قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
" صدق التأهب للقاء الله من أنفع ما للعبد
وأبلغه في حصول استقامته فإن من استعد للقاء الله انقطع
قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها،
وخمدت من نفسه نيران الشهوات،
وأخبت قلبه إلى الله،
وعكفت همته على الله وعلى محبته،
وإيثار مرضاته،
واستحدثت همة أخرى وعلوما أُخر،
وولد ولادة أخرى تكون نسبة قلبه فيها إلى الدار الآخرة
كنسبة جسمه إلى هذه الدار بعد أن كان في بطن أمه فيولد
قلبه ولادة حقيقية كما ولد جسمه حقيقة،
وكما كان بطن أمه حجاباً لجسمه عن هذه الدار فهكذا
نفسه وهواه حجاب لقلبه عن الدار الآخرة فخروج قلبه عن
نفسه بارزا إلى الدار الآخرة كخروج جسمه عن بطن أمه
بارزاً إلى هذه الدار ...
فيقول القائل كيف يولد الرجل الكبير أو كيف يولد القلب لم
يكن لهم إليها همة ولا عزيمة؟
إذ كيف يعزم على الشيء من لا يعرفه ولا يصدقه؟
ولكن إذا كشف حجاب الغفلة عن القلب صدق بذلك وعلم
أنه لم يولد قلبه بعد والمقصود أن صدق التأهب للقاء هو
مفتاح جميع الأعمال الصالحة والأحوال الإيمانية ومقامات
السالكين إلى الله ومنازل السائرين إليه من اليقظة والتوبة
والإنابة والمحبة والرجاء والخشية والتفويض والتسليم
وسائر أعمال القلوب والجوارح "
طريق الهجرتين (ص: 276).
" صدق التأهب للقاء الله من أنفع ما للعبد
وأبلغه في حصول استقامته فإن من استعد للقاء الله انقطع
قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها،
وخمدت من نفسه نيران الشهوات،
وأخبت قلبه إلى الله،
وعكفت همته على الله وعلى محبته،
وإيثار مرضاته،
واستحدثت همة أخرى وعلوما أُخر،
وولد ولادة أخرى تكون نسبة قلبه فيها إلى الدار الآخرة
كنسبة جسمه إلى هذه الدار بعد أن كان في بطن أمه فيولد
قلبه ولادة حقيقية كما ولد جسمه حقيقة،
وكما كان بطن أمه حجاباً لجسمه عن هذه الدار فهكذا
نفسه وهواه حجاب لقلبه عن الدار الآخرة فخروج قلبه عن
نفسه بارزا إلى الدار الآخرة كخروج جسمه عن بطن أمه
بارزاً إلى هذه الدار ...
فيقول القائل كيف يولد الرجل الكبير أو كيف يولد القلب لم
يكن لهم إليها همة ولا عزيمة؟
إذ كيف يعزم على الشيء من لا يعرفه ولا يصدقه؟
ولكن إذا كشف حجاب الغفلة عن القلب صدق بذلك وعلم
أنه لم يولد قلبه بعد والمقصود أن صدق التأهب للقاء هو
مفتاح جميع الأعمال الصالحة والأحوال الإيمانية ومقامات
السالكين إلى الله ومنازل السائرين إليه من اليقظة والتوبة
والإنابة والمحبة والرجاء والخشية والتفويض والتسليم
وسائر أعمال القلوب والجوارح "
طريق الهجرتين (ص: 276).