قال ابن عقيل رحمه الله:
(إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة،
أعملت فكري في حالة راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره)
وقال أيضا:
(أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سف الكعك وتحسية بالماء على الخبز،
لأجل مابينهما من تفاوت المضغ، توفرا على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه)
(ذيل طبقات الحنابلة) (1/ 145)
يقول الحسن البصري رحمه الله:
[[أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم]] .
ونقل عن عامر بن قيس من التابعين
[[أن رجلاً قال له: تعال أكلمك، قال: أمسك الشمس]] يعني أوقفها لي واحبسها عن المسير لأكلمك، فإن الزمن سريع المضي لا يعود بعد مروره، فخسارته لا يمكن تعويضها واستدراكها.
ويقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
[[إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما]] وكانوا يجتهدون في الترقي من حال إلى حال خيراً منها، بحيث لا يمر يومٌ لا يستفيدون منه زيادة في الإيمان، ونمواً في العمل الصالح،
وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
[[ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي]] .
وقال بعضهم:
"من أمضى يوماً من عمره في غير حقٍ قضاه، أو فرض أداه، أو مجدٍ أصله، أو حمد حصله، أو خيرٍ أسسه، أو علمٍ اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه".
ومن أقوال الفاروق رضي الله عنه:
[[إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً لا في عمل دنياً ولا في عمل آخره]] .
ذكر ابن عساكر في ترجمة الفقيه سُلَيْم بن أيوب الرازي:
((حُدِّثتُ عنه أنه كان يحاسِب نفسَه على الأنفاس، لا يدع وقتًا يمضي عليه بغير فائدة، إما ينسخ أو يُدَرس أو يقرأ...))
تبيين كذب المفتري
قال ابن الجوزي رحمه الله:
ولقد شاهدت خلقًا كثيرًا لا يعرفون معنى الحياة: فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار، ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج! ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين، والغلاء والرخص، إلى غير ذلك
فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمة اغتنام ذلك.
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]
صيد الخاطر (241)
قال ابن الجوزي رحمه الله:
ولقد شاهدت خلقًا كثيرًا لا يعرفون معنى الحياة: فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار، ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج! ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين، والغلاء والرخص، إلى غير ذلك
فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمة اغتنام ذلك.
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]
صيد الخاطر (241)
قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في تفسير سورة العصر (ما ملخصه ومعناه) :
أقسم الله تعالى بالعصر - الذي هو الزمن -، لما فيه من الأعاجيب، لأنه يحصل فيه السراء والضراء، والصحة والسقم، والغني والفقر، ولأن العمر لا يُقوَّمُ بشيء نفاسةً وغلاءً.
فلو ضَيَّعتَ ألف سنة فيما لا يعني، ثم تبت وثبتت لك السعادة في اللمحة الأخيرة من العمر، بقيت في الجنة أبد الآباد، فعلمت أن أشرف الأشياء حياتك في تلك اللمحة، فكان الزمان من جملة أصول النعم، فلذلك أقسم الله به، ونبه سبحانه على أن الليل والنهار فرصة يضيعها الإنسان! وأن الزمان أشرف من المكان فأقسم به، لكون الزمان نعمة خالصة لا عيب فيها، إنما الخاسر المَعِيبُ هو الإنسان)
قال ابن الجوزي رحمه الله:
فينبغي للعبد المتيقظ أن لا يخلي نفسا من أنفاسه عن فعل خير، فإن كل نفس خزانة، وليعد لكل عمل جوابا، فإن السؤال عنه لا بد منه، وليتأهب للرحلة التي لا يدري متى تقع، وليراقب من يراه سرا وعلانية، فإنه إن تكلم سمع، وإن نظر رأى، وإن تفكر علم، والجنة اليوم في السماء تزخرف، والنار تحت الأرض توقد، والقبر عن قليل يحفر، والملكان عن يمين وشمال، والصحائف تملأ بالخير أو الشر، فاغتنم يا هذا صحتك في هذا الزمن قبل وجود الزمن، واعمر دار البقاء بإنقاص من دار الفناء، وإياك أن تغفل عن نفسك، فإن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، ولا تذهب لحظة إلا في فعل خير، وأقل مراتب الأفعال الإباحة، واستوثق من قفل البصر وغلق اللسان، فإنه إن فتحهما الهوى نهب ما في القلب من الخير. وزاحم الفضلاء في أعمالهم، وقد أجمع الحكماء أنه لا تنال راحة براحة، ومثل لنفسك عاقبة الطاعة ومغبة المعصية، فكأنه ما شبع من شبع، ولا التذ من عصى، ولا تألم من صبر، وأين لذة [لقمة] آدم؟ وأين مشقة صبر يوسف؟ واحذر من مخالطة أهل هذا الزمان، فإن الطبع يسرق عادات المعاشرين، ولتكن مخالطتك للسلف بالاطلاع على أحوالهم. وحادث القرآن بالفكر فيه في الخلوات، وتصفح جهاز الرحيل قبل أن تفاجأ بغتة، فلا ترى عندك غير الندم
تنوير الغبش في فضل السودان والحبش ص251
قال الشافعي ـ رحمه الله ـ:
" صحبتُ الصوفية فما انتفعتُ منهم إلاَّ بكلمتين، سمعتهم يقولون: الوقتُ سيفٌ، فإن قطعته وإلاَّ قطعك، ونفسُك إن لم تشغلها بالحقِّ شغلتك بالباطل".
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
قال محمد بن ثابت البناني:
ذهبت ألقن أبي وهو في الموت لا إله إلا الله، فقال: يا بني دعني فإني في وردي السادس أو السابع
حلية الأولياء، صفة الصفوة
قال ابن الجوزي رحمه الله:
رأيت العادات قد غلبت على الناس في تضييع الزمان فهم يتزاورون فلا ينفكون عن كلام لا ينفع وغيبة، وأقله ضياع الزمان، وقد كان القدماء يحذرون من ذلك
قال الفضيل: أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة
ودخلوا على رجل من السلف فقالوا لعلنا شغلناك فقال: أصدقكم كنت أقرأ فتركت القراءة لأجلكم،
وجاء عابد إلى سري السقطي فرأى عنده جماعة فقال صرت مناخ البطالين، ثم مضى ولم يجلس، لان المزور طمع فيه الزائر فأطال الجلوس فلم يسلم من أذى.
الآداب الشرعية
أوصى بعض السلف أصحابه فقال:
إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه، ومتى اجتمعتم تحدثتم.
الآداب الشرعية لإبن مفلح المقدسي
قال عثمان الباقلاني - رحمه الله -:
أبغض الأشياء إلى وقت إفطاري لأني أشتغل بالأكل عن الذكر.
تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر لابن الجوزي
كان الخليل بن أحمد الفراهيدي - رحمه الله - يقول:
أثقل الساعات على: ساعة آكل فيها
الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه لأبى هلال العسكرى ص 87
قال ابن الجوزي رحمه الله:
ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل. ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث: "نية المؤمن خير من عمله" *
وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات،
فنقل عن عامر بن عَبْدِ قَيْسٍ: أن رجلًا قال له: كلمني! فقال له: أمسك الشمس!
وقال ابن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي، فقال: يا بني! دعني، فإني في وردي السادس.
ودخلوا على بعض السلف عند موته وهو يصلي، فقيل له، فقال: الآن تطوى صحيفتي.
فإذا علم الإنسان -وإن بالغ في الجد- بأن الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدون له أجره بعد موته: فإن كان له شيء من الدنيا، وقف وقفًا، وغرس غرسًا، وأجرى نهرًا، ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده، فيكون الأجر له، أو أن يصنف كتابًا في العلم؛ فإن تصنيف العالم ولده المخلد، وأن يكون عاملًا بالخير، عالمًا فيه، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به؛ فذلك الذي لم يمت.
............. قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أحياءُ
صيد الخاطر ص34
* ضعيف، انظر السلسلة الضعيفة (5/ 244)
عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال:
ليس تحسّر أهل الجنّة إلّا على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله- عزّ وجلّ- فيها.
الوابل الصيب (59) .
قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه-:
إنّ كلّ مجلس لا يذكر العبد فيه ربّه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة)
«الوابل الصيب» (59) .
قال الفخر الرازي رحمه الله:
(والله إنني أتأسف في الفوات عن الاشتغال بالعلم في وقت الأكل، فإن الوقت والزمان عزيز)
«عيون الأنباء في طبقات الأطباء» (1/ 462)
قال سليمان الداراني رحمه الله:
لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره إلا على لذة ما فاته من الطاعة فما مضى كان ينبغي له أن يبكيه حتى يموت
(حلية الأولياء 9/ 275)
عن الضحاك -رحمه الله-:
في قول الله تبارك وتعالى: {إنما نعد لهم عدا} [مريم: 84] ؛
قال: الأنفاس.
المجالسة وجواهر العلم (3/ 445)
كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ
يَشْرَبُ الْفَتِيتَ وَلَا يَأْكُلُ الْخُبْزَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً
«المجالسة وجواهر العلم» (1/ 346)
قال ابن القيم -رحمه الله-:
إضاعة الوقت أشد من الموت
لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها
الفوائد / ص 44
قصة الشيخ الألباني مع النجَّار وباب المكتبة
وأنا أذكر مرةً أنهُ نادى النَجَّار-نَجَارًا من النَجَّاِرين ناداهُ مرةً- قال لهُ أريدُ أن تقلِبَ بابَ المكتبة, بَدَلْ من أن يَفتح على الجهة اليمين تجعله يفتح على الجهة الشِمال. نظر إليه النجار - يعني ما السِّر؟ قال يا شيخ يعني يمين ولاََّ شمال ما المشكلة؟ قال-يعني الشيخ الألباني-:تستطيع؟ قال-النجار- طبعا أستطيع لكن قل لي ما السبب؟ قال-الشيخ الألباني-أنا وضعت مكتبي هنا فإذا كانت الباب يفتح هكذا سأضطر أن أمشي خمس خُطُوَات زَائِدَة لمَّا أصِل إلى المكتب, فأنا أخرج من المكتب خمس صلوات في اليوم والليلة وقد أخرج مشوارًا لأغراض البيت أو لمحاضرة أو كذا فهاذي سبع مرات كل مرة بين ذهاب وإيَّاب هاذي حوالي ربع ساعة أو ثلث ساعة ضاعت مني في الأسبوع كم سيضيع؟ في الشهر كم سيضيع؟ لكن إذا فعلنا هكذا تكون رجلٌ في الباب ورجلٌ على المكتب فلا أُضيع وقتي ,رحمه الله.
والوَقْتُ أنفَسُ ما عُنِيتُ بحفظهِ -- وأُرَاهُ أسْهَلَ مَا عَليَّ يَضِيعُ
قيل للحسن البصري - رحمه الله -:
لم لا تغسل قميصك؟
قال: الأمر أسرع من ذلك!
المجالسة وجواهر العلم 2/ 310
كان العلاّمة النّحوي محمّد بن أحمد أبو بكرٍ الخيّاط البغدادي،
يدرسُ جميع أوقاته، حتّى في الطّريق،
وكان رُبَّما سَقَطَ في جُرفٍ أو خَبَطَتْهُ دَابّةٌ!
المشوق إلى القراءة وطلب العلم (ص 62)
(إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة،
أعملت فكري في حالة راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره)
وقال أيضا:
(أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سف الكعك وتحسية بالماء على الخبز،
لأجل مابينهما من تفاوت المضغ، توفرا على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه)
(ذيل طبقات الحنابلة) (1/ 145)
يقول الحسن البصري رحمه الله:
[[أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم]] .
ونقل عن عامر بن قيس من التابعين
[[أن رجلاً قال له: تعال أكلمك، قال: أمسك الشمس]] يعني أوقفها لي واحبسها عن المسير لأكلمك، فإن الزمن سريع المضي لا يعود بعد مروره، فخسارته لا يمكن تعويضها واستدراكها.
ويقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
[[إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما]] وكانوا يجتهدون في الترقي من حال إلى حال خيراً منها، بحيث لا يمر يومٌ لا يستفيدون منه زيادة في الإيمان، ونمواً في العمل الصالح،
وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
[[ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي]] .
وقال بعضهم:
"من أمضى يوماً من عمره في غير حقٍ قضاه، أو فرض أداه، أو مجدٍ أصله، أو حمد حصله، أو خيرٍ أسسه، أو علمٍ اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه".
ومن أقوال الفاروق رضي الله عنه:
[[إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً لا في عمل دنياً ولا في عمل آخره]] .
ذكر ابن عساكر في ترجمة الفقيه سُلَيْم بن أيوب الرازي:
((حُدِّثتُ عنه أنه كان يحاسِب نفسَه على الأنفاس، لا يدع وقتًا يمضي عليه بغير فائدة، إما ينسخ أو يُدَرس أو يقرأ...))
تبيين كذب المفتري
قال ابن الجوزي رحمه الله:
ولقد شاهدت خلقًا كثيرًا لا يعرفون معنى الحياة: فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار، ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج! ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين، والغلاء والرخص، إلى غير ذلك
فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمة اغتنام ذلك.
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]
صيد الخاطر (241)
قال ابن الجوزي رحمه الله:
ولقد شاهدت خلقًا كثيرًا لا يعرفون معنى الحياة: فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار، ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج! ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين، والغلاء والرخص، إلى غير ذلك
فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمة اغتنام ذلك.
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]
صيد الخاطر (241)
قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في تفسير سورة العصر (ما ملخصه ومعناه) :
أقسم الله تعالى بالعصر - الذي هو الزمن -، لما فيه من الأعاجيب، لأنه يحصل فيه السراء والضراء، والصحة والسقم، والغني والفقر، ولأن العمر لا يُقوَّمُ بشيء نفاسةً وغلاءً.
فلو ضَيَّعتَ ألف سنة فيما لا يعني، ثم تبت وثبتت لك السعادة في اللمحة الأخيرة من العمر، بقيت في الجنة أبد الآباد، فعلمت أن أشرف الأشياء حياتك في تلك اللمحة، فكان الزمان من جملة أصول النعم، فلذلك أقسم الله به، ونبه سبحانه على أن الليل والنهار فرصة يضيعها الإنسان! وأن الزمان أشرف من المكان فأقسم به، لكون الزمان نعمة خالصة لا عيب فيها، إنما الخاسر المَعِيبُ هو الإنسان)
قال ابن الجوزي رحمه الله:
فينبغي للعبد المتيقظ أن لا يخلي نفسا من أنفاسه عن فعل خير، فإن كل نفس خزانة، وليعد لكل عمل جوابا، فإن السؤال عنه لا بد منه، وليتأهب للرحلة التي لا يدري متى تقع، وليراقب من يراه سرا وعلانية، فإنه إن تكلم سمع، وإن نظر رأى، وإن تفكر علم، والجنة اليوم في السماء تزخرف، والنار تحت الأرض توقد، والقبر عن قليل يحفر، والملكان عن يمين وشمال، والصحائف تملأ بالخير أو الشر، فاغتنم يا هذا صحتك في هذا الزمن قبل وجود الزمن، واعمر دار البقاء بإنقاص من دار الفناء، وإياك أن تغفل عن نفسك، فإن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، ولا تذهب لحظة إلا في فعل خير، وأقل مراتب الأفعال الإباحة، واستوثق من قفل البصر وغلق اللسان، فإنه إن فتحهما الهوى نهب ما في القلب من الخير. وزاحم الفضلاء في أعمالهم، وقد أجمع الحكماء أنه لا تنال راحة براحة، ومثل لنفسك عاقبة الطاعة ومغبة المعصية، فكأنه ما شبع من شبع، ولا التذ من عصى، ولا تألم من صبر، وأين لذة [لقمة] آدم؟ وأين مشقة صبر يوسف؟ واحذر من مخالطة أهل هذا الزمان، فإن الطبع يسرق عادات المعاشرين، ولتكن مخالطتك للسلف بالاطلاع على أحوالهم. وحادث القرآن بالفكر فيه في الخلوات، وتصفح جهاز الرحيل قبل أن تفاجأ بغتة، فلا ترى عندك غير الندم
تنوير الغبش في فضل السودان والحبش ص251
قال الشافعي ـ رحمه الله ـ:
" صحبتُ الصوفية فما انتفعتُ منهم إلاَّ بكلمتين، سمعتهم يقولون: الوقتُ سيفٌ، فإن قطعته وإلاَّ قطعك، ونفسُك إن لم تشغلها بالحقِّ شغلتك بالباطل".
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
قال محمد بن ثابت البناني:
ذهبت ألقن أبي وهو في الموت لا إله إلا الله، فقال: يا بني دعني فإني في وردي السادس أو السابع
حلية الأولياء، صفة الصفوة
قال ابن الجوزي رحمه الله:
رأيت العادات قد غلبت على الناس في تضييع الزمان فهم يتزاورون فلا ينفكون عن كلام لا ينفع وغيبة، وأقله ضياع الزمان، وقد كان القدماء يحذرون من ذلك
قال الفضيل: أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة
ودخلوا على رجل من السلف فقالوا لعلنا شغلناك فقال: أصدقكم كنت أقرأ فتركت القراءة لأجلكم،
وجاء عابد إلى سري السقطي فرأى عنده جماعة فقال صرت مناخ البطالين، ثم مضى ولم يجلس، لان المزور طمع فيه الزائر فأطال الجلوس فلم يسلم من أذى.
الآداب الشرعية
أوصى بعض السلف أصحابه فقال:
إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه، ومتى اجتمعتم تحدثتم.
الآداب الشرعية لإبن مفلح المقدسي
قال عثمان الباقلاني - رحمه الله -:
أبغض الأشياء إلى وقت إفطاري لأني أشتغل بالأكل عن الذكر.
تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر لابن الجوزي
كان الخليل بن أحمد الفراهيدي - رحمه الله - يقول:
أثقل الساعات على: ساعة آكل فيها
الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه لأبى هلال العسكرى ص 87
قال ابن الجوزي رحمه الله:
ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل. ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث: "نية المؤمن خير من عمله" *
وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات،
فنقل عن عامر بن عَبْدِ قَيْسٍ: أن رجلًا قال له: كلمني! فقال له: أمسك الشمس!
وقال ابن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي، فقال: يا بني! دعني، فإني في وردي السادس.
ودخلوا على بعض السلف عند موته وهو يصلي، فقيل له، فقال: الآن تطوى صحيفتي.
فإذا علم الإنسان -وإن بالغ في الجد- بأن الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدون له أجره بعد موته: فإن كان له شيء من الدنيا، وقف وقفًا، وغرس غرسًا، وأجرى نهرًا، ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده، فيكون الأجر له، أو أن يصنف كتابًا في العلم؛ فإن تصنيف العالم ولده المخلد، وأن يكون عاملًا بالخير، عالمًا فيه، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به؛ فذلك الذي لم يمت.
............. قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أحياءُ
صيد الخاطر ص34
* ضعيف، انظر السلسلة الضعيفة (5/ 244)
عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال:
ليس تحسّر أهل الجنّة إلّا على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله- عزّ وجلّ- فيها.
الوابل الصيب (59) .
قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه-:
إنّ كلّ مجلس لا يذكر العبد فيه ربّه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة)
«الوابل الصيب» (59) .
قال الفخر الرازي رحمه الله:
(والله إنني أتأسف في الفوات عن الاشتغال بالعلم في وقت الأكل، فإن الوقت والزمان عزيز)
«عيون الأنباء في طبقات الأطباء» (1/ 462)
قال سليمان الداراني رحمه الله:
لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره إلا على لذة ما فاته من الطاعة فما مضى كان ينبغي له أن يبكيه حتى يموت
(حلية الأولياء 9/ 275)
عن الضحاك -رحمه الله-:
في قول الله تبارك وتعالى: {إنما نعد لهم عدا} [مريم: 84] ؛
قال: الأنفاس.
المجالسة وجواهر العلم (3/ 445)
كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ
يَشْرَبُ الْفَتِيتَ وَلَا يَأْكُلُ الْخُبْزَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً
«المجالسة وجواهر العلم» (1/ 346)
قال ابن القيم -رحمه الله-:
إضاعة الوقت أشد من الموت
لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها
الفوائد / ص 44
قصة الشيخ الألباني مع النجَّار وباب المكتبة
وأنا أذكر مرةً أنهُ نادى النَجَّار-نَجَارًا من النَجَّاِرين ناداهُ مرةً- قال لهُ أريدُ أن تقلِبَ بابَ المكتبة, بَدَلْ من أن يَفتح على الجهة اليمين تجعله يفتح على الجهة الشِمال. نظر إليه النجار - يعني ما السِّر؟ قال يا شيخ يعني يمين ولاََّ شمال ما المشكلة؟ قال-يعني الشيخ الألباني-:تستطيع؟ قال-النجار- طبعا أستطيع لكن قل لي ما السبب؟ قال-الشيخ الألباني-أنا وضعت مكتبي هنا فإذا كانت الباب يفتح هكذا سأضطر أن أمشي خمس خُطُوَات زَائِدَة لمَّا أصِل إلى المكتب, فأنا أخرج من المكتب خمس صلوات في اليوم والليلة وقد أخرج مشوارًا لأغراض البيت أو لمحاضرة أو كذا فهاذي سبع مرات كل مرة بين ذهاب وإيَّاب هاذي حوالي ربع ساعة أو ثلث ساعة ضاعت مني في الأسبوع كم سيضيع؟ في الشهر كم سيضيع؟ لكن إذا فعلنا هكذا تكون رجلٌ في الباب ورجلٌ على المكتب فلا أُضيع وقتي ,رحمه الله.
والوَقْتُ أنفَسُ ما عُنِيتُ بحفظهِ -- وأُرَاهُ أسْهَلَ مَا عَليَّ يَضِيعُ
قيل للحسن البصري - رحمه الله -:
لم لا تغسل قميصك؟
قال: الأمر أسرع من ذلك!
المجالسة وجواهر العلم 2/ 310
كان العلاّمة النّحوي محمّد بن أحمد أبو بكرٍ الخيّاط البغدادي،
يدرسُ جميع أوقاته، حتّى في الطّريق،
وكان رُبَّما سَقَطَ في جُرفٍ أو خَبَطَتْهُ دَابّةٌ!
المشوق إلى القراءة وطلب العلم (ص 62)
تعليق