رد سماحة العلامة/ أحمد النجمي على عائض القرني
قال الشيخ العلامة/ أحمد النجمى فى كتابه القيم "المورد العذب الزلال فيما انتفد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال" ص 32 ـــ 37 :
وقريباً من قول سلمان في التحريض على الخروج قول عائض القرني في قصيدة له بعنوان (دع الحواشي واخرج) نشرت في ديوانه المسمى ((بلحن الخلود)) :
ماذا نقول؟
أنعدد لك النصوص التي تجعل الصلاة والزكاة والصوم والحج أهم فرائض العبادات العملية بعد الإيمان، وأنت تعرفها؟ ألست ترى أن من حقك أن تقول: صدق الله ورسوله، وكذب شعري حين تقول:
صل ما شئت وصم فالدين لا **** يعرف العابد من صلى وصاما
ثانياً: إن الدين يعرف العابد من صلى وصاما ووحد واستقام، وليس كما قال شعر عائض القرني ـ رده الله إلى الحق رداً جميلاً وأعانه على نفسه وشيطانه.
ثالثاً: وبعد ذلك تأتي قاصمة الظهر وفاقرة الفواقر في البيت الثاني.
إذ جعلت المسلمين المصلين المزكين الصائمين العابدين لله على شريعة عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- جعلتهم قساوسة ورهباناً، حكمت عليهم بالنصرانية وأخرجتهم من الإسلام. أين ذهب عقلك؟ وكيف سلب لبك حين تقول:
فإن قلت: حصل مني هذا قديماً. أما الآن فلا أقول به.
وأقول: إذا كنت قلته قبل أن تكتمل بنيتك العلمية. فلم تركته يطبع ولم تركته ينشر؟!!
رابعاً: ألا ترى أن أسلوبك هذا أسلوب ثوري تكفيري استفزازي؟!
وهل ترى من المصلحة نشره أو وأده ودفنه؟!
وأقول: أما جوابك فهو معلوم من تصرفك ـ أي بنشر هذا الديوان على ما فيه من أخطاء فادحة ـ وإن سماحك بنشره تماد وإيغال في الخطأ.
خامساً: إن ولاة الأمر في بلدك مسلمون ولهم إصلاحات كثيرة، وفيهم خير كثير وأنت ممن يتمتع بهذا الخير ويرفل في أثواب عافيته. أفلا شكرت الله على ذلك؟
تذكر يا شيخ عائض أنت ومن معك على هذا المنهج وتخدعون الشباب بهذه الأساليب، أن الدولة ربتكم في مدارسها ومعاهدها وكلياتها وأنفقت عليكم الأموال الطائلة حتى وصلتم إلى ما وصلتم إليه، ثم تجزونها جزاء سنمار، وتعصون الله ورسوله بالاستفزاز لها والإثارة والتأليب والاغراء بالخروج عليها ومنازعة أصحابها ما خولهم الله، لقد خرجتم عما أمركم الله به في كتابه وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وخرجتم على إجماع أهل السنة والجماعة الذين تزعمون أنكم من أتباعهم وتفتخرون بالانتماء إليهم والحقيقة أنكم إنما تنتمون إلى المعتزلة والخوارج الذين يجيزون الخروج على ولاة عليهم بالسيف . . إن أمركم لعجيب، ووالله إنكم تربيتم في مدراس ومعاهد وجامعات مقرراتها على عقيدة أهل السنة والجماعة، فما الذي حولكم عن هذه العقيدة؟!
لا تظنوا أن الناس يجهلون الذي حولكم، إن الذي حولكم هو التنظيم الإرهابي السري الذي اشتركتم فيه وغُسلت أدمغتكم فيه، فكنتم كما كنتم، وإنا الله وإنا إليه راجعون.
سادساً: أنت في الأربعة الأبيات الباقية مما أوردته هنا تزهد في العلم الذي لا ينصهر في بوتقة الثورية التي رضيتم بها دينا بدلاً عن حنيفية إبراهيم ومحمد عليهما السلام فتقول:
وأقول: إنكم بذلك قد أعدتم بدعة الخوارج والمعتزلة، ولا تغضبوا على من قال: إنكم مبتدعة.
ثامناً: قد جعلت الفقه الإسلامي تعلمه وتعليمه (قتاماً) والقتام هو الشئ الذي يمنع الرؤية أو يمنع وضوحها كالغبار، وما أشبهه، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) ألا ترى أنك قصدت عكس الحقائق الشرعية في قصيدتك هذه؟ أعمتك الحزبية وأعمتك الثورية وانعكست الحقائق في بصيرتك، فإنا الله وإنا إليه راجعون.
تاسعاً: ثم تختم جولتك في نصرة الباطل ومحاربة الحق بقولك:
فهل من توبة صادقة ياعائض؟
هل من رجوع إلى الله يمحو به عنك سابق الأوزار؟
والله إني ناصح لك.
وأخيراً: لهذا أمثلة في كلام أصحاب هذا المنهج التكفيري الثوري في نظمهم ونثرهم، هدانا الله وإياهم وعفا عنا وعنهم، ووفق الجميع لاتباع سبيل الحق ومجانبة البدع وردهم إلى سبيله رداً جميلاً.
وإني لأعجب من أقوام يدافعون عنهم ويتعاطفون معهم وهم يعلمون بعض ما هم عليه، ولا أرى من يفعل ذلك إلا آثماً كإثم من يرى قوماً يزرعون ألغاماً في طريق قوم مسلمين ليودوا بحياتهم بغير حق، فسكت حتى ثار اللغم فيهم وأهلكهم.
إن السكوت عمن يبيت الشر للمسلمين ويريد الإيقاع بهم ما بين حين وآخر خيانة عظمى للمسلمين، وإن النصيحة للمسلمين في هذا البلد المسلم الطيب والنصيحة لأئمة المسلمين فيه من ولاة وعلماء أن ينبهوا على مواطن الشر قبل وقوعه، ولسنا نشك أنهم عندهم شئ من العلم عن بعض ما يبيته هؤلاء العققة، ولكنا نرى أن الواجب علينا أن نؤدي ما عندنا لتبرأ ذمتنا، وليتأكد الخبر بالخبر ويزداد قوة، والله من وراء القصد.
انتهى .
قال الشيخ العلامة/ أحمد النجمى فى كتابه القيم "المورد العذب الزلال فيما انتفد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال" ص 32 ـــ 37 :
وقريباً من قول سلمان في التحريض على الخروج قول عائض القرني في قصيدة له بعنوان (دع الحواشي واخرج) نشرت في ديوانه المسمى ((بلحن الخلود)) :
صل ما شئت وصم فالدين لا *** يعرف العابد من صلى وصاما
أنت قسيس من الـــرهبان ما*** أنت من أحمد يكفــيك الملاما
تترك الســــــاحة للأوغاد ما*** بين قـزم مقرف يلوي الزماما
أو دعي فاجــــــــر أو قع في *** أمتى جـرحاً أبى ذاك الـــتآما
لاتخادعني بـــــزي الشيخ ما *** دامـــــت الدنيا بلاء وظلاما
أنت تأليفك للأمـــــوات ما*** أنت إلا مـدنف حب الكلاما
كل يوم تشرح المــــتن على *** مذهب التقليد قد زدت قتاما
والحواشي السود أشغلت بها*** حينما خفت من الباغي حساما
لا تقل شيخي كلاماً وانتظر *** عمر فتـوى مثلكم خمسين عاما
والسياسات حمـــــى محذورة*** لا تــدانيها فتلقــــــيك حطاما
ماذا نقول يا عائض؟ ماذا نقول؟ نقول نزوة شاعر ومبالغاته؟ يمكن هذا لو كان الشعر في أمور الدنيا. أما في أمور الدين. . فلا. أنت قسيس من الـــرهبان ما*** أنت من أحمد يكفــيك الملاما
تترك الســــــاحة للأوغاد ما*** بين قـزم مقرف يلوي الزماما
أو دعي فاجــــــــر أو قع في *** أمتى جـرحاً أبى ذاك الـــتآما
لاتخادعني بـــــزي الشيخ ما *** دامـــــت الدنيا بلاء وظلاما
أنت تأليفك للأمـــــوات ما*** أنت إلا مـدنف حب الكلاما
كل يوم تشرح المــــتن على *** مذهب التقليد قد زدت قتاما
والحواشي السود أشغلت بها*** حينما خفت من الباغي حساما
لا تقل شيخي كلاماً وانتظر *** عمر فتـوى مثلكم خمسين عاما
والسياسات حمـــــى محذورة*** لا تــدانيها فتلقــــــيك حطاما
ماذا نقول؟
أنعدد لك النصوص التي تجعل الصلاة والزكاة والصوم والحج أهم فرائض العبادات العملية بعد الإيمان، وأنت تعرفها؟ ألست ترى أن من حقك أن تقول: صدق الله ورسوله، وكذب شعري حين تقول:
صل ما شئت وصم فالدين لا **** يعرف العابد من صلى وصاما
ثانياً: إن الدين يعرف العابد من صلى وصاما ووحد واستقام، وليس كما قال شعر عائض القرني ـ رده الله إلى الحق رداً جميلاً وأعانه على نفسه وشيطانه.
ثالثاً: وبعد ذلك تأتي قاصمة الظهر وفاقرة الفواقر في البيت الثاني.
إذ جعلت المسلمين المصلين المزكين الصائمين العابدين لله على شريعة عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- جعلتهم قساوسة ورهباناً، حكمت عليهم بالنصرانية وأخرجتهم من الإسلام. أين ذهب عقلك؟ وكيف سلب لبك حين تقول:
أنت قسيس من الرهبان ما **** أنت من أحمد يكفيك الملاما
فبرأتهم من أحمد النبي المختار -صلوات ربي وسلامه عليه- وبرأته منهم، وأكدت تكفيرك للمسلمين بدون ما يوجب الكفر فارتديت جبة الخوارج الذين قال عنهم سيد ولد آدم -صلوات الله وسلامه علي-ه بأنهم: ((يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية)) وقال عنهم: ((كلاب النار)) أفترضى لنفسك هذه الصفات؟فإن قلت: حصل مني هذا قديماً. أما الآن فلا أقول به.
وأقول: إذا كنت قلته قبل أن تكتمل بنيتك العلمية. فلم تركته يطبع ولم تركته ينشر؟!!
رابعاً: ألا ترى أن أسلوبك هذا أسلوب ثوري تكفيري استفزازي؟!
وهل ترى من المصلحة نشره أو وأده ودفنه؟!
وأقول: أما جوابك فهو معلوم من تصرفك ـ أي بنشر هذا الديوان على ما فيه من أخطاء فادحة ـ وإن سماحك بنشره تماد وإيغال في الخطأ.
خامساً: إن ولاة الأمر في بلدك مسلمون ولهم إصلاحات كثيرة، وفيهم خير كثير وأنت ممن يتمتع بهذا الخير ويرفل في أثواب عافيته. أفلا شكرت الله على ذلك؟
تذكر يا شيخ عائض أنت ومن معك على هذا المنهج وتخدعون الشباب بهذه الأساليب، أن الدولة ربتكم في مدارسها ومعاهدها وكلياتها وأنفقت عليكم الأموال الطائلة حتى وصلتم إلى ما وصلتم إليه، ثم تجزونها جزاء سنمار، وتعصون الله ورسوله بالاستفزاز لها والإثارة والتأليب والاغراء بالخروج عليها ومنازعة أصحابها ما خولهم الله، لقد خرجتم عما أمركم الله به في كتابه وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وخرجتم على إجماع أهل السنة والجماعة الذين تزعمون أنكم من أتباعهم وتفتخرون بالانتماء إليهم والحقيقة أنكم إنما تنتمون إلى المعتزلة والخوارج الذين يجيزون الخروج على ولاة عليهم بالسيف . . إن أمركم لعجيب، ووالله إنكم تربيتم في مدراس ومعاهد وجامعات مقرراتها على عقيدة أهل السنة والجماعة، فما الذي حولكم عن هذه العقيدة؟!
لا تظنوا أن الناس يجهلون الذي حولكم، إن الذي حولكم هو التنظيم الإرهابي السري الذي اشتركتم فيه وغُسلت أدمغتكم فيه، فكنتم كما كنتم، وإنا الله وإنا إليه راجعون.
سادساً: أنت في الأربعة الأبيات الباقية مما أوردته هنا تزهد في العلم الذي لا ينصهر في بوتقة الثورية التي رضيتم بها دينا بدلاً عن حنيفية إبراهيم ومحمد عليهما السلام فتقول:
لاتخادعني بـــــزي الشيخ ما **** دامـــــت الدنيا بلاء وظلاما
أنت تأليفك للأمـــــوات ما **** أنت إلا مدنف حب الكلاما
سابعاً: جعلت معالجة التأليف هلاك، وفاعل ذلك مشرف على الهلاك، لأن كلمة (مدنف) إنما تقال لمن هو مشرف على الهلكة، يقال مريض مدنف. فأنت جعلت من يمارس التأليف والتعليم ويصرف جل أوقاته فيه ولا يشترك في ثوريتكم جعلته مشرفاً على الهلاك. أنت تأليفك للأمـــــوات ما **** أنت إلا مدنف حب الكلاما
وأقول: إنكم بذلك قد أعدتم بدعة الخوارج والمعتزلة، ولا تغضبوا على من قال: إنكم مبتدعة.
ثامناً: قد جعلت الفقه الإسلامي تعلمه وتعليمه (قتاماً) والقتام هو الشئ الذي يمنع الرؤية أو يمنع وضوحها كالغبار، وما أشبهه، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) ألا ترى أنك قصدت عكس الحقائق الشرعية في قصيدتك هذه؟ أعمتك الحزبية وأعمتك الثورية وانعكست الحقائق في بصيرتك، فإنا الله وإنا إليه راجعون.
تاسعاً: ثم تختم جولتك في نصرة الباطل ومحاربة الحق بقولك:
والحواشي السود أشغلت بها**** حينما خفت من الباغي حساما
ألا ترى أنك بهذا نصرت الباطل وخذلت الحق ؛ بل كنت في عداد من يصدون عن سبيل الله؟ فهل من توبة صادقة ياعائض؟
هل من رجوع إلى الله يمحو به عنك سابق الأوزار؟
والله إني ناصح لك.
وأخيراً: لهذا أمثلة في كلام أصحاب هذا المنهج التكفيري الثوري في نظمهم ونثرهم، هدانا الله وإياهم وعفا عنا وعنهم، ووفق الجميع لاتباع سبيل الحق ومجانبة البدع وردهم إلى سبيله رداً جميلاً.
وإني لأعجب من أقوام يدافعون عنهم ويتعاطفون معهم وهم يعلمون بعض ما هم عليه، ولا أرى من يفعل ذلك إلا آثماً كإثم من يرى قوماً يزرعون ألغاماً في طريق قوم مسلمين ليودوا بحياتهم بغير حق، فسكت حتى ثار اللغم فيهم وأهلكهم.
إن السكوت عمن يبيت الشر للمسلمين ويريد الإيقاع بهم ما بين حين وآخر خيانة عظمى للمسلمين، وإن النصيحة للمسلمين في هذا البلد المسلم الطيب والنصيحة لأئمة المسلمين فيه من ولاة وعلماء أن ينبهوا على مواطن الشر قبل وقوعه، ولسنا نشك أنهم عندهم شئ من العلم عن بعض ما يبيته هؤلاء العققة، ولكنا نرى أن الواجب علينا أن نؤدي ما عندنا لتبرأ ذمتنا، وليتأكد الخبر بالخبر ويزداد قوة، والله من وراء القصد.
انتهى .
تعليق