إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

ذكر الحث على لزوم العقل وصفة العاقل اللبيب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقتطف] ذكر الحث على لزوم العقل وصفة العاقل اللبيب

    ذكر الحث على لزوم العقل وصفة العاقل اللبيب
    حدثنا محمد بن يوسف بن مطر حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه حدثنا أحمد بن يونس حدثنا فضيل بن عياض عن محمد بن ثور عن معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحب مكارم الأخلاق ويكره سفسافها
    قال أبو حاتم لست أحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم خبرا صحيحا في العقل لأن أبان بن أبي عياش وسلمة بن وردان وعمير بن عمران وعلي ابن زيد والحسن بن دينار وعباد بن كثير ومسيرة بن عبد ربه وداود ابن المحبر ومنصور بن صفر وذويهم ليسوا ممن أحتج بأخبارهم فأخرج ما عندهم من الأحاديث في العقل .
    وإن محبة المرء المكارم من الأخلاق وكراهته سفسافها هو نفس العقل . فالعقل به يكون الحظ ويؤنس الغربه وينفي الفاقة ولا مال أفضل منه ولا يتم دين أحد حتى يتم عقله .
    والعقل اسم يقع على المعرفة بسلوك الصواب والعلم بإجتناب الخطأ فإذا كان المرء في أول درجته يسمى أديبا ثم أريبا ثم لبيبا ثم عاقلا كما أن الرجل إذا دخل في أول حد الدهاء قيل له شيطان فإذا عتا في الطغيان قيل مارد فإذا زاد على ذلك قيل عبقري فإذا جمع الى خبثه شدة شر قيل عفريت
    وكذلك الجاهل يقال له في أول درجته المائق ثم الرقيع ثم الأنوك ثم الأحمق .
    وأفضل مواهب الله لعباده العقل ولقد أحسن الذي يقول ... وأفضل قسم الله للمرء عقله ... فليس من الخيرات شيء يقاربه ... إذا أكمل الرحمن للمرء عقله ... فقد كملت أخلاقه ومآربه ... يعيش الفتى في الناس بالعقل إنه ... على العقل يجري علمه وتجاربه ... يزيد الفتى في الناس جودة عقله ... وإن كان محظورا عليه مكاسبه ...
    أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس حدثنا أحمد بن سيار حدثنا حبيب الجلاب قال
    قيل لابن المبارك ما خير ما أعطى الرجل قال غريزة عقل قيل فإن لم يكن قال أدب حسن قيل فإن لم يكن قال أخ صالح يستشيره قيل فإن لم يكن قال صمت طويل قيل فإن لم يكن قال موت عاجل

    أخبرنا محمد بن داود الرازي حدثنا محمد بن حميد حدثنا ابن المبارك قال سئل عقيل ما أفضل ما أعطى العبد قال غريزة عقل قال فإن لم يكن قال فأدب حسن قال فإن لم يكن قال فأخ شقيق يستشيره قال فإن لم يكون فطول الصمت قال فإن لم يكن قال فموت عاجل
    قال أبو حاتم العقل نوعان مطبوع ومسموع فالمطبوع منهما كالأرض والمسموع كالبذر والماء ولا سبيل للعقل المطبوع أن يخلص له عمل محصول دون أن يرد عليه العقل المسموع فينبهه من رقدته ويطلقه من مكامنه يستخرج البذر والماء ما في قعور الأرض من كثرة الربع
    فالعقل الطبيعي من باطن الإنسان بموضع عروق الشجرة من الأرض والعقل المسموع من ظاهره كتدلى ثمرة الشجرة من فروعها . أنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطى رأيت العقل نوعين ... فمطبوع ومسموع ... ولا ينفع المسموع ... إذا لم يك مطبوع ... كما لا تنفع الشمس ... وضوء العين ممنوع ...
    أخبرنا القطان بالرقه حدثنا موسى بن مروان حدثنا بقية عن عبد الله بن حسان حدثني ابن عامر قال قلت لعطاء بن أبي رباح يا أبا محمد ما أفضل ما أعطى العبد قال العقل عن الله أنشدني أحمد بن عبدالله الصنعاني لعبد الله بن عكراش ... يزين الفتى في الناس صحة عقله ... وإن كان محظورا عليه مكاسبه ... يشين الفتى في الناس خفة عقله ... وإن كرمت أعراقه ومناسبه ...
    قال أبو حاتم فالواجب على العاقل أن يكون بما أحيا عقله من الحكمة أكلف منه بما أحيا جسده من القوت لأن قوت الأجساد المطاعم وقوت العقل الحكم فكما أن الأجساد تموت عند فقد الطعام والشراب وكذلك العقول إذا فقدت قوتها من الحكمة ماتت .
    والتقلب في الأمصار والأعتبار بخلق الله مما يزيد المرء عقلا وإن عدم المال في تقلبه .
    أنشدني عبد الرحمن بن محمد المقاتلي ... إن ذا العقل يرى غنما له ... عدم المال إذا ما العقل صح ... ما على المرء بعدم سبة ... إن وفا العقل وإن دين صلح ...

    أخبرنا محمد بن المسيب حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني قال سمعت حاتم ابن اسماعيل يقول ما أستودع الله عقلا عبدا إلا استنقذه به يوما ما قال أبو حاتم العقل دواء القلوب ومطية المجتهدين وبذر حراثة الآخرة

    وتاج المؤمن في الدنيا وعدته في وقوع النوائب ومن عدم العقل لم يزده السلطان عزا ولا المال يرفعه قدرا ولا عقل لمن أغفله عن أخراه ما يجد من لذة دنياه فكما أن أشد الزمانه الجهل كذلك أشد الفاقه عدم العقل
    والعقل والهوى متعاديان فالواجب على المرء أن يكون لرأيه مسعفا ولهواه مسوفا فإذ أشتبه عليه أمران اجتنب أقربهما من هواه لأن في مجانبته الهوى إصلاح السرائر وبالعقل تصلح الضمائر .
    أخبرنا عمرو بن محمد الأنصاري ثنا ثنا محمد بن عبيد الله الجشمى حدثنا المداينى قال قال معاوية بن أبي سفيان لرجل من العرب عمر دهرا أخبرني بأحسن شيء رأيته قال عقل طلب به مروءة مع تقوى الله وطلب الآخرة
    وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش ... إذا تم عقل المرء تمت أموره ... وتمت أياديه وتم بناوه ... فإن لم يكن عقل تبين نقصه ... ولو كان ذا مال كثيرا عطاؤه ...
    أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو كامل الجحدرى حدثنا عمران بن خالد الخزاعي قال سمعت الحسن يقول ما تم دين عبد قط حتى يتم عقله قال أبو حاتم أفضل ذوي العقول منزلة أدومهم لنفسه محاسبة وأقلهم عنها فترة
    فبالعقل تعمر القلوب كما أن بالعلم تستخرج الأحلام وعمود السعادة العقل ورأس الاختيار ولو صور العقل صورة لأظلمت معه الشمس لنوره فقرب العاقل مرجو خيره على كل حال كما أن قرب الجاهل مخوف شره على كل حال0

    ولا يجب للعاقل أن يغتم لأن الغم لا ينفع وكثرته تزري بالعقل ولا أن يحزن لأن الحزن لا يرد المرزئة ودوامه ينقص العقل

    والعاقل يحسم الداء قبل أن يبتلى به ويدفع الأمر قبل أن يقع فيه فإذا وقع فيه رضى وصبر والعاقل لا يخيف أحدا أبدا ما استطاع ولا يقيم على خوف وهو يجد منه مذهبا وإذا خاف على نفسه الهوان طابت نفسه عما يملك من الطارف والتالد مع لزوم العفاف إذ هو قطب شعب العقل
    أنشدني المنتصر بن بلال بن المنتصر الأنصاري ... أولست تأمر بالعفاف وبالتقى ... وإليه آل الأمر حين يؤول ... فإن استطعت فخذ بعقلك فضلة ... إن العقول يرى لها تفضيل ...
    أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج حدثنا محمد بن علي الطاحي حدثنا عمرو بن عثمان الخزاز الحرانى حدثنا مفضل بن صالح قال على لما أهبط الله آدم من الجنة أتاه جبريل فقال إنى أمرت أن أخيرك في ثلاثة فاختر واحدة ودع إثنتين فقال آدم وما الثلاث فقال الحياء والدين والعقل فقال آدم فإني قد أخترت العقل قال فقال جبريل للحياء والدين أنصرفا ودعاه فقالا إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان ثم عرج جبريل وقال شأنكم
    قال أبو حاتم من حسن عقله وقبح وجهه فقد أفقد فضائل نفسه قبائح وجهه ومن حسن وجهه وقل عقله فقد أذهب محاسن وجهه نقائص نفسه فلا يجب للعاقل أن يغتم إذا كان معدما لأن العاقل قد يرجى له الغنى ولا يوثق للجاهل المكثر ببقاء ماله ومال العاقل عقله وما قدم من صالح عمله

    وآفة العقل الصلف والبلاء المردي والرخاء المفرط لأن البلايا إذا تواترت عليه أهلكت عقله والرخاء إذا تواتر عليه أبطره والعدو العاقل خير للمرء من الصديق الجاهل .
    أنشدني علي بن محمد البسامي ... عدوك ذو العقل أبقى عليك ... من الجاهل الوامق الأحمق ... وذو العقل يأتي جميل الأمور ويقصد للأرشد الأرفق ...

    أخبرنا محمد بن الحسين بن قتيبة بعسقلان حدثنا ابن أبى السرى حدثنا داود بن الجراح وضمرة بن ربيعة عن خليد بن دعلج قال سمعت معاوية ابن قرة يقول إن القوم ليحجون ويعتمرون ويجاهدون ويصلون ويصومون وما يعطون يوم القيامة إلا على قدر عقولهم
    سمعت محمد بن محمود بن عدى النسائى يقول سمعت على بن خشرم يقول سمعت حفص بن حميد الأكاف يقول العاقل لا يغبن والورع لا يغبن
    قال أبو حاتم هذه لفظة جامعة تشتمل على معان شتى فكما لا ينفع الاجتهاد بغير توفيق ولا الجمال بغير حلاوة ولا السرور بغير أمن كذلك لا ينفع العقل بغير ورع ولا الحفظ بغير عمل وكما أن السرور تبع للأمن والقرابة تبع للمودة كذلك المروءات كلها تبع للعقل
    وعقول كل قوم على قدر زمانهم فالعاقل يختار من العمر أحسنه وإن قل فإنه خير من الحياة النكدة وإن طالت والعقل الموعى غير المنتفع به كالأرض الطيبة الخراب.
    والعاقل لا يبتدىء الكلام إلا أن يسأل ولا يكثر التمارى إلا عند القبول ولا يسرع الجواب إلا عند التثبت
    .

    والعاقل لا يستحقر أحدا لأن من أستحقر السلطان أفسد دنياه ومن استحقر الأتقياء أهلك دينه ومن استحقر الإخوان أفنى مروءته ومن استحقر العام أذهب صيانته.
    والعاقل لا يخفى عليه عيب نفسه لأن من خفى عليه عيب نفسه خفيت عليه محاسن غيره وإن من أشد العقوبه للمرء أن يخفى عليه عيبه لأنه ليس بمقلع عن عيبه من لم يعرفه وليس بنائل محاسن الناس من لم يعرفها وما أنفع التجارب للمبتدى.
    أنشدني المنتصر بن بلال بن المنتصر الأنصاري ... ألم تر أن العقل زين لأهله ... وأن كمال العقل طول التجارب ... وقد وعظ الماضي من الدهر ذا النهى ... ويزداد في أيامه بالتجارب ...
    أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا جرير عن الحكم ابن عبد الله قال كانت العرب تقول العقل التجارب والحزم سوء الظن
    قال أبو حاتم لا يكون المرء بالمصيب في الأشياء حتى تكون له خبرة بالتجارب

    والعاقل يكون حسن المأخذ في صغره صحيح الأعتبار في صباه حسن العفة عند إدراكه رضى الشمائل في شبابه ذا الرأي والحزم في كهولته يضع نفسه دون غايته برتوة ثم يجعل لنفسه غاية يقف عندها لأن من جاوز الغاية في كل شئ صار الى النقص .
    ولا ينفع العقل إلا بالإستعمال كما لا تنفع الأعوان إلا عند الفرصة ولا ينفع الرأي إلا بالإنتخال كما لا تتم الفرصة إلا بحضور الأعوان.
    ومن لم يكن عقله أغلب خصال الخير عليه أخاف أن يكون حتفه في أقرب الأشياء إليه.

    ورأس العقل المعرفه بما يمكن كونه قبل أن يكون
    والواجب على العاقل أن يجتنب أشياء ثلاثة فإنها أسرع في إفساد العقل من النار في يبيس العوسج الاستغراق في الضحك وكثرة التمني وسوء التثبت لأن العاقل لا يتكلف مالا يطيق ولا يسعى إلا لما يدرك ولا يعد الا بما يقدر عليه ولا ينفق إلا بقدر ما يستفيد ولا يطلب من الجزاء إلا بقدر ما عنده من الغناء ولا يفرح بما نال إلا بما أجدى عليه نفعة منه .
    والعاقل يبذل لصديقه نفسه وماله ولمعرفته رفده ومحضره ولعدوه عدله وبره وللعامة بشره وتحيته ولا يستعين إلا بمن يحب أن يظفر بحاجته ولا يحدث إلا من يرى حديثه مغنما إلا أن يغلبه الاضطرار عليه ولا يدعي ما يحسن من العلم لأن فضائل الرجال ليست ما ادعوها ولكن ما نسبها الناس إليهم ولا يبالي ما فاته من حطام الدنيا مع ما رزق من الحظ في العقل .
    أنشدني عبد الرحمن بن محمد المقاتلى ... فمن كان ذا عقل ولم يك ذا غنى ... يكون كذى رجل وليست له نعل ... ومن كان ذا مال ولم يك ذا حجى ... يكون كذى نعل وليست له رجل ...

    قال أبو حاتم كفى بالعاقل فضلا وإن عدم المال بأن تصرف مساوى أعماله الى المحاسن فتجعل البلادة منه حلما والمكر عقلا والهذر بلاغة والحدة ذكاء والعى صمتا والعقوبة تأديبا والجرأة عزما والجبن تأنيا والإسراف جودا والإمساك تقديرا فلا تكاد ترى عاقلا إلا موقرا للرؤساء ناصحا للأقران مواتيا للأخوان متحرزا من الأعداء غير حاسد للأصحاب ولا مخادع للأحباب ولا يتحرش بالأشرار ولا يبخل في الغنى ولا يشره في الفاقه ولا ينقاد للهوى ولا يجمح في الغضب ولا يمرح في الولاية ولا يتمنى مالا يجد ولا يكتنز إذا وجد ولا يدخل في دعوى ولا يشارك في مراء ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا ولا يشكو الوجع إلا عند من يرجو عنده البرء ولا يمدح أحدا إلا بما فيه لأن من مدح رجلا بما ليس فيه فقد بالغ في هجائه ومن قبل المدح بما لم يفعله فقد استهدف للسخرية.
    والعاقل يكرم على غير مال كالأسد يهاب وإن كان رابضا وكلام العاقل يعتدل كاعتدال جسد الصحيح وكلام الجاهل يتناقض كاختلاط جسد المريض
    وكلام العاقل وان كان نزرا حظوة عظيمة كما أن مقارفة المأثم وإن كان نزرا مصيبة جليلة
    ومن العقل التثبت في كل عمل قبل الدخول فيه
    وآفة العقل العجب بل على العاقل أن يوطن نفسه على الصبر على جار السوء وعشير السوء وجليس السوء فإن ذلك مما لا يخطيه على ممر الأيام.
    ولا يجب للعاقل أن يحب أن يسمى به لأن من عرف بالدهاء حذر ومن عقل العاقل دفن عقله ما استطاع لأن البذر وان خفى في الأرض أياما فإنه لا بد ظاهر في أوانه وكذلك العاقل لا يخفى عقله وإن أخفى ذلك جهده.
    وأول تمكن المرء من مكارم الأخلاق هو لزوم العقل
    أنشدني على بن محمد البسامي ... إن المكارم أبواب مصنفة ... فالعقل أولها والصمت ثانيها ... والعلم ثالثها والحلم رابعها ... والجود خامسها والصدق ساديها ... والصبر سابعها والشكر ثامنها ... واللين تاسعها والصدق عاشيها ...

    أخبرنا عمر بن عبد الله بن عمر الهجرى بالأبلة حدثنا عبد الله بن خبيق حدثنا موسى بن طريف قال شعيب بن حرب قال لي شعبة عقولنا قليلة فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلا منا ذهب ذلك القليل وإنى لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلا منه فأمقته
    قال أبو حاتم أول خصال الخير للمرء في الدنيا العقل وهو من أفضل ما وهب الله لعباده فلا يجب أن يدنس نعمة الله بمجالسه من هو بضدها قائم
    والواجب على العاقل أن يكون حسن السمت طويل الصمت فإن ذلك من أخلاق الأنبياء كما أن سوء السمت وترك الصمت من شيم الأشقياء. والعاقل لا يطول أمله لأن من قوى أمله ضعف عمله ومن أتاه أجله لم ينفعه أمله
    والعاقل لا يقاتل من غير عدة ولا يخاصم بغير حجه ولا يصارع بغير قوة لأن بالعقل تحيا النفوس وتنور القلوب وتمضي الأمور وتعمر الدنيا
    والعاقل يقيس ما لم ير من الدنيا بما قد رأى ويضيف مالم يسمع منها إلى ما قد سمع وما لم يصب منها إلى ما قد أصاب وما بقى من عمره بما فنى وما لم ينل منها بما قد أوتى ولا يتكل على المال وإن كان في تمام الحال لأن المال يحل ويرتحل والعقل يقيم ولا يبرح ولو أن العقل شجرة لكانت من أحسن الشجر كما أن الصبر لو كان ثمرة لكان من أكرم الثمر.
    والذي يزداد به العاقل من نماء عقله هو التقرب من أشكاله والتباعد من أضداده.
    ولقد أخبرنا محمد بن المهاجر المعدل حدثنا أبو جعفر ابن ابنة أبي سعيد الثعلبي حدثنا محمد بن أبى مالك الغزي قال سمعت أبي يقول جالسوا الألباء أصدقاء كانوا أو أعداء فإن العقول تلقح العقول

    قال أبو حاتم مجالسة العقلاء لا تخلو من أحد معنيين إما تذكر الحالة التي يحتاج العاقل الى الأنتباه لها أو الإفادة بالشيء الخطير الذي يحتاج الجاهل الى معرفتها.

    فقرب العاقل غنم لأشكاله وعبره لأضداده على الأحوال كلها ولا يجب لمن تسمى به أن يتدلل إلا على من يحتمل دلاله ويقبل إلا على من يحب إقباله ولو كان للعقل أبوان لكان أحدهما الصبر والأخر التثبت.
    جعلنا الله ممن ركب فيه حسن وجود العقل فسلك بتمام النعم مسلك الخصال التي تقربه الى ربه في دارى الأمد
    والأبد إنه الفعال لما يريد...انتهى
    مقتطف من
    كتاب
    رَوْضة العُقلاء وَنزهَة الفضلاء
    للإمام
    الحافظ أبي حاتم محمد بن حبان
يعمل...
X