بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في حديث أبى هريرة رضي الله عنه في " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه )
الفرح ـ كما يقول الراغب الأصفهاني ـ : انشراح الصدر بلذة عاجلة ، وأكثر ما يكون ذلك في اللذات البدنية والدنيوي.اهـ
وعليه فإن فرح الصائم بفطره يكون فرحا طبيعيا وهو السابق للفهم ـ كما يقول الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ) ـ
وهذا شيء مركوز في طبيعة البشر أنهم يفرحون بما يحصلون من اللذات ، فمن حصَّل مالا فرح به ومن بني بيتا فرح به ومن رُزِقَ ولدا فرح به ومن أصابه جوع أو عطش فحصَّل طعاما أو ماءاً فرح به كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في " الصحيحين " ( َللهُ أشدُّ فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضجع في ظلها وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك (!) أخطأ من شدة الفرح )
وهناك نوع من الفرح مذموم وهو أن يفرح الإنسان بما عنده من العلم أو المال فرحا ينسيه ربه فلا يذكره ولا يشكره , ومن هذا الجنس فرح قارون حينما قال له قومه ( لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ) . ومنه قوله تعالى عن بعض الأمم الكافرة ( فرحوا بما عندهم من العلم ) . ونستفيد منه أن الفرح يكون من لذة معنوية كما يكون من لذة حسية.
والمقصود أن فرح الصائم بفطره هو من الفرح الطبيعي الذي يحصل للإنسان إذا حصل لذة بدنية بعد انقطاع عنها . وهذا الفرح يشعر به كل صائم إذا قُرِّبتْ إليه سفرة الطعام وعليها ما لذَّ وطاب من أنواع الأطعمة والمشروبات وهذا من مقتضى طبيعة البشر إلا إذا كان الصائم مريضا فاقدا لشهوة الطعام فهذا شيء آخر .
ثم إن هذا الفرح يكون للصائم يوم القيامة , ولكن ليس فرحا بالفطر بل فرحا بالصوم ، فينشرح صدر الصائم ويشعر بلذة وسرور من صومه الذي صامه في الدنيا ، فتأمل كيف يتحول الصوم الذي هو إمساك عن اللذات في الدنيا إلى لذة في نفسه يوم القيامة فيفرح به الصائم كما يفرح في الدنيا بفطره ، فالصوم نفسه إذن مائدة يفرح به الصائم عند لقاء ربه كما يفرح بمائدة الإفطار عند فطره. فيا ليتنا نجتهد في إعداد مائدة الآخرة كما نجتهد في إعداد مائدة الدنيا . وشتان ما بين المائدتين كما بَعُدَ مابين الفرحتين.
اللهم كما أفرحتنا في الدنيا بفطرنا فأفرحنا في الآخرة بصومنا يا كريم والحمد لله رب العالمين
وكتبه / أبومالك عبد الحميد الجهني
جاء في حديث أبى هريرة رضي الله عنه في " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه )
الفرح ـ كما يقول الراغب الأصفهاني ـ : انشراح الصدر بلذة عاجلة ، وأكثر ما يكون ذلك في اللذات البدنية والدنيوي.اهـ
وعليه فإن فرح الصائم بفطره يكون فرحا طبيعيا وهو السابق للفهم ـ كما يقول الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ) ـ
وهذا شيء مركوز في طبيعة البشر أنهم يفرحون بما يحصلون من اللذات ، فمن حصَّل مالا فرح به ومن بني بيتا فرح به ومن رُزِقَ ولدا فرح به ومن أصابه جوع أو عطش فحصَّل طعاما أو ماءاً فرح به كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في " الصحيحين " ( َللهُ أشدُّ فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضجع في ظلها وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك (!) أخطأ من شدة الفرح )
وهناك نوع من الفرح مذموم وهو أن يفرح الإنسان بما عنده من العلم أو المال فرحا ينسيه ربه فلا يذكره ولا يشكره , ومن هذا الجنس فرح قارون حينما قال له قومه ( لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ) . ومنه قوله تعالى عن بعض الأمم الكافرة ( فرحوا بما عندهم من العلم ) . ونستفيد منه أن الفرح يكون من لذة معنوية كما يكون من لذة حسية.
والمقصود أن فرح الصائم بفطره هو من الفرح الطبيعي الذي يحصل للإنسان إذا حصل لذة بدنية بعد انقطاع عنها . وهذا الفرح يشعر به كل صائم إذا قُرِّبتْ إليه سفرة الطعام وعليها ما لذَّ وطاب من أنواع الأطعمة والمشروبات وهذا من مقتضى طبيعة البشر إلا إذا كان الصائم مريضا فاقدا لشهوة الطعام فهذا شيء آخر .
ثم إن هذا الفرح يكون للصائم يوم القيامة , ولكن ليس فرحا بالفطر بل فرحا بالصوم ، فينشرح صدر الصائم ويشعر بلذة وسرور من صومه الذي صامه في الدنيا ، فتأمل كيف يتحول الصوم الذي هو إمساك عن اللذات في الدنيا إلى لذة في نفسه يوم القيامة فيفرح به الصائم كما يفرح في الدنيا بفطره ، فالصوم نفسه إذن مائدة يفرح به الصائم عند لقاء ربه كما يفرح بمائدة الإفطار عند فطره. فيا ليتنا نجتهد في إعداد مائدة الآخرة كما نجتهد في إعداد مائدة الدنيا . وشتان ما بين المائدتين كما بَعُدَ مابين الفرحتين.
اللهم كما أفرحتنا في الدنيا بفطرنا فأفرحنا في الآخرة بصومنا يا كريم والحمد لله رب العالمين
وكتبه / أبومالك عبد الحميد الجهني
حرر في يوم الاثنين 12رمضان/1428هـ
المصدر على موقع الشيخ http://www.abumalik.net/play.php?catsmktba=257
المصدر على موقع الشيخ http://www.abumalik.net/play.php?catsmktba=257