الرد على دعوة طارق السويدان المسلمين القول بإباحة الردة عن دينهم لليهودية والنصرانية والمجوسية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا
وفي رواية يفتون بالرأي مما يدل على أن الرأي المخالف للنص مذموما شرعا وقول على الله بغير علم
فكيف إذا كان ذلك القول كفر محض وخروج عن شريعة الرب وكيف إذا كان دعوة إلىالإنحلال عن الدين الدين الحق الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام والخروج عنه بالكلية والردة إلى أي دين يختاره المسلم
سواءا كان دين المشركين الأولين عبدة اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى والذين نزل من القرآن آيات كثيرة في الرد عليهم نصرة للإسلام أو دين الملاحدة الذين ينكرون وجود الرب وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد أو دين اليهود الجاحدين للنبي الرسول محمد كبرا وحسدا وهو مكتوب عندهم في التوراة صفته ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم والقائلين إن الله فقير ونحن أغنياء وقولهم يد الله مغلولة وقدرد عليهم الله بقوله غلت أيديهم ولعنوا بماقالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء
أو النصارى اللذين تكاد السموات أن تنشق وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا فرد عليهم سبحانه بقوله بديع السموات والأرض أنا يكون له ولد ولم تكن له صاحبة
وهذا مادعى إليه طارق السويدان في برنامج وندوة في قناة الرسالة أخرج من رأسه ومن عفن كيسه فيها قولا عظيما لم يتكلم به أحد من أهل الإسلام قبله قولا هو الإلحاد بعينه والكفر الأكبر برأسه والشرك المخرج من الملة بذاته إقتفى فيه أثر اليهود بتحريف الكلم عن مواضعه إرضاءا للخلق دون الخالق
وهو قوله جائز للمسلم أن يبدل دينه إلى أي دين يختاره مستدلا تحريفا وتلبسا على أهل الإسلام
بقوله تعالى في سورة الكهف فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وقد أتي في الندوة بأناس ليس لهم في العلم شيئا منهم من صوت بالرفض ومنهم بالجواز ومنهم من فصل فإذا كان سرا جاز لاجتناب الفتنة وإذا كان يرتد جهرا فلا فإن ذلك فتنة دعوة إلى دين المنافقين الأولين الذين هم في الدرك الأسفل من نار رب العالمين
والرد على هذا الداعي للكفر الأكبر من أوجه :
الوجه الأول: أن التخير وهو قوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إذا جاء بعده وعيد دل على التهديد والنهي الأكيد فقد قال تعالى بعد ذلك إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها
وهذا يدل على أن من اختار الظلم الأكبر وهو الكفر على الإسلام أن النار التي تلك صفتها موعده وهذا كقول الوالد للولد إن شئت فاخرج خارج المنزل ليلا اولا تخرج لو خرجت لضربتك فهل يدل على جواز خروجه عند من كان عنده أدنى مسكة من عقل ولكنه الضلال والإضلال الذي دعى له الشيطان طارق السويدان ليقول هذا الكلام فاجابه فهو صاحب قلب ولسان شيطان في جثمان إنسان
و كما قال بعض السلف قاتل الله أهل الأهواء يذكرون الذي لهم ويدعون الذي عليهم
الوجه الثاني: أن الله قال ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعملهم في الدنيا والآخرة وألئك أصحاب النار هم فيها خالدون
فما ذا بعد الحق إلا الضلال وأي دليل على تحريم الردة وكفر من جحد وقوع من يرتد عن الإسلام إلى الكفر بعد هذا الذي انزله الله على عباده في سورة البقرة فاللهم أخز هذا الضال الرويبضة بما خالف كلامك وإرادته إخراج الناس من نور التوحيد والسنة إلى ظلمات الشرك والكفر والإلحاد والبدعة
الوجه الثالث: مارواه البخاري في صحيحه من طريق أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَرَّقَ قَوْمًا فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَلَقَتَلْتُهُمْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ
فأي عقوبة أعظم من القتل في الشرع وذلك جزاء من بدل دينه وكفر سواءا ألحد أو صار يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا أو عابد شيطان أو عابدا للأوثان وليس كما يقول المعاند طارق السويدان من أن من بدل دينه فله الحرية ولاضير عليه ولايقتل سود الله وجهه يوم تسود وجوه وتبيض وجوه
فأي حديث أوضح على تحريم الردة أوضح من هذا فمن جحد بعد ذلك فهو من الكافرين الضالين الملحدين في دين رب العالمين
الوجه الرابع: قول ذلك الفاجر الآخر في الندوة تلك المظلمة تجوز الردة سرا حتى لاتكون فتنة فهذه دعوة للنفاق الأكبر فقتله بلااستتابة كما خرج مالك وذهب إليه فقال كما في الموطأ
حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ غَيَّرَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ وَمَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا نُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ مَنْ غَيَّرَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ أَنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ الْإِسْلَامِ إِلَى غَيْرِهِ مِثْلُ الزَّنَادِقَةِ وَأَشْبَاهِهِمْ فَإِنَّ أُولَئِكَ إِذَا ظُهِرَ عَلَيْهِمْ قُتِلُوا وَلَمْ يُسْتَتَابُوا لِأَنَّهُ لَا تُعْرَفُ تَوْبَتُهُمْ وَأَنَّهُمْ كَانُوا يُسِرُّونَ الْكُفْرَ وَيُعْلِنُونَ الْإِسْلَامَ فَلَا أَرَى أَنْ يُسْتَتَابَ هَؤُلَاءِ وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ قَوْلُهُمْ وَأَمَّا مَنْ خَرَجَ مِنْ الْإِسْلَامِ إِلَى غَيْرِهِ وَأَظْهَرَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ وَذَلِكَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا كَانُوا عَلَى ذَلِكَ رَأَيْتُ أَنْ يُدْعَوْا إِلَى الْإِسْلَامِ وَيُسْتَتَابُوا فَإِنْ تَابُوا قُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَإِنْ لَمْ يَتُوبُوا قُتِلُوا وَلَمْ يَعْنِ بِذَلِكَ فِيمَا نُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ مَنْ خَرَجَ مِنْ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ وَلَا مِنْ النَّصْرَانِيَّةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ وَلَا مَنْ يُغَيِّرُ دِينَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ كُلِّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ فَمَنْ خَرَجَ مِنْ الْإِسْلَامِ إِلَى غَيْرِهِ وَأَظْهَرَ ذَلِكَ فَذَلِكَ الَّذِي عُنِيَ بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
شاركة سيئة
الوجه الخامس: مارواه الدارمي في مسنده أَعَنْ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ بِكُفْرٍ بَعْدَ إِيمَانٍ أَوْ بِزِنًى بَعْدَ إِحْصَانٍ أَوْ يَقْتُلُ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ فَيُقْتَلُ
فالكفر بعد الإيمان يحل الدم فكيف يكون حلال الدم مخير بين البقاء على الإسلام أو الردة عن دين الرحمن ولو أصبح عابد شيطان أو ساجدا للأوثان أفلايعقل السويدان أمرا واضحا بينا جليا أم أنه دسيسة يهودية أو رافضية لإخراج الناس عن دينهم الحق الذي جاء به محمد تزلف للناس من طريق قصص الأنبياء وحبهم ذلك ثم دس لهم السم في العسل ليقبل قوله فيموتوا كافرين والله المستعان
الوجه السادس: أن هذا فهم الصحابة وهو قتل المرتد وتحريم عمله بإجماع وقد قال تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتوله ونصله جهنم وساءت مصيرا
فقد شاق السويدان طريقة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وقال لابأس بالردة بعد الإسلام وخالف سبيل الصحابة الكرام
ولاأدل على تحريم الردة وكفر من اقترفها من قتال أبي بكر للمرتدين ووافقه الصحابة أجمعين ممن جحد الزكاة وقال لانؤديها إلا للنبي صلى الله عليه وسلم وقد مات ومارواه الإمام أحمد في مسنده من قتل علماء الصحابة أبو موسى ومعاذ للمرتد من طريق أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ قَدِمَ عَلَى أَبِي مُوسَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ فَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَالَ مَا هَذَا قَالَ رَجُلٌ كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ وَنَحْنُ نُرِيدُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ مُنْذُ قَالَ أَحْسَبُهُ شَهْرَيْنِ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَقْعُدُ حَتَّى تَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ فَقَالَ قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَنَّ مَنْ رَجَعَ عَنْ دَيْنِهِ فَاقْتُلُوهُ أَوْ قَالَ مَنْ بَدَّلَ دَيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ
فشاق السويدان الله و الرسول صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة والعلماء إلى عصرنا متفقون على كفر المرتد وتبويباتهم تترا في فصول معقودة في المطولات الفقهية والمختصرات في حكم المرتد وأنه يكفر ويقتل على خلاف في استتابته ولكنه قضى بغير قضاءه فقال لابأس بأن يرتد إلى أي دين ونسب ذلك كذبا وافتراءا على الله
قال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتوله ونصله جهنم وساءت مصيرا
الوجه السابع: قول السويدان كذبا وافتراء بلاعلم لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم المرتد في عصره كذب على النبي صلى الله عليه وسلم فقد أهدر دم من ارتد وهو والأمر بقتله واحد وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليلج النار كما في صحيح البخاري
فقد خرج أبوداود في سننه عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ قَالَ فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ فَقَامَ الْأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ
الوجه الثامن: لايحل أصلالمثل طارق السويدان الرويبضة القصاص الفيزيائي الجهول أن يتكلم في العلم وأمور العامة أو يؤخذ عنه فلايعرف له عالم تلقى عنه أو أحد من أهل العلم أثنى على علمه وكما قال الإمام أحمد إسحاق بن أبي فروة ليس بأهل أن يؤخذ عنه العلم فكيف لوصادف الإمام أحمد مثل السويدان هذا القصاص الظالم لنفسه والذي قال كما في محاضرة له في الكويت في تقريب الرافضة مع السنة وأنت ياشيعي تبسم في وجه السني وإذا أردت أن تسب أبو هريرة فسبه في بيتك وليس أمام أهل السنة وقد قال الإمام أحمد الرافضي من سب واحد من الصحابة وهذا السويدلن قد أقر سب راوية الحديث أبي هريرة والذي حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسة آلاف حديثا يرويها كما في مسند بقي بن مخلد وهو من المكثرين
قال الناظم
والمكثرون بحرهم وأنس عائشة وجابر مقدس
صاحب دوس (أبو هريرة ) وكذا ابن عمر ربي قني والمكثرين الضرر
قال أبو زرعة الذي يسب واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهو عندنا زنديق ذلك أن الكتاب حق والسنة حق فمن طعن في الصحابة فقد طعن في الإسلام
فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما خرج أحمد في مسنده عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ سُرَيْجٌ وَيَنْظُرُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ
والرويبضة الرجل التافه يتكلم في أمور العامة بغير علم كما فعل طارق السويدان
فرضي الله عن أبي هريرة وجزاه الله عن الإسلام خيرا وقد روى هذا الحديث ونحن نذكره انتصارا له وللسنة على السويدان الذي نال من عرضه بإقراره بسبه في المنزل للرافضة سرا لاعلانية مراعة لشعور السنيين
الوجه التاسع: يلزم من إباحة السويدان للمسلم أن يرتد إلى أي دين يختاره تكذيب الآيات التي جاءت في عاقبة الكافرين فالكافر لايوصف بالإسلام باتفاق فهو إما مسلم مرتد أو مشرك أو كافر أصلي وليس ثم كافر يدخل الجنة وهو يجحد دين الله ويشرك به ويتخذ وثنا إله لايبصر ولايسمع ويرجع إليه قولا
قال تعالى :إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لايخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون
وإلهكم إله واحد لاإله إلا هو الرحمن الرحيم
الوجه العاشر: لايجوز للمكلف أن يتفري الكذب على الله ولاعلى رسوله ثم ينسب القول لهما فإن عاقبة ذلك أن يفضح في الدنيا ويذل وفي الآخرة على رؤس الخلائق يذم ويكون وجهه يوم القيامة مسود يوم تسود وجوه وتبض وجوه
ومن الإفتراء على الله القول بإباحة الله سبحانه وتعالى للناس أن يرتدوا عن دينهم ويبدلوه تحريف لقوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وتركا لتمام الآية الناهية عن الكفر والمهددة من اقترفه وارتد (إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشارب وساءت مرتفقا)
قال تعالى ومن أظلم ممن افترى على الكذب ليضل الناس بغير علم
أي لاأحد أظلم منه
وأي ظلم أعظم من نسبة القول بإباحة الردة إلى الله بغير علم
قال تعالى ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجههم مسودة
روى مسلم في صحيحه عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ يُدْنَى الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ قَالَ فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيُنَادَى بِهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ
ولم يفرق بين من ارتد ومن كان كافرا أصليا
الوجه الحادي عشر: أن تصويتهم ثلاثة فرق في مسألة حكم الردة في الحلقة والندوة تلك المظلمة دليل واضح على جهل هؤلاء بدين الله إذ دين الله لايعرف بالتصويت فالأكثر أصواتا هو الأصوب بل أن الله تعالى قال إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيله
بل يعرف بالكتاب وصحيح السنة وماكان عليه سلف الأمة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
روى أبوداود في سننه عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْيِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلَاهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى ظَاهِرِ خُفَّيْهِ
فكيف إذا كان الرأي مخالف لصريح القرآن والسنة المانعة من الردة عن دين الله سبحانه وتعالى
__________________
[ ماهر بن ظافر القحطاني ]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
المصدر انقر هنا