بسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
( ............
وأُوصِيكُمْ بِـ :
تَـقْوَى الله ، ثُـمَّ :
مُراجَعةِ الدُّرُوسِ هذِه ،
وحِفْظِها ،
وإِتْقانِها ،
ومُذَاكرتِها فيما بَيْنَـكُمْ .
يعْني : وَقِّـفُوا كُلَّ الأَشْغالِ الَّتي تَشْغَلُـكمْ ، الَّتي علَى السَّاحةِ ، مِثْـلَ :
التِّـلْفازِ ،
ومِثْـلَ الجرائِـدِ ،
ومِثْـلَ كذَا ،
إِنْ أَردتُمْ أَنْ تكُونُوا عُلَماء فـأَقْـبِلُوا علَى العِلْمِ ..
[ المتدارك ]
مَنْ حَـازَ العِلْـمَ وذَاكَـرَهُ .......صَلَحَتْ دُنْـيَاهُ وآخِـرَتُـهْ
فَــأَدِمْ لِلْـعِـلْمِ مُـذَاكـرَةً .......فحَـيَاةُ العِـلْمِ مُذَاكَـرَتُـهْ
هذَا هُو حياتُه ، وإِذَا لَـمْ تكُنْ مُذَاكرةٌ مـاتَ الـعِـلْمُ ، مـاتَ الـعِـلْمُ ..
حُضُورٌ :
بِقَلْبٍ حاضِرٍ ،
بِشَخْصٍ حاضِرٍ ،
ولِذَلِكَ يقُولُ ابْنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما : ( كُـنَّا إِذَا سَمِعْنا رَجُلًا يقُولُ : " قالَ رسُولُ الله صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ " ابْـتَـدَرَتْهُ أَبْصَارُنا وأَصْغَيْنا إِلَيْه بِآذَانِـنَا ) .
هذَا يدُلُّنا علَى أَنَّ مَدْخلَ العِلْمِ مِنْ طَريقَـيْنِ :
مِنَ العَيْنِ ،
ومِنَ الأُذُنِ ،
الطَّالِبُ إِذَا كانَ حاضِرًا بِهاتَـيْنِ الجارِحَتَـيْنِ ، بِحَواسِّه جَمِـيـعِها يَفْهَمُ ويَفْـتَحُ اللهُ علَيْه .
وإِذَا كانَ هذَا في هذَا وهذَا في هذَا ! يكُونُ كما قالَ أَبُوعُبَـيْدةَ ـ كانَ لَهُ مُسْتَمْلٍ بَليدٌ اسْمُهُ كَيْسَان ـ : ( كَيْسانُ يَسْمَعُ غَيْرَ ما أَقُولُ ، ويقُولُ غَيْرَ ما يَسْمَعُ ، ويَكْـتُبُ غَيْرَ ما يَقُولُ ، ويَقْرأُ غَيْرَ ما يَكْـتُبُ ، ويَحْفَظُ غَيْرَ ما يَقْرَأُ ) !! .
كُلَّـهُ !
الشَّيْخُ يَقُولُ كذَا و ....... !
ولِذَلِكَ قالَ بَعْضُهُمْ بِهذَا المعْنَى :
[ الطَّويل ]
أَقُولُ لَه بَـكْرًا ويَسْمَعُ خالِـدًا .......ويَـكْتُـبُـهُ زَيْدًا ويَـقْرأُهُ عَمْرًوا
الشَّيْخُ يَقُولُ : ( بَـكْر ) يقُولُ : أَنا سَمِعْتُ ( خالِـد ) !
ثُمَّ عِندَ الكِتابـةِ غيرُ هذَا ؛ يَـكْتبُ ( زَيْـد ) !
ثُمَّ عندَ القِراءَةِ يَقْرأُها ( عَمْرًوا ) !
مُتَشَـتِّتٌ ، هذَا ما يَسْتَفيدُ ولا يَنْـتَـفِعُ ، الشَّرْطُ : الحضُورُ كلَّ الحضُورِ بِحذَافِـيرِه .
تَعْرِفُونَ الـهِرَّةَ ؟!
إِذَا أَرادَتْ أَنْ تَصِيدَ فأْرَةً رأَتْها يقِفُ كُلُّ شَعْرِها ، شَعْرُها يَنْـتَـفِشُ كذَا ، فإِذَا انْقَضَّتْ علَيْها وأمْسَكَتْ ههُنا كُـلُّهُ لانَ !
هكذَا يكُونُ الطَّالبُ ؛ بِجارِحتِه كُلِّها ؛ فهذَا هُو الَّذِي يَسْتَفيدُ .
ما فَهِمْتُ ! ما فَهْمْتُ ! ما فَهمْنا ! ما فَهِمْنا ! ...
هذِه كُلُّها ماذَا ؟ : .......
اللهُ سُبْحانَه وتَعالَى خَلَقَ لَكَ :
ذِهْنًا ،
ذَاكِرةً ،
وكذلِكَ سَمْعًا ،
وبَصَرًا ،
وما إِلَى ذلِكَ ..
فإِذَا أَنْتَ أَهْملْتَ ذلِكَ مَنْ يكْتَسِبُه لَكَ ؟!
أنتَ تُضَيِّعُ ، وأنتَ الَّذي تَسْتَـفيدُ !
فمَنْ أَقْـبَلَ بِكُلِّـيَّـتِه علَى العِلْمِ يَسْتَفيدُ ..
وهذِه وَصِيَّـتِي ..
بَعْضُ النَّاسِ ما يَفْتَحُ إِلَّا أَنْ تأتي السَّنةُ القادِمةُ ـ إِذَا أَحْيانَا اللهُ ـ ممكِنٌ أَنْ يفْتحَهُ عندَ ذلِكَ !!
الآنَ أَخذْتُمْ هذِه كُلَّها وماذَا ؟
تَحْفظُونَها ،
وتُـرَاجِعُونَها ،
وتُـذاكِـرُونَها ؛
وهكذَا يكُونُ خَـيْرًا كَـثِـيرًا ..
........ ) .
[ من خاتِمةِ شَرْحِ لاميَّـةِ الأفعالِ لابْنِ مالِكٍ رحمهُ اللهُ تعالَى ] ..
منقولة من شبكة سحاب
تعليق