إياكم ومحقرات الذنوب وما هو مألوف
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: " يا رسول الله، إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهيه يعد ذلك كذباً، قال عليه الصلاة والسلام: «إنَّ الكَذِبَ يُكْتَبَ كَذِباً حَتّى الكُذَيْبَةُ كَذَيْبَةً " .صحيح مسند أحمد
قال تعالى { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }
والمراد من هذا الآية أن من يعمل خيراً ولو مثقال ذرة والذرة التي لا وزن لها فسوف يجد هذا الخير ومن يعمل شراً ولو مثقال ذرة فسوف يجزىء به.
فكل شراً يعمله الإنسان سوف يجزىء به في الدنيا أو في الأخرة
والشر والخير ليس لمعرفتهما طريق غير طريق الكتاب والسنة
فما أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في الكتاب أو في السنة بأنه شر فهو شر ولو كان مألوفاً عند الناس.
وما أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في الكتاب أو في السنة بأنه خير فهو خير ولو كان مهجوراً عند الناس.
فإنتشار بعض المحرمات وشيوعها بين الناس لا يدل على إباحتها , وهذا من فعل إبليس الرجيم فهو يعمل على تغيير اسماء الأشياء حتى تصبح سهلة التداول والإنتشار فلا ينكرها إلا من علم تحريمها من طريق الكتاب والسنة وهم قلة اليوم.
فالكذب ينتشر بإسم المزاح أو بإسم المجاملة والسفاح أصبح نكاح والقمار أنتشر بإسم المضاربة وكذلك الربا ينتشر بإسم المرابحة أو التورق.
فالعبرة بالمعانى وليست بالمسميات!!
المقصود أن الشر منتشر والله المستعان ويجب على كل مؤمن حق الإيمان بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمداً نبياً ورسولاً إن كان متلبساً بشيء منها , أن يقر ويعترف بهذا وفي نفس الوقت يعمل على ما ينجيه من هذه الشرور والآثام.
ولا يتهم الناصحين بأنهم يحرمون ما أعتاد عليه الناس وإنهم متشددون و إلى غير ذلك من البهتان!!
فلتعلم يا أخي بأن الأمرين بالمعروف والناهين لك عن المنكر , هم سبب في إيقاف عداد سيئاتك أذا تقبلت أمرهم ونهيهم.
ولكن يجب على المبتلى بهذه الآثام أو بعضها , أن يقر بهذه الذنوب ويسأل الله أن يتوب عليه منها ويعمل على ذلك ومن أستعان بالله أعانه.
ثم أن ربنا الرحيم بعباده لا يريد بنا العسر , فهو الذي قّدر هذه الإبتلاء ووضع له العلاج اليسير
قال جل في علاه { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }
وعَن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: «إنَّ الله يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ ما لَمْ يُغَرْغِرْ» .
قال تعالى { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
جاء في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام بأن الله يقول لمن دعا بهذه الآيات : (قد فعلت) أي أن الله يستجيب للمسلم الصادق الذي يسأل ويدعو بما تقدم في الآيات ولله الحمد والمنة.
بل قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، يُكَفِّرُهَا الصِّيامُ وَالصَّلاَةُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ" متفق عليه
وقد جاء في الأثر: لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع إستغفار.
ولكن الرزية كل الرزية في أن يقع المسلم في هذه الآثام والمعاصي وهو يعتقد إنها حلال محض والله المستعان.
وهذا فعل المكابرين المستكبرين عن الحق الذين ليس لهم في الأخرة من خلاق , قال عليه الصلاة والسلام: " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِفٍ. لَوْ أَقْسَمَ عَلَىٰ اللّهِ لأَبَرَّهُ. أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ جَوَّاظٍ زَنِيمٍ مُتَكَبِّرٍ ". صحيح مسلم
فعلى من هذه حاله أن يعد للسؤال جواباً وللجواب صواباً يوم يقول الجبار سبحانه للتابع والمتبوع وهم متخاصمون يومئذ { قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (2 مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }
قال جل و عز { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صاحب أضواء البيان:
لا يهلك على الله إلا هالك , لأن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , إلى ما شاء الله , والسيئة إما أن يغفرها الله وإن لم يغفرها وضعت في الميزان سيئة واحده , فمن غلبت آحاده عشراته فلا خير فيه!!.
فأمنوا بربكم جل في علاه وصدقوا قول رسولكم عليه الصلاة والسلام وقللوا من سيئاتكم وأكثروا من حسناتكم { يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ }
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
كتبه
ابن عقيل
غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: " يا رسول الله، إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهيه يعد ذلك كذباً، قال عليه الصلاة والسلام: «إنَّ الكَذِبَ يُكْتَبَ كَذِباً حَتّى الكُذَيْبَةُ كَذَيْبَةً " .صحيح مسند أحمد
قال تعالى { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }
والمراد من هذا الآية أن من يعمل خيراً ولو مثقال ذرة والذرة التي لا وزن لها فسوف يجد هذا الخير ومن يعمل شراً ولو مثقال ذرة فسوف يجزىء به.
فكل شراً يعمله الإنسان سوف يجزىء به في الدنيا أو في الأخرة
والشر والخير ليس لمعرفتهما طريق غير طريق الكتاب والسنة
فما أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في الكتاب أو في السنة بأنه شر فهو شر ولو كان مألوفاً عند الناس.
وما أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في الكتاب أو في السنة بأنه خير فهو خير ولو كان مهجوراً عند الناس.
فإنتشار بعض المحرمات وشيوعها بين الناس لا يدل على إباحتها , وهذا من فعل إبليس الرجيم فهو يعمل على تغيير اسماء الأشياء حتى تصبح سهلة التداول والإنتشار فلا ينكرها إلا من علم تحريمها من طريق الكتاب والسنة وهم قلة اليوم.
فالكذب ينتشر بإسم المزاح أو بإسم المجاملة والسفاح أصبح نكاح والقمار أنتشر بإسم المضاربة وكذلك الربا ينتشر بإسم المرابحة أو التورق.
فالعبرة بالمعانى وليست بالمسميات!!
المقصود أن الشر منتشر والله المستعان ويجب على كل مؤمن حق الإيمان بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمداً نبياً ورسولاً إن كان متلبساً بشيء منها , أن يقر ويعترف بهذا وفي نفس الوقت يعمل على ما ينجيه من هذه الشرور والآثام.
ولا يتهم الناصحين بأنهم يحرمون ما أعتاد عليه الناس وإنهم متشددون و إلى غير ذلك من البهتان!!
فلتعلم يا أخي بأن الأمرين بالمعروف والناهين لك عن المنكر , هم سبب في إيقاف عداد سيئاتك أذا تقبلت أمرهم ونهيهم.
ولكن يجب على المبتلى بهذه الآثام أو بعضها , أن يقر بهذه الذنوب ويسأل الله أن يتوب عليه منها ويعمل على ذلك ومن أستعان بالله أعانه.
ثم أن ربنا الرحيم بعباده لا يريد بنا العسر , فهو الذي قّدر هذه الإبتلاء ووضع له العلاج اليسير
قال جل في علاه { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }
وعَن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: «إنَّ الله يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ ما لَمْ يُغَرْغِرْ» .
قال تعالى { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
جاء في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام بأن الله يقول لمن دعا بهذه الآيات : (قد فعلت) أي أن الله يستجيب للمسلم الصادق الذي يسأل ويدعو بما تقدم في الآيات ولله الحمد والمنة.
بل قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، يُكَفِّرُهَا الصِّيامُ وَالصَّلاَةُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ" متفق عليه
وقد جاء في الأثر: لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع إستغفار.
ولكن الرزية كل الرزية في أن يقع المسلم في هذه الآثام والمعاصي وهو يعتقد إنها حلال محض والله المستعان.
وهذا فعل المكابرين المستكبرين عن الحق الذين ليس لهم في الأخرة من خلاق , قال عليه الصلاة والسلام: " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِفٍ. لَوْ أَقْسَمَ عَلَىٰ اللّهِ لأَبَرَّهُ. أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ جَوَّاظٍ زَنِيمٍ مُتَكَبِّرٍ ". صحيح مسلم
فعلى من هذه حاله أن يعد للسؤال جواباً وللجواب صواباً يوم يقول الجبار سبحانه للتابع والمتبوع وهم متخاصمون يومئذ { قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (2 مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }
قال جل و عز { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صاحب أضواء البيان:
لا يهلك على الله إلا هالك , لأن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , إلى ما شاء الله , والسيئة إما أن يغفرها الله وإن لم يغفرها وضعت في الميزان سيئة واحده , فمن غلبت آحاده عشراته فلا خير فيه!!.
فأمنوا بربكم جل في علاه وصدقوا قول رسولكم عليه الصلاة والسلام وقللوا من سيئاتكم وأكثروا من حسناتكم { يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ }
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
كتبه
ابن عقيل
غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات
تعليق