السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فهذه بعض أمراض القلوب و آفاته.جمعتها لكم عسى الله أن ينفعني بها و إياكم بأن يجنبنا الوقوع فيها.
1-العُجــب
العُجْبُ والعَجَبُ: إِنكارُ ما يَرِدُ عليك لقِلَّةِ اعْتِـيادِه؛
والعُجْبُ الزُّهُوُّ.
ورجل مُعْجَبٌ: مَزْهُوٌّ بما يكون منه حَسَناً أَو قَبِـيحاً.
وقيل: العُجْب فَضْلَةٌ من الـحُمْق صَرَفْتَها إِلى العُجْبِ.
العجب يحمل صاحبه على تعظيم نفسه ، حتى يفرح بما هو عليه ويستغني بما عنده ، فيرى أن الحق لا يصدر إلا عنه ، كأنه موكل به ، وهذه صفة الكفار،
قال تعالى : ( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) ( غافر 83 ) .
وإذا أُعجب المرء بنفسه واستغنى بما عنده؛ فقد تمت خسارته ؛ لأنه لا يمكن أن يلتفت إلى قول غيره فضلاً عن أن يقبله إذا كان حقاً .
قال الفضيل بن عياض : (( لو أن المبتدع تواضع لكتاب الله وسنة نبيه لاتبع ما ابتدع ، و لكنه أُعجب برأيه فاقتدى بما اخترع )) التذكرة في الوعظ ( ص 97 ) .
والعجب يقطع صاحبه عن الاستعانة بربه وذلك لاعتداده بنفسه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :(( والعجب من باب الإشراك بالنفس ، وهذا حال المستكبر ، فالمرائي لا يحقق قوله : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) والمعجب لا يحقق قوله ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتحة : 5)"
( الفتاوى الكبرى – 5 / 247 – 248 ) .
والعجب والكبر متداخلان ، فلا يُبلى بالعجب إلا متكبر .
قال ابن حبان :(( إنه لا يتكبر على أحد حتى يُعجب بنفسه ، ويرى لها على غيرها الفضل )( روضة العقلاء ص 61 )
كتاب الصوارف عن الحق لفضيلة الشيخ : حَمَد بن إبراهيم العثمان ( ص 35 -
38 )
عن مسروق قال : كفى بالمرء علما أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعلمه قال أبو عمر : إنما اعرفه بعمله .
قال أبو الدرداء : علامة الجهل ثلاث العجب وكثرة المنطق فيما لا يعنيه وأن ينهى عن شيء ويأتيه .
وقالوا : العجب يهدم المحاسن .
وعن علي رحمه الله أنه قال : الاعجاب آفة الألباب .
وقال غيره : اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله .
ولقد أحسن علي بن ثابت حيث يقول : المال آفته التبذير والنهب والعلم آفته الاعجاب والغضب .
وقالوا : من أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل ومن تكبر على الناس ذلك ومن خالط الاندال حقر ومن جالس العلماء وقر .
2-الحسد
الحسد أَن تتمنى زوال نعمة المحسود إِليك
و قيل الحسد: أَن يرى الرجل لأَخيه نعمة فيتمنى أَن تزول عنه وتكون له دونه، والغَبْطُ: أَن يتمنى أَن يكون له مثلها ولا يتمنى زوالها عنه
الحسد خلق ذميم وهو : تمني زوال نعمة الله على الغير .
وقيل : الحسد كراهة ما أنعم الله به على الغير .
فالأول المشهور عند أهل العلم , والثاني هو الذي قرره شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- فمجرد كراهة ما أنعم الله به على الناس يعتبر حسداً , والحسد محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وحذر منه, وهو من خصال اليهود الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله .
والحسد مضاره كثيرة : منها : أنه اعتراض على قضاء الله وقدره وعدم رضاً بما قدره الله عز وجل؛ لأن الحاسد يكره هذه النعمة التي أنعم الله بها على المحسود .
ومنها : أن الحاسد يبقى دائماً في قلق وحرقة ونكد , لأن نعم الله على العباد لا تحصى, فإذا كان كلما رأى نعمه غيره حسده وكره أن تكون هذه النعمة حالة عليه, فلابد أن يكون في قلق دائم وهذا هو شأن الحاسد والعياذ بالله.
ومنها : أن الغالب أن الحاسد يبغي على المحسود فيحاول أن يكتم نعمة الله على المحسود أو يزيل نعمة الله على هذا المحسود فيجمع بين الحسد والعدوان .
ومنها : أن الحاسد يحتقر نعمة الله عليه ؛ لأنه يرى أن المحسود أكمل منه وأفضل فيزدري نعمة الله عليه, ولا يشكره سبحانه وتعالى عليها.
ومنها : أن الحسد يدل دناءة الحاسد , وأنه شخص لا يحب الخير للغير؛ بل هو سافل ينظر إلى الدنيا , ولو نظر إلى الآخرة لأعرض عن هذا .
الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود وهو نوعان:
أحدهما: كراهة للنعمة عليه مطلقًا، فهذا هو الحسد المذموم، وإذا أبغض ذلك فإنه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه، فيكون ذلك مرضًا في قلبه، ويلتذ بزوال النعمة عنه، وإن لم يحصل له نفع بزوالها، لكن نفعه زوال الألم الذي كان في نفسه، ولكن ذلك الألم لم يزل إلا بمباشرة منه،
والحاسد ليس له غرض في شيء معين، لكن نفسه تكره ما أنعم به على النوع؛ ولهذا قال من قال: إنه تمنى زوال النعمة، فإن من كره النعمة على غيره تمنى زوالها بقلبه.
والنوع الثاني: أن يكره فضل ذلك الشخص عليه، فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه، فهذا حسد وهو الذي سموه الغبطة، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حسدًا في الحديث المتفق عليه من حديث ابن مسعود وابن عمر ـ رضي اللّه عنهما ـ أنه قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه اللّه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه اللّه مالا وسلطه على هلكته في الحق) هذا لفظ ابن مسعود، ولفظ ابن عمر: (رجل آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه اللّه مالًا فهو ينفق منه في الحق آناء الليل والنهار) رواه البخاري من حديث أبي هريرة ولفظه: (لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه اللّه القرآن فهو يتلوه الليل والنهار، فسمعه رجل فقال: ياليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا، فعملت فيه مثل ما يعمل هذا، ورجل آتاه اللّه مالا فهو يهلكه في الحق.
فقال رجل: ياليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا
3-الغرور
الغُرور الأَباطيل،
و قال تعالى ولا يَغُرّنّكم بالله الغَرور، والغَرُور هنا الشيطان يَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب والتَّمْنِية.
و هنا وجه من وجوه الغرور.الغرور بالدنيا كما سيبينه الشيخ بن باز -رحمه الله تعالى-
سئل .ما هو غرور الحياة الدنيا الذي نهى الله عنه؟
فأجاب
الغرور بها هو الاشتغال بها وإيثارها على الآخرة حباً لها وتعظيماً لها، وتلذذاً بها، ولذلك نهى الله عن ذلك فقال: فلا تغرنكم الحياة الدنيا ، يعني بما فيها من المتاع، من النساء، من الذهب من الفضة من المزراع، من المجالس المراكز إلى غير ذلك، فالعاقل لا تغره هذه المظاهر ولا يشغل بها عن الآخرة، و لكن يعد العدة للآخرة ويستعين بهذه النعم على طاعة الله جل وعلا، أما من غلب عليه الشيطان والهوى لضعف إيمانه وقلة بصيرته فإنه قد يغتر بهذه المظاهر ويلهو بها، ويشغل بها عن الآخرة وينسى حق الله عليه، فيهلك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
4-الحقد
الحِقْدُ: إِمساك العداوة في القلب والتربص لِفُرْصَتِها.
5-الكبر
الكِبْرَ مَن بَطِرَ الحَقَّ؛
والكِبْرِياء العَظَمة والملك،
والاستكبار: الامتناع عن قبول الحق مُعاندة وتَكَبُّراً
والكِبْرُ الرفعة في الشرف
وفي قوله تعالى: وتكون لكما الكبرياء في الأَرض؛ أَي الملك.
والكبرياء العظمة والتجبر؛
قال ابن حبان :(( إنه لا يتكبر على أحد حتى يُعجب بنفسه ، ويرى لها على غيرها الفضل )( روضة العقلاء ص 61 )
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :(( وأما الكبر ؛ فأثر من آثار العجب والبغي من قلب قد امتلأ بالجهل و الظلم ، وترحلت منه العبودية ، ونزل عليه المقت فنظره إلى الناس شزر، ومشيه بينهم تبختر ، ومعاملته لهم معاملة الاستئثار لا الإيثار ، ولا الإنصاف )) . الروح (2/ 703) .
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في معنى التواضع : (( أن يتلقى سلطان الحق بالخضوع له ، والذل والانقياد ، والدخول تحت رقه ، بحيث يكون الحق متصرفا فيه تصرف المالك في مملوكه ،بهذا يحصل للعبد خلق التواضع ؛ ولذا فسر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الكبر بضده ،فقال(( الكبر بطر الحق وغمط الناس )) .
فبطر الحق : رده ، وجحده ، والدفع فيصدره كدفع الصائل ،
و غمط الناس : احتقارهم ، وازدراؤهم ، ومتى احتقرهم وازدراهم : دفع حقوقهم وجحدها , واستهان بها , ولما كان لصاحب الحقّ مقال وصولةٌ : كانت النفوس المتكبّرة , لا تُـِقـرُّ له بالصولة على تلك الصولة الّتي فيها , ولا سيّما النفوس المبطلة , فتصول على صولة الحقّ بكبرها وباطلها.
فكان حقيقة التواضع : خضوع العبد لصولة الحقّ, وانقياده لها, فلا يقابله بصولته عـليه.
مدارج السالكين ( 2 / 346 ) .
*** ******** ***
و سئل الشيخ بن باز -رحمه الله تعالى-
ما هو الدعاء لتطهير القلب من الحقد والحسد، ولتطهير اللسان من الغيبة والنميمة والكذب؟
فأجاب -رحمه الله-
يدعو المسلم والمسلمة بكل ما ينفعه في ذلك ، فيقول : "اللهم طهر قلبي من كل خلق لا يرضيك، اللهم طهر قلبي من الغل والحقد والحسد والكبر، اللهم طهر قلبي من كل سوء ، ومن كل أذى ، ومن كل داء . كلها كلمات طيبة، فإذا دعا المسلم أو المسلمة بمثل هذا الدعاء فهو طيب ، يأتي بكلمات جامعة: اللهم طهر قلبي من كل سوء ، اللهم طهر قلبي من كل ما يبغضك، اللهم طهر قلبي من كل غلٍ وحقدٍ وحسد، وكبر ، ونحو ذلك. ويقول: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك" . "اللهم أصلح قلبي وعملي ، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم طهر قلبي من كل سوء، اللهم طهر قلبي من كل داء، اللهم طهر قلبي وجوارحي من كل سوء، اللهم طهر قلبي وجوارحي من كل ما يغضبك . كلها كلمات متناسبة طيبة. جزاكم الله خيراً.
فتوى من موقع الشيخ تحت عنوان .الدعاء لتطهير القلب من الحقد والحسد والغيبة والنميمة
*** **************** ***
فاعملوا- بارك الله فيكم -على تنقية القلوب وطهارتها فإن منتهى السعادة في مراجعة القلب وتزكيته وتطهيره...
المراجع
فتاوى من موقع الشخ بن باز
مجموع فتاوى ابن تيمية رحمه الله ج 5 ص 235
رسالة : في التحذير من الحسد وبيان خطره(للشيخ ابن عثيمين)
ومن لسان العرب
و من مشاركة جمعها أحد الإخوة من منتدى البيضاء العلمية تحت عنوان "فصل في مدح التواضع وذك العجب وطلب الرياسة "
و كلمة الختام هي للشيخ سالم العجمي__________________
فهذه بعض أمراض القلوب و آفاته.جمعتها لكم عسى الله أن ينفعني بها و إياكم بأن يجنبنا الوقوع فيها.
1-العُجــب
العُجْبُ والعَجَبُ: إِنكارُ ما يَرِدُ عليك لقِلَّةِ اعْتِـيادِه؛
والعُجْبُ الزُّهُوُّ.
ورجل مُعْجَبٌ: مَزْهُوٌّ بما يكون منه حَسَناً أَو قَبِـيحاً.
وقيل: العُجْب فَضْلَةٌ من الـحُمْق صَرَفْتَها إِلى العُجْبِ.
العجب يحمل صاحبه على تعظيم نفسه ، حتى يفرح بما هو عليه ويستغني بما عنده ، فيرى أن الحق لا يصدر إلا عنه ، كأنه موكل به ، وهذه صفة الكفار،
قال تعالى : ( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) ( غافر 83 ) .
وإذا أُعجب المرء بنفسه واستغنى بما عنده؛ فقد تمت خسارته ؛ لأنه لا يمكن أن يلتفت إلى قول غيره فضلاً عن أن يقبله إذا كان حقاً .
قال الفضيل بن عياض : (( لو أن المبتدع تواضع لكتاب الله وسنة نبيه لاتبع ما ابتدع ، و لكنه أُعجب برأيه فاقتدى بما اخترع )) التذكرة في الوعظ ( ص 97 ) .
والعجب يقطع صاحبه عن الاستعانة بربه وذلك لاعتداده بنفسه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :(( والعجب من باب الإشراك بالنفس ، وهذا حال المستكبر ، فالمرائي لا يحقق قوله : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) والمعجب لا يحقق قوله ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتحة : 5)"
( الفتاوى الكبرى – 5 / 247 – 248 ) .
والعجب والكبر متداخلان ، فلا يُبلى بالعجب إلا متكبر .
قال ابن حبان :(( إنه لا يتكبر على أحد حتى يُعجب بنفسه ، ويرى لها على غيرها الفضل )( روضة العقلاء ص 61 )
كتاب الصوارف عن الحق لفضيلة الشيخ : حَمَد بن إبراهيم العثمان ( ص 35 -
38 )
عن مسروق قال : كفى بالمرء علما أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعلمه قال أبو عمر : إنما اعرفه بعمله .
قال أبو الدرداء : علامة الجهل ثلاث العجب وكثرة المنطق فيما لا يعنيه وأن ينهى عن شيء ويأتيه .
وقالوا : العجب يهدم المحاسن .
وعن علي رحمه الله أنه قال : الاعجاب آفة الألباب .
وقال غيره : اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله .
ولقد أحسن علي بن ثابت حيث يقول : المال آفته التبذير والنهب والعلم آفته الاعجاب والغضب .
وقالوا : من أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل ومن تكبر على الناس ذلك ومن خالط الاندال حقر ومن جالس العلماء وقر .
2-الحسد
الحسد أَن تتمنى زوال نعمة المحسود إِليك
و قيل الحسد: أَن يرى الرجل لأَخيه نعمة فيتمنى أَن تزول عنه وتكون له دونه، والغَبْطُ: أَن يتمنى أَن يكون له مثلها ولا يتمنى زوالها عنه
الحسد خلق ذميم وهو : تمني زوال نعمة الله على الغير .
وقيل : الحسد كراهة ما أنعم الله به على الغير .
فالأول المشهور عند أهل العلم , والثاني هو الذي قرره شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- فمجرد كراهة ما أنعم الله به على الناس يعتبر حسداً , والحسد محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وحذر منه, وهو من خصال اليهود الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله .
والحسد مضاره كثيرة : منها : أنه اعتراض على قضاء الله وقدره وعدم رضاً بما قدره الله عز وجل؛ لأن الحاسد يكره هذه النعمة التي أنعم الله بها على المحسود .
ومنها : أن الحاسد يبقى دائماً في قلق وحرقة ونكد , لأن نعم الله على العباد لا تحصى, فإذا كان كلما رأى نعمه غيره حسده وكره أن تكون هذه النعمة حالة عليه, فلابد أن يكون في قلق دائم وهذا هو شأن الحاسد والعياذ بالله.
ومنها : أن الغالب أن الحاسد يبغي على المحسود فيحاول أن يكتم نعمة الله على المحسود أو يزيل نعمة الله على هذا المحسود فيجمع بين الحسد والعدوان .
ومنها : أن الحاسد يحتقر نعمة الله عليه ؛ لأنه يرى أن المحسود أكمل منه وأفضل فيزدري نعمة الله عليه, ولا يشكره سبحانه وتعالى عليها.
ومنها : أن الحسد يدل دناءة الحاسد , وأنه شخص لا يحب الخير للغير؛ بل هو سافل ينظر إلى الدنيا , ولو نظر إلى الآخرة لأعرض عن هذا .
الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود وهو نوعان:
أحدهما: كراهة للنعمة عليه مطلقًا، فهذا هو الحسد المذموم، وإذا أبغض ذلك فإنه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه، فيكون ذلك مرضًا في قلبه، ويلتذ بزوال النعمة عنه، وإن لم يحصل له نفع بزوالها، لكن نفعه زوال الألم الذي كان في نفسه، ولكن ذلك الألم لم يزل إلا بمباشرة منه،
والحاسد ليس له غرض في شيء معين، لكن نفسه تكره ما أنعم به على النوع؛ ولهذا قال من قال: إنه تمنى زوال النعمة، فإن من كره النعمة على غيره تمنى زوالها بقلبه.
والنوع الثاني: أن يكره فضل ذلك الشخص عليه، فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه، فهذا حسد وهو الذي سموه الغبطة، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حسدًا في الحديث المتفق عليه من حديث ابن مسعود وابن عمر ـ رضي اللّه عنهما ـ أنه قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه اللّه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه اللّه مالا وسلطه على هلكته في الحق) هذا لفظ ابن مسعود، ولفظ ابن عمر: (رجل آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه اللّه مالًا فهو ينفق منه في الحق آناء الليل والنهار) رواه البخاري من حديث أبي هريرة ولفظه: (لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه اللّه القرآن فهو يتلوه الليل والنهار، فسمعه رجل فقال: ياليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا، فعملت فيه مثل ما يعمل هذا، ورجل آتاه اللّه مالا فهو يهلكه في الحق.
فقال رجل: ياليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا
3-الغرور
الغُرور الأَباطيل،
و قال تعالى ولا يَغُرّنّكم بالله الغَرور، والغَرُور هنا الشيطان يَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب والتَّمْنِية.
و هنا وجه من وجوه الغرور.الغرور بالدنيا كما سيبينه الشيخ بن باز -رحمه الله تعالى-
سئل .ما هو غرور الحياة الدنيا الذي نهى الله عنه؟
فأجاب
الغرور بها هو الاشتغال بها وإيثارها على الآخرة حباً لها وتعظيماً لها، وتلذذاً بها، ولذلك نهى الله عن ذلك فقال: فلا تغرنكم الحياة الدنيا ، يعني بما فيها من المتاع، من النساء، من الذهب من الفضة من المزراع، من المجالس المراكز إلى غير ذلك، فالعاقل لا تغره هذه المظاهر ولا يشغل بها عن الآخرة، و لكن يعد العدة للآخرة ويستعين بهذه النعم على طاعة الله جل وعلا، أما من غلب عليه الشيطان والهوى لضعف إيمانه وقلة بصيرته فإنه قد يغتر بهذه المظاهر ويلهو بها، ويشغل بها عن الآخرة وينسى حق الله عليه، فيهلك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
4-الحقد
الحِقْدُ: إِمساك العداوة في القلب والتربص لِفُرْصَتِها.
5-الكبر
الكِبْرَ مَن بَطِرَ الحَقَّ؛
والكِبْرِياء العَظَمة والملك،
والاستكبار: الامتناع عن قبول الحق مُعاندة وتَكَبُّراً
والكِبْرُ الرفعة في الشرف
وفي قوله تعالى: وتكون لكما الكبرياء في الأَرض؛ أَي الملك.
والكبرياء العظمة والتجبر؛
قال ابن حبان :(( إنه لا يتكبر على أحد حتى يُعجب بنفسه ، ويرى لها على غيرها الفضل )( روضة العقلاء ص 61 )
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :(( وأما الكبر ؛ فأثر من آثار العجب والبغي من قلب قد امتلأ بالجهل و الظلم ، وترحلت منه العبودية ، ونزل عليه المقت فنظره إلى الناس شزر، ومشيه بينهم تبختر ، ومعاملته لهم معاملة الاستئثار لا الإيثار ، ولا الإنصاف )) . الروح (2/ 703) .
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في معنى التواضع : (( أن يتلقى سلطان الحق بالخضوع له ، والذل والانقياد ، والدخول تحت رقه ، بحيث يكون الحق متصرفا فيه تصرف المالك في مملوكه ،بهذا يحصل للعبد خلق التواضع ؛ ولذا فسر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الكبر بضده ،فقال(( الكبر بطر الحق وغمط الناس )) .
فبطر الحق : رده ، وجحده ، والدفع فيصدره كدفع الصائل ،
و غمط الناس : احتقارهم ، وازدراؤهم ، ومتى احتقرهم وازدراهم : دفع حقوقهم وجحدها , واستهان بها , ولما كان لصاحب الحقّ مقال وصولةٌ : كانت النفوس المتكبّرة , لا تُـِقـرُّ له بالصولة على تلك الصولة الّتي فيها , ولا سيّما النفوس المبطلة , فتصول على صولة الحقّ بكبرها وباطلها.
فكان حقيقة التواضع : خضوع العبد لصولة الحقّ, وانقياده لها, فلا يقابله بصولته عـليه.
مدارج السالكين ( 2 / 346 ) .
*** ******** ***
و سئل الشيخ بن باز -رحمه الله تعالى-
ما هو الدعاء لتطهير القلب من الحقد والحسد، ولتطهير اللسان من الغيبة والنميمة والكذب؟
فأجاب -رحمه الله-
يدعو المسلم والمسلمة بكل ما ينفعه في ذلك ، فيقول : "اللهم طهر قلبي من كل خلق لا يرضيك، اللهم طهر قلبي من الغل والحقد والحسد والكبر، اللهم طهر قلبي من كل سوء ، ومن كل أذى ، ومن كل داء . كلها كلمات طيبة، فإذا دعا المسلم أو المسلمة بمثل هذا الدعاء فهو طيب ، يأتي بكلمات جامعة: اللهم طهر قلبي من كل سوء ، اللهم طهر قلبي من كل ما يبغضك، اللهم طهر قلبي من كل غلٍ وحقدٍ وحسد، وكبر ، ونحو ذلك. ويقول: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك" . "اللهم أصلح قلبي وعملي ، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم طهر قلبي من كل سوء، اللهم طهر قلبي من كل داء، اللهم طهر قلبي وجوارحي من كل سوء، اللهم طهر قلبي وجوارحي من كل ما يغضبك . كلها كلمات متناسبة طيبة. جزاكم الله خيراً.
فتوى من موقع الشيخ تحت عنوان .الدعاء لتطهير القلب من الحقد والحسد والغيبة والنميمة
*** **************** ***
فاعملوا- بارك الله فيكم -على تنقية القلوب وطهارتها فإن منتهى السعادة في مراجعة القلب وتزكيته وتطهيره...
المراجع
فتاوى من موقع الشخ بن باز
مجموع فتاوى ابن تيمية رحمه الله ج 5 ص 235
رسالة : في التحذير من الحسد وبيان خطره(للشيخ ابن عثيمين)
ومن لسان العرب
و من مشاركة جمعها أحد الإخوة من منتدى البيضاء العلمية تحت عنوان "فصل في مدح التواضع وذك العجب وطلب الرياسة "
و كلمة الختام هي للشيخ سالم العجمي
تعليق