بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام ابن القيم في كتاب الفوائد :
المطلب الاعلى موقوف حصوله على همة عالية و نية صحيحة ؛ فمن فقدهما ؛ تعذر عليه الوصول اليه :
فان الهمة اذا كانت عالية ؛ تعلقت به وحده دون غيره ، و اذا كانت النية صحيحة ؛ سلك العبد الطريق الموصلة اليه ؛ فالنية تفرد له الطريق ، و الهمة تفرد له المطلوب ؛ فاذا توحد مطلوبه و الطريق الموصلة اليه ؛ كان الوصول غايته .
و اذا كانت همته سافلة ؛ تعلقت بالسفليات و لم تتعلق بالمطلب الاعلى ، و اذا كانت النية غير صحيحة ؛ كانت طريقه غير موصلة اليه .
فمدار الشأن على همة العبد و نيته ، و هما مطلوبه و طريقه ، و لا يتم الا بترك ثلاثة اشياء :
الاول : العوائد و الرسوم و الاوضاع التي احدثها الناس .
الثاني : هجر العوائق التي تعوقه عن افراد مطلوبه و طريقه و قطعها .
الثالث : قطع علائق القلب التي تحول بينه و بين تجريد التعليق بالمطلوب .
و الفرق بينهما : ان العوائق هي الحوادث الخارجية ، و العلائق هي التعلقات القلبية بالمباحات و نحوها .
و اصل ترك الفضول التي تشغل عن المقصود من الطعام و الشراب و المنام و الخلطة ؛ فياخذ من ذلك ما يعينه على طلبه ، و يرفض منه ما يقطعه عنه او يضعف طلبه .
و الله المستعان .
تعليق