الحمد لله ناصر المؤمنين بالمؤمنين، وفاضح أهل الزيغ والمنافقين، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبين للمخالفين، وعلى آله وصحبه وأتباعه المجاهدين.
أما بعدُ:
فمازال هذا الضال المنحرف في انحدار وترد بل وسقوط، وكل مرة يخرج علينا بقول مخالف للكتاب والسنة ولما عليه سلفنا الصالح، وفي هذا الأيام يخرج لنا المنحرف محمود بن موسى من فيه - فض الله فاه - قولا آثما فاجرا، يقول: يغتفر للسياسي ما لا يغتفر لغيره.
قعد هذه القاعدة ولا أدري من أين أتي بها، أخرجت من رأسه أم أستوردها من أهل الضلال والزيغ.
وكأن هذه القاعدة لها علاقة بقاعدة الإخوان المعذرة والتعاون، وكأنه يقول نعذر السياسي ما لا نعذر غيره، وهذا تخصيص لقاعدة المعذرة.
قال هذه الكلمة الفاجرة وأقر وقرر هذه القاعدة الخاطئة عندما ناقشه أحد الإخوة الأفاضل في مقولة كافرة ذكرها أحد الساسة، قال هذا الكلمة عندما كان هذا الأخ يحثه على رد هذه المقولة الكافرة، حيث أنه عضو من أعضاء علماء ليبيا!!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه: ((العلم قول مصدق، أو نقل محقق، وما سوى هذين باطل مزوق)).
وقد جاءت الآثار عن الصحابة الكرام وعن التابعين الأخيار ومن تبعهم بإحسان، على إنكارهم المنكر على من صدر منه من السياسيين والسلاطين ومناصحتهم سرًا، منها:
أخرج الإمام مسلم رحمه الله في ((صحيحه)) عن أبي بكر رضي الله عنه قال: أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة فقال: قد ترك ما هنالك فقال: أبو سعيد رضي الله عنه أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)).
وأخرج الإمام مسلم رحمه الله في ((صحيحه)) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر فيبدأ بالصلاة فإذا صلى صلاته وسلم قام فأقبل على الناس وهم جلوس في مصلاهم فإن كان له حاجة ببعث ذكره للناس أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها وكان يقول تصدقوا تصدقوا تصدقوا وكان أكثر من يتصدق النساء ثم ينصرف.
فلم يزل كذلك حتى كان مروان بن الحكم فخرجت مخاصرًا مروان حتى أتينا المصلى فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن فإذا مروان ينازعني يده كأنه يجرني نحو المنبر وأنا أجره نحو الصلاة فلما رأيت ذلك منه قلت أين الابتداء بالصلاة فقال لا يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم قلت كلا والذي نفسي بيده لا تأتون بخير مما أعلم ثلاث مرار ثم انصرف.
أقول: فهذا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ينكر على رأس السياسيين مروان بن الحكم وهو في قمة الحكم مخاصرًا ناصحًا له سرًا على مخالفة السنة.
فهل قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يغتفر للسياسي ما لا يغتفر لغيره؟!! بل أنكر رضي الله عنه هذه المخالفة للسنة، فكيف إذا كان هذا المنكر كفرًا؟!
ثم جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله عن شقيق، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه، قال: قالوا له: ألا تدخل على هذا الرجل فتكلمه؟ قال: فقال: ألا ترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه، ما دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أنا أول من فتحه، ولا أقول لرجل، أن يكون علي أميرا: إنه خير الناس، بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها في النار كما يدور الحمار بالرحى، قال: فيجتمع أهل النار إليه فيقولون: يا فلان، أما كنت تأمرنا بالمعروف، وتنهانا عن المنكر؟ قال: فيقول: بلى، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه.
قولهم ألا تدخل على هذا الرجل فتكلمه يعنون الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
فهل قال أسامة بن زيد رضي الله عنه يغتفر للسياسي ما لا يغتفر لغيره؟!! أم كان أسامة رضي الله عنه ينصح سرًا؟
كما جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله عن سعيد بن جمهان قال: أتيت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه وهو محجوب البصر، فسلمت عليه، قال لي: من أنت؟ فقلت: أنا سعيد بن جمهان، قال: فما فعل والدك؟ قال: قلت: قتلته الأزارقة، قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنهم كلاب النار))، قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها ؟ قال: بل الخوارج كلها. قال: قلت: فإن السلطان يظلم الناس، ويفعل بهم، قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ، ثم قال: ويحك يا ابن جمهان عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع منك، فأته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك، وإلا فدعه، فإنك لست بأعلم منه. وجاءت هذه القصة مختصرة في السنة لابن أبي عاصم وقال الإمام الألباني رحمه في ((ظلال الجنة)): ( حسن ).
فهل قال عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يغتفر للسياسي ما لا يغتفر لغيره؟!! أم رأى رضي الله عنه أن يناصح السلطان؟
فهذه أقوال سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم، فمن سلفك يا مذموم ابن موسى يغتفر للسياسي ما لا يغتفر لغيره؟!
وأختم بقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام).
يعني إمام هدي وليس إمام ضلاله يا ابن موسى، هدانا الله وإياك للحق والطريق المستقيم.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 30 المحرم سنة 1436 هـ
الموافق لـ: 23 نوفمبر سنة 2014 ف
أما بعدُ:
فمازال هذا الضال المنحرف في انحدار وترد بل وسقوط، وكل مرة يخرج علينا بقول مخالف للكتاب والسنة ولما عليه سلفنا الصالح، وفي هذا الأيام يخرج لنا المنحرف محمود بن موسى من فيه - فض الله فاه - قولا آثما فاجرا، يقول: يغتفر للسياسي ما لا يغتفر لغيره.
قعد هذه القاعدة ولا أدري من أين أتي بها، أخرجت من رأسه أم أستوردها من أهل الضلال والزيغ.
وكأن هذه القاعدة لها علاقة بقاعدة الإخوان المعذرة والتعاون، وكأنه يقول نعذر السياسي ما لا نعذر غيره، وهذا تخصيص لقاعدة المعذرة.
قال هذه الكلمة الفاجرة وأقر وقرر هذه القاعدة الخاطئة عندما ناقشه أحد الإخوة الأفاضل في مقولة كافرة ذكرها أحد الساسة، قال هذا الكلمة عندما كان هذا الأخ يحثه على رد هذه المقولة الكافرة، حيث أنه عضو من أعضاء علماء ليبيا!!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه: ((العلم قول مصدق، أو نقل محقق، وما سوى هذين باطل مزوق)).
وقد جاءت الآثار عن الصحابة الكرام وعن التابعين الأخيار ومن تبعهم بإحسان، على إنكارهم المنكر على من صدر منه من السياسيين والسلاطين ومناصحتهم سرًا، منها:
أخرج الإمام مسلم رحمه الله في ((صحيحه)) عن أبي بكر رضي الله عنه قال: أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة فقال: قد ترك ما هنالك فقال: أبو سعيد رضي الله عنه أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)).
وأخرج الإمام مسلم رحمه الله في ((صحيحه)) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر فيبدأ بالصلاة فإذا صلى صلاته وسلم قام فأقبل على الناس وهم جلوس في مصلاهم فإن كان له حاجة ببعث ذكره للناس أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها وكان يقول تصدقوا تصدقوا تصدقوا وكان أكثر من يتصدق النساء ثم ينصرف.
فلم يزل كذلك حتى كان مروان بن الحكم فخرجت مخاصرًا مروان حتى أتينا المصلى فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن فإذا مروان ينازعني يده كأنه يجرني نحو المنبر وأنا أجره نحو الصلاة فلما رأيت ذلك منه قلت أين الابتداء بالصلاة فقال لا يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم قلت كلا والذي نفسي بيده لا تأتون بخير مما أعلم ثلاث مرار ثم انصرف.
أقول: فهذا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ينكر على رأس السياسيين مروان بن الحكم وهو في قمة الحكم مخاصرًا ناصحًا له سرًا على مخالفة السنة.
فهل قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يغتفر للسياسي ما لا يغتفر لغيره؟!! بل أنكر رضي الله عنه هذه المخالفة للسنة، فكيف إذا كان هذا المنكر كفرًا؟!
ثم جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله عن شقيق، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه، قال: قالوا له: ألا تدخل على هذا الرجل فتكلمه؟ قال: فقال: ألا ترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه، ما دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أنا أول من فتحه، ولا أقول لرجل، أن يكون علي أميرا: إنه خير الناس، بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها في النار كما يدور الحمار بالرحى، قال: فيجتمع أهل النار إليه فيقولون: يا فلان، أما كنت تأمرنا بالمعروف، وتنهانا عن المنكر؟ قال: فيقول: بلى، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه.
قولهم ألا تدخل على هذا الرجل فتكلمه يعنون الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
فهل قال أسامة بن زيد رضي الله عنه يغتفر للسياسي ما لا يغتفر لغيره؟!! أم كان أسامة رضي الله عنه ينصح سرًا؟
كما جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله عن سعيد بن جمهان قال: أتيت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه وهو محجوب البصر، فسلمت عليه، قال لي: من أنت؟ فقلت: أنا سعيد بن جمهان، قال: فما فعل والدك؟ قال: قلت: قتلته الأزارقة، قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنهم كلاب النار))، قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها ؟ قال: بل الخوارج كلها. قال: قلت: فإن السلطان يظلم الناس، ويفعل بهم، قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ، ثم قال: ويحك يا ابن جمهان عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع منك، فأته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك، وإلا فدعه، فإنك لست بأعلم منه. وجاءت هذه القصة مختصرة في السنة لابن أبي عاصم وقال الإمام الألباني رحمه في ((ظلال الجنة)): ( حسن ).
فهل قال عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يغتفر للسياسي ما لا يغتفر لغيره؟!! أم رأى رضي الله عنه أن يناصح السلطان؟
فهذه أقوال سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم، فمن سلفك يا مذموم ابن موسى يغتفر للسياسي ما لا يغتفر لغيره؟!
وأختم بقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام).
يعني إمام هدي وليس إمام ضلاله يا ابن موسى، هدانا الله وإياك للحق والطريق المستقيم.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 30 المحرم سنة 1436 هـ
الموافق لـ: 23 نوفمبر سنة 2014 ف