تعريف التقوى:
أن تعمل بطاعة الله: العمل.
على نور من الله: العلم.
ترجو ثواب الله: احتساب الثواب والخوف من العقاب.
يجب أن يتزود الداعية ب:
· الزاد الأول: أن يكون الداعية على علم فيما يدعو إليه:
يجب أن يكون الداعية على علم مستمد من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، الصحيحة المقبولة وإلا فهو جاهل ويكون جهله هذا جهلاً مركباً، والجهل المركب أشد من الجهل البسيط، فالجهل البسيط يمسك صاحبه ولا يتكلم، ويمكن رفعه بالتعلم، ولكن الجهل المركب لن يسكت صاحبه بل سيتكلم ولو عن جهل وحينئذ يكون مدمراً أكثر مما يكون منوراً.
قال تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108]
{عَلَى بَصِيرَةٍ } أي على بصيرة في ثلاثة أمور:
1. على بصيرة فيما يدعو إليه، بأن يكون عالماً بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه.
2. على بصيرة في حال الدعوة (حال المدعو).
3. على بصيرة في كيفية الدعوة.
· الزاد الثاني: أن يكون الداعية صابراً:
1. على دعوته.
2. على ما يدعو إليه.
3. على ما يعترض دعوته.
4. على ما يعترضه هو من الأذى.
· الزاد الثالث: أن يدعو إلى الله بالحكمة:
الدعوة إلى الله تعالى تكون:
1. أولا بالحكمة.
2. ثانيا بالموعظة الحسنة.
3. ثالثا الجدال بالتي هي أحسن لغير الظالم.
4. رابعا الجدال بما ليس أحسن للظالم.
الدليل قول الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِوَجَـادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }. [النحل: 125]. وقوله تعالى: {وَلاَ تُجَـادِلُواْ أَهْلَ الْكِتَـبِ إِلاَّ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُواْ ءَامَنَّا بِالَّذِى أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـهُنَا وَإِلَـهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }. [العنكبوت: 46].
تعريف الحكمة: هي إتقان الأمور وإحكامها، بأن تنزل الأمور منازلها وتوضع في مواضعها.
· الزاد الرابع: أن يتخلق الداعية بالأخلاق الفاضلة.
· الزاد الخامس: أن يكسر الداعية الحواجز التي بينه وبين الناس.
· الزاد السادس: أن يكون قلب الداعية منشرحاً لمن خالفه:
لاسيما إذا علم أن الذي خالفه حسن النية وأنه لم يخالفه إلا بمقتضى قيام الدليل عنده، ويجب على كل المختلفين والمتنازعين أن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، ولا يحل لأحد أن يعارض كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم بكلام أحد من البشر مهما كان، فإذا تبين لك الحق فالواجب أن تضرب بقول من خالفه عرض الحائط، وأن لا تلتفت إليه مهما كانت منزلته من العلم والدين.
ويؤسفني أن أسمع عن قوم يعتبرون جادّين في طلب الحق والوصول إليه ومع ذلك نجدهم متفرقين، لكل واحد منهم اسم معين أو وصف معين، وهذا في الحقيقة خطأ، إن دين الله عز وجل واحد، وأمة الإسلام واحدة، فالواجب أن نجتمع على بساط البحث، وأن يناقش بعضنا بعضاً على سبيل الإصلاح لا على سبيل الانتقاد أو الانتقام، فإن أي إنسان يجادل غيره ويحاج بقصد الانتصار لرأيه واحتقار رأي غيره، أو لقصد الانتقاد دون الإصلاح فإن الغالب أن يخرجوا على وجه لا يرضي الله ورسوله.
وليس الطريق إلى إصلاح خطأ المخطأ أن أتكلم في غيبته وأقدح فيه، ولكن الطريق إلى إصلاحه، أن أجتمع به وأناقشه فإذا تبين بعد ذلك أن الرجل مصرّ على عناده، وعلى ما هو عليه من باطل فحينئذ لي العذر ولي الحق بل يجب عليّ أن أبين خطأه، وأن أحذر الناس من خطئه.