رأي آخر في خطبة الجمعة
سبق أن كتبت تحت عنوان (رأي أخر) في أكثر من أمر لأؤكد أن ما أقوله مجرد رأي – بين آراء مختلفة – لا أدعي صوابه ولا أطمح إلى فرضه لو استطعت إلى ذلك سبيلاً، ولكن ما أكتبه اليوم يتعلق بالعبادة، وهي توفيقية مبنية على اليقين من نصوص الوحي وفقه علماء الأمة في هذه النصوص، وقد حذرنا الله تعالى من القول في شرعه بما يمليه الظن والعاطفة، والزمتا اتباع الهدى {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى} [النجم: 23] وفيما يلي أعرض مقارنة موجزة بين واقع خطبة الجمعة اليوم وبين طريق الهدى في أمرها:-
أ – أكثر خطباء المسلمين اليوم يعطلون المقصود الظاهر من مشروعية خطبة الجمعة ويحولونها إلى ملحق لنشرات الأخبار مبني على الظن والفكر، وخطبة الجمعة عبادة وجزء من الصلاة لا تقوم الصلاة إلا بها – في رأي غالبية الفقهاء – وإذن فلا بد من الرجوع في أمرها إلى الوحي، واليقين وتقييدها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويزيد انحراف كثير من خطباء اليوم فتتحول خطبهم إلى إثارة للفتنة بين الراعي والرعية بالتهييج والمبالغة والغيبة والبهتان لا يستقيم معها حال دينية ولا دنيوية في مخالفة صريحة للسياسة الشرعية من النصوص الصريحة في التحذير من الفتنة.
وأكثر المسلمين لا يحضرون من دروس الدين غير خطبة الجمعة فإذا تحولت من العلم الشرعي إلى الفكر ومن الإصلاح إلى الإفساد فقدوا الفرصة الوحيدة ألتي أنعم الله بها عليهم لبيان ما يجب أن يعملوه من دينهم وللاجتماع على الخير والتعاون على البر والتقوى.
ب – وكانت خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيه لا تخرج عن الثوابت الشرعية: الإيمان والموت والحساب والجنة والنار، وتعليم الأحكام الشرعية في الاعتقاد والعبادة والمعاملة، والدعاء والتحذير مما يضاد ذلك من الشرك والبدعة والغفلة عن ذكر الله، ولم تتضمن خطبة واحدة من خطب الرسول صلى الله عليه وسلم – يوم الجمعة – ولا خطب خلفائه وصحابته ولا خطب الأئمة في القرون الثلاثة، شيئاً عن الحوادث والطوارئ على عظم ما مر بهم منها، ولا عن الغزوات ولا الهجرة ولا الإسراء والمعراج ولا المولد، ولا احتفل بمناسبتها يوم ذكراها بالكلام عنه في الخطبة كل ذلك من ابتداع خطباء القرن الأخير ومفكريه، لم يكن ذلك من هدي القدوة من هذه الأمة حتى احتل الفكر الإسلامي مكان العلم الشرعي واحتل المفكرون الإسلاميون مكان أئمة العلم الشرعي.
جـ - وإذ أكّدتُ أن العبادة لا تثبت ولا تصح إلا وفق النصوص المعصومة، فهذا ما يحضرني منها:
1 – قال الله تعالى: {يا أيها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} [الجمعة: 9] والذكر في اللغة والشرع: الصلاة والطاعة وقراءة القرآن وتسبيح الله وتمجيده والثناء عليه .. يمكن الرجوع إلى تاج العروس وإلى التفاسير الأولى.
2 – وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً يقرأ القرآن ويذكر الناس" رواه مسلم.
3 – وعن أبي وائل رضي الله عنه عن عمار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئــنة من فقهــه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة) رواه مسلم.
4 – وعن أم هشام بنت حارثة رضي الله عنها قالت: "لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً سنتين أو سنة وبعض سنة من أخذت {ق والقرآن المجيد} إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس" رواه مسلم.
5 – ومن حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب يقول (بُعثت أنا والساعة كهاتين) ويقرن بين أصابعيه السبابة والوسطى، ويقول (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) ثم يقول: (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي وعلي).
6 – وثبت من عدة طرق عن عدد من كبار الصحابة وفقهائهم رضي الله عنهم نص خطبة الحاجة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بها ويعلمها أصحابه (إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) ثم يتلوا آيات التقوى من سورة آل عمران والنساء والأحزاب.
د – ومما يحضرني من أقوال فقهاء الأمة في بيان النصوص ما يلي:
1 – قال الشافعي رحمه الله ( الأم 1 / 203 ): "وأحب أن يخطب الأمام بحمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعظة، والقراءة ولا يزيد على ذلك".
2 – وقال النووي الشافعي رحمه الله ( المجموع 4 / 349 ): "ومقصود الخطبة الوعظ".
3 – وقال الكساني الحنفي رحمه الله ( بدائع الصنائع 1 / 263 ): "روي عن الحسن بن زياد عن أبي حنيفة رحمه الله أنه قال: ينبغي أن يخطب (الإمام) خطبة خفيفة يفتتح فيها بحمد الله تعالى، ويثني عليه، ويتشهد، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويعظ ويذكر ويقرأ سورة، ثم يجلس جلسة خفيفة، ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى يحمد الله تعالى ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو للمؤمنين والمؤمنات".
4 – وقال القرطبي المالكي رحمه الله ( الجامع لأحكام القرآن 18 / 107 ): "ما كان من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم والثناء عليه وعلى خلفائه الراشدين وأتقياء المؤمنين والموعظة والتذكير فهو في حكم ذكر الله".
5 – وقال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله ( المغني 2 / 304 ) نقلاً عن الخرقس رحمه الــله: "فحمـــــد الله وأثني عليــــه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ ووعظ" ( وقال 2 / 305 ) "وقال القاضي : تجب (الموعظة) في الخطبتين لأنها المقصود من الخطبة فلم يجز الإخلال بها".
6 – وقال ابن القيم رحمه الله ( زاد المعاد كحقق 1 / 423 ) عن خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة: "إنما هي تقرير لأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه وذكر الجنة والنار وما أعد الله لأولياءه وأهل طاعته وما أعد الله لأعدائه وأهل معصيته"، وقال رحمه الله ( 1 / 424 ): "ومن تأمل خطب النبي صلى الله عليه وسلم وخطب أصحابه وجدها كفيلة ببيان الهدى والتوحيد، وذِكر صفات الرب جل جلاله، وأصول الإيمان الكلية، والدعوة إلى الله، وذكر آلائه التي تحببه إلى خلقه وأيامه التي تخوفهم من بأسه، والأمر بذكره وشكره".
7 – وقال الصنعاني رحمه الله ( سبل السلام 2 / 49 ): "وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه في خطبته قواعد الأسلام وشرائعه ويأمرهم وبنهاهم، ويذكر معالم الشرائع في الخطبة، والجنة والنار والمعاد، ويأمر بتقوى الله، ويحذر من غضبه ويرغّب في مرجبات رضاه) وقال رحمه ( 2 / 50 ): "وكانت محافظته صلى الله عليه وسلم بسورة ق اختياراً منه لما هو أحسن في الوعظ والتذكير، وفيه دلالة على ترديد الوعظ في الخطبة".
8 – وقال سيد سابق ( فقه السنة 1 / 309 ): "وفي الروضة الندية: ثم اعلم أن الخطبة المشروعة هي ما كان يعتاده صلى الله عليه وسلم من ترغيب الناس وترهيبهم، فهذا في الحقيقة روح الخطبة الذي لأجله شرعت".
وليس في نصوص الوحي ولا فقه أئمة القرون المفضلة لها ما يجيز الاعتداء على منهج النبوة – في هذه العبادة العظيمة – والانحراف عنه، قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رســـول الله أســـوة حسنـــة لمـن كــان يـــرجـــو الله واليوم الآخر وذكر الله كثير} [الأحزاب: 21].
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعى آله وصحبه ومتبعي سنته.
سبق أن كتبت تحت عنوان (رأي أخر) في أكثر من أمر لأؤكد أن ما أقوله مجرد رأي – بين آراء مختلفة – لا أدعي صوابه ولا أطمح إلى فرضه لو استطعت إلى ذلك سبيلاً، ولكن ما أكتبه اليوم يتعلق بالعبادة، وهي توفيقية مبنية على اليقين من نصوص الوحي وفقه علماء الأمة في هذه النصوص، وقد حذرنا الله تعالى من القول في شرعه بما يمليه الظن والعاطفة، والزمتا اتباع الهدى {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى} [النجم: 23] وفيما يلي أعرض مقارنة موجزة بين واقع خطبة الجمعة اليوم وبين طريق الهدى في أمرها:-
أ – أكثر خطباء المسلمين اليوم يعطلون المقصود الظاهر من مشروعية خطبة الجمعة ويحولونها إلى ملحق لنشرات الأخبار مبني على الظن والفكر، وخطبة الجمعة عبادة وجزء من الصلاة لا تقوم الصلاة إلا بها – في رأي غالبية الفقهاء – وإذن فلا بد من الرجوع في أمرها إلى الوحي، واليقين وتقييدها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويزيد انحراف كثير من خطباء اليوم فتتحول خطبهم إلى إثارة للفتنة بين الراعي والرعية بالتهييج والمبالغة والغيبة والبهتان لا يستقيم معها حال دينية ولا دنيوية في مخالفة صريحة للسياسة الشرعية من النصوص الصريحة في التحذير من الفتنة.
وأكثر المسلمين لا يحضرون من دروس الدين غير خطبة الجمعة فإذا تحولت من العلم الشرعي إلى الفكر ومن الإصلاح إلى الإفساد فقدوا الفرصة الوحيدة ألتي أنعم الله بها عليهم لبيان ما يجب أن يعملوه من دينهم وللاجتماع على الخير والتعاون على البر والتقوى.
ب – وكانت خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيه لا تخرج عن الثوابت الشرعية: الإيمان والموت والحساب والجنة والنار، وتعليم الأحكام الشرعية في الاعتقاد والعبادة والمعاملة، والدعاء والتحذير مما يضاد ذلك من الشرك والبدعة والغفلة عن ذكر الله، ولم تتضمن خطبة واحدة من خطب الرسول صلى الله عليه وسلم – يوم الجمعة – ولا خطب خلفائه وصحابته ولا خطب الأئمة في القرون الثلاثة، شيئاً عن الحوادث والطوارئ على عظم ما مر بهم منها، ولا عن الغزوات ولا الهجرة ولا الإسراء والمعراج ولا المولد، ولا احتفل بمناسبتها يوم ذكراها بالكلام عنه في الخطبة كل ذلك من ابتداع خطباء القرن الأخير ومفكريه، لم يكن ذلك من هدي القدوة من هذه الأمة حتى احتل الفكر الإسلامي مكان العلم الشرعي واحتل المفكرون الإسلاميون مكان أئمة العلم الشرعي.
جـ - وإذ أكّدتُ أن العبادة لا تثبت ولا تصح إلا وفق النصوص المعصومة، فهذا ما يحضرني منها:
1 – قال الله تعالى: {يا أيها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} [الجمعة: 9] والذكر في اللغة والشرع: الصلاة والطاعة وقراءة القرآن وتسبيح الله وتمجيده والثناء عليه .. يمكن الرجوع إلى تاج العروس وإلى التفاسير الأولى.
2 – وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً يقرأ القرآن ويذكر الناس" رواه مسلم.
3 – وعن أبي وائل رضي الله عنه عن عمار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئــنة من فقهــه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة) رواه مسلم.
4 – وعن أم هشام بنت حارثة رضي الله عنها قالت: "لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً سنتين أو سنة وبعض سنة من أخذت {ق والقرآن المجيد} إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس" رواه مسلم.
5 – ومن حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب يقول (بُعثت أنا والساعة كهاتين) ويقرن بين أصابعيه السبابة والوسطى، ويقول (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) ثم يقول: (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي وعلي).
6 – وثبت من عدة طرق عن عدد من كبار الصحابة وفقهائهم رضي الله عنهم نص خطبة الحاجة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بها ويعلمها أصحابه (إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) ثم يتلوا آيات التقوى من سورة آل عمران والنساء والأحزاب.
د – ومما يحضرني من أقوال فقهاء الأمة في بيان النصوص ما يلي:
1 – قال الشافعي رحمه الله ( الأم 1 / 203 ): "وأحب أن يخطب الأمام بحمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعظة، والقراءة ولا يزيد على ذلك".
2 – وقال النووي الشافعي رحمه الله ( المجموع 4 / 349 ): "ومقصود الخطبة الوعظ".
3 – وقال الكساني الحنفي رحمه الله ( بدائع الصنائع 1 / 263 ): "روي عن الحسن بن زياد عن أبي حنيفة رحمه الله أنه قال: ينبغي أن يخطب (الإمام) خطبة خفيفة يفتتح فيها بحمد الله تعالى، ويثني عليه، ويتشهد، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويعظ ويذكر ويقرأ سورة، ثم يجلس جلسة خفيفة، ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى يحمد الله تعالى ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو للمؤمنين والمؤمنات".
4 – وقال القرطبي المالكي رحمه الله ( الجامع لأحكام القرآن 18 / 107 ): "ما كان من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم والثناء عليه وعلى خلفائه الراشدين وأتقياء المؤمنين والموعظة والتذكير فهو في حكم ذكر الله".
5 – وقال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله ( المغني 2 / 304 ) نقلاً عن الخرقس رحمه الــله: "فحمـــــد الله وأثني عليــــه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ ووعظ" ( وقال 2 / 305 ) "وقال القاضي : تجب (الموعظة) في الخطبتين لأنها المقصود من الخطبة فلم يجز الإخلال بها".
6 – وقال ابن القيم رحمه الله ( زاد المعاد كحقق 1 / 423 ) عن خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة: "إنما هي تقرير لأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه وذكر الجنة والنار وما أعد الله لأولياءه وأهل طاعته وما أعد الله لأعدائه وأهل معصيته"، وقال رحمه الله ( 1 / 424 ): "ومن تأمل خطب النبي صلى الله عليه وسلم وخطب أصحابه وجدها كفيلة ببيان الهدى والتوحيد، وذِكر صفات الرب جل جلاله، وأصول الإيمان الكلية، والدعوة إلى الله، وذكر آلائه التي تحببه إلى خلقه وأيامه التي تخوفهم من بأسه، والأمر بذكره وشكره".
7 – وقال الصنعاني رحمه الله ( سبل السلام 2 / 49 ): "وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه في خطبته قواعد الأسلام وشرائعه ويأمرهم وبنهاهم، ويذكر معالم الشرائع في الخطبة، والجنة والنار والمعاد، ويأمر بتقوى الله، ويحذر من غضبه ويرغّب في مرجبات رضاه) وقال رحمه ( 2 / 50 ): "وكانت محافظته صلى الله عليه وسلم بسورة ق اختياراً منه لما هو أحسن في الوعظ والتذكير، وفيه دلالة على ترديد الوعظ في الخطبة".
8 – وقال سيد سابق ( فقه السنة 1 / 309 ): "وفي الروضة الندية: ثم اعلم أن الخطبة المشروعة هي ما كان يعتاده صلى الله عليه وسلم من ترغيب الناس وترهيبهم، فهذا في الحقيقة روح الخطبة الذي لأجله شرعت".
وليس في نصوص الوحي ولا فقه أئمة القرون المفضلة لها ما يجيز الاعتداء على منهج النبوة – في هذه العبادة العظيمة – والانحراف عنه، قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رســـول الله أســـوة حسنـــة لمـن كــان يـــرجـــو الله واليوم الآخر وذكر الله كثير} [الأحزاب: 21].
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعى آله وصحبه ومتبعي سنته.
تعليق