إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

أضرار الخمور والمخدرات - الشيخ عبدالرزاق العبّاد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتية] أضرار الخمور والمخدرات - الشيخ عبدالرزاق العبّاد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    خطبة - قيِّمة - بعنوان :
    || أضرار الخمور والمخدرات ||
    للشيخ / عبدالرزاق العبّاد البدر - وفقه الله تعالى - ،،،
    للاستماع والتحميل :
    4shared
    Box
    Plunder
    MediaFire
    سماعاً موفقاً أرجوه لكم ...
    الملفات المرفقة

  • #2
    رد: أضرار الخمور والمخدرات - الشيخ عبدالرزاق العبّاد

    هذا تفريغ لموضوع أضرار الخمور والمخدرات لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر-حفظهما الله تعالى-
    أسأل الله تعالى أن ينفع به إخواننا وأن يصلحنا ويصلح أحوال شبابنا



    أَضْرَارُ الْخُمُور وَالْمُخَدَّرَات
    الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا وزدنا علما وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
    الحديث أيها الإخوة الكرام عن « المخدرات وأضرارها وآثارها » ، والمخدرات يجدر بأن توصف بأنها أساس كل شر ومفتاح كل بلية ، وقد ثبت في مستدرك الحاكم عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ )) ، وما يقال الخمر وما ورد فيها من أحاديث كل ذلكم ينطبق كما بيَّن أهل العلم على المخدرات ؛ لأن ضررها أعظم وفسادها أشنع وجناياتها على متعاطيها أفظع ، فما أعظم خطرها وما أشد ضررها وما أفظع جنايتها على الأفراد والمجتمعات .
    ولقد وقف الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه خطيباً في خطبة بليغة وعظيمة ومؤثرة قال فيها رضي الله عنه : (( اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث )) ثم ذكر قصة عجيبة قال : لقد كان رجل فيمن كان قبلكم عابداً متمسكاً معتزلاً الناس ، فعلقت امرأة غويٌّ به - امرأة غاوية علقت به أي أحبته وطمعت فيه - فأرسلت له جارية لها وقالت له إن فلانة تريدك للشهادة ، فجاء ليشهد - ولعله كان معظِّما لأمر الشهادة وعدم ردها إذا طُلبت ونحو ذلك - فدخل إليها فكانت الجارية التي دعته كلما دخل باباً أغلقته حتى وصل إلى امرأة وضيئة جميلة حسناء فقالت له تلك المرأة : ما دعوتك للشهادة وإنما دعوتك لتقع بي أو لتقتل هذا الغلام -كان إلى جنبها غلاماً - أو تشرب من هذا الخمر - خيَّرته بين أمور ثلاثة أن يقع بها أو أن يقتل غلاماً عندها أو أن يشرب من هذا الخمر - وإن لم تفعل صِحت بك وفضحتك على رؤوس الأشهاد ، وهو رجل عابد متنسك معتزل الناس فكأنه ليتخلص رأى أن الخمر هي أخف هذه الثلاث ، أخف من الزنا وأخف من القتل ، فاختار أن يشرب كأساً من الخمر حتى يتخلص ، قال أشرب من الخمر ، فأعطوه كأسا فشربها قال زيدوني سبحان الله !! وهذا يبين فتنة الخمر وأيضاً يبين ما يجري في كثير من وقائع التعاطي للخمر والمخدرات كيف أن الصغير أو الحدث أو من لا صلة له بهذه المخدرات كيف يُستدرج للمرة أولى ، ومن يروِّجون المخدرات تعنيه هذه جداً أن يتذوقها للمرة الأولى ، فإذا تذوقها فُتن والعياذ بالله ، فلما شرب الكأس قال زيدوني ، فلما زادوه قال زيدوني فقام ووقع بالمرأة وقتل النفس ، ولهذا وصفت الخمر بأنها أم الخبائث يعني جمعت الخبائث كلها لم تبقِ خبيثة إلا جمعتها لأن من يشرب الخمر اجتمعت فيه الخبائث وانفتح له باب كل شر كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام ((اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ )) تفتح على متعاطيها كل شر ، و"كل" من صيغ العموم ، يعني ليس هناك شر يخطر بالبال إلا وتفتحه عليه ؛ مِن قتل ، من فواحش ، من عدوان ، من ظلم ، من بغي ، من ابتزاز إلى غير ذلك كل الشرور تجتمع ، بل قال نبينا عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه ((مَنْ مَاتَ مُدْمِنَ خَمْرٍ لَقِيَ اللَّهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ)) ، والعياذ بالله ، وهذا التشبيه لمدمن الخمر بعابد الوثن ومن المعلوم أن عابد الوثن ذنبه أعظم الذنب وجرمه أعظم الجرم ، فليس في المعاصي أعظم من الشرك ، فالشرك هو الذنب الذي لا يُغفر {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }[النساء:48] ، فهذا التشبيه من نبينا عليه الصلاة والسلام لمن يموت وهو مدمن الخمر بأنه كعابد الوثن قال العلماء : وهذا زجر شديد وتخويف عظيم من الخمر وإدمانها وبيان خطورة هذا الأمر وأنَّ المدمن للخمر أصبحت حاله بالإدمان تعلقاً بالخمر وعشقاً لها وتفانياً في تعاطيها أصبحت حاله كحال ذاك الذي عبَد الوثن فتعلق به ، فكما أن عابد الوثن قلبه تعلق بالوثن وارتبط به فمدمن الخمر أصبح أمره كحال عابد الوثن بتعلقه بالخمر ، ولهذا لا يبالي مدمن الخمر أن يضحِّي بكل شيء من أجلها ؛ ضحَّى مدمنون بأعراضهم ، من المدمنين مَن - والعياذ بالله - يضحي بعرضه من أجل الخمر يضحي بابنته بزوجته بقريبته يضحي بها وبعرضها وبشرفها وبعفتها من أجل هذه المخدرات ، ولهذا كما أشرت سابقاً مروِّجو المخدرات يعنيهم بالدرجة الأولى البداية ولهذا يستدرجون الأحداث والجهال ويعطونهم بالمجان بل أصبحوا يتفننون في وضعها بأشكالٍ تستجلب الحدث ؛ كوضعها في الحلوى أو في قطع البساكيت أو نحو ذلك ويتذوقها مرة وثانية فإذا راقت له ومالت إليها نفسيه تحقق للمروِّج ما يريد .
    فالخمر وكذلك المخدرات آفة عظيمة وبلاء مستطير ، وأضرارها لا حد لها ولا عد وجنياتها على الأفراد والمجتمعات لا حصر لها .
    § ومن أعظم أضرارها : أنها تصد متعاطيها عن ذكر الله وعن الصلاة وعن العبادة وعن أبواب الخير وتجعل قلبه معرضاً غافلاً مبغضاً كارهاً لا يميل إلى ذكر ولا يعلق بعبادة ، وينفر من الصلاة وينفر من الخير وينفر من أهل الخير وتكون بينه وبينهم وحشة عظيمة .
    § وكذلكم : إضعافها للإيمان وقد قال صلوات الله وسلامه عليه ((لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ)) وذلك لأنها تُضعف الإيمان وترقِّق الدين .
    § ومن أضرارها : أنها تسلب الحياء وتنزع المروءة وتُذهب الغيرة وتسلب العفة وتفسد الكرامة وتذهب الشرف فهذه كلها مجتمعة في الخمر ، وهي كذلك مجتمعة في جميع المخدرات والمفترات .
    § وكذلكم من أضرارها أنها تفتح على متعاطيها أبواب الكبائر ، فإذا كانت نفس الإنسان نافرةً من الكبائر معرِضةً عنها غير مقبلة عليها إذا تعاطى الخمر وأصبح من أهلها ليَّنت عنده الكبائر وسهَّلتها عليه ، وأصبحت الكبيرة التي كان يتعاظمها سابقاً لا شيء ، لا القتل ولا الزنا ولا العدوان ولا السرقة ولا غير ذلك كلها تهون عنده بسبب تعاطيه للخمر وللمخدرات .
    § ومن أضرارها أنها سبب زوال النعم وحلول النقم ، وما زالت نعمة إلا بذنب ولا حلت نقمة إلا بذنب ، والخمر من الذنوب العظام وكذلك المخدرات ، ولهذا متعاطي المخدرات يبتلى في حياته بحياة نكدة وحياة غثة وحياة مليئة بالمشاكل ؛ فلا يخرج من مشكلة إلا ويدخل في أخرى ، ولا يتخلص من ورطة إلا ويدخل في أخرى ، حتى آل بعددٍ من المتعاطين أن فضَّل في نهاية المطاف أن ينتحر والعياذ بالله ليتخلص من المشاكل التي أصبحت تلاحقه وتطارده بسبب تعاطيه للمخدرات ، ناهيك من كان نهايته على يد المخدِّر نفسه بتعاطي جرعات زائدة فكان بها حتفه وهلاكه والعياذ بالله .
    § كذلكم من مضارها : أنها تفتح عمل الشيطان ، وقد وُصفت في القرآن بأنها رجس من عمل الشيطان لأنها تفتح عمل الشيطان ، وكل ما يريده الشيطان ويرجوه من العبد إن تعاطى المخدر والمسكر أطاع الشيطان في كل ما يأمر به وأصبح بيد الشيطان يسيِّره بما يريد لماذا ؟ لأنه بتعاطيه للمخدر والمسكر أذهب عن نفسه نعمة من أعظم نعم الله عليه ألا وهي نعمة العقل الذي يميز به بين الصحيح والسقيم والطيب والخبيث والحق والباطل .
    وحقيقة المتعاطي للمخدرات والخمور والمسكرات حقيقته أنه يبتاع بماله ذهاب عقله " وكيف يبتاع جنوناً من عقل" فيشتري ذهاب عقله بماله ، هذا العقل الثمين الذي هو ميزة الإنسان عن بهيمة الأنعام متعاطي المخدرات يشتري بماله ما يُذهب عقله والعياذ بالله .
    أما أضرار هذه المخدرات على البيوتات من تفكك وانحلال وفساد وتفاقم الشر فهذا بابٌ واسع جدا ، فكم حدث من نكبات وكم أصيبت البيوت من ورطات إذا ابتلي رب الأسرة والعياذ بالله بالتعاطي ، وليتصور الإنسان بيتاً مكوناً من أم وأبناء وبنات ثم يتورط رب الأسرة بتعاطي المخدرات ، رب الأسرة الذي هو يعد صمام أمان وخير للبيت وفضيلة ورفعة وهو مسئول عن بيته ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) فإذا أصبح هذا الأب والعياذ بالله متعاطياً ما حال الأبناء وما حال الزوجة وما حال الأولاد ؟ وما هي تلك المضار التي تقع في البيت من جنايات هذا التعاطي ، ومن لهم متابعة وعناية بهذا الجانب يقفون على أمور تشيب لها الرؤوس وأمورٍ مهيلة للغاية تقع في البيوت من جراء وجود أب والعياذ بالله يتعاطى . بل وُجد في بعضهم من يجُرُّ التعاطي بزوجته وولده وبناته في حالةٍ مزرية بئيسة خطيرةٍ للغاية .
    أيها الإخوة الكرام : هذه كليمات سريعات في هذا الباب الخطير وهذا الضرر العظيم ، والله سبحانه وتعالى أكرمنا بنعمة الإسلام ومنَّ علينا بمنة الدين وهي منة إلهية وهبة ربانية وقد قال الله سبحانه وتعالى : { وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحجرات:7-8] ، فهذه المنة العظيمة منة الإيمان والهداية لهذا الدين هي التي تحجز العبد بإذن الله تبارك وتعالى عن كل هذه الآفات وعن جميع هذه الشرور ؛ فلنحمد الله على الهداية لهذا الدين ولنحمد الله سبحانه وتعالى على منة العقل ، ولنحمد الله تبارك وتعالى على العافية والمعافاة ، وحمد الله عز وجل مؤذِنٌ بالمزيد كما قال الله تبارك وتعالى { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم:7] .
    أختم حديثي أيها الإخوة الكرام بكلام ثمينٍ للغاية للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " هذا الكتاب لابن القيم رحمه الله يتحدث عن الجنة ؛ يتحدث عن نعيمها عن أنهارها عن غلمانها عن حورها عن بساتينها عن أنهارها عن عيونها عما أودع الله سبحانه وتعالى من صنوف النعم ، هذا الكتاب يتحدث مفصَّلا عن نعيم الجنة ، وحقيقةً جدير بأن يُقرأ لأنه كما وصف رحمه الله حادي الأرواح ، الحادي هو السائق ، فإذا قرأه العبد وتأمل في مضامينه تحرك في قلبه مزيد الشوق والرغبة والطمع في أن يكون من أهل هذه الجنة واشتاق إلى نعيمها ، فهو كتاب حقيقة جدير بأن يقرأ . لما تحدث ابن القيم رحمه الله تعالى عن أنهار الجنة وعقد في الكلام عن أنهاره فصلاً خاصاً قال : " في ذكر أنهار الجنة وعينها وأصنافها ومجراها الذي تجري عليه " أورد آيات منها قول الله تعالى { مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ }[محمد:15] قال رحمه الله :
    (( فذكَر سبحانه هذه الأجناس الأربعة – أي من الأنهار - ونفى عن كل واحدٍ منها الآفة التي تعرِض له في الدنيا ؛ فآفة الماء أن يأسن ويأجن من طول مكثه ، وآفة اللبن أن يتغير طعمه إلى الحموضة وأن يصير قارصاً ، وآفة الخمر كراهة مذاقها المنافي للذة شربها ، وآفة العسل عدم تصفيته ، وهذا من آيات الرب تعالى أن تجري أنهارٌ من أجناسٍ لم تجرِ العادة في الدنيا بإجرائها – أي في الجنة - ويُجريها في غير أخدود وينفي عنها الآفات التي تمنع كمال اللذة بها كما ينفي عن خمر الجنة جميع آفات خمر الدنيا – وأسأل الله رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يكرمنا جميعاً بأن نشرب من خمر الجنة وأن نُسقى من لبن الجنة ومن عسل الجنة ومن ماء الجنة وأن يمنَّ علينا بنعيمها بمنه وكرمه سبحانه وتعالى ، تأملوا كلامه يقول : كما ينفي عن خمر الجنة جميع آفات خمر الدنيا – ما هي آفات خمر الدنيا ؟ بدأ يعُد - من الصداع والغَول واللغو والإنزاف وعدم اللذة ؛ فهذه خمس آفات من آفات خمر الدنيا تغتال العقل ويكثر اللغو على شاربها ، بل لا يطيب لشرابها ذلك إلا باللغو وتُنزِف في نفسها وتُنزف المال ، وتصدِّع الرأس ، وهي كريهة المذاق ، وهي رجسٌ من عمل الشيطان توقع العداوة والبغضاء بين الناس ، وتصدُّ عن ذكر الله وعن الصلاة ، وتدعو إلى الزنا وربما دعت إلى الوقوع على البنت والأخت وذوات المحارم ، وتُذهب الغيرة وتورث الخزي والندامة والفضيحة ، وتُلحق شاربها بأنقص نوع الإنسان وهم المجانين ، وتسلبه أحسن الأسماء والسمات وتكسوه أقبح الأسماء والصفات ، وتسهِّل قتل النفس وإفشاء السر الذي في إفشائه مضرته أو هلاكه ، ومؤاخاة الشياطين في تبذير المال الذي جعله الله قياماً له ولمن يلزمه مؤونته ، وتهتك الأستار وتُظهر الأسرار ، وتدل على العورات ، وتهوِّن ارتكاب القبائح والمأثم ، وتُخرج من القلب تعظيم المحارم ، ومدمِنها كعابد وثن ، كم أهاجت من حرب وكم أفقرت من غنى وأذلَّت من عزيز ووضعت من شريف وسلبت من نعمة وجلبت من نقمة وفسخت مودة ونسجت عداوة ، وكم فرَّقت بين رجل وزوجته فذهبت بقلبه وراحت بلبِّه ، وكم أورثت من حسرة وأجرت من عبرة ، وكم أغلقت في وجه شاربها باباً من الخير وفتحت له باباً من الشر ، وكم أوقعت في بلية وعجَّلت من منيَّة ، وكم أورثت من خزي وجرَّت على شاربها من محنة وجرَّت عليه من سفلة ؛ فهي جماع الإثم ومفتاح الشر ، وسلاَّبة النِّعم وجالبة النقم ، ولو لم يكن من رذائلها إلا أنها لا تجتمع هي وخمر الجنة في جوف عبدٍ كما ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة " لكفى ، وآفات الخمر أضعاف أضعاف ما ذكرنا وكلها منتفية عن خمر الجنة )) .
    بهذا الكلام العظيم النفيس لهذا الإمام أختم الحديث ، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وبأنه الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم أن يعافينا وإياكم في أنفسنا في أهلينا وفي ذرياتنا وفي قراباتنا وفي جميع من نحب من كل بلاء وشر وفتنة ، وأن يصلح لنا شأننا كله ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلِّغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادنا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا . سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
    اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .


    تجدون موضوع أضرار الخمور والمخدرات في المرفقات لمن أرد تحميله
    الملفات المرفقة

    تعليق

    يعمل...
    X