بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله سامع السر والنجوى، وكاشف الضر والبلوى، ومغيث المتلهف قبل الشكوى، ومبلغ المؤمل غاية أمله القصوى(1) ثم أما بعد:
فإنّ لقائم اليل يا إخوة فوائد و مزايا جمة فإنه بإذن الله لا تُردُّ له دعوة، كيف هذا و رب السموات العلى ينزل للسماء الدنيا في الثلث الأخير من اليل نزولا يليق بجلاله ، فيستجيب و يغفر لعباده، لقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-:"إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل فيعطى ؟ هل من داع فيستجاب له ؟ هل من مستغفر فيغفر له ؟ حتى ينفجر الصبح"(2)
فهل سألت الله في الثلث الأخر من اليل؟هل دعوته؟هل استغفرته؟هل كنت ممن قال فيهم سبحانه و تعالى:"تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا"(3) فإن كنت ممن تتجافى جنوبهم عن المضاجع فأبشر بالإستجابة و الغفران
و إن لم تكن منهم فانظر ما فاتك من الخير يا خسران، فعن عبد العزيز بن سلمان العابد، قال: حدثني مطهر، وقد كان بكى شوقا إلى الله تعالى ستين عاما، قال: رأيت كأني على ضفة نهر يجري بالمسك الإذفر، وحافاته شجر اللؤلؤ، وطينة العنبر، وفيه قضبان الذهب، وإذا بجوار مترنمات يقلن بصوت واحد: سبحانه وتعالى سبحان، سبحان المسبّح بكل لسان، نحن الخالدات فلا نموت أبدا، نحن الراضيات فلا نغضب أبدا، نحن الناعمات فلا نتغيّر أبدا، قال: فقلت لهن: من أنتن؟! فقلن: خلق من خلق الله تعالى. قلت: ما تصنعن هاهنا؟ فقلن بصوت واحد حسن مليح:
ذرانا اله الناس رب محمد**** لقوم على الأطراف باليل قوم
يناجون رب العالمين إلههم**** ونسرى هموم القوم و الناس نوم.
فقلت:بخ بخ! من هؤلاء الذين أقر الله أعينهم؟ قلن: أما تعرفهم؟! قلت: لا والله ما أعرفهم. فقلن: هم المجتهدون بالليل، أصحاب السهر بالقرآن.(4)
فالله الله ياإخواني في قيام اليل فإن فيه الخير الكثير و النفع العميم.
هذا وصلى الله على خير الورى محمد و على آله وصحبه و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العلمين.
(1) اللآلي لاب الجوزي
(2)صححه العلامة الألباني-رحمه الله- في صحيح الجامع 802
(3)السجدة 16
(4)انظر "بحر الدموع" لابن الجوزي ص:13-14 "بتصرف"
الحمد لله سامع السر والنجوى، وكاشف الضر والبلوى، ومغيث المتلهف قبل الشكوى، ومبلغ المؤمل غاية أمله القصوى(1) ثم أما بعد:
فإنّ لقائم اليل يا إخوة فوائد و مزايا جمة فإنه بإذن الله لا تُردُّ له دعوة، كيف هذا و رب السموات العلى ينزل للسماء الدنيا في الثلث الأخير من اليل نزولا يليق بجلاله ، فيستجيب و يغفر لعباده، لقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-:"إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل فيعطى ؟ هل من داع فيستجاب له ؟ هل من مستغفر فيغفر له ؟ حتى ينفجر الصبح"(2)
فهل سألت الله في الثلث الأخر من اليل؟هل دعوته؟هل استغفرته؟هل كنت ممن قال فيهم سبحانه و تعالى:"تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا"(3) فإن كنت ممن تتجافى جنوبهم عن المضاجع فأبشر بالإستجابة و الغفران
و إن لم تكن منهم فانظر ما فاتك من الخير يا خسران، فعن عبد العزيز بن سلمان العابد، قال: حدثني مطهر، وقد كان بكى شوقا إلى الله تعالى ستين عاما، قال: رأيت كأني على ضفة نهر يجري بالمسك الإذفر، وحافاته شجر اللؤلؤ، وطينة العنبر، وفيه قضبان الذهب، وإذا بجوار مترنمات يقلن بصوت واحد: سبحانه وتعالى سبحان، سبحان المسبّح بكل لسان، نحن الخالدات فلا نموت أبدا، نحن الراضيات فلا نغضب أبدا، نحن الناعمات فلا نتغيّر أبدا، قال: فقلت لهن: من أنتن؟! فقلن: خلق من خلق الله تعالى. قلت: ما تصنعن هاهنا؟ فقلن بصوت واحد حسن مليح:
ذرانا اله الناس رب محمد**** لقوم على الأطراف باليل قوم
يناجون رب العالمين إلههم**** ونسرى هموم القوم و الناس نوم.
فقلت:بخ بخ! من هؤلاء الذين أقر الله أعينهم؟ قلن: أما تعرفهم؟! قلت: لا والله ما أعرفهم. فقلن: هم المجتهدون بالليل، أصحاب السهر بالقرآن.(4)
فالله الله ياإخواني في قيام اليل فإن فيه الخير الكثير و النفع العميم.
هذا وصلى الله على خير الورى محمد و على آله وصحبه و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العلمين.
(1) اللآلي لاب الجوزي
(2)صححه العلامة الألباني-رحمه الله- في صحيح الجامع 802
(3)السجدة 16
(4)انظر "بحر الدموع" لابن الجوزي ص:13-14 "بتصرف"
تعليق