بسم الله الرحمن الرحيم ..
أخي الكريم ..
من المستقر عندك وعند كل عاقل أن حياة المرء لا تخلو من المنغّصات , ومن جملة هذه
المنغصّات أناس قد يُفْرَضون عليك في مجتمع ما , وتعلم من أخلاقهم ما تعلم , لا سيّما من
اجتماع الحمق بسوء الطوية , وأنت لا تسلم مع إفشاء السلام والمداراة !! لأنك تتعامل مع
أقوام تحرّكهم أمزجتهم المتقلّبة , ونفسياتهم المريضة , فإن احتد الأمر , ورأيت من
صنيعهم عجبًا , فلا تفوتنك وصيّة الخطابي -رحمه الله- , ودونك هي
كي تتأملها :
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
قال الحافظ أبو سليمان الخطابي -رحمه الله- في كتاب ( العزلة ) ص 67 :
وسأفيدك فائدة يا أخي يجل نفعها وتعظم عائدتها , وما أقولها إلا عن ود لك
وشفقة عليك , فإن البلوى في معاشرة أهل زمانك عظيمة , فاستعن بها على ما
يلقاك من أذاهم , فإنك لا تخلو من قليله وإن سلمت من كثيره , وذلك أنك قد
ترى الواحد بعد الواحد منهم يتكالب على الناس ويتسفه على أعراضهم وينبح
فيها نباح الكلب , فيهمك من شأنه ما يهمك ويسوؤك منه ما يسوؤك أن لا يكون
رجلًا فاضلًا يرجى خيره ويؤمن شره , فيطول في أمره فكرك , ويدوم به شغل
قلبك , فأزح هذا العارض عن نفسك بأن تعده على الحقيقة كلبًا خلقة , وزد به
في عدد الكلاب واحدًا , ولعلك قد مررت مرة من المرار بكلب من الكلاب ينبح
ويعوي وربما كان أيضا قد يساور [ أي : يهجم . من المحقق ] ويعقر , فلم
تحدث نفسك في أمره بأن يعود إنسانًا ينطق ويسبح , فلا تتأسف له ألا يكون
دابة تركب أو شاة تحلب , فاجعل أيضاً هذا المتكلب كلبًا مثله واسترح من شغله
واربح مؤونة الفكر فيه , وكذلك فليكن عندك منزلة من جهل حقك وكفر
معروفك فاحسبه حمارًا , أو زد به في عدد العانة [ أي : قطيع الحمر
الوحشية . من المحقق ] واحدًا , فبمثل هذا تخلص من آفات هذا الباب
وغائلته والله المستعان . آهـ .
أخي الكريم ..
من المستقر عندك وعند كل عاقل أن حياة المرء لا تخلو من المنغّصات , ومن جملة هذه
المنغصّات أناس قد يُفْرَضون عليك في مجتمع ما , وتعلم من أخلاقهم ما تعلم , لا سيّما من
اجتماع الحمق بسوء الطوية , وأنت لا تسلم مع إفشاء السلام والمداراة !! لأنك تتعامل مع
أقوام تحرّكهم أمزجتهم المتقلّبة , ونفسياتهم المريضة , فإن احتد الأمر , ورأيت من
صنيعهم عجبًا , فلا تفوتنك وصيّة الخطابي -رحمه الله- , ودونك هي
كي تتأملها :
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
قال الحافظ أبو سليمان الخطابي -رحمه الله- في كتاب ( العزلة ) ص 67 :
وسأفيدك فائدة يا أخي يجل نفعها وتعظم عائدتها , وما أقولها إلا عن ود لك
وشفقة عليك , فإن البلوى في معاشرة أهل زمانك عظيمة , فاستعن بها على ما
يلقاك من أذاهم , فإنك لا تخلو من قليله وإن سلمت من كثيره , وذلك أنك قد
ترى الواحد بعد الواحد منهم يتكالب على الناس ويتسفه على أعراضهم وينبح
فيها نباح الكلب , فيهمك من شأنه ما يهمك ويسوؤك منه ما يسوؤك أن لا يكون
رجلًا فاضلًا يرجى خيره ويؤمن شره , فيطول في أمره فكرك , ويدوم به شغل
قلبك , فأزح هذا العارض عن نفسك بأن تعده على الحقيقة كلبًا خلقة , وزد به
في عدد الكلاب واحدًا , ولعلك قد مررت مرة من المرار بكلب من الكلاب ينبح
ويعوي وربما كان أيضا قد يساور [ أي : يهجم . من المحقق ] ويعقر , فلم
تحدث نفسك في أمره بأن يعود إنسانًا ينطق ويسبح , فلا تتأسف له ألا يكون
دابة تركب أو شاة تحلب , فاجعل أيضاً هذا المتكلب كلبًا مثله واسترح من شغله
واربح مؤونة الفكر فيه , وكذلك فليكن عندك منزلة من جهل حقك وكفر
معروفك فاحسبه حمارًا , أو زد به في عدد العانة [ أي : قطيع الحمر
الوحشية . من المحقق ] واحدًا , فبمثل هذا تخلص من آفات هذا الباب
وغائلته والله المستعان . آهـ .
تعليق