" الدنيا مشحونة بالمصالح وأسبابها, والمفاسد وأسبابها, وشرها أكثر من خيرها
ومضارها أكثر من منافعها, وقبائحها أكثر من محاسنها.
ومعظم مقاصد الخلق في جلب اللذات والأفراح وانتفاء الغموم والآلام, وأفضلهم
من كانت مقاصده في أفراح المعارف والأحوال ولذاتها, ويليه من كانت مقاصده
في أفراح ثواب الآخرة ولذاتها, ويليه من كانت أقل مقاصده في لذات الدنيا وأفراحها
ومعظم مقاصده لذات الآخرة وأفراحها, ويليه من توسط في مقصودي الدنيا والآخرة
ويليه من غلب عليه قصد لذات الدنيا وأفراحها,وأشقى منه من لا تخطر له لذات الآخرة
وأفراحها ببال حتى يسعى لها.
والجنة والنار دار بقاء وقرار, والدنيا دار زوال وانتقال, فويل لمن باع النفيس الباقي
بالخسيس الفاني. فيا لها من صفقة خاسرة وتجارة بائرة,ومن يهن الله فما له من مكرم
إذ لا مشقي لمن أسعده, ولا مسعد لمن أشقاه, ولا مقصي لمن قربه, ولا مقرب لمن أقصاه"
( القواعد الكبرى – عزالدين بن عبدالسلام- ج2 صـ391-392 )