بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن ولاه ،،، أما بعد ،،،
....
....يكشف العلامة ابن الجوي – رحمه الله تعالى - في كتابه "تلبيس إبليس" عن تأريخ سيران داء الكلب –أعني : التصوف -[/b] ومراحل انحدار – بل مدارك انحطاط – بدعة التصوف – ولا بدّ - وتلاعب رؤوسه – بل شياطينه – به، واختلافهم فيه، وتحكم أهوائهم وغلبة شهواتهم وغلمة نزواتهم عليه، وحال الأتباع الضحايا الأسارى، وكيف أنهم يتلهون بهم، إذ تراهم- مستسلمين لهم- خزايا ([1]) خول- خدم –منقادين عمايه ([2]) يرجون نوالا .. نظرة .. نفحة . . مدد .
....
....شيوخهم : يتعرقونهم غداة، ويتمندلون بغيرهم رواحة .
....
....هذا .. بعد أن جردوهم من سلاح قوتهم – الدليل،وسلبوهم صفو عقولهم، وقتلوا فيهم كرامة الرجال، واغتصبوا عفة الأطهار([3])وأسالوا دماء الإباء الأبية، ودنسوا قلائد شيم الكرام العلية، ونزعوا تيجان عزّ المسلم بل العربي في الجاهلية، بعد أن مزقوا حلة الحياء النقية .
....
....الأمر الذي نكست منه أعلام الفحولة، وطأطأت له أنفة الأبطال، وانفرط عقد مفاخر العظام الكرام .
....
....ومن عظيم مكر([4]) رؤوسهم أنهم : استتبعوهم واستعبدوهم– صاغرين- راضين! وساقوهم– إلى مصارعهم- فرحين! وقادوهم- إلى حتفهم– مسرورين !!!
....
....وأولي الأحلام والنهى من ذا في عناء ولدد، وأمر- من شدته- شغلهم عن الصاحبة والولد، والخلو– الفارغ البال من الهموم- منهم في ذهول وإد – أمر منكر-الأمر الموجب لنصح العباد، ورد كل شارد إلى الرشاد، والتصدي لذا الفساد والإفساد .
....
....قال الإمام ابو الفرج ابن الجوزي– رحمه الله تعالى : " كانت النسبة في زمن رسول الله– صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- إلى الإيمان والإسلام : فيقال مسلم ومؤمن([5]) .
....
....ثم حدث اسم زاهد وعابد، ثم نشأ أقوام تعلقوا بالزهد والتعبد فتخلوا عن الدنيا وانقطعوا إلى العبادة واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها وأخلاقا تخلقوا بها ورأوا أن أول من انفرد به بخدمة الله سبحانه وتعالى عند بيته الحرام رجل يقال له صوفة واسمه الغوث بن مر فانتسبوا إليه لمشابهتهم إياه في الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى فسموا بالصوفية ...
....
نقد مسالك الصوفية :
....قال المصنف : وقد ذهب قوم إلى أن التصوف منسوب إلى أهل الصفة وإنما ذهبوا إلى هذا لأنهم رأوا أهل الصفة على ما ذكرنا من صفة صوفة في الإنقطاع إلى الله عز وجل وملازمة الفقر([6]) فإن أهل الصفة كانوا فقراء يقدمون على رسول الله – صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- وما لهم أهل ولا مال فبنيت لهم صفة في مسجد رسول الله – صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- وقيل أهل الصفة والحديث([7]) ...
....
....قال المصنف وهؤلاء القوم إنما قعدوا في المسجد ضرورة([8]) وإنما أكلوا من الصدقة ضرورة فلما فتح الله على المسلمين استغنوا عن تلك الحال وخرجوا
....
....ونسبة الصوفي إلى أهل الصفة غلط لأنه لو كان كذلك لقيل صفي
....
....وقد ذهب إلى أنه من الصوفانة وهي بقلة رعناء قصيرة فنسبوا إليها لاجتزائهم بنبات الصحراء وهذا أيضا غلط لأنه لو نسبوا اليها لقيل صوفاني
....
....وقال آخرون هو منسوب إلى صوفة القفا وهي الشعرات النابتة في مؤخره كأن الصوفي عطف به إلى الحق وصرفه عن الخلق
....
....وقال آخرون بل هو منسوب إلى الصوف([9]) وهذا يحتمل([10]) والصحيح الأول .
....
....وهذا الاسم ظهر للقوم قبل سنة مائتين ولما أظهره أوائلهم تكلموا فيه وعبروا عن صفته بعبارات كثيرة([11])وحاصلها
....
....أن التصوف عندهم : رياضة النفس ومجاهدة الطبع برده عن الأخلاق الرذيلة وحمله على الأخلاق الجميلة من الزهد والحلم والصبر والإخلاص والصدق إلى غير ذلك من الخصال الحسنة التي تكسب المدائح في الدنيا والثواب في الأخرى ...
....
______ [ الحاشية ] _____
....
([1]) قلت : كيف إن كان ذا لكلب؟!!! في" المواهب السرمدية" قال نقشبند : " صحبت الدرويش خليل، ثم أمرني بخدمة الحيوانات... حتى كنت إذا لاقاني في الطريق كلب وقفت، حتى يمر هو أولاً؛ لئلا أتقدم عليه!!!
....
....ثم بعد ذلك أمرني أن اشتغل بخدمة كلاب هذه الحضرة بالصدقوالخضوع ،وأطلب منهم الأمداد!!! وقال-أي شيخه" إنك ستصل إلى كلب تنال بخدمته سعادة عظيمة ، فاغتنمت نعمة هذه الخدمة لم آل جهداً بأدائها حسب إشارته ورغبة ببشارته، حتى وصلت مرة إلى كلب فحصل لي من لقائه أعظم حال، فوقفت بين يديه واستولى علي بكاء شديد، فاستلقى في الحال على ظهره ورفع قوائمه الأربع نحو السماء فسمعت له صوتاً حزيناً وتأوهاً وحنيناً، فرفعت يدي تواضعاً وانكساراً، وجعلت أقول آمين، حتى سكت وانقلب.
....
....ثم يذكر بعد ذلك أنه وجد كذلك حرباء، فخطر له أن يطلب الشفاعة منها، فرفع يديه، فاستلقت على ظهرها وتوجهت إلى السماء، وهو يقول آمين"" المواهب السرمدية"ص(118-119)و"الأنوار القدسية في مناقب النقشبندية"ص(130)انظر"النقشبندية"لعبد الرحمن دمشقية ص(25-26)
....
....أقول : مساكين حيارى، هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة .
....
([2]) مثال ذلك : المشيخة عند النقشبندية "ديكتاتورية" تحرم على المريد من الشراء والبيع والزواج والأخذ والعطاء إلا بإذنهم وتمنعه من الشورى والاعتراض والرأي، وتأمره بالخدمة وبذل الأموال، ويفتون له أن هذا من أفضل العمل الصالح…إنهم يرون أن المريد لا يمكنه التوجه إلى الله إلا بواسطتهم، فقد قال نقشبند : " فمن آداب الذكر: أن يكون المريد متوجهاً إلى شيخه يستمد منه، ويعتمد أنه لا يقدر أن يتوجه إلى الله تعالى إلا بواسطته"" النقشبندية " ص (8 بتصرف.
....
([3]) ألم يأتك نبأ افتراس ذاك البهم، وكيف نزا على أفراخه، قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل-رحمه اللهتعالى:"ولعل القارئ على ذكر مما نشرته الصحف عن إحدى الطرق الصوفية التي استباح شيخها لنفسه أعراض أتباعه رجالاً ونساء، مما يؤكد لهم أن كل طريقة صوفية إنما هي امتداد لفرقة سابقة ناهضت الإسلام ونابذت شرعته" حاشية"مصرع التصوف"ص(27)
....
([4]) أما عن استغاثة المكر من مكرهم، فها هي شهادة الجيلاني إذ : " يكشف الستار عن حقيقة ما يكمن وراء دعاوى الوجد والتخشع والتزهد والتصفية التي يدعيها المتصوفة فيقول لأحد تلاميذه:" يا بني، إذا نظرت في القوم الذين ادعوا التصوف اليوم وجدت أن أكثرهم من الزنادقة الحرورية والمبتدعة، ورأيتهم أكثر الناس جهلاً وحمقاً، وأشدهم مكراً وخديعة، وأعظمهم عجباً وتطاولاً، وأسوأهم ظناً بأهل الزهد والتقوى" "حالة أهل الحقيقة مع الله"ص(105) و"الكليات الأحمدية"ص(156) انظر" الرفاعية"ص(82)
....
([5]) وفي هذا قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل-رحمه الله تعالى : "سلوها لم انتبذت من المسلمين مكاناً قصياً تسمي فيه المدنسين برجسها "صوفيين" لا مسلمين، والاسمان متقابلان تقابل الظلام الجائر، والضوء الباهر!…
....
....سلوها لم تفتن الأغرار عن دين الحق، فتزعم لهم أن الإسلام شريعة وحقيقة، تعني بالشريعة ما أوحاه الله -تعالى - إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- وبالأخرى وساوس الأبالسة النافثين لبدع الصوفية سلوها وسلوها" " هذه هي الصوفية"ص(20)
....
([6]) "يرى الصوفية أن الجوع والسهر قربة إلى الله تعالى أعظم من العبادات المفروضة ووسيلة إلى الصفاء وطريقة لاستجلاب العلم الباطن وسبيل للوصول إلى حضرة الحق فالشلبي يكتحل بالملح حتى لا ينام""الطبقات"(1/89)
....
....وآخر: يجعل الجوع طريق المكاشفات فقال : فالجوع ينقص دم الفوائد فيبيض وفي بياضه نور ويذيب شحم الفوائد وفي ذوبانه رقته وفي رقته مفتاح المكاشفات""تلبيس إبليس"ص(210) وانظر"موازين الصوفية في ضوء الكتاب والسنة" ص(105) بتصرف
....
([7]) قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل- رحمه الله تعالى- مبيناً زيف دهواه التصوف اتباع الحديث، ومنبهاً كل مفتون بها، ناصحاً :
" لهؤلاء الذين خلبهم عشق الصوفية أقول : ما من كهان نحلة ضالة، أو أحبار دين زائف، إلا وناجوا معبودهم، ودعوه بما يخيل إليك من سحره أنه ضراعة نبوة في فجر الوحي، فهل نعدهم مسلمين بتلك النجاوى وهذه الأدعية؟!
....
....سلوهم قبل الفتنة : لمن هذه النجوى؟ ولمن تضرعون بهذا الدعاء ؟
....
....سلوهم عن صفات معبودهم وأسمائه الحسنى وعن شرعته التي كلفهم بها .
....
....وهناك حين يجيبونكم توقنون أنهم لا يناجون الله ولا يدعونه، وإنما يفعلون ذلك آلهة أخرى ابتدعوها؛ لتعبد من دون الله تعالى !
....
....ويذكرنا هؤلاء المسحورون بدعاوى الصوفية؛ إذ يفترون : " كلامنا هذا مقيد بالكتاب والسنة" وكذلك زعمت كل فرقة نجمت في الجماعة الإسلامية؛ لتجد لها أنصاراً وأعوانا من الأغرار الذين يخدعهم زيف القول الحلو عن رياء العمل المر! .
....
....قالتها الشيعة التي تؤله أئمتها، وقالتها المعطلة، وقالتها المجسمة، وتقولها القادينية والبهائية !
....
.... وقد نقلت لك عن النابلسي – وهو صوفي كبير- دعواه أن وحدة الوجود مستمدة من الكتاب والسنة !
....إنك لا تستطيع أن تمنع إنساناً من أن يدعي ما يشاء، ولكن الذي تستطيعه هو أن تبتلي دعواه، وتزنها بميزان الحق من الكتاب والسنة الصحيحة، وثمت تستطيع أن تحكم عليه عن بينة : بالصدق أو الكذب فيما ادعاه .
....
....وقد ابتليت معتقدات الصوفية وأربابها وآلهتها، فهل ترى لها أثارة من نسب إلى شرع أو عقل؟" "الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف"للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(214-215)
....
([8]) يقول الحسن البصري- رحمه الله تعالى : "… والله لقد رأيت أقواماً كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه ولقد رأيت أقواماً يمسي أحدهم ولا يجد عنده إلا قوته، فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني فيتصدق ببعضه، ولعله أجوع إليه ممن يتصدق به عليه" "سير أعلام النبلاء" لمؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي (4/585)
....
([9]) نجم الدين كبرى المتوفى 618 هـ - رجح كون كلمة التَصَوّف مشتقة من الصوف, وأضاف : " بأن أول من لبس الصوف آدم وحواء, لأنهما أول ما نزلا في الدنيا كانا عريانين, فنزل جبريل بالخروف فأخذا، منه الصوف, فغزلت حواء ونسجه آدم ولبساه, وكذلك موسى عليه السلام لبس الصوف, وأن يحيى وزكريا ونبينا محمدا صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أيضا كانوا يلبسون الصوف .
....
ونسبة الصوفي إلى الصوف, وإذا ألبس الصوف طلب من نفسه حقه, لأن الصوف مركب من الأحرف الثلاثة : الصاد والواو والفاء
....
فيطلب من الصاد : العبر، والصلابة، والصدق، والصلاة .
....ويطلب من الواو : الوفاء والوجد .
....وبالفاء : الفرج، والفرح" " آداب الصوفية" لنجم الدين كبرى ( فارسي ) ص 28 ط كتاب فرشي زوار هجري قمري إيران . نقلاً عن " التصوف المنشأ والمصادر" للشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى (ص36).
....
....فهذا هو الاختلاف الواقع في أصل لفظة التَصَوّف واشتقاقها, ولذلك اضطر الصوفي القديم علىّ الهجويري المتوفى سنة 465 هـ إلى أن يقول : "إن اشتقاق هذا الاسم لا يصح من مقتضى اللغة في أي معنى, لأن هذا الاسم أعظم من أن يكون له جنس ليشتق منه" كشف المحجوب للهجويري ترجمة عربية دكتورة أسعاد عبد الهادي قنديل ص(230) ط دار النهضة العربية بيروت 1980م. نقلاً عن "التصوف المنشأ والمصادر" ص(40).
....
....وبمثل ذلك قال القشيري في رسالته : " ليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية قياس ولا اشتقاق " الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري ج2 ص 550 دار الكتب الحديثة القاهرة . نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(40).
....
....ومن الطرائفأن نجم الدين كبرى هذا زاد على الآخرين حيث بين ألوان الصوف الذي يلبسه الصوفية على اختلاف أوصافهم وأحوالهم فقال : " إن الذي قهر نفسه وقتلها بسيف المجاهدة والمكابدة, وجلس في مآتم النفس, عليه أن يلبس الصوف الأسود
....
....وإن كان تائبا عن المخالفات وغسل ملبوس عمره بصابون الإنابة والرياضة، ونقى صحيفة قلبه عن ذكر الغير فعليه الصوف الأبيض .
....
....وإن كان من الذين اجتازوا العالم السفلي, ووصل العالم العلوي بهمته فعليه أن يلبس الصوف الأزرق , لأنه لون السماء" "آداب الصوفية" نقلاً عن "التصوف المنشأ والمصادر" ص(36) .
....
([10]) ولذلك خالف علماء الأمة وفقهاؤها لبسه .
....وأما التزام الصوفية لبس الصوف لكونه شعارا وعلامة لهم فأيضا مأخوذ من رهبنة المسيحية لأنه كان زيهم الخاص بهم كما أقر بذلك الصوفي المشهور في طبقاته عن أبي العالية أنه كان :" يكره للرجل زي الرهبان من الصوف, ويقول : زينة المسلمين التجمل بلباسهم" "طبقات الشعراني"(1/35) نقلاً عن "التصوف المنشأ والمصادر" ص(90)وما بعدها
....
....ومثل ذلك نقل ابن عبد ربه في "العقد الفريد" عن حماد بن سلمة أنه قال لفرقد السنجي حينما رآه لابساً الصوف : " دع عنك هذه النصرانية ""العقد الفريد" لابن عبد ربه (3/37 ط. القاهرة (1293)هـ نقلاً عن "التصوف المنشأ والمصادر"ص(90)وما بعدها.
....
....وأورد ابن الجوزي مثل هذه الرواية بسنده حيث قال:" أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد, حدثنا حمد بن أحمد الحداد, حدثنا أبو نعيم الحافظ, حدثنا أبو حامد بن جبلة, حدثنا حمد بن إسحاق, حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث, حدثنا هارون بن معروف, عن ضمرة, قال : سمعت رجلا يقول : قدم حماد بن سلمة البصرة, فجاءه فرقد السنجي وعليه ثوب صوف فقال له حماد ضع عنك نصرانيتك هذه فلقد رأيتنا ننتظر إبراهيم – يعني النخعي – فيخرج علينا وعليه معصفرة ""تلبيس إبليس" لابن الجوزي المتوفى (596) هـ ص(219) ط. "دار الوعي المربى ببيروت" نقلاً عن "التصوف المنشأ والمصادر" ص(90)وما بعدها .
....
....وأورد أيضا رواية أخرى مسندة بطريق البخاري رحمة الله عليه قال:" أخبرنا محمد بن ناصر وعمر بن ظفر, قالا : حدثنا محمد بن الحسن الباقلاوي, حدثنا القاضي أبو العلاء الواسطي, حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد السازكي, حدثنا أبو الخير أحمد بن حمد البزار, حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري, حدثنا علي بن حجر, حدثنا صالح بن عمر الواسطي عن أبي خالد, قال : جاء عبد الكريم أبو أمية إلى أبي العالية وعليه ثياب صوف , فقال له أبو العالية : " إنما هذه ثياب الرهبان, إن المسلمين إذا تزوروا تجملوا " "تلبيس إبليس" ص(219-220) نقلاً عن "التصوف المنشأ والمصادر" ص(90) وما بعدها .
....
....ونقل الإمام ابن تيمية عن أبي الشيخ الأصبهاني عن إسناده أن ابن سيرين بلغه أن قوما يفضلون لباس الصوف فقال :" إن قوما يتخيرون الصوف يقولون إنهم متشبهون بعيسى بن مريم, وهدي نبينا أحب إلينا , وكان النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يلبس القطن وغيره "" الصوفية والفقراء" لشيخ الإسلام ابن تيمية ص(7) ط. "دار الفتح بالقاهرة" (1984)م ، نقلاً عن "التصوف المنشاء والمصادر" للشيخ إحسان إلهي ظهير ص(90)وما بعدها
....
....كما نقل ابن الجوزي عن أحمد بن أبي الجواري أنه قال : "قال لي سليمان بن أبي سليمان:" أي شيء أرادوا بلباس الصوف ؟
....قلت : التواضع .
....قال : ما يتكبر أحد إلا إذا لبس الصوف" .
....
....ونقل عن سفيان الثوري أنه قال لرجل عليه صوف : "لباسك هذا بدعة" .
....
....كما روى عن الحسن بن الربيع أنه قال:"سمعت عبد الله بن المبارك يقول لرجل رأى عليه صوفا مشهورا : أكره هذا , أكره هذا".
....
....وروي عن بشر بن الحارث أنه سئل عن لبس الصوف .
....فشق عليه , وتبين الكراهة في وجهه , ثم قال:"لبس الخز والمعصفر أحب إلي من لبس الصوف في الأمصار".
....
....وروي عن أبي سليمان الداراني أنه قال لرجل لبس الصوف:"إنك قد أظهرت آلة الزاهدين , فماذا أورثك هذا الصوف" .
....
....كما روي عن النضر بن شميل أنه قال لبعض الصوفية:"تبيع جبتك الصوف ؟
فقال : إذا باع الصياد شبكته بأي شيء يصطاد " انظر "تلبيس إبليس" لابن الجوزي ص (221-222) ، نقلاً عن "التصوف المنشأ والمصادر" للشيخ إحسان إلهي ظهير ص(90)وما بعدها.
....
([11]) ولا يقل اختلاف الصوفية في اختلاف تعْرِيفُ التَصَوّف عن اختلافهم في أصله واشتقاقه, بل ازدادوا تعارضا وتناقضا فيه كثيرا, ولقد ذكر صوفي فارسي قطب الدين أبو المظفر منصور بن أردشير السنجي المروزي المتوفى سنة 491 هـ أكثر من عشرين تعْرِيفُا . انظر "مناقب الصوفية" فارسي ص(31 وما بعد) باهتمام محمد تقي دانش بيوه وايرج أفشارط ط طهران1362هجري قمري. نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(43).
....
....وكذلك السراج الطوسي انظر "اللمع" للطوسي ص(45 وما بعد) نقلاً عن "التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(43).
....
....والكلاباذي انظر "التعرف لمذهب أهل التَصَوّف" ص(28 وما بعد) . نقلاً عن "التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(43) .
....
....والسهروردي انظر"عوارف المعارف" ص(53 وما بعد) نقلاً عن "التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(43) .
....
....وابن عجيبة الحسني انظر "إيقاظ الهمم" ص(4 وما بعد) نقلاً عن "التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(43).
....
....وأما القشيري فلقد ذكر في رسالته أكثر من خمسين تعْرِيفُا من الصوفية المتقدمين انظر "الرسالة القشيرية" (2/551) وما بعد . نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(43) .
....
....كما ذكر المستشرق نيكلسون ثمانية وسبعين تعْرِيفُا انظر "التَصَوّف الإسلامي وتاريخه" ترجمة عربية للدكتور أبي العلاء العفيفي ص(2 وما بعد ط القاهرة . نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(43) .
....
....وليس معنى ذلك أن هذا العدد هو الأخير في تعْرِيفُ التَصَوّف, بل ذكر السراج في لمعة أن تعْرِيفُاته تتجاوز مائة تعْرِيفُ."كتاب اللمع" للطوسي ص(47) نقلاً عن "التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(43).
....
....وقال السهر وردي :" وأقوال المشائخ في ماهية التَصَوّف تزيد على ألف قول " "عوارف المعارف" للسهروردي ص(57) أيضا "نشر المحاسن الغالية" لليافعي(2/343) نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(43) .
....
....وقال الحامدي :" الأقوال المأثورة في التَصَوّف قيل : أنها زهاء ألفين" "الإنسان والإسلام لمحمد طاهر الحامدي نقلا عن مقدمة التعرف لمذهب أهل التَصَوّف , لمحمود النواوي ص(11). نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" لص(43).
....
....ونختار من هذه التعْرِيفُات الكثيرة بعضها نموذجا للقراء والباحثين , فينقل السراج الطوسي أن الجنيد سئل عن التَصَوّف , فقال :" أن تكون مع الله تعالى بلا علاقه" .
....
....وقال سمنون في جواب سائل سأله : "أن لا تملك شيئا ولا يمكلك شيء" .
....
....وقيل لأبي الحسين أحمد بن محمد النوري : من الصوفي؟ فقال : "من سمع السماع وآثر بالأسباب" اللمع" للطوسي ص(47) وما بعد . نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(44).
....
....وينقل القشيري عن الجنيد أنه قال : " التَصَوّف عقدة لا صلح فيها".
....
....وأيضا : هم أهل بيت واحد لا يدخل فيه غيرهم .
....
....وعن أبي حمزة البغدادي أنه قال : علامة الصوفي الصادق أن يفتقر بعد الغنى , ويذل بعد العز , ويخفى بعد الشهرة .
....
....وعن الشبلي أنه قال : " التَصَوّف برقة محرقة" .
....
....وعنه أنه قال : "التَصَوّف هو العصمة عن رؤية الكون" "الرسالة القشيرية" (2/550) وما بعد، نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(44) .
....
....ونقل منصور بن أردشير عن الحسين بن منصور أنه قال في جواب من سأله عن الصوفي :"هو وحداني الذات لا يقبله أحد , ولا يقبل أحدا" "مناقب الصوفية" لمنصور بن أردشير ص(33) . نقلاً عن "التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(44).
....
....ونقل محمد بن إبراهيم النفزي الرندي عن أحد الصوفية :" أن الصوفي من كان دمه هدرا, وملكه مباحا " "غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية" للنفزي الرندي (1/203) بتحقيق الدكتور عبد الحليم محمود والدكتور محمد بن الشريف ط دار الكتب الحديثة القاهرة 1970م . نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(44) .
....
....وذكر السلمي عن أبي محمد المرتعش النيسابوري أنه سئل عن التَصَوّف , فقال الاشكال والتلبيس والكتمان .
....
....وذكر عن أبي الحسين النوري أنه قال :"التَصَوّف ترك كل حظ النفس" "طبقات السلمي" ص(3 نقلاً عن "التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(44) .
....
....ونقل الكلاباذي وعبد السلام الأسمر الفيتوري عن الجنيد أنه سئل عن التَصَوّف, فقال : تصفية القلب من موافقة البرية, ومفارقة الأخلاق الطبيعية, وإخماد الصفات البشرية, ومجانبة الدواعي النفسانية, ومنازلة الصفات الروحانية, والتعلق بالعلوم الحقيقية .
....
....وذكر عن سهل بن عبد الله التستري أنه سأله رجل : من أصحب من طوائف الناس؟ .
....فقال : عليك بالصوفية , فإنهم لا يستكثرون, ولا يستنكرون شيئا, ولكل فعل عندهم تأويل, فهم يعذرونك على كل حال .
....
....وعن يوسف بن الحسين أنه قال : "سألت ذا النون : من أصحب ؟ فقال : من لا يملك, ولا ينكر عليك حالا من أحوالك, ولا يتغير بتغيرك وإن كان عظيما, فانك أحوج ما تكون إليه أشد ما كنت تغيرا" "التعرف"للكلاباذي ص( 34,35) و"الوصية الكبرى"لعبد السلام الأسمر ص(37) ط مكتبة النجاح طرابلس ليبيا الطبعة الأولى 1396هـ نقلاً عن "التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(45)
....
....وذكر الهجويري أن الصوفي هو الفاني عن نفسه , والباقي بالحق قد تحرر من قبضة الطبائع , واتصل بحقيقة الحقائق .
....
....ونقل عن الجنيد أنه قال : التَصَوّف نعت أقيم العبد فيه , قيل : نعت للعبد أو نعت للحق؟.
....فقال : "نعت الحق حقيقة , ونعت العبد رسما" .
....
....وعن الشبلي أنه قال : " التَصَوّف شرك لأنه صيانة القلب عن الغير , ولا غير" انظر "كشف المحجوب" للهجويري ص(231 وما بعد) نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(45) .
....
....وذكر عبد الرحمن الجامي أن الصوفي هو الخارج عن النعوت والرسوم .
....
....ونقل عن أبي العباس النهاوندي أنه قال : " التَصَوّف بدايته الفقر" "نفحات الأنس للجامي" "فارسي" ص(12) نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(45).
....
....وذكر العطار عن أبي الحسن الخرقاني أنه قال :"أن التَصَوّف عبارة عن الجسم الميت والقلب المعدوم والروح المحرقة ".
....
....وأنه قال :"إن الخلق كله مخلوق, والصوفي غير مخلوق, لأنه معدوم , أو أن الصوفي من عالم الأمر , لا من عالم الخلق" "تذكرة الأولياء" للعطار ص(28 وما بعد ط باكستان, أيضا "أحوال وأقوال شيخ أبي الحسن الخرقاني" ( فارسي ) الطبعة الثالثة (1363) هجري قمري إيران . نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(46) .
....
....ونقل العطار أيضا عن الجنيد أنه قال :
...." الصوفي هو الذي سلم قلبه كقلب إبراهيم من حب الدنيا , وصار بمنزلة الحامل لأوامر الله , وتسليمه تسليم إسماعيل , وحزنه حزن داوود, وفقره فقر عيسى, وصبره صبر أيوب, وشوقه شوق موسى وقت المناجاه, وإخلاصه إخلاص محمد" "تذكرة الأولياء" لفريد الدين العطار( أردو ) تحت ذكر الجنيد ص(192) باكستان . نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(46).
....
....وقال الصوفي الهندي فريد الدين الملقب بكنج شكر :" إن التَصَوّف أن لا يبقى في ملكك شيء , ولا يبقى وجودك في مكان" .
....
....وقال : "إن أهل التَصَوّف يقيمون صلواتهم على العرش يوميا" .
....
....وقال : "إن الصوفي من لا يخفى على قلبه شيء" "أسرار الأولياء" ص(128,129) ط باكستان . نقلاً عن " التَصَوّف المنشأ والمصادر" ص(46).
....
....فهذه هي تعْرِيفُات التَصَوّف والصوفية لدى أعلام الصوفية وأقطابهم أنفسهم, ونقلناهم من كتبهم, تضاربت فيها أراء القوم, وتعارضت فيها أقوالهم, لا جمع بينهما ولا وفاق
....
....رغم ما ادعاه بعض المتأخرين, وحاولوا التوفيق ولكن دونه خرط القتاد, لأن كل تعْرِيفُ مستقل عن التعْرِيفُ الآخر, وحتى التعْرِيفُات العديدة التي صدرت عن شخص واحد تباعد بعضها عن بعض كل البعد وهذا التباعد ظاهر جليّ لكل من نظر فيها وقرأها تأمل وتدبر, وتحقق وتعمق .
تعليق