إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

أبواب في الصبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبواب في الصبر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الباب الأول
    في معنى الصبر لغة واشتقاق هذه اللفظة وتصريفها
    أصل هذه الكلمة هو المنع والحبس، فالصبر حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما ويقال: صبر بصير صبرا وصبر نفسه قال تعالى: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) وقال عنترة:
    فصبرت عارفة لذلك حرة ... ترسو اذا نفس الجبان تطلع
    يقول: حبست نفسا عارفة، وهي نفس حر يأنف لا نفس عبد لا أنفة له، وقوله: ترسو أي تثبت وتسكن إذا خافت نفس الجبان واضطربت ويقال: صبرت فلانا إذا حبسته، وصبرته بالتشديد إذا حملته على الصبر وفي حديث الذي أمسك رجلا وقتله آخر (يقتل القاتل ويصبر الصابر) أي يحبس للموت كما حبس من أمسكه للموت وصبرت الرجل: إذا قتلته صبرا أي أمسكته للقتل، وصبرته أيضا وأصبرته: إذا حبسته للحلف، ومنه الحديث الصحيح: (من حلف على يمين صبر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عنه معرض) ومنه الحديث في القسامة: (ولا تصبر يمينه حيث تصبر الايمان) والمصبورة: اليمين المحلوف عليها وفي الحديث نهي (عن المصبورة) وهي الشاة والدجاجة ونحوهما تصبر للموت فتربط فترمي حتى تموت وفعل هذا الباب: (صبرت أصبر) - بالفتح في الماضي والكسر في المستقبل - وأما (صبرت أصبر) - بالضم في المستقبل - فهو بمعنى الكفالة، والصبير: الكفيل كأنه حبس نفسه للغرم، ومنه قولهم (اصبرني) أي اجعلني كفيلا وقيل أصل الكلمة من الشدة والقوة ومنه الصبر للدواء المعروف لشدة مرارته وكراهته قال الأصمعي: اذا لقى الرجل الشدة بكمالها قيل لقيها بأصبارها ومنه الصبر - بضم الصاد - للأرض ذات الحصب لشدتها وصلابتها ومنه سميت الحرة: أم صبار ومنه قولهم: وقع القوم في أمر صبور - بتشديد الباء - أي أمر شديد ومنه صارة الشتاء - بتخفيف الباء وتشديد الراء - لشدة برده وقيل: هو مأخوذ من الجمع والضم فالصابر يجمع نفسه ويضمها عن الهلع والجزع ومنه صبرة الطعام وصبارة الحجارة والتحقيق أن في الصبر المعاني الثلاثة: المنع والشدة والضم ويقال: صبر اذا أتى بالصبر، وتصبر: اذا تكلفه واستدعاه واصطبر: اذا اكتسبه وتعمله، وصابر: اذا وقف خصمه في مقام الصبر، وصبر نفسه وغيره - بالتشديد - اذا حملها على الصبر واسم الفاعل: (صابر وصبار وصبور ومصابر ومصطبر) فمصابر من صابر، ومصطبر من اصطبر، وصابر من صبر، وأما صبار وصبور فمن أوزان المبالغة من الثلاثي كضراب وضروب والله أعلم

    الباب الثاني
    في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه
    قد تقدم بيان معناه لغة وأما حقيقته فهو خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل مالا يحسن ولا يجمل وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها وسئل عنه الجنيد بن محمد فقال: (تجرع المرارة من غير تعبس) وقال ذو النون: (هو التباعد عن المخالفات، والسكون عند تجرع غصص البلية، واظهار الغني مع حلول الفقر بساحات المعيشة) وقيل: (الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب) وقيل: (هو الغنى في البلوى بلا ظهور شكوى) وقال أبو عثمان: (الصبار هو الذي عود نفسه الهجوم على المكاره) وقيل: (الصبر المقام على البلاء بحسن الصحة كالمقام مع العافية) ومعنى هذا أن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه فعليه أن يحسن صحبة العافية بالشكر وصحبة البلاء بالصبر وقال عمرو بن عثمان المكي: (الصبر هو الثبات مع الله وتلقى بلائه بالرحب والدعة) ومعنى هذا أنه يتلقى البلاء بصدر واسع لا يتعلق بالضيق والسخط والشكوى وقال الخواص: (الصبر الثبات على أحكام الكتاب والسنة) وقال رويم: (الصبر ترك الشكوى) فسره بلازمه وقال غيره: (الصبر هو الاستعانة بالله) وقال أبو علي: (الصبر كاسمه) وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (الصبر مطية لا تكبو) وقال أبو محمد الجريري: (الصبر أن لا يفرق بين حال النعمة والمحنة مع سكون الخاطر فيهما) قلت: وهذا غير مقدور ولا مأمور، فقد ركب الله الطباع على التفريق بين الحالتين وانما المقدور حبس النفس عن الجزع لا استواء الحالتين عند العبد، وساحة العافية أوسع للعبد من ساعة الصبر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور: (ان لم يكن بك غضب على فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي)
    ولا يناقض هذا قوله صلى الله عليه وسلم: (وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر)، فان هذا بعد نزول البلاء ليس للعبد أوسع من الصبر، وأما قبله فالعافية أوسع له وقال أبو علي الدقاق: (حد الصبر أن لا يعترض على التقدير) فأما اظهار البلاء على غير وجه الشكوى فلا ينافي الصبر قال الله تعالى في قصة أيوب: (انا وجدناه صابرا) (سورة ص: 44) مع قوله: (مسنى الضر) (الأنبياء: 83) قلت: فسر اللفظة بلازمها وأما قوله: (على غير وجه الشكوى) فالشكوى نوعان: أحدهما الشكوى إلى الله فهذا لا ينافي الصبر كما قال يعقوب: (إنما أشكوا بثى وحزني إلى الله) (يوسف: 86) مع قوله: (فصبر جميل) (يوسف: 18، 83) وقال أيوب: (مسني الضر) مع وصف الله له بالصبر وقال سيد الصابرين صلوات الله وسلامه عليه: (اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي) الخ وقال موسى صلوات الله وسلامه عليه: (اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك) والنوع الثاني - شكوى المبتلي بلسان الحال أو المقال فهذه لا تجامع الصبر بل تضاده وتبطله فالفرق بين شكواه والشكوى اليه وسنعود لهذه المسألة في باب اجتماع الشكوى والصبر وافتراقهما ان شاء الله تعالى وقيل: (الصبر شجاعة النفس) ومن هاهنا أخذ القائل قوله: (الشجاعة صبر ساعة) وقيل: (الصبر ثبات القلب عند موارد الاضطراب)، والصبر والجزع ضدان ولهذا يقابل أحدهما بالآخر قال تعالى عن أهل النار: (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص) (ابراهيم: 21) والجزع قرين العجز وشقيقه، والصبر قرين الكيس ومادته فلو سئل الجزع من أبوك؟ لقال: العجز ولو سئل الكيس من أبوك؟ لقال: الصبر والنفس مطية العبد التي يسير عليها الى الجنة أو النار، والصبر لها بمنزلة الحطام والزمام للمطية فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت في كل مذهب وحفظ من خطب الحجاج: (اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعة إلى كل سوء فرحم الله امرءا جعل لنفسه خطاما وزماما فقادها بخطامها إلى طاعة الله وصرفها بزمامها عن معاصي الله فإن الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه) قلت: والنفس فيها قوتان: قوة الاقدام وقوة الاحجام، فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الاقدام مصروفة إلى ما ينفعه وقوة الاحجام امساكا عما يضره ومن الناس من تكون قوة صبره على فعل ما يندفع به وثباته عليه أقوى من صبره عما يضره فيصبر على مشقة الطاعة ولا صبر له عن داعي هواه إلى ارتكاب ما نهى عنه ومنهم من لا صبر له على هذا ولا على ذاك وأفضل الناس أصبرهم على النوعين، فكثير من الناس يصبر على مكابدة قيام الليل في الحر والبرد وعلى مشقة الصيام ولا يصبر عن نظرة محرمة وكثير من الناس يصبر عن النظر وعن الالتفات إلى الصور ولا صبر له على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين، بل هو أضعف شيء وأعجزه وأكثرهم لا صبر له على واحد من الأمرين وأقلهم أصبرهم في الموضعين وقيل: (الصبر ثبات باعث العقل والدين في مقابلة باعث الهوى والشهوة) ومعنى هذا: أن الطبع يتقاضى ما يجب وباعث العقل والدين يمنع منه والحرب قائمة بينهما وهو سجال، ومعرك هذا الحرب قلب العبد والصبر والشجاعة والثبات

    الباب الثالث
    في بيان أسماء الصبر بالإضافة إلى متعلقه
    لما كان الصبر المحمود هو الصبر النفساني الاختياري عن إجابة داعي الهوى المذموم كانت مراتبه وأسماؤه بحسب متعلقه فإنه إن كان صبرا عن شهوة الفرج المحرمة سمي عفة وضدها الفجور والزنا والعهر وإن كان عن شهوة البطن وعدم التسرع إلى الطعام أو تناول مالا يجمل منه سمي شرف نفس وشبع نفس، وسمي ضده شرها ودناءة ووضاعة نفس وإن كان عن إظهار ما لا يحسن إظهاره من الكلام سمي كتمان سر، وضده إذاعة وإفشاء أو تهمة أو فحشاء أو سبا أو كذبا أو قذفا وإن كان عن فضول العيش سمي زهدا وضده حرصا وإن كان على قدر يكفي من الدنيا سمي قناعة وضده الحرص أيضا وإن كان عن إجابة داعي الغضب سمي حلما وضده تسرعا وإن كان عن إجابة داعي العجلة سمي وقارا وثباتا وضده طيشا وخفه وإن كان عن إجابة داعي الفرار والهرب سمي شجاعة وضده جبنا وخوراوإن كان عن إجابة داعي الانتقام سمي عفوا أو صفحا وضده انتقاما وعقوبة وإن كان عن إجابة داعي الإمساك والبخل سمي جودا وضده بخلا وإن كان عن إجابة داعي الطعام والشراب في وقت مخصوص سمي صوما وإن كان عن إجابة داعي العجز والكسل سمي كيسا وإن كان عن إجابة داعي القاء الكَلِّ على الناس وعدم حمل كَلِّهم سمي مروءة فله عند كل فعل وترك إسم يخصه بحسب متعلقه والاسم الجامع لذلك كله (الصبر) وهذا يدلك على ارتباط مقامات الدين كلها بالصبر من أولها إلى آخرها وهكذا يسمى عدلا إذا تعلق بالتسوية بينما المتماثليين وضده الظلم ويسمى سماحة إذا تعلق ببذل الواجب والمستحب بالرضا والاختيار وعلى هذا جميع منازل الدين

    الباب الرابع
    في الفرق بين الصبر والتصبر والاصطبار والمصابرة
    الفرق بين هذه الأسماء بحسب حال العبد في نفسه وحاله مع غيره فإن حبس نفسه ومنعها عن إجابة داعي مالا يحسن ان كان خلقا له وملكه سمى صبرا وان كان بتكلف وتمرن وتجرع لمرارته سمي تصبرا كما يدل عليه هذا البناء لغة، فإنه موضوع للتكلف كالتحلم والتشجع والتكرم والتحمل ونحوها، وإذا تكلفه العبد واستدعاه صار سجية له كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ومن يتصبر يصبره الله) وكذلك العبد يتكلف التعفف حتى يصير التعفف له سجية، كذلك سائر الأخلاق وهي مسألة اختلف فيها الناس هل يمكن اكتساب واحد منها أو التخلق لا يصير خلقا أبدا؟ كما قال الشاعر:
    يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل
    وقال آخر:
    يا أيها المتحلي غير شيمته ... إن التخلق يأتي دونه الخلق
    وقال آخر:
    فقبح التطبع شيمة المطبوع
    قالوا: وقد فرغ الله سبحانه من الخلق والخلق والرزق والأجل

    وقالت طائفة اخرى: بل يمكن اكتساب الخلق كما يكتسب العقل والحلم والجود والسخاء والشجاعة والوجود شاهد بذلك قالوا: والمزاولات تعطي الملكات ومعنى هذا: أن من زاول شيئا واعتاده وتمرن عليه صار ملكة له وسجية وطبيعة قالوا: والعوائد تنقل الطبائع فلا يزال العبد يتكلف التصبر حتى يصير الصبر له سجية، كما أنه لا يزال يتكلف الحلم والوقار والسكينة والثبات حتى تصير له أخلاقا بمنزلة الطبائع قالوا: وقد جعل الله سبحانه في الإنسان قوة القبول والتعلم فنقل الطبائع عن مقتضياتها غير مستحيل، غير أن هذا الانتقال قد يكون ضعيفا فيعود العبد إلى طبعه بأدنى باعث وقد يكون قويا ولكن لم ينقل الطبع فقد يعود إلى طبعه إذا قوي الباعث واشتد وقد يستحكم الانتقال بحيث يستحدث صاحبه طبعا ثانيا، فهذا لا يكاد يعود إلى طبعه الذى انتقل عنه وأما الاصطبار فهو أبلغ من التصبر فإنه افتعال للصبر بمنزلة الاكتساب، فالتصبر مبدأ الاصطبار كما أن التكسب مقدمة الاكتساب فلا يزال التصبر يتكرر حتى يصير اصطبارا وأما المصابرة: فهي مقاومة الخصم في ميدان الصبر، فإنها مفاعلة تستدعي وقوعها بين اثنين كالمشاتمة والمضاربة قال الله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) (آل عمران: 2) فأمرهم بالصبر وهو حال الصابر في نفسه، والمصابرة وهي حالة في الصبر مع خصمه، والمرابطة وهي الثبات واللزوم والإقامة على الصبر والمصابرة فقد يصبر العبد ولا يصابر، وقد يصابر ولا يرابط، وقد يصبر ويصابر ويرابط من غير تعبد بالتقوى فأخبر سبحانه أن ملاك ذلك كله التقوى وأن الفلاح موقوف عليها فقال: (واتقوا الله لعلكم تفلحون) فالمرابطة كما أنها لزوم الثغر الذي يخاف هجوم العدو منه في الظاهر، ففي لزوم ثغر القلب لئلا يدخل منه الهوى والشيطان فيزيله عن مملكته

    من كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
    لصاحبه العلم و الحجة و الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله ورضي عنه و أرضاه



    http://m-noor.com/showthread.php?t=8325
يعمل...
X