إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مكتبة ابن تيمية ، ابن القيم ، ابن الجوزي ، ( متجدد )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مكتبة ابن تيمية ، ابن القيم ، ابن الجوزي ، ( متجدد )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    يسرني إخوتي في الله و زوار هذا المنتدى الطيب أن أضع بين أيديكم هذا الكنز العظيم وهو : مكتبة ابن تيمية -ابن القيم -وابن الجوزي ، رحمهم الله جميعا ، وهي مكتبة قيمة ومتميزة جدا فأسأل الله أن ينفعني وإياكم بها.







    مؤلفات ابن القيم.
    اعلام الموقعين :
    خطبة الكتاب :
    الحمد لله الذي خلق خلقه أطْوَاراً، وصَرَّفهم في أطوار التخليق كيف شاء عِزَّةً واقتداراً، وأرسل الرسل إلى المُكَلَّفين إعذاراً منه وإنذاراً، فأتَمَّ بهم على من اتبع سبيلَهم نعمته السابغة، وأقام بهم على مَنْ خالف مَنَاهجهم حجته البالغة، فنصَبَ الدليلَ، وأنار السبيل، وأزاح العِلَل، وقطع المَعَاذير، وأقام الحُجَّة، وأوضح المَحَجَّة، وقال: هٰذَا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السُّبُلَ، وهؤلاء رسلي مبشرين ومنذرين؛ لئلا يكونَ للناس على الله حجةٌ بعد الرسل، فعمهم بالدعوة على ألْسِنَةِ رسله حجةً منه وعَدْلاً، وخَصَّ بالهداية مَنْ شاء منهم نعمة وفضلاً، فقِيلَ نعمةَ الهداية مَنْ سبقت له سابقة السعادة وَتَلَقَّاها باليمين، وقال:[ ربِّ أوْزِعْنِي أن أشكر نعمتَكَ التي انعمت عليَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين]، ورَدَّهَا مَنْ غَلَبَتْ عليه الشقاوة ولم يرفع بها رأساً بين العالمين، فهذا فضلُه وعَطَاؤه وما كان عطاء ربك مَحْظُوراً ولا فَضْلُه بممنون، وهذا عَدْله وقضاؤه فلا يُسْأل عما يفعل وهم يسألون.
    فسبحان مَنْ أفاض على عباده النعمة، وكَتَبَ على نفسه الرحمة، وأودع الكتابَ الذي كتَبه، أنَّ رحمته تغلب غضبه، وتبارك مَنْ له في كل شيء على ربوبيته ووحدانيته وعلمه وحكمته أعْدَلُ شاهد، ولو لم يكن إلاَّ أنْ فاضَلَ بين عباده في مراتِب الكَمَال حتى عَدَلَ الآلافَ المؤلَّفَةَ منهم بالرجل الواحد، ذلك ليعلم عباده أنه أنزل التوفيقَ مَنَازِلَه، ووضع الفضلَ مواضعه، وأنه يختصُّ برحمته مَنْ يشاء وهو العليم الحكيم، وأن الفضل بِيَدِ الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

    فصل:
    ( علماء الأمة على ضربين)
    ولما كانت الدعوةُ إلى الله والتبليغ عن رسوله شِعاَر حزبه المُفْلِحين، وأتباعه من العالمين، كما قال- تعالى-: {قُلْ هَذِه سَبِيلِي أدْعُو إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني، وسبحان الله، وما أنا من المُشْرِكِينَ} وكان التبليغ عنه من عين تبليغ ألفاظه وما جاء به وتبليغ معانيه كان العلماءُ من أمته منحصرين في قسمين: أحدهما حفاظ الحديث، كلمة واحدة، والقادة الذين هم أئمة الأنام وزوامل الإسلام، الذين حفظوا على الأئمة مَعَاقد الدين وَمَعَاقله، وحَمَوْا من التغيير والتكدير مواردَه وَمناهله، حتى وَرَد مَنْ سَبَقَتْ له من الله الحسنى تلك المناهِلَ صافية من الأدناس لم تَشُبْها الآراء تغييراً، ووردوا فيها عيناً يَشْرَبُ بها عباد الله يفجرونها تفجيراً، وهم الذين قال فيهم الإمام أحمد بن حنبل في خطبته المشهورة في كتابه في الرد على الزنادقة والجهمية: الحمدُ لله الذي جعل في كل زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم يَدْعُونَ من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذىٰ، يُحْيُونَ بكتاب الله تعالى الموتى، ويبصرون بنور الله أهلَ العَمَى، فكم من قتيل لإبليس قد أحْيَوْهُ، وكم من ضال تائه قد هَدَوْه، فما أحْسَنَ أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم! يَنْفُون عن كتاب الله تحريفَ الغالين، وانتحالَ المبطلين، وتأويلَ الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عِنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويَخْدَعُون جُهَّال الناس بما يُشَبهون عليهم؛ فنعوذ بالله من فتنة المُضِلِّينَ.

    فصـل:
    فقهاء الإسلام ومنزلتهم :
    القسم الثاني: فُقَهاء الإسلام، ومَنْ دارت الفُتْيا على أقوالهم بين الأنام، الذين خُصُّوا باستنباط الأحكام، وعُنُوا بضَبْط قواعد الحلال والحرام؛ فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجةُ الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب، وطاعتهم أفْرَضُ عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطِيعُوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فرُدُّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلاً} قال عبد الله بن عباس في إحدى الروايتين عنه و جابرُ بن عبد الله والحسنُ البصري وأبو العالية وعطاء بن أبي رَبَاح والضحاك ومجاهد في إحدى الروايتين عنه: أولو الأمر هم العلماء، وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد، وقال أبو هريرة وابن عباس في الرواية الأخرى وزيد بن أسلم والسدي ومُقَاتل: هم الأمراء، وهو الرواية الثانية عن أحمد.

    يتبع بإذن الله.

  • #2
    طاعة الأمراء تابعة لطاعة العلماء
    والتحقيقُ أن الأمراء إنما يُطَاعون إذا أمَرُوا بمقتضى العلم؛ فطاعتهم تبع لطاعة العلماء؛ فإن الطاعة إنما تكون في المعروف وما أوجبه العلم، فكما أن طاعة العلماء تبع لطاعة الرسول فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء، ولما كان قيام الإسلام بطائفتي العلماء والأمراء، وكان الناس كلهم لهم تبعاً، كان صلاحُ العالم بصلاح هاتين الطائفتين، وفساده بفسادهما، كما قال عبد الله بن المبارك وغيره من السلف: صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس، قيل: من هم؟ قال: الملوك، والعلماء. كما قال عبد الله بن المبارك؟
    رأيْتُ الذنوبَ تُمِيتُ القلوبَ
    وقد يورث الذلَّ إدْمَانُهَا

    وتَرْكُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ
    وخَيْرٌ لنفسِكٍ عِصْيَانُهَا

    وهل أفسد الدينَ إلا الملوكُ
    وأحْبَارُ سوءٍ ورُهْبَانُهَا

    فصـل :
    ما يشترط فيمن يوقع عن الله ورسوله
    ولما كان التبليغُ عن الله سبحانه يعتمد العلم بما يبلغ، والصدقَ فيه، لم تصلح مرتبة التبليغ بالرواية والفُتْيَا إلا لمن لمن اتصف بالعلم والصدق؛ فيكون عالماً بما يبلغ، صادقاً فيه، ويكون مع ذلك حَسَنَ الطريقةِ، مرضِيَّ السيرة، عدلاً في أقواله وأفعاله، متشابه السر والعلانية في مدخله ومخرجه وأحواله؛ وإذا كان مَنْصِبُ التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا يُنْكَر فضله، ولا يجهل قدره، وهو من أعلى المراتب السنيات، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسموات؟
    فحقيق بمن أقِيمَ في هذا المنصب أن يُعِدَّ له عُدَّته، وأن يتأهب له أُهْبَتَه، وأن يعلم قَدْرَ المقام الذي أقيم فيه، ولا يكون في صدره حرج من قول الحق والصَّدْع به؛ فإن الله ناصره وهاديه، وكيف هو المنصب الذي تولاه بنفسه رب الأرباب فقال- تعالى-: {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلىٰ عليكم في الكتاب} وكفى بما تولاه الله تعالى بنفسه شرفاً وجلالة؛ إذ يقول في كتابه: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكَلاَلَة}، وليعلم المفتى عمن ينوب في فَتْوَاه، ولْيُوقِنْ أنه مسؤول غداً ومَوْقُوف بين يدي الله.
    فصـل:
    في فتاوى الرسول صلى الله عليه وسلم
    وأول من قام بهذا المنصب الشريف سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، عبدُ الله ورسوله، وأمينه على وَحْيه، وسفيره بينه وبين عباده؛ فكان يفتي عن الله بوَحْيه المبين، وكان كما قال له أحكم الحاكمين: {قل ما أسألكم عليه مِنْ أجْرٍ، وما أنا من المتكلّفين} فكانت فتاويه صلى الله عليه وسلم جوامعَ الأحكام، ومشتملة على فصل الخطاب، وهي في وجوب اتِّبَاعها وتحكيمها والتحاكم إليها ثانية الكتاب، وليس لأحدٍ من المسلمين العُدُولُ عنها ما وَجَدَ إليها سبيلاً، وقد أمر الله عباده بالرد إليها حيث يقول: {فإن تَنَازَعْتُمْ في شيء فَرُدُّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلاً}
    فصـل:
    الأصحاب رضي الله عنهم
    ثم قام بالفتوى بَعْده بَرْكُ الإسلام وَعِصَابة الإيمان، وعَسْكر القرآن، وجند الرحمن، أولئك أصحابه صلى الله عليه وسلم، ألْيَنُ الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأحسنها بياناً، وأصدقها إيماناً، وأعمها نصيحةً، وأقربها إلى الله وسيلة، وكانوا بين مُكْثِر منها ومُقِل ومتوسط.

    المكثرون من الصحابة

    والذين حُفِظَتْ عنهم الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة ونيف وثلاثون نفساً، ما بين رجل وامرأة، وكان المكثرون منهم سبعة: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعائشة أم المؤمنين، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر.
    وقال أبو محمد بن حزم: ويمكن أن يُجمع من فتوى كل واحد منهم سِفْر ضخم.
    قال: وقد جمع أبو بكر محمد بن موسىٰ بن يعقوب بن أمير المؤمنين المأمون فُتْيَا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في عشرين كتاباً.
    وأبو بكر محمد المذكور أحدُ أئمة الإسلام في العلم والحديث.

    يتبع.

    تعليق


    • #3
      المتوسطون في الفتيا منهم
      قال أبو محمد: والمتوسطون منهم فيما روى عنهم من الفتيا: أبو بكر الصديق، وأم سَلَمة، وأنس بن مالك، وأبو سعيد الخُدْري، وأبو هريرة، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وأبو موسىٰ الأشعري، وسعد ابن أبي وَقَّاص، وسَلْمان الفارسي، وجابر بن عبد الله، ومعاذ بن جَبَل؛ فهؤلاء ثلاثة عشر يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم جزء صغير جداً، ويُضَاف إليهم: طَلْحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عَوْف، وعِمْرَان؛بن حُصَين، وأبو بَكْرة، وعُبَادة بن الصامت، ومعاوية بن أبي سفيان.
      المقلون في الفتوى

      والباقون منهم مُقِلون في الفتيا، لا يروى عن الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان، والزيادة اليسيرة على ذلك؛ يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير فقط بعد التقصي والبحث، وهم: أبو الدَّرْداء، وأبو اليسر، وأبو سَلَمة المخزومي، وأبو عُبَيدة بن الجراح، وسعيد بن زيد، والحسن والحسين ابنا علي، والنعمان ابن بَشِير، وأبو مَسْعود، وأبيّ بن كعب، وأبو أيوب، وأبو طلحة، وأبو ذَر، وأم عطية، وصفية أم المؤمنبن، وحَفْصة، وأم حبيبة، وأسامة بن زيد، وجعفر ابن أبي طالب، والبْرَاء بن عازب، وقُرَظة بن كعب، ونافع أخو أبي بكرة لأمه، والمِقْدَاد بن الأسود، وأبو السنابل، والجارود، والعبدي، وليلى بنت قائف، وأبو محذورة، وأبو شريح الكعبي، وأبو بَرْزَة الأسلمي، وأسماء بنت أبي بكر، وأم شريك، والحَوْلاَء بنت تويت، وأسيد بن الحضير، والضحاك ابن قيس، وحبيب بن مَسْلمة، وعبد الله بن أنيس، وحُذَيفة بن الْيَمَان، وثمامة ابن أثال، وعَمَّار بن ياسر، وعمرو بن العاص، وأبو الغادية السلمي، وأم الدرداء الكبرى، والضحاك بن خليفة المازني، والحكم بن عمرو الغفاري، ووابصة ابن معبد الأسدي، وعبد الله بن جعفر البرمكي، وعَوْف بن مالك، وعدي ابن حاتم، وعبد الله بن أوفى، وعبد الله بن سلام، وعمرو بن عبسة، وعَتَّاب ابن أسيد، وعثمان بن أبي العاص، وعبد الله بن سَرْجس، وعبد الله بن رُوَاحة، وعقيل بن أبي طالب، وعائذ بن عمرو، وأبو قَتَادة عبد الله بن معمر العدوي، وعمي بن سعلة، وعبد الله بن أبي بكر الصديق، وعبد الرحمن أخوه، وعاتكة بنت زيد بن عمرو، وعبد الله بن عَوْف الزهري، وسعد بن معاذ، وسعد ابن عبادة، وأبو منيب، وقيس بن سعد، وعبد الرحمن بن سهل، وسمرة ابن جندب، وسهل بن سعد الساعدي، وعمرو بن مُقَرن، وسويد بن مقرن، ومعاوية بن
      فصل:
      الصحابة سادة أهل الفتوى
      وكما أن الصحابة سادة الأمة وأمتها وقادتها فهم سادات المفتين والعلماء.
      قال الليث عن مجاهدٍ: العلماء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وقال سعيد عن قتادة في قوله تعالى: {وَيَرَىٰ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِكَ هُوَ الحق} قال: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وقال يزيد بن عمير: لما حضر معاذَ بن جبل الموتُ قيل: يا أبا عبد الرحمن أوْصِنَا، قال: أجلسوني، إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وَجَدهما، يقول ذلك ثلاث مرات، النمس العلم عند أربعةِ رهطٍ: عند عويمر بن أبي الدرداء، وعند سَلْمان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام.
      وقال مالك بن يخامر: لما حضرت معاذاً الوفاة بكيت، فقال ما يبكيك؟ قلت: والله ما أبكي على دنيا كنت أصيبها منك، ولكن أبكي على العلم والإيمان اللَّذَيْنَ كنت أتعلمهما منك، فقال: إِن العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما، اطلب العلم عند أربعةٍ، فذكر هؤلاء الأربعة، ثم قال: فإن عجز عنه هؤلاء فسائر أهل الأرض عنه أعْجَزُ، فعليك بمعلِّم إبراهيم، قال: فما نزلت بي مسألة عجزت عنها إلا قلت: يا معلم إبراهيم.
      وقال أبو بكر بن عياش عن الأعمى عن أبي إسحاق، قال: قال عبد الله: علماء الأرض ثلاثة، فرجل بالشام، وآخر بالكوفة، وآخر بالمدينة، فأما هذان فيسألان الذي بالمدينة، والذي بالمدينة لا يسألهما عن شيء.
      وقال الشعبي: ثلاثة يستفتي بعضهم من بعض: فكان عمر وعبد الله وزيد ابن ثابت يستفتي بعضهم من بعض، وكان علي وأبيّ بن كعب وأبو موسىٰ الأشعري يستفتي بعضهم من بعض، قال الشيباني: فقلت للشعبي: وكان أبو موسىٰ بذاك؟ فقال: ما كان أعلمه، قلت: فأين معاذ؟ فقال: هلك قبل ذلك.

      فصـل :
      عمر بن الخطاب
      قال الشعبي: مَنْ سره أن يأخذ بالوَثِيقة في القضاء فيأخذ بقول عمر. وقال مجاهد: إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما صنع عمر فخذوا به. وقال ابن المسيَّبِ: ما أعلم أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم من عمر بن الخطاب. وقال أيضاً: كان عبد الله يقول: لو سلك الناس وادياً وشِعْباً وسلك عمر وادياً وشعباً لسلكت وادي عمر وشعبه. وقال بعض التابعين: دفعْتُ إلى عمر فإذا الفقهاء عنده مثل الصبيان، قد اسْتَعْلىٰ عليهم في فقهه وعلمه. وقال محمد بن جرير: لم يكن أحد له أصحاب معروفون حَرَّروا فُتْياه ومذاهبه في الفقه غير ابن مسعود، وكان يترك مذهبه وقوله لقول عمر، وكان لا يكاد يخالفه في شيء من مذاهبه، ويرجع من قوله إلى قوله. وقال الشعبي: كان عبد الله لا يَقْنُت، وقال: ولو قنت عمر لقَنَتَ عبدُ الله.

      عثمان بن عفان
      وكان من المُفْتِينَ عثمان بن عفان، قال ابن جرير: غير أنه لم يكن له أصحاب يعرفون، والمبلغون عن عمر فتياه ومذاهبه وأحكامه في الدين بعده كانوا أكثر من المبلغين عن عثمان والمؤدين عنه.
      علي بن أبي طالب
      وأما علي بن أبي طالب عليه السلام فانتشرت أحكامه وفتاويه، ولكن قاتلَ الله الشيعة فإنهم أفسدوا كثيراً من علمه بالكذب عليه، ولهذا تجد أصحاب الحديث من أهل الصحيح لا يعتمدون من حديثه وفتواه إلا ما كان من طريق أهل بيته وأصحاب عبد الله بن مسعود كعبيدة السلماني وشريح وأبي وائل ونحوهم، وكان رضي الله عنه وكرم وجهه يشكو عدم حَمَلَة العلم الذي أودِعَه كما قال: إن ههنا علماً لو أصبت له حَملةً.

      فصـل :
      عمن انتشر الدين والفقه؟
      والدين والفقه والعلم انتشر في الأمة عن أصحاب ابن مسعود، وأصحاب زيد بن ثابت، وأصحاب عبد الله بن عمر، وأصحاب عبد الله بن عباس؛ فعلمُ الناس عامته عن أصحاب هؤلاء الأربعة؛ فأما أهل المدينة فعلمهم عن أصحاب زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر، وأما أهل مكة فعلمهم عن أصحاب عبد الله بن عباس، وأما أهل العراق فعلمهم عن أصحاب عبد الله بن مسعود.
      قال ابن جرير: وقد قيل: إن ابن عمر وجماعةً ممن عاش بعده بالمدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كانوا يُفْتُونَ بمذاهب زيد بن ثابت وما كانوا أخذوا عنه، مما لم يكونوا حفظوا فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً.
      وقال ابن وَهْبٍ: حدثني موسىٰ بن علي اللَّخْمي عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية فقال: مَنْ أراد أن يسأل عن الفرائض فَلْيٌّاتِ زيدَ بن ثابت، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فَلْيٌّاتِ مُعَاذ بن جَبَل، ومن أراد المال فليأتِنِي.
      وأما عائشة فكانت مُقَدَّمة في العلم والفرائض والأحَكام والحلال والحرام، وكان من الآخذين عنها ـ الذين لا يكادون بتجاوزون قولها، المتفقهين بها ـ القاسمُ بن محمد بن أبي بكر ابن أخيها، وعروةُ بن الزبير ابنُ أختها أسماء.
      قال مسروق: لقد رأيت مَشْيَخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض.
      وقال عروة بن الزبير: ما جالستُ أحداً قطُّ كان أعلم بقضاءٍ ولا بحديثٍ بالجاهلية ولا أروى للشعر ولا أعلم بفريضة ولا طِبٍّ من عائشة.

      فصـل:
      من صارت إليه الفتوى من التابعين
      ثم صارت الفَتْوَى في أصحاب هؤلاء كسَعِيد بن المُسَيَّب راوية عمر وحامل علمه، قال جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: مَنْ أفقه أهل المدينة؟ قال: أما أفقههم فقهاً وأعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وقضايا عمر وقضايا عثمان وأعلمهم بما مضى عليه الناس فسعيد بن المسيب؛ وأما أغزرهم حديثاً فعروة بن الزبير، ولا تشاء أن تَفْجُر من عبيد الله بحراً إلا فَجرته. قال عراك: وأفقههم عندي ابنُ شهاب؛ لأنه جمع علمهم إلبى علمه. وقال الزهري: كنت أطلب العلم من ثلاثة: سعيد بن المسيب وكان أفقه الناس، وعروة بن الزبير وكان بحراً لا تكدره الدِّلاَء، وكنت لا تشاء أن تجد عند عبيد الله طريقة من علم لا تجدها عند غيره إلا وجدت، وقال الأعم5: فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيب، وعروة، وقبيصة، وعبد الملك. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما مات العَبَادِلة ـ عبدُ الله بن عباس، وعبد الله بن الزُّبَير، وعبد الله بن عمرو بن العاص ـ؛صار الفقه في جميع البلدان إلى المَوالي؛ فكان فقيهَ أهل مكة عطاءُ بن أبي رَبَاح، وفقيهَ أَهَل اليمن طاوس، وفقيه أهل اليمامة يحـيىٰ بن أبي كثير، وفقيهَ أهل الكوفة إبراهيمُ، وفقيهَ أهل البصرة الحسنُ، وفقيه أهل الشام مكحولٌ، وفقيه أهل خُرَاسان عطاء الْخُرَاساني، إلا المدينةَ فإن الله خَصَّها بقرشي، فكان فقيهَ أهل المدينة سعيدُ بن المسيب غيرَ مُدَافَع.
      وقال مالك عن يحـيىٰ بن سعيد عن سعيد بن المسيَّب قال: مررت بعبد الله بن عمر، فسلمت عليه ومضيت، قال: فالتفتَ إلى أصحابه فقال: لو رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذا لسَرَّه، فرفَع يديه جداً وأشار بيده إلى السماء.
      وكان سعيدُ بن المسيَّب صِهْرَ أبي هريرة، زَوَّجه أبو هريرة ابنَتَه، وكان إذا رآه قال: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة، ولهذا أكثر عنه من الرواية.

      فصل:
      فقهاء المدينة المنورة
      وكان المُفْتُونَ بالمدينة من التابعين: ابنَ المسيب، وعُرْوة بن الزُّبَير، والقاسم بن محمد، وخارجة بن زيد، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن حارث بن هشام، وسليمان بن يَسَار، وعبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة بن مسعود، وهؤلاء هم الفقهاء، وقد نظمهم القائل فقال:
      إذا قيل مَنْ في العلم سَبْعَة أَبْحُرٍ
      رِوَايتهم ليست عن العلم خَارِجَةُ

      فقل: هم عُبَيد الله، عروة، قاسم
      سعيدٌ، أبو بكرٍ، سُلَيمان، خَارِجَهْ
      وكان من أهل الفتوى أبَانُ بن عثمان، وسالم، ونافع، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف، وعلي بن الحسين.
      وبعد هؤلاء أبو بكر بن محمد بن عَمْرو بن حَزْم، وابناه محمد وعبد الله، وعبد الله بن عمر بن عثمان وابنه محمد، وعبد الله والحسين ابنا محمد ابن الْحَنَفِيَّة، وجعفر بن محمد بن علي، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، ومحمد بن المُنْكَدِر، ومحمد بن شهاب الزُّهْرِي، وَجَمَعَ محمد بن نوح فتاويه في ثلاثة أسْفَار ضَخْمة على أبواب الفقه، وخَلْق سوى هؤلاء.

      فصـل :
      فقهاء مكة
      وكان المفتون بمكة عَطَاء بن أبي رَبَاح، وطاوسُ بن كَيْسان، ومجاهد بن جبر، وعُبَيد بن عُمَير، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن أبي مُلَيْكة، وعبد الرحمن بن سابط، وعكرمة.
      ثم بعدهم أبو الزبير المكي، وعبد الله بن خالد بن أسِيد، وعبد الله بن طاوس.
      ثم بعدهم عبدُ الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج، وسُفْيَان بن عُيَيْنَة، وكان أكثر فَتْوَاهم في المناسك، وكان يتوقف في الطلاق.
      وبعدهم مسلم بن خالد الزَّنْجي، وسعيد بن سالم القَدَّاح.
      وبعدهما الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ثم عبد الله بن الزبير الحُمَيْدي، وإبراهيم بن محمد الشافعي ابنُ عم محمد، وموسىٰ بن أبي الجارود، وغيرهم.


      فصـل:
      فقهاء البصرة
      وكان من المفتين بالبصرة عمرو بن سلمة الْجَرْمِي، وأبو مريم الحنفي، وكعب بن سود، والحسن البَصْري، وأدرك خمسَ مائةٍ من الصحابة، وقد جمع بعضُ العلماء فتاويه في سبعة أسفارٍ ضخمة. قال أبو محمد بن حزم: وأبو الشعثاء جابر بن زيد، ومحمد بن سِيرين، وأبو قِلابة عبدُ الله بن زيد الجرمي، ومسلم بن يَسَار، وأبو العالية، وحُمَيد بن عبد الرحمن، ومُطَرِّف بن عبد الله الشِّخِّير، وزُرَارة بن أبي أوْفَى، وأبو بُرْدَة بن أبي موسىٰ.
      ثم بعدهم أيوب السِّخْتِيَاني، وسليمان التيمي، وعبد الله بن عوف، ويونس بن عُبَيْد، والقاسم بن ربيعة، وخالد بن أبي عمران، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وقَتَادة، وحفص بن سليمان، وإياس بن معاوية القاضي.
      وبعدهم سَوَّار القاضي، وأبو بكر العَتَكي، وعثمان بن سليمان البَتِّيُّ، وطلحة بن إياس القاضي، وعبيد الله بن الحسن العنبري، وأشعث بن جابر بن زيد.
      ثم بعد هؤلاء عبد الوهاب بن عبد المجيد الثَّقَفي، وسعيد بن أبي عَرُوبة، وحماد بن سَلَمة، وحماد بن زيد، وعبد الله بن داود الحرشي، وإسماعيل بن عُلَية، وبشر ين المفضل، ومُعَاذ بن مُعَاذ العَنْبَري، ومَعْمَر بن راشد، والضحاك بن مَخْلَد، ومحمد بن عبد الله الأنصاري.
      فصـل:
      فقهاء الكوفة
      وكان من المفتين بالكوفة عَلْقمة بن قَيْس النَّخَعي، والأسود بن يزيد النَّخَعي وهو عم غلقمة، وعمرو بن شَرَحبيل الهَمْدَاني، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وعبيدة السَّلْماني، وشُرَيح بن الحارث القاضي، وسليمان بن ربيعة الباهلي، وزيد بن صوحان، وسويد بن غفلة، والحارث بن قيس الجُعْفِي، وعبد الرحمن بن يزيد النخعي، وعبد الله بن عُتْبة بن مسعود القاضي، وخَيْثَمة بن عبد الرحمن، وسَلَمة بن صُهَيب، ومالك بن عامر، وعبد الله بن سَخبرة، وزِرُّ بن حُبَيش، وخَلاَّس بن عمرو، وعمرو بن ميمون الأوْدِي، وهمام بن الحارث، والحارث بن سُوَيد، ويزيد بن معاوية النخعي، والربيع بن خثيم، وعتبة بن فرقد، وصِلَة بن زُفَر، وشريك بن حنبل، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وعبيد بن نضلة. وهؤلاء أصحاب علي وابن مسعود.
      وأكابر التابعين كانوا يُفْتُونَ في الدين، ويستفتيهم الناسُ، وأكابرُ الصحابة حاضرون يُجَوِّزُون لهم ذلك، وأكثرهم أخذ عن عمر وعائشة وعلي، ولقي عمروُ بن ميمون الأودِيُّ مُعَاذَ بن جبل، وصَحِبه، وأخذ عنه، وأوصاه معاذ عند موته أن يَلْحَق بابن مسعود فبصحبه ويطلب العلم عنده، ففعل ذلك.
      ويضاف إلى هؤلاء أبو عُبَيدة وعبد الرحمن ابنا عبد الله بن مسعود، وعبدُ الرحمن بن أبي ليلىٰ، وأخذ عن مائة وعشرين من الصحابة، وميسرة، وزاذان، والضحاك.
      ثم بعدهم إبراهيم النَّخَعي، وعامر الشَّعْبي، وسعيد بن جُبَير، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وأبو بكر بن أبي موسىٰ، ومحارب بن دِثار، والحكم بن عتيبة، وجَبَلة بن سُحَيم وصحب ابن عمر.
      ثم بعدهم حماد بن أبي سليمان، وسليمان بن المُعْتَمِر، وسليمان، الأعمش، ومِسْعَر بن كِدَام.
      ثم بعدهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن شُبْرُمة، وسعيد بن أشوع،
      وشَرِيك القاضي، والقاسم بن مَعْن، وسفيان الثوري، وأبو حنيفة، والحسن بن صالح بن حي.
      ثم بعدهم حَفْص بن غِياث، ووَكيع بن الجَرَّاح، وأصحابُ أبي حنيفة كأبي يوسف القاضي، وزُفَر بن الهُذَيل، وحَمَّاد بن أبي حنيفة، والحسن بن زياد اللؤلؤي القاضي، ومحمد بن الحسن قاضي الرقَّة، وعافية القاضي، وأسد بن عمرو، ونوح بن دراج القاضي، وأصحابُ سفيان الثَّوْري كالأشْجَعي والمُعَافى ابن عمران، وصاحبي الحسن بن حي الزولي، ويحـيىٰ بن آدم.
      فصـل:
      فقهاء الشام
      وكان من المفتين بالشام أبو إدريس الخَوْلاني، وشَرَحبيل بن السِّمْط، وعبد الله بن أبي زكريا الخُزَاعي، وقَبيصة بن ذُؤَيب الخُزَاعي، وحبان بن أمية، وسليمان بن حبيب المُحَاربي، والحارث بن عُمَير الزبيدي، وخالد بن مَعْدان، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وجبير بن نفير.
      ثم كان بعدهم عبدُ الرحمن بن جبير بن نفير، ومكحول، وعمر بن عبد العزيز، ورجاء بن حَيْوة، وكان عبد الملك بن مروان يُعَدُّ في المُفْتِين قبل أن يلي ما ولي، وحدير بن كريب.
      ثم كان بعدهم يحـيىٰ بن حمزة القاضي، وأبو عامر عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وسليمان بن موسىٰ الأموي، وسعيد بن عبد العزيز، ثم مخلد بن الحسين، والوليد بن مسلم، والعباس بن يزيد صاحب الأوزاعي، وشعيب بن إسحاق صاحب أبي حنيفة، وأبو إسحاق الفَزَاري صاحب ابن المُبَارك.

      فصـل :
      فقهاء مصر
      في المُفْتِين من أهل مصر: يزيد بن أبي حبيب، وبكير بن عبد الله بن الأشَجِّ، وبعدهما عمرو بن الحارث ـ وقال ابن وهب: لو عاش لنا عمرو بن الحارث ما احتجنا معه إلى مالك ولا إلى غيره ـ والليث بن سَعْد، وعُبَيد الله بن أبي جعفر.
      وبعدهم أصحابُ مالك كعبد الله بن وَهْب، وعثمان بن كِنانة، وأشْهَب، وابن القاسم على غلبة تقليده لمالك إلا في الأقل، ثم أصحاب الشافعي كالمُزَني والبُويْطي وابن عبد الحكم، ثم غلب عليهم تقليدُ مالك وتقليد الشافعي، إلا قوماً قليلاً لهم اختيارات كمحمد بن علي بن يوسف، وأبي جعفر الطحاوي.

      فقهاء القيروان
      وكان بالْقَيْرَوَان سحْنُون بن سعيد، وله كثير من الاختيار، وسعيد بن محمد الحداد.

      فقهاء الأندلس
      وكان بالأندلس ممن له شيء من الاختيار يحـيىٰ بن يحـيىٰ، وعبد الملك بن حبيب، وَبَقِيُّ بن مَخْلد، وقاسم بن محمد صاحب الوثائق، تحفظ لهم فتاوٍ يسيرة، وكذلك مَسْلَمة بن عبد العزيز القاضي، ومُنْذِر بن سعيد، قال أبو محمد بن حَزْم: وممن أدركنا من أهل العلم على الصفة التي مَنْ بلغها استحقَّ الاعتدادَ به في الاختلاف مسعودُ بن سليمان، ويوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر.
      فصل :
      فقهاء اليمن
      وكان باليمن مُطَرِّف بن مازن قاضي صَنْعاء، وعبد الرزاق بن همام، وهشام بن يوسف، ومحمد بن ثور، وسماك بن الفضل.

      فصل :
      فقهاء بغداد
      وكان بمدينة السلام من المفتين خلق كثير، ولما بناها المنصور أقْدَمَ إليها من الأئمة والفقهاء والمحدِّثين بشَراً كثيراً، فكان من أعيان المفتين بها أبو عُبَيْد القاسمُ بن سَلاَّم، وكان جَبَلاً نفخ فيه الروح علماً وجَلاَلة ونبلاً وأدباً، وكان منهم أبو ثَوْر إبراهيم بن خالد الكلبي صاحب الشافعي وكان قد جالس الشافعي وأخذ عنه، وكان أحمد يُعَظِّمه ويقول: هو في سلاح الثوري.

      يتبع بإذن الباري.

      تعليق

      يعمل...
      X