إعـــــــلان
تقليص
1 من 3
<
>
تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري
الصفحة الرسمية للتطبيق:
تحميل التطبيق من متجر قوقل بلاي
تحميل التطبيق من متجر قوقل بلاي
2 من 3
<
>
الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى
تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3
<
>
فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :
فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .
من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .
من هـــــــــــنا
فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .
من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .
من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل
[خطبة] أنواع الغش - خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ
تقليص
X
-
تفريغ الخطبة
أنواع الغش
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ، وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.
عباد الله، من خلق المسلم أن يكون دائمًا نصوحًا أمين ذا أمانة ونصح وصدق في أموره كلها يجب لإخوانه ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه يقول صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وفي الحديث: "لا إيمان لمن لا أمانة له"، وإن المسلم حقًا يحرص على تصحيح علاقته بربه ثم بنفسه وبإخوته وبمجتمعه وبولاة أمره وبقضاء أمته حاضر ومستقبلًا على قدر استطاعته.
أيها المسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: "الدين النصحية"، قالوا: لمن يا رسول الله، قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"، قال جرير بن عبدالله بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم فالمؤمن إما أن يكون صادقًا ناصح وهذا هو اللائق به وإن انحرف عن ذلك اكتفى بقوله غاشًا كاذبًا خائنا.
أيها المسلم، وحقيقة الغش انطواء القلب على الغل والحقد وعدم محبة النصيحة والتظاهر بخلاف ما انطوى عليه قلبه من البغض وعدم النصيحة والغش بالمسلمين وإن الغش حرام بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو خصلة ذميمة وعاقبتها وخيمة قال الله جل وعلا: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)، والتعامل بين الناس من أنواع الأمانة التي يجب على المسلم أداءها وحذرنا الله من خيانة أمانتنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، والغش داء عضال له صور متعددة وأحوال مختلفة فأعظم الغش وأكبره غش المنافقين الذين تظاهروا بالإيمان وأبطنوا الكفر والضلال تظاهروا بأنهم مسلمون (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)، يسعون في الأرض فساد ويصورون فسادهم أنه إصلاح (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)، يخادعون الله بزعمهم والمؤمنين (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)، فهم مكذبون بلقاء الله (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً)، ومن أنواع الغش إخفاء عيوب السلع وعدم تبيينها لمشتريها فإن هذا من الغش إذ الواجب عليك أن تبين ما فيها من عيب فإما أن يقدم المشتري أو يمتنع دخل النبي صلى الله عليه وسلم السوق وإذا رجل يبيع طعام فأدخل النبي يده في الطعام فنالت يده بلل فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام"، قال: أصابته السماء يا رسول الله مطر قال: "ألا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس من غش فليس منا"، فأخبر أن الغاش متوعد في هذا الوعيد ليس منا ومن أنواع الغش المواكيل والموازين ونقصانها وإظهار أن الكيل كامل والوزن كامل والله يعلم خلاف ذلك (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)، ومن أنواع الغش الغش التجاري في السلع وذلك بأن يضعف مواصفاتها الحقيقية ويخرجها أنها سلعة كاملة تامة ولكنه في الحقيقة انتقص من حقيقتها وأظهرها على أنها سلعة كاملة وهذا من الغش بل تجاوز في بعض الحد إلى أن أوصوا الشركات المصنعة بأن تصنع تلك السلع على أردى مواصفة وأقل مواصفة وإظهارها أنه السلعة التامة التي لا شيء فيها والله يعلم ما في قلوبهم من الغش والخيانة للأمة والصحف منذ أيام نشرت أن هناك أموال طائلة بذلت من قبل بعض الموردين للسلع بنوها بالمصانع العالمية لكي يخففوا من مواصفات السلع ويجعلوها بشكل إنما ينتفع بها قليل ثم تذهب وتبدوا عيوبها وكل هذا من الغش والخيانة للأمة لا سيما إن تعلق هذا الغش بضروريات الناس كالمواد الغذائية فإن الغش فيها أمره عظيم أو كذلك في المواد الطبية وأدوية مغشوشة بمعنى أنه غير مستوفية لجميع المواصفات المطلوبة وهذا غش وخيانة للمجتمع فليحذر المسلم أن يتخلق بهذا الخلق الذميم ومن أنواع الغش كتمان عيوب الزوجين بأن يكتم الزوج عيوب خلقية أو تكتب الزوج أو أولياؤها أو الخاطب أو الخاطبة لأن لا يظهر للرجل ما في المرأة من عيوب خلقية أو خلقية أو كذلك في الرجل إذ الواجب الصدق والوضوح والبيان ليكون المؤمن على بصيرة دخل النبي على امرأة خطبها ودخل بها فرأى فيها برص ففارقها صلى الله عليه وسلم مما يدل على أن الواجب على الخاطب أو الخاطبة أن يبين للمخطوبة أو الخاطب أحوال من خطب وأحوال من خطب ليكون الأمر على بصيرة ومن أنواع الغش التظاهر بما لم يعطى بأن تدعي المرأة أن زوجها أعطاها أكثر مما أعطى ضرتها سألت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أظهر لضرتي أن زوجي أعطاني فوق ما أعطاها أفيكون ذلك قال صلى الله عليه وسلم: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوب الزور"، ومن أنواع الغش الغش في الشهادة المهنية بأن يأتي بشهادة كاذبة من أصلها يحمل شهادة كاذبة لا أصل لها أنه طبيب أنه مهندس أنه خبير أنه وأنه والواقع خلاف ذلك أو يأتي بشهادة أصلها ضعيفة لكن يظهرها بالمجهود والقوة ولكنها ضعيفة بالأصل أو ينسبها لجامعة ما من الجامعات المشهورة تغطية على نقصها وخللها وكل هذا من الغش ومن غشنا فليس منا، ومن أنواع الغش أيضا غش أرباب الحرف والإصلاح بأن يدعي أنه ذا خبرة وإصلاح ولكنه خلاف ذلك فربما يدعون أنهم أهل حرفة ناجح في حرفهم يحملون مؤهلًا علمي في الإصلاح ولكنهم كاذبون فالمصلح للسيارات أو أنواع الأجهزة المختلفة قد يشتغل فيها ولكن جهله بها قد يكون عبثه بها لأمكن إصلاحها وربما فقد شيء منها وربما جاء بقطع يظن أن يقول إنها صالحة وغير ذلك وربما أتى بقطع يقول هي جديدة طيبة ولكنها بخلاف الواقع وكل هذا من أكل أموال الناس بالباطل ومن أنواع الغش أيضا غش الأمة في مشروعاتها الكبرى ومصالحها العظيمة وهذا يتمثل في أمور أولًأ سوء التخطيط لأي مشروع كان فسوء التخطيط وقلة الإدراك خطأ عظيم يترتب عليه مفاسد كبيرة أو إعطائها ميزانية ضخمة فوق ما تستحق لأجل الربح من وراء ذلك أو أن التنفيذ سيء فيتبين بعد حين خلل ذلك التنفيذ لأن المنفذ إنما يراعي حالة من تعامل معه فإنه يراه غاشًا وخائنا فسلك مسلكه بالغش والخيانة فكم ترى من مبان لا يمضي عليها إلا فترة يسير حتى تحتاج إلى ترميم وخلل أصابها وعيوب يتبين فيها ما بين الفينة والأخرى وكذلك أخي التلاعب بالعقود وإضرام عقود متعددة يربح بها الواحد تلو الواحد فيطول الأمد فيكون الغش والنتيجة بأضرار المجتمع أو كذلك ترسى العقود على جهات معينة لا يمكن أن يتجاوزها لأن تلك الجهة تبذل من الرشوة ما تبذل وتنفذ على قدر أهواءها وكل هذا من الغش للأمة في مصالحها العامة فالواجب على المسلم البعد عن هذا وتقوى الله في أموره كلها ومن أنواع الغش أيضا غش المحققين والقضاة فالمحققين إذا اتقوا الله في أمرهم وحققوا التحقيق المطلوب فلم يحققوا التحقيق المطلوب فلم يغشوا ولم يخدعوا كانوا أمناء وإن كان تحقيقهم مراع في مصالحه الشخصية والمنافع المادية كان ذلك غش للمسلمين القاضي إذا وفقه الله فقضى بالعدل كان بالجنة بتوفيق الله يقول صلى الله عليه وسلم: "القضاة ثلاثة قاض في الجنة وقاضيان في النار"، فمن عرف الحق وقضى في الجنة ومن عرف الحق وقضى بخلافه دخل النار ومن قضى على جهل فإنها في النار والعياذ بالله فالقاضي عليه واجب العدل في قضاءه وألا يماري وألا يحابي وأن يكون قصده الله والدار الآخرة ومن أنواع الغش الغش في الشهادة بأن تشهد على خلاف ما تعلم والله يقول جل وعلا: (إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، فتشهد شهادة زور وباطل وبهتان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور"، فما زال يكررها حتى قال الصحابة: ليته سكت، والله يقول: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)، فإن شهادة الزور تقلب الحقائق وتجعل الباطل حق والحق باطل وتقطع بها أموال وتسفك بها دماء ويصير فيها من المفاسد مالله به عليم، ومن أنواع الغش الغش في بعض الأنظمة وغش من يضعون الأنظمة للأمة فيغضون الأمة بأنظمة عاقبتها سيئة ونتائجها وخيمة إما ضرر على الأمة في دينها أو دنياها ومجتمعها وسائر نظم حياتها فالواجب على أولئك أن يتقوا الله فيما يضعون من أنظمة وقوانين أن تكون من الشرع أولا ثم مراع فيها مصالح الأمة في الحاضر والمستقبل لأن هذا مقتضى الأمانة، ومن أنواع الغش الغش الإعلامي فالإعلام يكون فيه غش غش بما يذيع من أراجيف وأكاذيب وباطل وتصيد للأخطاء وتصويب سهامه على ذوي التقى والصلاح أو على مسلمات الدين وثوابته وكل هذا من الغش إذ الواجب على الإعلام الإسلامي تحري الصدق فيما يقول ويفعل وتحري الصدق فيما ينفع الأمة ويجمع شملها ويعود عليها بالخير في الحاضر والمستقبل ومن أنواع الغش المذموم الغش في الوظائف بأن يكون هذا الموظف لا يؤدي وظيفته على الوجه المطلوب لا أداء ولا وقت تخلف في الوقت وعدم دقة في الأداء ومراعاة المصالح الشخصية فأداءه في وظيفته يجعله مبنيًا على مصالحه الخاصة وما يعود إليه من منافع مادية وكل هذا من الغش في ذلك والمسلم بعيد عنه ومن أنواع الغش أيضا ما يكون في قلوب بعض الأفراد من غش تنطوي قلوبهم على بغض الأمة والشك وبغض قيادتها والشك في ذلك والتستر على أرباب الفساد وإيواء المفسدين والمنحرفين والضالين عن سواء السبيل والتستر عليهم والدفاع عنهم ومد اليد إلى أعداء الإسلام الذين يكيدون إلى الأمة المكائد ويبغون لها الغوائي، ومن أنواع الغش أن يولى على أي عمل ما من ليس أهل لذلك فمن ولي على عمل وهو ليس أهل له لا علم ولا معرفة لا إدارة ولا حسن تنفيذ فإن ذلك من الغش إذ من لا علم عنده ولا إخلاص ولا تجربة ضرره ومصائبه عظيمة جد ومن أنواع الغش غش في الفتاوى والعلم فهناك من يدعي أنه داع فيفتي الناس على خلاف الصواب و"من أفتي فتوى غير ثبت فإنما أثمه على من أفتاه"، وقد حرم الله القول عليه بلا علم قال جل وعلا: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ)، فمن ادعى العلم وهو ليس بعالم فإنه قائل زور ومن ادعى أنه ذو توجيه ومعرفة وتوجيه للأمة وهو خلاف ذلك فكل هذا غش للأمة ومن أنواع الغش إشاعة الأراجيف والأكاذيب وترويج الشائعات السيئة التي حقيقتها الإضرار بالأمة وإضعاف شأنها والبت بها والوعظ بها ومن أنواع الغش سرقة البحوث والأفكار ونسبة ما ليس لك نسبته إلى نفسك وتجاهلك من أعد هذا العلم ونشره فتنسب إلى نفسك ما لم تقله ما لم تكتبه ما لم تتصوره وإنما هذا كله من الغش ومن أنواع الغش التلاعب بالأموال العامة لمن قدر عليها فلا يبالي بالمال العام من سرقة وغلول وأخذ مال بغير حق كل هذه أمور تدخل في عموم الغش فالمسلم إذا صادق في أقواله وفي تعامله وفي ولاياته وفيما عرج إليه من مسؤولية هذا واجب المسلم الصدق والأمانة والبعد عن الغش والخيانة بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.
أيها المسلم، كن صادقًا في بيعك كن صادقًا في عملك كن صادقًا مع الآخرين كن صادقا في تعاملك مع ربك بالصدق والإخلاص كن صادقا فيما وليت عليه من عمل كن صادقا في تعاملك مع الآخرين واعلم أن أي مال أتاك لغشك في بيع فإنه مال حرام أي مال أتاك في غش في بيعك فهو حرام وأي مال اكتسبته بغير طريق المشروع أو أخضعت عملك لأخذ الرشوة من الآخرين فإنها مكاسب حرام مكاسب تندم عليها في يوم لا ينفع الندم تتمنى الخلوص ولا ينفعك ذلك فأتق الله في مكاسبك وابتعد عن مكاسب الحرام فإنها مكاسب خبيثة قال جل وعلا: (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ)، إنها تجلب الكدر والنكد وشقاء العيش وتندم بعد ذلك فأتق الله وخلص أموالك من الغش والخيانة وألزم الصدق والأمانة واتق الله.
أيها المسلم، إياك أن ينطوي قلبك على بغض ولاة الأمة وقيادة الأمة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من مات وليس بعنقه بيعة مات ميتة جاهلية"، وفي لفظ لقي الله لا حجة له إن حماية الأوطان والدفاع عنها والسعي في أمن الأمة وتثبيت دعائم أمنها أمر مطلوب من كل مسلم لأن هذه مسؤولية الأمة جميع أن نكون متقين لله في أحوالنا كلها شاكرين الله على نعمة مستعينًا به على طاعته لا نرضى لأنفسنا ولا لأمننا ولا لمجتمعنا بأي إساءة كائنًا من كان لا بد أن نأخذ على السفيه ونأطره على الحق أطرى لا بد أن ننصح الأمة ونوجهها ونحذرها من كيد الكائدين ومكر الماكرين وحقد الحاقدين نسأل الله السلامة والعافية لنا ولكم في الدنيا والآخرة.
واعلموا رحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ؛ ومن شذَّ شذَّ في النار، وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على عبدالله ورسوله محمد، كما أمركم بذلك ربُّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم، وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين الأئمةِ المَهدِيِّين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُرْ عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمين، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتََََّنا ووُلاةَ أمرِنا، اللهم وفِّقْهُم لما فيه صلاح الإسلامِ والمُسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، الله وفقه لكلِّ خير، وأعنه على كل خير، اللهم بارك له في عمره وعمله ووفقه للصواب فيما يقول ويفعل وألبسه الصحة والسلامة والعافية إنك على كل شيء قدير ومتعه متاعًا حسنًا يا أرحم الراحمين، اللهم شد أزره بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز ووفقه لما تحبه وترضاه، اللهم وفق النائب الثاني لكل خير وأعنه على مسؤوليته واجعله موفقًا في مساعيه لما تحبه وترضاه إنك على كل شيء قدير (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار، اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللَّهمَّ أغثنا، اللّهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثتنا، اللهم سقيا رحمةٍ، لا سقيا بلاءٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]؛ فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكرْكم واشكروه على عموم نعمه يزدْكم، ولذكرُ الله أكبرُ، والله يعلم ما تصنعون.
تعليق