون أمير المؤمنينرحمه الله
حينما حضر المأمون الموت قال :
أنزلوني من على السرير.
فأنزلوه على الأرض ...
فوضع خده على التراب و قال :
يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه ... !
أمير المؤمنين عبدالملك من مروانرحمهالله
يروى أن عبدالملك بن مروانلما أحسبالموت قال : ارفعوني على شرف , ففعل ذلك , فتنسم الروح , ثم قال :
يا دنيا ما أطيبك !
إن طويلك لقصير ...
و إن كثيرك لحقير ...
و إن كنا منك لفي غرور ... !
هشام بن عبدالملك رحمه الله
لما أحتضر هشامبن عبدالملك , نظر إلىأهله يبكون حوله فقال : جاء هشام إليكمبالدنيا و جئتم له بالبكاء , ترك لكمما جمع و تركتم له ما حمل , ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله .
أمير المؤمنين الخليفة المعتصمرحمه الله
قال المعتصم عند موته :
لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ... !
أمير المؤمنين الخليفة الزاهدالمجاهدهارون الرشيد رحمه الله
لما مرض هارون الرشيد و يئسالأطباءمن شفائه ... و أحس بدنو أجله .. قال : أحضروا لي أكفانا فأحضروا له ..فقال :
احفروا لي قبرا ...
فحفروا له ... فنظر إلى القبر و قال :
ما أغنى عني مالية ... هلك عني سلطانية ... !
محمد رسول الله صلى الله عليهوسلم
الحمد لله الواحد العلام
و على النبي الكريم الصلاة و السلام
أما بعد ..
فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت ..
جمعتها تذكرة لنفسي أولا و لإخواني .. لنأخذ منها العظة .. و لنتذكرحقيقةهذه الدنيا ...
و خير ختام لهذه الحلقات .. اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليهأفضلالصلاة و أزكى السلام ...
في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة
كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم ، و سرت أنباءمرضه بينأصحابه ، و بلغ منهم القلق مبلغه ، و كان رسول الله صلىالله عليه وسلم قدأوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ، حين أعجزهالمرض عن الحضور إلىالصلاة .
و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم و هميصلون إلارسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و همفي صفوفالصلاة ،فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلىالله عليه و سلميريد أنيخرج للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف، و هم المسلمون أن يفتتنوافيصلاتهم ، فرحا برسول الله صلى اللهعليه و سلم
فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكرليكملالصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسولالله إلىحجرته ،و فرح الناس بذلك أشد الفرح ، و ظن الناس أن رسولالله صلى الله عليهو سلمقد أفاق من وجعه ، و إستبشروا بذلك خيرا ...
و جاء الضحى .. و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فدعافاطمة .. فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ،فأخبرها أنهاأول منيتبعه من أهله ، فضحكت ...
و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه ... فقالتفاطمة : واكرباه ... فرد عليها رسول الله قائلا : لا كربعلى أبيكبعد اليوم
و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراشموته : الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة وما ملكتأيمانكم .... و كرر ذلك مرارا ......
و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ،قالتعائشة : آخذه لك .. ؟ ، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... فقالتعائشة : ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ...
و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ،فيمسحبالماء وجهه و هو يقول : لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات ...
و في النهاية ... شخص بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركتشفتاهقائلا : .... مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم إغفر لي و إرحمني ... و ألحقنيبالرفيق الأعلىاللهم الرفيقالأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روحمنأرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما.
عن عبد الواحد بن زيد :
أن حبيبا أبا محمد جزع جزعا شديدا عند الموت ؛
فجعل يقول بالفارسية :
أريد أن أسافر سفرا ما سافرته قط ،
أريد أن أسلك طريقا ما سلكته قط ،
أريد أن أزور سيدي ومولاي وما رأيته قط ،
أريد أن أشرف على أهوال ما شاهدت مثلها قط ،
أريد أن أدخل تحت التراب فأبقى تحته إلى يوم القيامة ،
ثم أوقف بين يدي الله عز وجل فأخاف أن يقوللي : يا حبيب ! هات تسبيحةواحدة سبحتني في ستين سنة لم يظفر منك الشيطان فيها بشيء ؛ فماذا أقول وليسلي حيلة ؟ ! أقول : يا رب ! هوذا قد أتيتك مقبوض اليدين إلى عنقي .
قال عبد الواحد :
هذا عبد الله ستين سنة مشتغلا به ، ولم يشتغل من الدنيا بشيء قط ؛ فإيش يكون حالنا ؟ ! واغوثاه بالله !
المجالسة وجواهر العلم 4/399
نظر يونس بن عبيد رحمه الله :
إلى قدميه عند موته فبكى، فقيل له: ما يبكيك أبا عبد الله،
قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل.
حلية الأأولياء (3/19)
قال سليمان التيمي -رحمه الله -:
دخلت على بعض أصحابنا وهو في النزع، فرأيت من جزعه ماساءني، فقلت له: هذا الجزعُ كُله لماذا؟ وقد كُنت -بحمد الله- على حالةصالحة؟ فقال: ومالي لا أجزع وما أحقُ مني بالجزع؟ والله لو أتتني المغفرةمن الله -عز وجل- لأهمني الحياءُ منه فيما أفضيت به إليه
تسلية أهل المصائب (ص8.
ولما احتضر نافع بكى:
فقيل ما يبكيك؟
قال ذكرت سعدًا وضغطة القبر (أي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: «إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيًا منها نجا سعد بنمعاذ»
السير: (5/ 99).
لما احتضر سعيد بن مروان قال:
يا ليتني لم أكن شيئًا، يا ليتني كهذا الماء الجاري، ثم قال: هاتوا كفني.. أُفٍ لك، ما أقصر طويلك وأقل كثيرك
تاريخ الخلفاء: (136).
عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال:
لما حضرت معاذاً الوفاة فجعل يبكي فقيل له: أتبكي وأنتصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت وأنت؟! فقال: ما أبكي جزعاً منالموت أن حل بي ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنما هما القبضتان قبضة فيالنار وقبضة في الجنة فلا أدري في أي القبضتين أنا.
شعب الإيمان (1/502)
لما احتضر عمرو بن قيس الملائي –رحمه الله –
بكى فقال له أصحابه: على ما تبكي من الدنيا فوالله لقد كنت غضيض؟؟ العيش أيام حياتك
فقال: والله ما أبكي على الدنيا وإنما أبكي خوفاً من أن أحرم خير الآخرة.
شعب الإيمان (1/50
لما حضرت عبد الله بن علي -رحمه الله- الوفاة :
بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية، وما ينجيني من النار الحامية !
العاقبة (131).
لما حضرت ابن المبارك –رحمه الله- الوفاة قال لنصر مولاه :
اجعل رأسي على التراب ، فبكى نصر ، فقال له : ما يبكيك ؟ قال : أذكر ما كنت فيه من النعيم ، وأنت هو ذا تموت فقيرا غريبا .
فقال له : اسكت ؛ فإني سألت الله عز وجل أن يحييني حياة الأغنياء ، وأنيميتني ميتة الفقراء . ثم قال له : لقني ولا تعد علي ، إلا أن أتكلم بكلامثان .
المجالسة وجواهر العلم (2/253)
لما احتضر الأسود بن يزيد -رحمه الله-:
بكى فقيل له : ما هذا الجزع ؟ قال مالي لا أجزع ومن أحقبذلك مني ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز و جل لهمني الحياء منه مماقد صنعته ،
إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيا منه !
حلية الأولياء (2/103 )
قال حذيفة بن اليمان –رحمه الله- عند الموت:
رب يوم لو أتاني الموت لم أشك ، فأما اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا فيها .
حلية الأولياء (1/27
قال أحمد بن إبراهيم –رحمه الله-:
نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى، فقيل له: ما يبكيك، أبا عبد الله؟
قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل "
حلية الأولياء (3/19)
قال سعيد بن عامر –رحمه الله-:
" مرض سليمان التيمي فبكى في مرضه بكاء شديدا، فقيل له: ما يبكيك أتجزع من الموت،
قال: لا ولكن مررت على قدري فسلمت عليه، فأخاف أن يحاسبني ربي عز وجل عليه "
حلية الأولياء (3/32)
لما حضرت أبا هريرة الوفاة بكى
فقيل له ما يبكيك؟
فقال بعد المفازة وقلة الزاد وعقبة كؤود ، المهبط منها إلى الجنة أو النار.
صفة الصفوة (1/694)
فكيف حالنا وما مقالنا عند الإحتضار !
أسأل الله أن يلطف بنا ، ويرحمنا ، وأن يصلح أحوالنا ومآلنا
قيل لأبي مسعود الأنصاري:
ماذا قال حذيفة عند موته؟
قال: لما كان عند السحر،
قال: أعوذ بالله من صباح إلى النار - ثلاثا -
ثم قال: اشتروا لي ثوبين أبيضين؛ فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا حتى أبدل بهما خيرا منهما، أو أسلبهما سلبا قبيحا.
[سير أعلام النبلاء : 2/368]
لمّا نزل بحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً،
فقيل: (ما يبكيك ؟)
فقال: (ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ).
ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم:
(أجئتم معكم بأكفان ؟)
قالوا: (نعم)
قال: (أرونيها) فوجدها جديدة فارهة،
فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما)
ثم تمتم بكلمات: (مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة.
قال لما احتضر عمر بن عبدالعزيز قال
اخرجوا عني فلا يبقى أحد فخرجوا فقعدوا على الباب فسمعوه يقول مرحبا بهذه الوجوه ليست بوجوه أنس ولا جان ثم قال تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ثم هدي الصوت فقال مسلمة لفاطمة قد قبض صاحبك فوجدوه قد قبض وغمض وسوى
الثبات عند الممات - (ج 1 / ص 150)
وإبن تيمية رحمه الله-
لما أخرج ما عنده من الكتب والأوراق حمل إلى القاضي علاء الدين القونوي وجعل تحت يده في المدرسة العادلية
وأقبل الشيخ بعد إخراجها على العبادة والتلاوة والتذكر والتهجد حتى أتاه اليقين
وختم القرآن مدة إقامته بالقلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة انتهى في آخر ختمة إلى آخر اقتربت الساعة إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ثم كملت عليه بعد وفاته وهو مسجى
كان كل يوم يقرأ ثلاثة أجزاء يختم في عشرة أيام هكذا أخبرني أخوه زين الدين
وكانت مدة مرضه بضعة وعشرين يوما وأكثر الناس ما علموا بمرضه فلم يفجأ الخلق إلا نعيه فاشتد التأسف عليه وكثر البكاء والحزن ودخل إليه أقاربه وأصحابه وازدحم الخلق على باب القلعة والطرقات وامتلأ جامع دمشق وصلوا عليه وحمل على الرؤوس رحمه الله ورضي عنه
العقود الدرية - (ج 1 / ص 384)
ابوسفيان الانصاري:
لما حضرته الوفاة قال : لا تبكوا علي فإني لم أتنظف بخطيئة منذ أسلمت
أسد الغابة - (ج 1 / ص 118
لما احتضر أبو بكر الصديق رضياللهعنه وأرضاه حين وفاته قال :
و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منهتحيد
و قال لعائشة :
انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولىبالجديد منالميت .
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لايقبلهبالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لايقبلالنافلة حتىتؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلتموازينه في الآخرةبإتباعهم الحقفي الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , وحق لميزان يوضع فيه الحق أن يكونثقيلا , وإنما خفت موازين منخفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفتهعليهم فيالدنيا وحق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.
ولما طعن عمر
.. جاء عبداللهبن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , وجاهدت مع رسول الله صلىاللهعليه و سلم حين خذله الناس , و قتلتشهيدا و لم يختلف عليك اثنان , وتوفيرسول الله صلى الله عليه وسلم و هو عنك راض .
فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , والله لو أنلي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض .
فقال عبدالله : فوضعته على الأرض .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضيالله عنهو أرضاه
قال حين طعنه الغادرون والدماء تسيلعلى لحيته :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوافيه ورقةمكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم .
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمداعبده ورسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لاريب فيهإن اللهلا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله .
أمير المؤمنين علي بن أبي طالبرضي اللهعنه
بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال : ما فعل بضاربي ؟
قالو : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيهرأيي , وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسولالله صلىالله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلباسريعا
و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإنكان خيراعجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم .
معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه
الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حينحضرته الوفاة ..
و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. :
يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ماكنت أحبالدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأالهواجر , ومكابدةالساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلقالعلم .
ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله ...
روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجلمعاذ بنجبل
و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناسبأمتيأبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ .
بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه
حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقوليواحزناه , وقولي وا فرحاه
ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه .
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه
لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ...
فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقوللنفرأنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة منالمؤمنين
و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذيأموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك ياأمةالله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه فيثوبين لذلكالفتى
و صلى عليه عبدالله بن مسعود
فكان في ذلك القوم
رضي الله عنهم أجمعين.
الصحابي الجليل أبوالدرداء رضيالله عنه وأرضاه
لما جاء أبا الدرداء الموت ... قال :
ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟
ثم قبض رحمه الله.
سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه
بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدناكزادالراكب , و حولي هذه الأزواد .
و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
المطهرة : إناء يتطهر فيه.
الصحابي الجليل عبدالله بن مسعودرضي اللهعنه
لما حضر عبداللهبن مسعودالموت دعاإبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني :
أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل .
و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر .
و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به .
و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل .
و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها .
الحسن بن علي سبط رسول الله و سيدشبابأهل الجنة رضي الله عنه
لما حضر الموت بالحسن بن عليرضي اللهعنهما , قال :
أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال :
اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها !
الصحابي الجليل معاوية بن أبيسفيان رضيالله عنه
قال معاوية رضي الله عنه عندموته لمنحوله : أجلسوني ..
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال :
الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كانهذا وغض الشباب نضير ريان ؟!
ثم بكى و قال :
يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقلالعثرة واغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثقبأحد سواك ...
ثم فاضت رضي الله عنه.
الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضياللهعنه
حينما حضر عمروبن العاصالموت .. بكىطويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال لهإبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟أمابشرك رسول الله ....
فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لاإله إلا الله , و أن محمدا رسول الله ..
إني كنت على أطباق ثلاث ..
لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , ولا أحبإلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحاللكنت منأهلالنار.....
فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلمفقلت : إبسطيمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي ..
فقال : ما لك يا عمرو ؟
قلت : أردت أن أشترط
فقال : تشترط ماذا ؟
قلت : أن يغفر لي .
فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ماكانقبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟
و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى فيعينيمنه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيللي صفهلماإستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه ,
و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ,
ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟
فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا عليالتراب سناثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتىأستأنس بكم , و أنظرماذا أراجع به رسل ربي ؟
الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري
لما حضرت أبا موسى - رضي اللهعنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم :
إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ...
ففعلوا ..
فقال : اجلسوا بي , فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إماليوسعنقبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب منأبوابالجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعدالله عز و جل ليفيها منالنعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي فيالجنة مني اليوم إلى أهلي , وليصيبني منروحها و ريحانها حتى أبعث .
و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكونأضيق منكذا و كذا , و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلىمقعدي وإلى ما أعدالله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال والقرناء , ثم لأنا إلىمقعدي منجهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتىأبعث .
سعد بن الربيع رضي الله عنه
لما إنتهت غزوة أحد .. قالرسول اللهصلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟
فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيضروحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟
فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟
فقال سعد :
إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت وأني قدطعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , وإقرأ علىقومي منالسلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلصإلى رسول الله صلىالله عليهو سلم و فيكم عين تطرف ...
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
قال عبدالله بن عمر قبل أنتفيض روحه :
ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة :
ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل ,
و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت
(و لعله يقصد الحجاج و من معه).
عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاه
لما حضرت عبادة بن الصامتالوفاة ،قال :
أخرجوا فراشي إلى الصحن
ثم قال :
اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي
فجمعوا له .... فقال :
إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة منالآخرة، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء، و هووالذي نفسعبادة بيده ، القصاص يوم القيامة ، و أحرج علىأحد منكم في نفسه شيءمن ذلكإلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي .
فقالوا : بل كنت والدا و كنت مؤدبا .
فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟
قالوا : نعم .
فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ...
أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنواالوضوء ،ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة ولنفسه ، فإنالله عزو جل قال : و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنهالكبيرة إلا علىالخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لاتتبعوني بنار .
الإمام الشافعي رضي الله عنه
دخل المزني على الإمامالشافعي فيمرضه الذي توفي فيه
فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟!
فقال الشافعي :
أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , ولكأسالمنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلىالجنةفأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي
جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا
الحسن البصري رضي الله عنه وأرضاه
حينما حضرت الحسن البصريالمنية
حرك يديه و قال :
هذه منزلة صبر و إستسلام !
عبدالله بن المبارك
العالم العابد الزاهد المجاهدعبداللهبن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت
ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا :
لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله ....
ثم فاضت روحه.
الفضيل بن عياض
العالم العابد الفضيل بن عياضالشهيربعابد الحرمين
لما حضرته الوفاة , غشي عليه , ثم أفاق و قال :
وا بعد سفراه ...
وا قلة زاداه ...!
الإمام العالم محمد بن سيرين
روي أنه لما حضرت محمد بنسيرينالوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية وما ينجينيمن النار الحامية.
الخليفة العادل الزاهد عمر بنعبدالعزيزرضي الله عنه
لما حضر الخليفة العادل عمربن عبدالعزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك حاضرا :
يا بني , إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهمإلا رأو لكم حقا .
يا بني , إني قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أوتفتقرواو أدخل الجنة , فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قومواعصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ...
قوموا عني , فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس ..
قال مسلمة : فقمنا و تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلا يقول : تلك الدارالآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا والعاقبةللمتقين
ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى !
الخليفة المأمون أمير المؤمنينرحمه الله
حينما حضر المأمون الموت قال :
أنزلوني من على السرير.
فأنزلوه على الأرض ...
فوضع خده على التراب و قال :
يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه ... !
أمير المؤمنين عبدالملك من مروانرحمهالله
يروى أن عبدالملك بن مروانلما أحسبالموت قال : ارفعوني على شرف , ففعل ذلك , فتنسم الروح , ثم قال :
يا دنيا ما أطيبك !
إن طويلك لقصير ...
و إن كثيرك لحقير ...
و إن كنا منك لفي غرور ... !
هشام بن عبدالملك رحمه الله
لما أحتضر هشامبن عبدالملك , نظر إلىأهله يبكون حوله فقال : جاء هشام إليكمبالدنيا و جئتم له بالبكاء , ترك لكمما جمع و تركتم له ما حمل , ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله .
أمير المؤمنين الخليفة المعتصمرحمه الله
قال المعتصم عند موته :
لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ... !
أمير المؤمنين الخليفة الزاهدالمجاهدهارون الرشيد رحمه الله
لما مرض هارون الرشيد و يئسالأطباءمن شفائه ... و أحس بدنو أجله .. قال : أحضروا لي أكفانا فأحضروا له ..فقال :
احفروا لي قبرا ...
فحفروا له ... فنظر إلى القبر و قال :
ما أغنى عني مالية ... هلك عني سلطانية ... !
محمد رسول الله صلى الله عليهوسلم
الحمد لله الواحد العلام
و على النبي الكريم الصلاة و السلام
أما بعد ..
فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت ..
جمعتها تذكرة لنفسي أولا و لإخواني .. لنأخذ منها العظة .. و لنتذكرحقيقةهذه الدنيا ...
و خير ختام لهذه الحلقات .. اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليهأفضلالصلاة و أزكى السلام ...
في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة
كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم ، و سرت أنباءمرضه بينأصحابه ، و بلغ منهم القلق مبلغه ، و كان رسول الله صلىالله عليه وسلم قدأوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ، حين أعجزهالمرض عن الحضور إلىالصلاة .
و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم و هميصلون إلارسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و همفي صفوفالصلاة ،فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلىالله عليه و سلميريد أنيخرج للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف، و هم المسلمون أن يفتتنوافيصلاتهم ، فرحا برسول الله صلى اللهعليه و سلم
فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكرليكملالصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسولالله إلىحجرته ،و فرح الناس بذلك أشد الفرح ، و ظن الناس أن رسولالله صلى الله عليهو سلمقد أفاق من وجعه ، و إستبشروا بذلك خيرا ...
و جاء الضحى .. و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فدعافاطمة .. فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ،فأخبرها أنهاأول منيتبعه من أهله ، فضحكت ...
و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه ... فقالتفاطمة : واكرباه ... فرد عليها رسول الله قائلا : لا كربعلى أبيكبعد اليوم
و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراشموته : الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة وما ملكتأيمانكم .... و كرر ذلك مرارا ......
و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ،قالتعائشة : آخذه لك .. ؟ ، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... فقالتعائشة : ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ...
و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ،فيمسحبالماء وجهه و هو يقول : لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات ...
و في النهاية ... شخص بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركتشفتاهقائلا : .... مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم إغفر لي و إرحمني ... و ألحقنيبالرفيق الأعلىاللهم الرفيقالأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روحمنأرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما.
عن عبد الواحد بن زيد :
أن حبيبا أبا محمد جزع جزعا شديدا عند الموت ؛
فجعل يقول بالفارسية :
أريد أن أسافر سفرا ما سافرته قط ،
أريد أن أسلك طريقا ما سلكته قط ،
أريد أن أزور سيدي ومولاي وما رأيته قط ،
أريد أن أشرف على أهوال ما شاهدت مثلها قط ،
أريد أن أدخل تحت التراب فأبقى تحته إلى يوم القيامة ،
ثم أوقف بين يدي الله عز وجل فأخاف أن يقوللي : يا حبيب ! هات تسبيحةواحدة سبحتني في ستين سنة لم يظفر منك الشيطان فيها بشيء ؛ فماذا أقول وليسلي حيلة ؟ ! أقول : يا رب ! هوذا قد أتيتك مقبوض اليدين إلى عنقي .
قال عبد الواحد :
هذا عبد الله ستين سنة مشتغلا به ، ولم يشتغل من الدنيا بشيء قط ؛ فإيش يكون حالنا ؟ ! واغوثاه بالله !
المجالسة وجواهر العلم 4/399
نظر يونس بن عبيد رحمه الله :
إلى قدميه عند موته فبكى، فقيل له: ما يبكيك أبا عبد الله،
قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل.
حلية الأأولياء (3/19)
قال سليمان التيمي -رحمه الله -:
دخلت على بعض أصحابنا وهو في النزع، فرأيت من جزعه ماساءني، فقلت له: هذا الجزعُ كُله لماذا؟ وقد كُنت -بحمد الله- على حالةصالحة؟ فقال: ومالي لا أجزع وما أحقُ مني بالجزع؟ والله لو أتتني المغفرةمن الله -عز وجل- لأهمني الحياءُ منه فيما أفضيت به إليه
تسلية أهل المصائب (ص8.
ولما احتضر نافع بكى:
فقيل ما يبكيك؟
قال ذكرت سعدًا وضغطة القبر (أي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: «إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيًا منها نجا سعد بنمعاذ»
السير: (5/ 99).
لما احتضر سعيد بن مروان قال:
يا ليتني لم أكن شيئًا، يا ليتني كهذا الماء الجاري، ثم قال: هاتوا كفني.. أُفٍ لك، ما أقصر طويلك وأقل كثيرك
تاريخ الخلفاء: (136).
عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال:
لما حضرت معاذاً الوفاة فجعل يبكي فقيل له: أتبكي وأنتصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت وأنت؟! فقال: ما أبكي جزعاً منالموت أن حل بي ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنما هما القبضتان قبضة فيالنار وقبضة في الجنة فلا أدري في أي القبضتين أنا.
شعب الإيمان (1/502)
لما احتضر عمرو بن قيس الملائي –رحمه الله –
بكى فقال له أصحابه: على ما تبكي من الدنيا فوالله لقد كنت غضيض؟؟ العيش أيام حياتك
فقال: والله ما أبكي على الدنيا وإنما أبكي خوفاً من أن أحرم خير الآخرة.
شعب الإيمان (1/50
لما حضرت عبد الله بن علي -رحمه الله- الوفاة :
بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية، وما ينجيني من النار الحامية !
العاقبة (131).
لما حضرت ابن المبارك –رحمه الله- الوفاة قال لنصر مولاه :
اجعل رأسي على التراب ، فبكى نصر ، فقال له : ما يبكيك ؟ قال : أذكر ما كنت فيه من النعيم ، وأنت هو ذا تموت فقيرا غريبا .
فقال له : اسكت ؛ فإني سألت الله عز وجل أن يحييني حياة الأغنياء ، وأنيميتني ميتة الفقراء . ثم قال له : لقني ولا تعد علي ، إلا أن أتكلم بكلامثان .
المجالسة وجواهر العلم (2/253)
لما احتضر الأسود بن يزيد -رحمه الله-:
بكى فقيل له : ما هذا الجزع ؟ قال مالي لا أجزع ومن أحقبذلك مني ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز و جل لهمني الحياء منه مماقد صنعته ،
إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيا منه !
حلية الأولياء (2/103 )
قال حذيفة بن اليمان –رحمه الله- عند الموت:
رب يوم لو أتاني الموت لم أشك ، فأما اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا فيها .
حلية الأولياء (1/27
قال أحمد بن إبراهيم –رحمه الله-:
نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى، فقيل له: ما يبكيك، أبا عبد الله؟
قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل "
حلية الأولياء (3/19)
قال سعيد بن عامر –رحمه الله-:
" مرض سليمان التيمي فبكى في مرضه بكاء شديدا، فقيل له: ما يبكيك أتجزع من الموت،
قال: لا ولكن مررت على قدري فسلمت عليه، فأخاف أن يحاسبني ربي عز وجل عليه "
حلية الأولياء (3/32)
تعليق