بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه جمعين. وبعد:
فهذه خطبة جمعة مفرغة وصلتني عبر البريد لفضيلة الشيخ : عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-،، بعنوان:
(العفة: فضائلها، أسبابها، ثمراتها)
أسأل الله أن ينفعنا بها وجميع المسلمين،،
*****
الخطبة الأولى
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هاديَ له .
وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدّين .
أما بعد , فيا أيّها النّاس اتّقوا الله تعالى حقّ التقوى .
عباد الله ،، إنّ من أعظم الخصال التي يتخلّق بها المسلم وتكون منهجه في حياته عفّته عن محارم الله الذي تساهل به الكثير . والجنّة التي يتمنّى كل مؤمن أن ينالها محفوفةٌ بالمكاره ,ولن تنالها بتوفيق الله إلا النفوس العفيفة الطّاهرة , ولن تكون النّفوس طاهرةً إلا بالإستقامة على طاعة الله ومخالفة الهوى ومصارعةِ الشّهوات والبعد عن الفحشاء والمنكر . ولذا أمر الله بالعفّة فقال مخاطبًا من ينوي الزّواج (( وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )).فمن كان غير قادر على النكاح لقصور النفقة أو أخرى فعليه بالعفّة عن محارم الله ليفتح الله عليه باب الحلال وييسّره له . وإذا كان مأمورٌ من لم يتزوّج بالعفاف , فالمتزوّج أيضًا من باب أولى .
أيّها المسلم ،، والعفّة منزلتها رفيعة , والعفيف منزلته رفيعة , وثوابه عند الله جزيل,
ولذا جاء في السنّة فضل العفّة عن محارم الله فيقول صلّى الله عليه وسلّم ((مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَلَحْيَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ))- يعني الفرج واللسان.
ومن فضائلها أنّ العفيف أحد السّبعة الذين يظلّهم الله تحت ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظلّه , لمّا عدّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم السبعة الذين يُظلّهم الله تحت ظلّه قال ((ورجلٌ دَعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمال فقالَ إنّي اخافُ الله))
ومن فضائل العفّة أنّها سببٌ للنّجاة من المضائق والتخلّص من الهموم والمشاكل فجاء في الصحيح في قصّة أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصّخرة أنّ أحدهم توسّل إلى الله بقوله((اللهم كان ابنة عم وكنت أحبّها أشدّ ما يحبّ الرجالُ النساءَ فأردتها عن نفسها فأبتْ حتى ألمَّت بها سنة فأتتني فأعطيتها عشرين ومئة دينار أن تخلّي بيني وبين نفسها فلمّا قعدتُ بين رجليها قالت: إتّقٍ الله ولا تفضّ الخاتمَ إلا بحقه فقمت عنها وهي من أحبّ النساء إلي، وتركتُ العشرين ومئة دينار لها اللهم إن كنت فعلتُ ذلك ابتغاء وجه الله فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة شيئًا ))
ومن فضائل العفّة أن من عفّ عن محارمِ الله حمى الله نساءه وأهله من الحرام بتوفيقٍ من الله((عفّوا تعفّ نساؤكم)) .
ولهذه العفّة أسبابٌ تهيّؤها بتوفيقٍ من الله .
فمن أسباب حصول العفّة تقوى الله جلّ وعلا في السرّ والعلن فإنّ تقوى الله أعظم رباطٍ عن المعاصي ورادعٍ عن المحرّمات, وتقوى الله مع العبد في حلّه وترحاله وسرّه وعلانيتة.
ومن أسباب العفّة أيضًا حفظ الجوارح عن محارمِ الله فيحفظٌ بصرَه عن النّظرِ إلى ما حرّم الله النّظرَ إليه (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُم إنّ اللهَ خَبيرٌ بِما يَصْنَعون۞وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)). وكذلك يحفظ لسانه من الخضوع بالقول, قال جلّ وعلا مخاطبًا نساء النبيّ ((فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)) , ويحفظ سائر جوارحه , وجاء ((لأنْ يُطعَنَ في رأسِ أحدِكم بمِخيَطٍ من حديدٍ خيرٌ لهُ مِنْ أن يَمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ لهُ)).
ومن أسباب العفّة الزواج مبكّرًا فإنّ إرواء الغريزة مبكّرًا مما يحول بين المرء وبين المعاصي بتوفيق الله , وفي الحديث ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء)).
ومن أسباب المحافظة على العفّة عدم الخلوة بالمرأة الأجنبيّة التي ليست من محارمك , يقول صلّى الله عليه وسلّم (( إيّاكم والدخولَ على النّساء)) , قال رجلٌ يا رسول الله أرأيت الحمو أخو الزّوج , قال ((الحمو الموت)) . وقال ((ما خلا رجلٌ بامراة إلا كان الشيطان ثالثهما))ونهى أن يدخلَ الرجلُ على المرأة إلا بمحرم ولا يخلو بها إلا بمحرم .
ومن أسباب العفّة بتوفيق الله تركُ التبرّج وبقاءُ المرأة في بيتها إلاعندما يدعو داعٍ إلى أمر ما , يقول جلّ وعلا ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)).
ومن أسباب العفّة الإستئذانُ عند الدّخول وهو استئذانٌ خاصٌّ وعامّ , قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا)). وإنّما جُعل الإستئذانُ لأجل البصر, وقال في الإستئذان الخاصّ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ)).
ومن أسباب العفّة التربيةُ الصّالحة , تربية النّفوس على التقوى , تربية الصّغار على العفّة والسّلامة وحملِهم على الأخلاق الكريمة ((مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)) وتربية النّفس على طاعة الله وامتثال أوامره من أسباب العفّة عن معاصي الله .
ومن أسباب العفّة أيضًا الإستعانة بالله والإلتجاءُ إليه أن يثبّتك على الحقّ وأن يصرفَ عنك السوءَ والفحشاء, قال تعالى عن نبيّه يوسُفَ عليه السّلام ((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )) وقال عنه ملتجئًا الى الله مما حلّ به (( وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ۞ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )).
ومن أسباب العفّة إقامة حدود الله فإنّ إقامة حدود الله تُذكّر المجرم بآلامها فتردعُ من يريد السوء والفساد .
أيها المسلم ،، إنّ تقوى الله جلّ وعلا خير رادعٍ عن المعاصي وواقٍ عن المحرّمات , والإيمان القويّ يُحدث في القلب خوف الله والحياء منه وتذكّر الدار الآخرة , فكلّما تذكر عظمة الله خاف من ربّه, وكلّما تذكّر نِعم الله استحيا من ربّه, وكلّما تذكّر الآخرة دعاه إلى ترك الشهوات والإقبال على الله بالأعمال الصالحة ومخالفة هوى النّفس الدّاعية إلى السوء.
أيّها المسلم،، وإنّ ثمار العفّة كثيرة، فمن أعظم ثمار العفّة سلامة المجتمع من هذه الأمراض الخطيرة , سلامة المجتمع من هذه الفواحش والبُعد عنها ((وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)) , سلامة المجتمع من أضرارها الخطيرة المترتّبة على فشوّها من الأمراض الخطيرة التي تؤذن بدمار المجتمع وفساده.
ومن ثمار العفّة أيضًا نقاء المجتمع وسلامته وأمنه واستقراره , فلا ترى متبرّجةً ولا متسكّعًا من الشباب , بل يكتفي الإنسان بما أباح الله له عمّا حرّم عليه .
ومن ثمراتها أيضًا أنّ أيّ عين عفّت عن محارم الله فإنّه سببٌ لوقايته عذاب الله , في الحديث((ثلاثة لا ترى أعينهم النار،: عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين كفت عن محارم الله)).
ومن ثماراتها أيضًا حصول اللذة بما أباح الله واكتفاء الإنسان بما أباح الله له عمّا حرّم عليه فتلك النّعمة العظمى .
هكذا العفّة عن محارم الله معشر المسلمين , فعلى المسلم تقوى الله , وعليه مراجعة نفسه دائمًا وأبدًا , وعليه أن يجاهد نفسه من وساوس الشيطان وما يزيّنه من لذّات الشهوات التي قد يمارسها وينسى آثارها السيئة المترتّبة عليها من ضعف الإيمان والخوف من الله.
أسأل الله أن يثبّتنا وإيّاكم على دينه .
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمّن سواك.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنّه هو الغفور الرّحيم .
وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدّين .
أما بعد , فيا أيّها النّاس اتّقوا الله تعالى حقّ التقوى .
عباد الله ،، إنّ من أعظم الخصال التي يتخلّق بها المسلم وتكون منهجه في حياته عفّته عن محارم الله الذي تساهل به الكثير . والجنّة التي يتمنّى كل مؤمن أن ينالها محفوفةٌ بالمكاره ,ولن تنالها بتوفيق الله إلا النفوس العفيفة الطّاهرة , ولن تكون النّفوس طاهرةً إلا بالإستقامة على طاعة الله ومخالفة الهوى ومصارعةِ الشّهوات والبعد عن الفحشاء والمنكر . ولذا أمر الله بالعفّة فقال مخاطبًا من ينوي الزّواج (( وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )).فمن كان غير قادر على النكاح لقصور النفقة أو أخرى فعليه بالعفّة عن محارم الله ليفتح الله عليه باب الحلال وييسّره له . وإذا كان مأمورٌ من لم يتزوّج بالعفاف , فالمتزوّج أيضًا من باب أولى .
أيّها المسلم ،، والعفّة منزلتها رفيعة , والعفيف منزلته رفيعة , وثوابه عند الله جزيل,
ولذا جاء في السنّة فضل العفّة عن محارم الله فيقول صلّى الله عليه وسلّم ((مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَلَحْيَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ))- يعني الفرج واللسان.
ومن فضائلها أنّ العفيف أحد السّبعة الذين يظلّهم الله تحت ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظلّه , لمّا عدّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم السبعة الذين يُظلّهم الله تحت ظلّه قال ((ورجلٌ دَعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمال فقالَ إنّي اخافُ الله))
ومن فضائل العفّة أنّها سببٌ للنّجاة من المضائق والتخلّص من الهموم والمشاكل فجاء في الصحيح في قصّة أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصّخرة أنّ أحدهم توسّل إلى الله بقوله((اللهم كان ابنة عم وكنت أحبّها أشدّ ما يحبّ الرجالُ النساءَ فأردتها عن نفسها فأبتْ حتى ألمَّت بها سنة فأتتني فأعطيتها عشرين ومئة دينار أن تخلّي بيني وبين نفسها فلمّا قعدتُ بين رجليها قالت: إتّقٍ الله ولا تفضّ الخاتمَ إلا بحقه فقمت عنها وهي من أحبّ النساء إلي، وتركتُ العشرين ومئة دينار لها اللهم إن كنت فعلتُ ذلك ابتغاء وجه الله فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة شيئًا ))
ومن فضائل العفّة أن من عفّ عن محارمِ الله حمى الله نساءه وأهله من الحرام بتوفيقٍ من الله((عفّوا تعفّ نساؤكم)) .
ولهذه العفّة أسبابٌ تهيّؤها بتوفيقٍ من الله .
فمن أسباب حصول العفّة تقوى الله جلّ وعلا في السرّ والعلن فإنّ تقوى الله أعظم رباطٍ عن المعاصي ورادعٍ عن المحرّمات, وتقوى الله مع العبد في حلّه وترحاله وسرّه وعلانيتة.
ومن أسباب العفّة أيضًا حفظ الجوارح عن محارمِ الله فيحفظٌ بصرَه عن النّظرِ إلى ما حرّم الله النّظرَ إليه (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُم إنّ اللهَ خَبيرٌ بِما يَصْنَعون۞وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)). وكذلك يحفظ لسانه من الخضوع بالقول, قال جلّ وعلا مخاطبًا نساء النبيّ ((فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)) , ويحفظ سائر جوارحه , وجاء ((لأنْ يُطعَنَ في رأسِ أحدِكم بمِخيَطٍ من حديدٍ خيرٌ لهُ مِنْ أن يَمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ لهُ)).
ومن أسباب العفّة الزواج مبكّرًا فإنّ إرواء الغريزة مبكّرًا مما يحول بين المرء وبين المعاصي بتوفيق الله , وفي الحديث ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء)).
ومن أسباب المحافظة على العفّة عدم الخلوة بالمرأة الأجنبيّة التي ليست من محارمك , يقول صلّى الله عليه وسلّم (( إيّاكم والدخولَ على النّساء)) , قال رجلٌ يا رسول الله أرأيت الحمو أخو الزّوج , قال ((الحمو الموت)) . وقال ((ما خلا رجلٌ بامراة إلا كان الشيطان ثالثهما))ونهى أن يدخلَ الرجلُ على المرأة إلا بمحرم ولا يخلو بها إلا بمحرم .
ومن أسباب العفّة بتوفيق الله تركُ التبرّج وبقاءُ المرأة في بيتها إلاعندما يدعو داعٍ إلى أمر ما , يقول جلّ وعلا ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)).
ومن أسباب العفّة الإستئذانُ عند الدّخول وهو استئذانٌ خاصٌّ وعامّ , قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا)). وإنّما جُعل الإستئذانُ لأجل البصر, وقال في الإستئذان الخاصّ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ)).
ومن أسباب العفّة التربيةُ الصّالحة , تربية النّفوس على التقوى , تربية الصّغار على العفّة والسّلامة وحملِهم على الأخلاق الكريمة ((مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)) وتربية النّفس على طاعة الله وامتثال أوامره من أسباب العفّة عن معاصي الله .
ومن أسباب العفّة أيضًا الإستعانة بالله والإلتجاءُ إليه أن يثبّتك على الحقّ وأن يصرفَ عنك السوءَ والفحشاء, قال تعالى عن نبيّه يوسُفَ عليه السّلام ((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )) وقال عنه ملتجئًا الى الله مما حلّ به (( وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ۞ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )).
ومن أسباب العفّة إقامة حدود الله فإنّ إقامة حدود الله تُذكّر المجرم بآلامها فتردعُ من يريد السوء والفساد .
أيها المسلم ،، إنّ تقوى الله جلّ وعلا خير رادعٍ عن المعاصي وواقٍ عن المحرّمات , والإيمان القويّ يُحدث في القلب خوف الله والحياء منه وتذكّر الدار الآخرة , فكلّما تذكر عظمة الله خاف من ربّه, وكلّما تذكّر نِعم الله استحيا من ربّه, وكلّما تذكّر الآخرة دعاه إلى ترك الشهوات والإقبال على الله بالأعمال الصالحة ومخالفة هوى النّفس الدّاعية إلى السوء.
أيّها المسلم،، وإنّ ثمار العفّة كثيرة، فمن أعظم ثمار العفّة سلامة المجتمع من هذه الأمراض الخطيرة , سلامة المجتمع من هذه الفواحش والبُعد عنها ((وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)) , سلامة المجتمع من أضرارها الخطيرة المترتّبة على فشوّها من الأمراض الخطيرة التي تؤذن بدمار المجتمع وفساده.
ومن ثمار العفّة أيضًا نقاء المجتمع وسلامته وأمنه واستقراره , فلا ترى متبرّجةً ولا متسكّعًا من الشباب , بل يكتفي الإنسان بما أباح الله له عمّا حرّم عليه .
ومن ثمراتها أيضًا أنّ أيّ عين عفّت عن محارم الله فإنّه سببٌ لوقايته عذاب الله , في الحديث((ثلاثة لا ترى أعينهم النار،: عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين كفت عن محارم الله)).
ومن ثماراتها أيضًا حصول اللذة بما أباح الله واكتفاء الإنسان بما أباح الله له عمّا حرّم عليه فتلك النّعمة العظمى .
هكذا العفّة عن محارم الله معشر المسلمين , فعلى المسلم تقوى الله , وعليه مراجعة نفسه دائمًا وأبدًا , وعليه أن يجاهد نفسه من وساوس الشيطان وما يزيّنه من لذّات الشهوات التي قد يمارسها وينسى آثارها السيئة المترتّبة عليها من ضعف الإيمان والخوف من الله.
أسأل الله أن يثبّتنا وإيّاكم على دينه .
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمّن سواك.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنّه هو الغفور الرّحيم .
الخطبة الثّانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى , وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدّين .
أمّا بعد أيّها النّاس اتّقوا الله تعالى حقّ التّقوى ,
عباد الله،، دين الإسلام ربّى المجتمع على الأخلاق والقيم والفضائل, ونأى بهم عن الرّذائل, ربّى المجتمع على أن يكون مجتمعًا نظيفًا , متعاونًا على البرّ والتقوى بعيدّا عن رذائل الأخلاق والأعمال , مجتمعًا يسوده الأمن والإستقرار.
إنّ دعاة الفجور ودعاة التحلّل من القيم والفضائل إنّما غرضهم أن يصبغوا المجتمع المسلم بصبغةٍ غير إسلامية وأن يحوّلوا المجتمع المحافظ على دينه وأخلاقه وقيمه إلى مجتمعٍ منهار القيم والأخلاق.
إنّ الأمّة , قيامها بقيام أخلاقها وعقيدتها السليمة وانهيارها بفساد أخلاقها وضعف العقيدة في النّفوس.
أيّها المسلمون،،إنّ أعداء الشريعة الذين يروّجون للتحلل من القيم والفضائل لهم شُبَهٌ يدلون بها, فمرّة يقولون إنّه لا بدّ من إعطاء النّفس مُناها وترفيهها وجعلها ترى وتشاهد ما تفرّج به همومها وهذا كلّه من المغالطات فإنّ مقصودهم بذلك فتح الشرّ على مصراعيه وعدم الغيرة على محارم الله.
أيّها المسلمون،، من المعوّقات للعفّة الفساد الإعلاميّ في كثير من القنوات الباطلة التي تضيع فيها العفّة وتعلو فيها الرذيلة , هذه القنوات والمنتديات التي توجّه سمومها ضد القيم والأخلاق فتضيع العفّة وتنتشر الرّذائل.
ومن أسباب ذلك أيضًا انخداع البعض واغتراره بما عليه الأعداء من فسادٍ في أخلاقهم وقيمهم , ينظر الى فساد الأخلاق والقيم فيغترّ بذلك , ولا ينظر الى ما أصابهم من التهوّر وما أصابهم من الأمراض الفتّاكة التي حارت بها عقولهم وضعفت بها نفوسهم وأصبحوا يعانون من تلك الأمراض والأوبئة ما أقاموا لأجله المستشفيات وأنفقوا الأموال الطائلة ليعالجوا تلك الأمراض الفتّاكة التي حلّت بهم بأسباب سخط الله واستباحة المحارم والإنغماس في الرذائل.
ومن ذلك أنّ بعضهم يقول إنّ المرأة أو الشاب أو الشابّة لا بدّ أن يمضوا شبابهم في عدم التقيّد وهذا كلّه من المصائب فإنّ من نشأ على شيءٍ شاب عليه ومن شاب على شيءٍ مات عليه , فلا بدّ من المحافظة على القيم والمحافظة على الأخلاق .
إن الإختلاط بلاءٌ عظيم , سواءٌ اختلاطٌ عامّ أم خاصّ ,فالإختلاط بين الجنسين في ميادين العمل من أعظم وصمة على الإسلام وأهله , بل هو يفتح باب الشرّ على مصراعيه .
إن الإختلاط بين الجنسين يقضي على الحياء والفضيلة والعفّة والشرف والكرامة , ويزحزح أمن المجتمع , ويدمّر الأخلاق والفضائل .
إنّ الإختلاط جريمةٌ لا يرضى بها من في قلبه مثقال ذرّة من إيمان , يرفضها كلّ مسلم ولا يرضاها لنفسه ولا لبناته ولا لأخواته ولا لأحد المسلمات .
ولا يرضى بالإختلاط إلا من أُصيبَ في دينه , من أصيب في أخلاقه وعقيدته , من لم يكن إيمانه إيمانًا صادقًا .
فالإختلاط سواءٌ عامّ أو حتّى بين العوائل, الإختلاط بين غير المحارم أمرٌ منهيٌّ عنه , فلا بدّ للمسلمين من الحفاظ على سلوكهم <كلام غير مفهوم> والمحافظة على أعراضهم واعتقاد أن الإختلاط جريمة نكراء وبليّة من البلايا ., نسأل الله أن يُطهّر مجتمعات المسلمين من شرّها وبلائها , فهي أعظم وسيلة لفساد الأخلاق وانتشار الفواحش والأمراض الخطيرة والأوبئة , هي مصيبةٌ بلا شكّ وإنّ أمّة الإسلام بامكانهم التّخلّص منها .
إنّ الإختلاط سواءٌ في الجامعات أو في المستشفيات أو في ميادين العمل أو في أيّ أمرٍ من الأمور, فكلّ اختلاطٍ فإنّه يصحبه كلّ شرّ وفساد وكلّ اختلاطٍ منذرٌ بعقوبةٍ من الله ومنذرٌ بشرّ وبيل .
فعلى المسلم تقوى الله في نفسه وتصوّر أنّ هذه القيم والأخلاق الإسلامية هي خير وسيلة لتربية النفوس وإقامة ما اعوجّ من أخلاقها .
نسأل الله لنا ولكم الثّبات على الحقّ والإستقامة على دينه .
((ربّنا رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)).
واعلموا رحمكم الله أنّ أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمّد صلّى الله عليه وسلّم وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ بدعة ضلالة , وعليكم بجماعة المسلمين ,فإنّ يد الله على الجماعة ومن شذّ شذّ في النّار, وصلّوا رحمكم الله على عبد الله ورسوله محمّد كما امركم بذلك ربّكم، قال تعالى (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)).
اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعن سائر أصحاب نبيّك أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين وعنّا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين .
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين وأذلّ الشرك والمشركين ودمّر أعداء الدّين وانصر عبادك الموحّدين واجعل اللهم هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين يا ربّ العالمين .
اللهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة امرنا , اللهم وفقه لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين, اللهم وفق إمامنا أمام المسلمين عبد الله بن عبد العزيز ال كلّ خير اللهم أمدّه بعونك وتوفيقك وتأييدك اللهم كن له ناصرًا ومؤيّدًا اللهم اجمع به كلمة الأمّة ووحد به صفوفها على الخير والتقوى إنّك على كلّ شيء قدير
اللهم شدّ أرزه بوليّ عهده سلطان بن عبد العزيز اللهم وفقه وبارك له بعمره وعمله وألبسه الصحة والسلامة والعافية.
اللهم وفق النّائب الثاني الى كل خير وأعنه على مسؤوليته إنك على كلّ شيء قدير.
((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ))
((رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ))
((رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ))
عباد الله ،، ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ))
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
أمّا بعد أيّها النّاس اتّقوا الله تعالى حقّ التّقوى ,
عباد الله،، دين الإسلام ربّى المجتمع على الأخلاق والقيم والفضائل, ونأى بهم عن الرّذائل, ربّى المجتمع على أن يكون مجتمعًا نظيفًا , متعاونًا على البرّ والتقوى بعيدّا عن رذائل الأخلاق والأعمال , مجتمعًا يسوده الأمن والإستقرار.
إنّ دعاة الفجور ودعاة التحلّل من القيم والفضائل إنّما غرضهم أن يصبغوا المجتمع المسلم بصبغةٍ غير إسلامية وأن يحوّلوا المجتمع المحافظ على دينه وأخلاقه وقيمه إلى مجتمعٍ منهار القيم والأخلاق.
إنّ الأمّة , قيامها بقيام أخلاقها وعقيدتها السليمة وانهيارها بفساد أخلاقها وضعف العقيدة في النّفوس.
أيّها المسلمون،،إنّ أعداء الشريعة الذين يروّجون للتحلل من القيم والفضائل لهم شُبَهٌ يدلون بها, فمرّة يقولون إنّه لا بدّ من إعطاء النّفس مُناها وترفيهها وجعلها ترى وتشاهد ما تفرّج به همومها وهذا كلّه من المغالطات فإنّ مقصودهم بذلك فتح الشرّ على مصراعيه وعدم الغيرة على محارم الله.
أيّها المسلمون،، من المعوّقات للعفّة الفساد الإعلاميّ في كثير من القنوات الباطلة التي تضيع فيها العفّة وتعلو فيها الرذيلة , هذه القنوات والمنتديات التي توجّه سمومها ضد القيم والأخلاق فتضيع العفّة وتنتشر الرّذائل.
ومن أسباب ذلك أيضًا انخداع البعض واغتراره بما عليه الأعداء من فسادٍ في أخلاقهم وقيمهم , ينظر الى فساد الأخلاق والقيم فيغترّ بذلك , ولا ينظر الى ما أصابهم من التهوّر وما أصابهم من الأمراض الفتّاكة التي حارت بها عقولهم وضعفت بها نفوسهم وأصبحوا يعانون من تلك الأمراض والأوبئة ما أقاموا لأجله المستشفيات وأنفقوا الأموال الطائلة ليعالجوا تلك الأمراض الفتّاكة التي حلّت بهم بأسباب سخط الله واستباحة المحارم والإنغماس في الرذائل.
ومن ذلك أنّ بعضهم يقول إنّ المرأة أو الشاب أو الشابّة لا بدّ أن يمضوا شبابهم في عدم التقيّد وهذا كلّه من المصائب فإنّ من نشأ على شيءٍ شاب عليه ومن شاب على شيءٍ مات عليه , فلا بدّ من المحافظة على القيم والمحافظة على الأخلاق .
إن الإختلاط بلاءٌ عظيم , سواءٌ اختلاطٌ عامّ أم خاصّ ,فالإختلاط بين الجنسين في ميادين العمل من أعظم وصمة على الإسلام وأهله , بل هو يفتح باب الشرّ على مصراعيه .
إن الإختلاط بين الجنسين يقضي على الحياء والفضيلة والعفّة والشرف والكرامة , ويزحزح أمن المجتمع , ويدمّر الأخلاق والفضائل .
إنّ الإختلاط جريمةٌ لا يرضى بها من في قلبه مثقال ذرّة من إيمان , يرفضها كلّ مسلم ولا يرضاها لنفسه ولا لبناته ولا لأخواته ولا لأحد المسلمات .
ولا يرضى بالإختلاط إلا من أُصيبَ في دينه , من أصيب في أخلاقه وعقيدته , من لم يكن إيمانه إيمانًا صادقًا .
فالإختلاط سواءٌ عامّ أو حتّى بين العوائل, الإختلاط بين غير المحارم أمرٌ منهيٌّ عنه , فلا بدّ للمسلمين من الحفاظ على سلوكهم <كلام غير مفهوم> والمحافظة على أعراضهم واعتقاد أن الإختلاط جريمة نكراء وبليّة من البلايا ., نسأل الله أن يُطهّر مجتمعات المسلمين من شرّها وبلائها , فهي أعظم وسيلة لفساد الأخلاق وانتشار الفواحش والأمراض الخطيرة والأوبئة , هي مصيبةٌ بلا شكّ وإنّ أمّة الإسلام بامكانهم التّخلّص منها .
إنّ الإختلاط سواءٌ في الجامعات أو في المستشفيات أو في ميادين العمل أو في أيّ أمرٍ من الأمور, فكلّ اختلاطٍ فإنّه يصحبه كلّ شرّ وفساد وكلّ اختلاطٍ منذرٌ بعقوبةٍ من الله ومنذرٌ بشرّ وبيل .
فعلى المسلم تقوى الله في نفسه وتصوّر أنّ هذه القيم والأخلاق الإسلامية هي خير وسيلة لتربية النفوس وإقامة ما اعوجّ من أخلاقها .
نسأل الله لنا ولكم الثّبات على الحقّ والإستقامة على دينه .
((ربّنا رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)).
واعلموا رحمكم الله أنّ أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمّد صلّى الله عليه وسلّم وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ بدعة ضلالة , وعليكم بجماعة المسلمين ,فإنّ يد الله على الجماعة ومن شذّ شذّ في النّار, وصلّوا رحمكم الله على عبد الله ورسوله محمّد كما امركم بذلك ربّكم، قال تعالى (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)).
اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعن سائر أصحاب نبيّك أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين وعنّا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين .
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين وأذلّ الشرك والمشركين ودمّر أعداء الدّين وانصر عبادك الموحّدين واجعل اللهم هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين يا ربّ العالمين .
اللهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة امرنا , اللهم وفقه لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين, اللهم وفق إمامنا أمام المسلمين عبد الله بن عبد العزيز ال كلّ خير اللهم أمدّه بعونك وتوفيقك وتأييدك اللهم كن له ناصرًا ومؤيّدًا اللهم اجمع به كلمة الأمّة ووحد به صفوفها على الخير والتقوى إنّك على كلّ شيء قدير
اللهم شدّ أرزه بوليّ عهده سلطان بن عبد العزيز اللهم وفقه وبارك له بعمره وعمله وألبسه الصحة والسلامة والعافية.
اللهم وفق النّائب الثاني الى كل خير وأعنه على مسؤوليته إنك على كلّ شيء قدير.
((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ))
((رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ))
((رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ))
عباد الله ،، ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ))
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون