أليس فينا رجل رشيد يوقف ( نبيل العوضي ) عند حده بعد مهزلته ودعوته هذه ؟!!!
( 1 )
قال " نبيل العوضي " في مقالته المعنونة تحت اسم : ( فستذكرون ما أقول لكم !! ) .. .. والمنشورة في جريدة " الوطن " الكويتية .. .. الأحد 8 / 3 / 1429 هـ ـ 16 / 3 / 2008
( كتبت مقالا قبل فترة وجيزة عنوانه " البلد على صفيح ساخن " فاستغرب البعض مني هذا التشاؤم ، فأجبته أن هذا هو واقعنا وليس الأمر مجرد تشاؤم ! واليوم أقول أن الصفيح يزداد سخونة وبتنا نعيش أزمة لا ندري كيف الخروج منها !!
المساجلة الطائفية التي انتشرت في الجرائد والفضائيات وعلى مواقع الانترنت والهواتف النقالة تنذر بعواقب وخيمة ، ومن ينفخ ليشعل هذه النار فإنه لا يريد أي خير لهذا البلد ، والنار إذا أضرمت ستحرق أولا مشعلها ثم لا تدع أخضر ولا يابسا .
الكل يعلم أن بداية أي معركة أو حرب هي حرب إعلامية وسجال كلامي بين طرفين يولد عداوة بينهما لا تطفؤها إلا نيران المعارك ، ومعظم النار من مستصغر الشرر ، وهؤلاء الذين يصبون الزيت على النار ، ويؤججون الفتن بأصواتهم وأقلامهم ، لابد أن يوقفوا عند حدودهم ، فإن جحيم أي حرب طائفية لا تبقي ولا تذر ، وضحايا أي حرب أهلية هم الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز ... قبل غيرهم !!
السُنة والشيعة ... الشيعة والسُنة ... عاشوا على هذه الأرض مئات السنين، حزنهم سواء ... فرحهم سواء ... نسمع كثيرا من الشيعة من يقول ... جاورني سني وشيعي ... فكان جوار السني أحب إليّ ... ونسمع كثيرا من السُُنة من يقول ... جاورني شيعي وسُني ... فكان جوار الشيعي أحب إليّ ... فهل سننسى هذا الماضي وهذا الحاضر ؟! .
أبناؤنا في المدارس يتصادقون ، ويلعبون ، ويترافقون ، السُنة مع الشيعة ... والشيعة مع السُنة ، لم نسمع يوما انهم تقاطعوا أو تدابروا بسبب مذاهبهم ، فمن ذا الذي يحاول تعكير صفوهم وودادهم ؟! ومن الذي يزرع الحقد في قلوبهم ؟! ... ألم يجلس " عمر " بجنب " علي " ويمسك هذا بيد هذا ويلعب هذا مع هذا ؟! ...
أليست " فاطمة " صديقة لـ " عائشة " تساعدها وتلاعبها وتذاكر معها ؟! ... فمن الذي يريد تدمير هذا الحلم ؟!
كم تعودنا أن نرى الشيعة في أفراح السُنة ، والسُنة يباركون للشيعة أفراحهم ، إذا مات سُني أسرع الشيعة لتعزية أهله ، وإذا مات شيعي أسرع السُنة لتعزية أهله ، فالكل يفرح لفرح الآخر ويحزن لحزنه ، فهل سنسمح لمن يحاول أن يجعل كل طائفة تفرح لحزن الاخر وتحزن لفرحه ؟!
أنا لا أزعم انه لا يوجد خلاف بين المذهبين، بل الخلاف موجود في الفروع والأصول ولكن هذا الأمر يجب أن لا يتجاوز حده في السلوك والفكر ، بل لا بأس من الحوار والنقاش ، ولكن بآدابه وأصوله ، أما التراشق بالألفاظ واتهام النيات ، بل التحريض على الطرف الآخر فهو أمر لا يريد صاحبه أي خير لمجتمعه وبلده .
إن الأكثرية من السُنة والشيعة ، لا تريد ولا تفكر بأي صراع أو معركة ، ولكن المصيبة أن كل طائفة فيها متطرفون ، لا يرون جواز بقاء الاخر ـ ربما ـ على قيد الحياة ، وهذه القلة المتطرفة تعيش اليوم افضل مراحل تاريخها ، فالحرب الإعلامية ، وتوتر الأجواء ، والتراشق من هنا وهناك ، هذه الأجواء تبث الروح في " خفافيش الظلام " الذين سينتظرون أي فرصة لتحقيق غاياتهم .
إن أي شرارة يطلقها أي متطرف من أي فئة كفيلة بإشعال المعركة التي ستفقدنا الأمن وترجعنا إلى الوراء عشرات السنين ، وعن تأمل ما يحدث في العراق ولبنان وبالأمس القريب في البحرين علم قدر الخطر الذي نحذر منه .
قد يستغل هذه الأحداث أطراف خارجية لا أحب ذكر اسمها، ربما يكون من صالحها اشغال البلاد بمعارك تعصف بها ، وربما تغير من سير المعارك حولنا، وربما تؤجل بعض الخطط العسكرية الإقليمية ، وربما يكون لها أهداف أخرى ، فما الذي يضمن لنا عدم اختراق هذه الأطراف الخارجية لأمننا، والحال يعلمه كل بصير .
إن صوت العقل اليوم مسموع ، لكن إذا تكلمت القنابل ونطقت الرصاصات، وصاحت المتفجرات، فلن يسمع أحد أي صوت من أي عاقل ولو صاح بأعلى صوته !! فليستغل العقلاء حناجرهم اليوم لوأد أي فتنة تلوح بالأفق ، وليستخدم كل ذي سلطة سلطته لقطع دابر أي صاحب شر لا يريد بالبلاد خيرا ( وإذا فات الفوت ما ينفع الصوت ) .
لا بأس أن نختلف إسلاميين وليراليين ، سنة وشيعة ، حكومة وشعبا ، ولكن أحيانا يتجاوز الخلاف حدوده ، ويحتاج الجميع إلى استراحة لتصفو القلوب وتهدأ النفوس، فالسفينة تحمل الجميع، فلن يستطيع الإسلاميون إغراق الليبراليين وحدهم ولا الليبراليون إغراق الإسلاميين وحدهم ولا يستطيع السُنة إغراق الشيعة وحدهم ولا الشيعة إغراق السُنة وحدهم فإما أن تنجو السفينة بمن فيها وإما أن تغرق السفينة بمن فيها، فاتقوا الله في هذه السفينة التي تقلنا.هذه دعوة من القلب للجميع أن يكونوا سببا في تهدئة الأمور، وتصفية النفوس، وإزالة الضغائن، فالمصلحة العامة يجب أن تقدم على المصلحة الخاصة، والله الموفق لخير الأمور .
التعليق :
ولنا وقفات مع هذا المميع الجديد .. .. ..
ونقول وبالله التوفيق :
أولاً : إن أكبر المنى وأسمى الأمنيات أن نرى ( الرافضة ) في العالم وقد رجعوا إلى الحق المبين بعد أن يشمر دعاة التوحيد بنصحهم وإرشادهم وتبيين الحق لهم أنه لا نجاة للبشرية إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ، والذين ساروا على نهجه وطريقته من خيار الأمة الصحابة " رضوان الله عليهم " ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة .
ثانياً : ألم يقرأ .. .. ألم يسمع " نبيل العوضي " .. .. عن كتاب ( تبديد الظلام وتنبيه النيام ) للشيخ إبراهيم بن سليمان الجبهان ـ رحمه الله تعالى ـ .. .. .. قوله :
أن الصراع دائر على أشده بين ( الفاروق رضي الله عنه ويزدجرد )
منذ أن قال يزدجرد كلمته المشهورة في المؤتمر الذي عقده في نهاوند
( اشغلوا عمر بن الخطاب في بلاده وفي عقر داره )
والصراع دائر على أشده بين ( عمر رضي الله عنه ويزدجـرد )
وبين ( الإسلام والمجوســــــــية )
صراع مرير يقف في جانب منه " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه مؤيداً بقوى الخير والفضيلة ممثلة في الأمة الإسلامية الكريمة ، ويقف في الجانب الآخر منه " يزدجرد " تسانده قوى الشر والبغي والعدوان ممثلة في عملاء الماسونية ومن ورائهم اليهودية العالمية بكل ثقلها ودسائسها وحقدها على البشرية ، وعلى رسالات السماء .
لم أجد شيئاً يحز في نفسي ، ويثير فيها الشجون الكامنة مثل ما مرت به الأمة الإسلامية ، من حوادث ومآسي ، تعرضت لها عبر القرون الماضية ، منذ ذر قرن الفتنة في أواخر أيام عثمان رضي الله عنه وحتى الآن .
فقلد استهدف الإسلام ، والمسلمون طيلة أربعة عشر قرناً مضت . لأخبث فنون المكر والدس ، والتآمر ولحروب ضارية ، تضافرت على وضع مخططاتها ، كل قوى الشر ، والعدوان الآثمة . فمن حروب سافرة ، امتازت بوحشية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً ، إلى حروب مقنعة ، إلى تزوير للحقائق وتشويه للمبادئ ، إلى غير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره .
ولولا ما في الدين الإسلامي ، من قابلية للخلود ، ولولا ما في تعاليمه من مناعة ذاتية جبارة ، لذابت الأمة الإسلامية في خضم الشعوب ، ولكان الدين الإسلامي من إحدى أساطير التاريخ .
ولكن مشيئة الذي منّ علينا بنعمة الإسلام اقتضت أن تجعل من أساس هذا الدين نوراً لا تطفئه الأعاصير ، وقوة لا تنال منها المحن .
كما اقتضت رحمته تعالى بأن يدافع عن الذين آمنوا ،وأن يدفع عنهم كل غائلة ، تستأصل شأفتهم ، تحقيقاً لوعده الكريم في قوله تعالى : ( أن الله يدافع عن الذين آمنوا ) سورة الحج ، الآية 38 .
ومصداقاً لما ورد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله ( لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) .
بل لقد جعل الله كثيراً من المحن التي مرت على الإسلام والمسلمين نعماً ، أسقطت في تصفيتها الحسابية ، كثيراً من أدعياء الإسلام من خلال الحوادث ، وتركهم يهيمون في متاهات الضلالة ، بينما منحت الصادقين جائزة الخلود .
ولئن كان التطور الفكري في العصر الحاضر قد رافقه تطور في تصور الأشياء ، وتطور في إدراك الحقائق ، وتطور في نظرة الإنسان إلى أخيه الإنسان ......
فإن هذا التطور ( ويا للأســف ) قد عجز عن أن يجد له مكاناً في عقول زعماء الطائفة التي تنتحل التشيع ( لأهل البيت ) كذباً وزرواً ، أو أن تتسع له ضمائرهم ، بل على العكس من ذلك .
لقد أملت عليهم مصالحهم الشخصية والمصير المحتوم لكل مفاهيمهم ( اللا إنسانية )
أن يقوموا بمحاولة جديدة .. .. .. وان يخترعوا بدعة منكرة قوامها الدعوة إلى وحدة إسلامية مزيفة .. .. ..
وتقريب بين المذاهب الإســــــــــلامية .
ولا يخفى على ذوي البصر الناقد ما تنطوي عليه هذه المحاولة ، من خبث ودهاء إذ أن كل من لديه أدنى إلمام بالأسس التي قام عليها دين هذه الطائفة لا يسعه إلا أن يقف مشدوهاً من شدة العجب أمام هذه الخدعة المفضوحة ، والمحاولة التي لا يمكن أن تسوى بغيرها من المستحيلات وهكذا ( وبسحر الساحر ) تنقلب الذئاب الشرسة إلى أحمال وديعة والبقية تأتي .
لقد كانت هذه الدعوة التي حملوا لواءها محببة حقاً إلى كل نفس لو أنها كانت صادرة من أناس يعنون ما يقولون ، وبدوافع خالصة من كل شائبة .
ولكن الواقع يثبت ( ويا للأســــــــــف ) أن زعماء هذه الطائفة إنما حاولوا بهذه البدعة المنكرة أن ينقذوا مصالحهم الشخصية ، وما اكتسبوا باحتراف الدين ، من جاه ونفوذ ومال حرام .
وأن يستروا ولو إلى حين ما تكفلت بروتوكولات حكماء صهيون بهتكه من حقيقة التشيع وأهدافه.
وهم يريدون منا ( بكل صفاقة ) أن تتنازل لهم عن كل شيء مقابل لا شيء .
وهم مستعدون لأن يترضوا عنا من كل قلوبهم كما يترضون عن ( بابا شجاع الدين " أبو لؤلؤة الذي قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه " ) و ( ابن فضلون اليهودي ) و ( بولس سلامة ) إذا نحن وضعنا عقولنا تحت أقدامنا ورضينا بأن نكون رعاعاً تسمع لكل ناعق وتتبع كل مارق .
ومن المؤسف حقاً أن ينخدع بمثل هذه المهزلة رجال من ذوي المكانة العلمية في العالم الإسلامي ، فينزلقوا مع مجارف التقية ، وأوحالها ، ويقعوا في ورطة التجاوب مع الناعقين بحجة جمع الكلمة ، ووحدة الصف .
ولا أدري . أي كلمة تستطيع أن تجمع بين الحق والباطل ، وبين الهدى والضلال ، وبين من يدعون للوفاق ، ومن مردوا على النفاق .
ولو كان المستجيبون إليهم أناس جهلة لالتمسنا لهم العذر ولكنهم ( ويا للأسف ) ممن تصدروا للفتوى ونصبوا أنفسهم حماة للإسلام .
ومنهم من يحمل الشهادات العالمية ، ويحاول أن يوفق بين مصالحه الذاتية ، وبين واجباته كمسؤول ، فإذا اصطدم بالحقيقة المؤلمة قرر أن يكون كمن
( جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ) سورة نوح ، الآية 7
وكان للسياسة التي لا دين لها ولا ضمير أثر كبير في الترويج لهذه الحماقة .. ..
كما كان لها نفس الأثر من قبل ومن بعد في وقاية المبادئ الهدامة من كل ما يحد من خطرها ويمنع انتشارها ، إكراما لسواد عيون من أفتوا لهم :
( بأن الدين لله والوطن للجميع ) .
هذه القاعدة التي لوثت كل دساتير الحكم النافذة في البلاد الإسلامية والتي ورثناها من بين الرواسب ، والأوزار التي خلفتها العهود الاستعمارية القاتمة ، والتي وجد الشذوذ العقائدي ، والفكري في ظلها متنفساً لكي يتمدد ، وينتشر .
وأحب أن ألفت أنظار جميع المســــــــــــئولين في البلاد العربية " والإسلامية " ـ ( أهل السنة والجماعة ) إلى أن هذه الطائفة لا يمكن أن تضمر الولاء والإخلاص ، لأي نظام حكم تعيش في ظله ، بل أنها تتربص به الدوائر ، وتتحين الفرص للانقضاض عليه .
أملاً منها في أن تتمكن من السيطرة على جزء من البلاد الإسلامية تمهيداً للسيطرة عليها كلها .
ولتجعل من أحد الأصنام الذي تضع في يده مقاليد الأمور ( مهدياً ) يحقق لها خرافة الرجعة . إ . هـ
الرجعــة
الرجعة من أصول المذهب الشيعي ـ " الرافضي " ـ ، فمن رواياتهم ( ليس منا من لـم يؤمن بكرتنا ) ـ " انظر كتاب / من لا يحضره الفقيه : 3 / 291 ، لأبن بابويه القمي .. .. وســائل الشيعة : 7 / 438 ، للحر العاملي .. .. تفسير الصافي : 1 / 347 ، للفيض الكاشاني .. .. بحار الأنوار : 53 / 92 ، لمحمد باقر المجلسي .
وقال ابن بابويه في كتابه / الاعتقادات ، ص 90 : ( واعتقادنا في الرجعة أنها حق ) .
وقال المفيد في كتابه / أوائل المقالات في المذاهب المختارات ، ص 51 : ( واتقفت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات ) .
وقال الطبرسي والحر العاملي وغيرهما من ـ " أبالسة الرافضة " ـ : بأنها موضع ( إجماع الشيعة الإمامية ، وأنها من ضروريات مذهبهم ،) أنظر كتاب / مجمع البيان في تفســـير القرآن ، 5 / 252 ، للفضل بن الحسن الطبرسي .. .. وكتاب / الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة ، ص 33 ، للحر العاملي .. .. وكتاب / نور الثقلين ، 4 / 101 ، للحويزي .. .. وكتاب / بحار الأنوار ، 53 / 123 ، للمجلسي ( وقد ذكر المجلسي أنهم أجمعوا على القول بها في جميع الأعصار ) .
وأنهم ( مأمورون بالإقرار بالرجعة واعتقادها وتجديث الاعتراف بها في الأدعية والزيارات ويوم الجمعة وكل وقت كالإقرار بالتوحيد والنبوة والإمامة والقيامة ) انظر كتاب / الإيقاظ من الهجعة : ص 60 ، للحر العاملي .
ومعنى الرجعـة : الرجوع إلى الدنيا بعد الموت ، ويشير ابن الأثير : أن هذا مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم .
وقد ذهبت فرق شيعية كثيرة إلى القول برجوع أئمتهم إلى هذه الحياة ، ومنهم من يقر بموتهم ثم رجعتهم ، ومنهم من ينكر موتهم ويقول بأنهم غابوا وسيرجعون .. .. وكان أول من قال بالرجعة ابن سبأ ، إلا أنه قال بأنه غاب وسيرجع ولم يصدق بموته .
وكانت عقيدة الرجعة خاصة برجعة الإمام عند السبئية ، والكيسانية وغيرها ، ولكنها صارت عند الاثنى عشرية عامة للإمام وكثير من الناس . ويشير الألوسي إلى أن تحول مفهوم الرجعة عند الشيعة من رجعة الإمام فقط إلى ذلك المعنى العام كان في القرن الثالث .
أما المفهوم العام لمبدأ الرجعة عند الاثنى عشرية فهو يشمل ثلاثة أصناف :
الأول : الأئمة الاثنى عشر ، حيث يخرج المهدي من مخبئه ، ويرجع من غيبته ، وباقي الأئمة يحيون بعد موتهم ويرجعون لهذه الدنيا .
الثاني : ولاة المسلمين الذين اغتصبوا الخلافة ـ في نظرهم ـ من أصحابها الشرعيين ( الأئمة الاثنى عشر ) فيبعث خلفاء المسلمين وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان ... من قبورهم ويرجعون لهذه الدنيا ـ كما يحلم الشيعة ـ للاقتصاص منهم بأخذ الخلافة من أهلها فتجرى عليهم عمليات التعذيب والقتل والصلب .
الثالث : عامة الناس ، ويخص منهم : من محض الإيمان محضاً وهم الشيعة عموماً ، لأن الإيمان خاص بالشيعة ، كما تتفق على ذلك رواياتهم وأقوال شيوخهم .. .. ومن محض الكفر محضاً وهم كل الناس ما عدا المستضعفين .
المستضعفون : مصطلح عند الشيعة يرد في مصادرهم وعلى ألسنة شيوخهم القدامى والمعاصرين ، وهم كما يقول المجلسي : ضعفاء العقول من النساء العاجزات والبله وأمثالهم ، ومن لم يتم عليه الحجة ممن يموت في زمن الفترة ، أو كان في موضع لم يأت إليه خبر الحجة فهم المرجون لأمر الله ، إما يعذبهم وإما يتوب عليهم فيرجى لهم النجاة من النار . بحار الأنوار : 8 / 363 ، والاعتقادات للمجلسي ص 100 .
وقد ذكرت بعض رواياتهم أن الرجعة تبدأ بعد هدم الحجرة النبوية وإخراج الجسدين الطاهرين للخليفتين الراشدين ـ كما يحلم القوم ـ حيث جاء في أخبارهم أن منتظرهم يقول ( وأجيء إلى يثرب ، فأهدم الحجرة ، وأخرج من بها وهما طريان ، فآمر بهما تجاه البقيع وآمر بخشبتين يصلبان عليهما فتورقان من تحتهما ، فيفتتن الناس بهما أشد من الأولى ، فينادي منادي الفتنة من السماء يا سماء انبذي ، ويا أرض خذي فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن " أي إلا شيعي " ثم يكون بعد ذلك الكرة والرجعة ) . بحار الأنوار 53 / 104 ـ 105 .
والغرض من الرجعة هو انتقام الأئمة والشيعة من أعدائهم وهم سائر المسلمين من غير الشيعة ما عدا المستضعفين ، ولذلك فإن سيوف الشيعة تقطر دماً من كثرة القتل للمسلمين حتى قال أبو عبدالله : ( كأني بحمران بن أعين وميسر ابن عبدالعزيز يخبطان الناس بسيوفهما بين الصفا والمروة ) بحار الأنوار : 53 / 40 .
ولا شك بأن تحديد موضع القتل العام بالمسجد الحرام يدل دلالة أكيدة أن المقصود بالقتل هم المسلمون ، وأن هذا ما تحلم به الإمامية .. وهذا الخبر وأمثاله يعطينا ـ بغض النظر عن العنصر الخرافي فيه ـ صورة لتفكير تلك الزمر الشيعية التي وضعت تلك الروايات وأهدافها ومخططاتها ، فهي " إسقاطات " لرغبات مكبوتة ، ونوازع مقهورة لفرقة تتربص بالأمة الدوائر .
كما أن هذه الأخبار السرية ـ ( هذا وكانت عقيدة الرجعة سراً من أسرار المذهب الشيعي ، ولذلك قال أبو الحسين الخياط ـ أحد شيوخ المعتزلة ـ : بأنهم قد تواصوا بكتمانها وألا يذكروها في مجالسهم ولا في كتبهم إلا فيما قد أسروه من الكتب ، ولم يظهروه .
وقد وجدت في كتب الاثنى عشرية ما أشار إليه الخياط من التواصي بكتمان أمر الرجعة ، حيث روت بعض كتب الشــــيعة عن أبي جعفر قال : لا تقولوا الجبت والطاغوت ، ولا تقولوا الرجعة ، فإن قالوا لكم بأنكم قد كنتم تقولون ذلك فقولوا : أما اليوم فلا نقول . بحار الأنوار 53 / 39 . ) ـ قد توضح لنا بعض ما جرى في التاريخ من قيام القرامطة بقتل حجاج بيت الله داخل الحرم ، وأنها كانت تتخذ من مثل هذه الأخبار المنسوبة لآل البيت سنداً لها لدفع تلك العناصر التخريبية للقيام بدورها الدموي .
كما أنها تكشف لنا فحوى الأماني التي يعلنها شيعة هذا العصر ويصرحون فيها بتحرقهم وتلهفهم لفتح مكة والمدينة ، وكأنها بأيدي كفار .
نقلاً من كتاب / أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشــرية .. عرض ونقد .. تأليف الدكتور / ناصر بن عبدالله بن علي القفاري .. .. 2 / 911 ـ 916 . " مع تصرف يسير " .
( 1 )
قال " نبيل العوضي " في مقالته المعنونة تحت اسم : ( فستذكرون ما أقول لكم !! ) .. .. والمنشورة في جريدة " الوطن " الكويتية .. .. الأحد 8 / 3 / 1429 هـ ـ 16 / 3 / 2008
( كتبت مقالا قبل فترة وجيزة عنوانه " البلد على صفيح ساخن " فاستغرب البعض مني هذا التشاؤم ، فأجبته أن هذا هو واقعنا وليس الأمر مجرد تشاؤم ! واليوم أقول أن الصفيح يزداد سخونة وبتنا نعيش أزمة لا ندري كيف الخروج منها !!
المساجلة الطائفية التي انتشرت في الجرائد والفضائيات وعلى مواقع الانترنت والهواتف النقالة تنذر بعواقب وخيمة ، ومن ينفخ ليشعل هذه النار فإنه لا يريد أي خير لهذا البلد ، والنار إذا أضرمت ستحرق أولا مشعلها ثم لا تدع أخضر ولا يابسا .
الكل يعلم أن بداية أي معركة أو حرب هي حرب إعلامية وسجال كلامي بين طرفين يولد عداوة بينهما لا تطفؤها إلا نيران المعارك ، ومعظم النار من مستصغر الشرر ، وهؤلاء الذين يصبون الزيت على النار ، ويؤججون الفتن بأصواتهم وأقلامهم ، لابد أن يوقفوا عند حدودهم ، فإن جحيم أي حرب طائفية لا تبقي ولا تذر ، وضحايا أي حرب أهلية هم الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز ... قبل غيرهم !!
السُنة والشيعة ... الشيعة والسُنة ... عاشوا على هذه الأرض مئات السنين، حزنهم سواء ... فرحهم سواء ... نسمع كثيرا من الشيعة من يقول ... جاورني سني وشيعي ... فكان جوار السني أحب إليّ ... ونسمع كثيرا من السُُنة من يقول ... جاورني شيعي وسُني ... فكان جوار الشيعي أحب إليّ ... فهل سننسى هذا الماضي وهذا الحاضر ؟! .
أبناؤنا في المدارس يتصادقون ، ويلعبون ، ويترافقون ، السُنة مع الشيعة ... والشيعة مع السُنة ، لم نسمع يوما انهم تقاطعوا أو تدابروا بسبب مذاهبهم ، فمن ذا الذي يحاول تعكير صفوهم وودادهم ؟! ومن الذي يزرع الحقد في قلوبهم ؟! ... ألم يجلس " عمر " بجنب " علي " ويمسك هذا بيد هذا ويلعب هذا مع هذا ؟! ...
أليست " فاطمة " صديقة لـ " عائشة " تساعدها وتلاعبها وتذاكر معها ؟! ... فمن الذي يريد تدمير هذا الحلم ؟!
كم تعودنا أن نرى الشيعة في أفراح السُنة ، والسُنة يباركون للشيعة أفراحهم ، إذا مات سُني أسرع الشيعة لتعزية أهله ، وإذا مات شيعي أسرع السُنة لتعزية أهله ، فالكل يفرح لفرح الآخر ويحزن لحزنه ، فهل سنسمح لمن يحاول أن يجعل كل طائفة تفرح لحزن الاخر وتحزن لفرحه ؟!
أنا لا أزعم انه لا يوجد خلاف بين المذهبين، بل الخلاف موجود في الفروع والأصول ولكن هذا الأمر يجب أن لا يتجاوز حده في السلوك والفكر ، بل لا بأس من الحوار والنقاش ، ولكن بآدابه وأصوله ، أما التراشق بالألفاظ واتهام النيات ، بل التحريض على الطرف الآخر فهو أمر لا يريد صاحبه أي خير لمجتمعه وبلده .
إن الأكثرية من السُنة والشيعة ، لا تريد ولا تفكر بأي صراع أو معركة ، ولكن المصيبة أن كل طائفة فيها متطرفون ، لا يرون جواز بقاء الاخر ـ ربما ـ على قيد الحياة ، وهذه القلة المتطرفة تعيش اليوم افضل مراحل تاريخها ، فالحرب الإعلامية ، وتوتر الأجواء ، والتراشق من هنا وهناك ، هذه الأجواء تبث الروح في " خفافيش الظلام " الذين سينتظرون أي فرصة لتحقيق غاياتهم .
إن أي شرارة يطلقها أي متطرف من أي فئة كفيلة بإشعال المعركة التي ستفقدنا الأمن وترجعنا إلى الوراء عشرات السنين ، وعن تأمل ما يحدث في العراق ولبنان وبالأمس القريب في البحرين علم قدر الخطر الذي نحذر منه .
قد يستغل هذه الأحداث أطراف خارجية لا أحب ذكر اسمها، ربما يكون من صالحها اشغال البلاد بمعارك تعصف بها ، وربما تغير من سير المعارك حولنا، وربما تؤجل بعض الخطط العسكرية الإقليمية ، وربما يكون لها أهداف أخرى ، فما الذي يضمن لنا عدم اختراق هذه الأطراف الخارجية لأمننا، والحال يعلمه كل بصير .
إن صوت العقل اليوم مسموع ، لكن إذا تكلمت القنابل ونطقت الرصاصات، وصاحت المتفجرات، فلن يسمع أحد أي صوت من أي عاقل ولو صاح بأعلى صوته !! فليستغل العقلاء حناجرهم اليوم لوأد أي فتنة تلوح بالأفق ، وليستخدم كل ذي سلطة سلطته لقطع دابر أي صاحب شر لا يريد بالبلاد خيرا ( وإذا فات الفوت ما ينفع الصوت ) .
لا بأس أن نختلف إسلاميين وليراليين ، سنة وشيعة ، حكومة وشعبا ، ولكن أحيانا يتجاوز الخلاف حدوده ، ويحتاج الجميع إلى استراحة لتصفو القلوب وتهدأ النفوس، فالسفينة تحمل الجميع، فلن يستطيع الإسلاميون إغراق الليبراليين وحدهم ولا الليبراليون إغراق الإسلاميين وحدهم ولا يستطيع السُنة إغراق الشيعة وحدهم ولا الشيعة إغراق السُنة وحدهم فإما أن تنجو السفينة بمن فيها وإما أن تغرق السفينة بمن فيها، فاتقوا الله في هذه السفينة التي تقلنا.هذه دعوة من القلب للجميع أن يكونوا سببا في تهدئة الأمور، وتصفية النفوس، وإزالة الضغائن، فالمصلحة العامة يجب أن تقدم على المصلحة الخاصة، والله الموفق لخير الأمور .
التعليق :
ولنا وقفات مع هذا المميع الجديد .. .. ..
ونقول وبالله التوفيق :
أولاً : إن أكبر المنى وأسمى الأمنيات أن نرى ( الرافضة ) في العالم وقد رجعوا إلى الحق المبين بعد أن يشمر دعاة التوحيد بنصحهم وإرشادهم وتبيين الحق لهم أنه لا نجاة للبشرية إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ، والذين ساروا على نهجه وطريقته من خيار الأمة الصحابة " رضوان الله عليهم " ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة .
ثانياً : ألم يقرأ .. .. ألم يسمع " نبيل العوضي " .. .. عن كتاب ( تبديد الظلام وتنبيه النيام ) للشيخ إبراهيم بن سليمان الجبهان ـ رحمه الله تعالى ـ .. .. .. قوله :
أن الصراع دائر على أشده بين ( الفاروق رضي الله عنه ويزدجرد )
منذ أن قال يزدجرد كلمته المشهورة في المؤتمر الذي عقده في نهاوند
( اشغلوا عمر بن الخطاب في بلاده وفي عقر داره )
والصراع دائر على أشده بين ( عمر رضي الله عنه ويزدجـرد )
وبين ( الإسلام والمجوســــــــية )
صراع مرير يقف في جانب منه " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه مؤيداً بقوى الخير والفضيلة ممثلة في الأمة الإسلامية الكريمة ، ويقف في الجانب الآخر منه " يزدجرد " تسانده قوى الشر والبغي والعدوان ممثلة في عملاء الماسونية ومن ورائهم اليهودية العالمية بكل ثقلها ودسائسها وحقدها على البشرية ، وعلى رسالات السماء .
لم أجد شيئاً يحز في نفسي ، ويثير فيها الشجون الكامنة مثل ما مرت به الأمة الإسلامية ، من حوادث ومآسي ، تعرضت لها عبر القرون الماضية ، منذ ذر قرن الفتنة في أواخر أيام عثمان رضي الله عنه وحتى الآن .
فقلد استهدف الإسلام ، والمسلمون طيلة أربعة عشر قرناً مضت . لأخبث فنون المكر والدس ، والتآمر ولحروب ضارية ، تضافرت على وضع مخططاتها ، كل قوى الشر ، والعدوان الآثمة . فمن حروب سافرة ، امتازت بوحشية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً ، إلى حروب مقنعة ، إلى تزوير للحقائق وتشويه للمبادئ ، إلى غير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره .
ولولا ما في الدين الإسلامي ، من قابلية للخلود ، ولولا ما في تعاليمه من مناعة ذاتية جبارة ، لذابت الأمة الإسلامية في خضم الشعوب ، ولكان الدين الإسلامي من إحدى أساطير التاريخ .
ولكن مشيئة الذي منّ علينا بنعمة الإسلام اقتضت أن تجعل من أساس هذا الدين نوراً لا تطفئه الأعاصير ، وقوة لا تنال منها المحن .
كما اقتضت رحمته تعالى بأن يدافع عن الذين آمنوا ،وأن يدفع عنهم كل غائلة ، تستأصل شأفتهم ، تحقيقاً لوعده الكريم في قوله تعالى : ( أن الله يدافع عن الذين آمنوا ) سورة الحج ، الآية 38 .
ومصداقاً لما ورد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله ( لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) .
بل لقد جعل الله كثيراً من المحن التي مرت على الإسلام والمسلمين نعماً ، أسقطت في تصفيتها الحسابية ، كثيراً من أدعياء الإسلام من خلال الحوادث ، وتركهم يهيمون في متاهات الضلالة ، بينما منحت الصادقين جائزة الخلود .
ولئن كان التطور الفكري في العصر الحاضر قد رافقه تطور في تصور الأشياء ، وتطور في إدراك الحقائق ، وتطور في نظرة الإنسان إلى أخيه الإنسان ......
فإن هذا التطور ( ويا للأســف ) قد عجز عن أن يجد له مكاناً في عقول زعماء الطائفة التي تنتحل التشيع ( لأهل البيت ) كذباً وزرواً ، أو أن تتسع له ضمائرهم ، بل على العكس من ذلك .
لقد أملت عليهم مصالحهم الشخصية والمصير المحتوم لكل مفاهيمهم ( اللا إنسانية )
أن يقوموا بمحاولة جديدة .. .. .. وان يخترعوا بدعة منكرة قوامها الدعوة إلى وحدة إسلامية مزيفة .. .. ..
وتقريب بين المذاهب الإســــــــــلامية .
ولا يخفى على ذوي البصر الناقد ما تنطوي عليه هذه المحاولة ، من خبث ودهاء إذ أن كل من لديه أدنى إلمام بالأسس التي قام عليها دين هذه الطائفة لا يسعه إلا أن يقف مشدوهاً من شدة العجب أمام هذه الخدعة المفضوحة ، والمحاولة التي لا يمكن أن تسوى بغيرها من المستحيلات وهكذا ( وبسحر الساحر ) تنقلب الذئاب الشرسة إلى أحمال وديعة والبقية تأتي .
لقد كانت هذه الدعوة التي حملوا لواءها محببة حقاً إلى كل نفس لو أنها كانت صادرة من أناس يعنون ما يقولون ، وبدوافع خالصة من كل شائبة .
ولكن الواقع يثبت ( ويا للأســــــــــف ) أن زعماء هذه الطائفة إنما حاولوا بهذه البدعة المنكرة أن ينقذوا مصالحهم الشخصية ، وما اكتسبوا باحتراف الدين ، من جاه ونفوذ ومال حرام .
وأن يستروا ولو إلى حين ما تكفلت بروتوكولات حكماء صهيون بهتكه من حقيقة التشيع وأهدافه.
وهم يريدون منا ( بكل صفاقة ) أن تتنازل لهم عن كل شيء مقابل لا شيء .
وهم مستعدون لأن يترضوا عنا من كل قلوبهم كما يترضون عن ( بابا شجاع الدين " أبو لؤلؤة الذي قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه " ) و ( ابن فضلون اليهودي ) و ( بولس سلامة ) إذا نحن وضعنا عقولنا تحت أقدامنا ورضينا بأن نكون رعاعاً تسمع لكل ناعق وتتبع كل مارق .
ومن المؤسف حقاً أن ينخدع بمثل هذه المهزلة رجال من ذوي المكانة العلمية في العالم الإسلامي ، فينزلقوا مع مجارف التقية ، وأوحالها ، ويقعوا في ورطة التجاوب مع الناعقين بحجة جمع الكلمة ، ووحدة الصف .
ولا أدري . أي كلمة تستطيع أن تجمع بين الحق والباطل ، وبين الهدى والضلال ، وبين من يدعون للوفاق ، ومن مردوا على النفاق .
ولو كان المستجيبون إليهم أناس جهلة لالتمسنا لهم العذر ولكنهم ( ويا للأسف ) ممن تصدروا للفتوى ونصبوا أنفسهم حماة للإسلام .
ومنهم من يحمل الشهادات العالمية ، ويحاول أن يوفق بين مصالحه الذاتية ، وبين واجباته كمسؤول ، فإذا اصطدم بالحقيقة المؤلمة قرر أن يكون كمن
( جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ) سورة نوح ، الآية 7
وكان للسياسة التي لا دين لها ولا ضمير أثر كبير في الترويج لهذه الحماقة .. ..
كما كان لها نفس الأثر من قبل ومن بعد في وقاية المبادئ الهدامة من كل ما يحد من خطرها ويمنع انتشارها ، إكراما لسواد عيون من أفتوا لهم :
( بأن الدين لله والوطن للجميع ) .
هذه القاعدة التي لوثت كل دساتير الحكم النافذة في البلاد الإسلامية والتي ورثناها من بين الرواسب ، والأوزار التي خلفتها العهود الاستعمارية القاتمة ، والتي وجد الشذوذ العقائدي ، والفكري في ظلها متنفساً لكي يتمدد ، وينتشر .
وأحب أن ألفت أنظار جميع المســــــــــــئولين في البلاد العربية " والإسلامية " ـ ( أهل السنة والجماعة ) إلى أن هذه الطائفة لا يمكن أن تضمر الولاء والإخلاص ، لأي نظام حكم تعيش في ظله ، بل أنها تتربص به الدوائر ، وتتحين الفرص للانقضاض عليه .
أملاً منها في أن تتمكن من السيطرة على جزء من البلاد الإسلامية تمهيداً للسيطرة عليها كلها .
ولتجعل من أحد الأصنام الذي تضع في يده مقاليد الأمور ( مهدياً ) يحقق لها خرافة الرجعة . إ . هـ
الرجعــة
الرجعة من أصول المذهب الشيعي ـ " الرافضي " ـ ، فمن رواياتهم ( ليس منا من لـم يؤمن بكرتنا ) ـ " انظر كتاب / من لا يحضره الفقيه : 3 / 291 ، لأبن بابويه القمي .. .. وســائل الشيعة : 7 / 438 ، للحر العاملي .. .. تفسير الصافي : 1 / 347 ، للفيض الكاشاني .. .. بحار الأنوار : 53 / 92 ، لمحمد باقر المجلسي .
وقال ابن بابويه في كتابه / الاعتقادات ، ص 90 : ( واعتقادنا في الرجعة أنها حق ) .
وقال المفيد في كتابه / أوائل المقالات في المذاهب المختارات ، ص 51 : ( واتقفت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات ) .
وقال الطبرسي والحر العاملي وغيرهما من ـ " أبالسة الرافضة " ـ : بأنها موضع ( إجماع الشيعة الإمامية ، وأنها من ضروريات مذهبهم ،) أنظر كتاب / مجمع البيان في تفســـير القرآن ، 5 / 252 ، للفضل بن الحسن الطبرسي .. .. وكتاب / الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة ، ص 33 ، للحر العاملي .. .. وكتاب / نور الثقلين ، 4 / 101 ، للحويزي .. .. وكتاب / بحار الأنوار ، 53 / 123 ، للمجلسي ( وقد ذكر المجلسي أنهم أجمعوا على القول بها في جميع الأعصار ) .
وأنهم ( مأمورون بالإقرار بالرجعة واعتقادها وتجديث الاعتراف بها في الأدعية والزيارات ويوم الجمعة وكل وقت كالإقرار بالتوحيد والنبوة والإمامة والقيامة ) انظر كتاب / الإيقاظ من الهجعة : ص 60 ، للحر العاملي .
ومعنى الرجعـة : الرجوع إلى الدنيا بعد الموت ، ويشير ابن الأثير : أن هذا مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم .
وقد ذهبت فرق شيعية كثيرة إلى القول برجوع أئمتهم إلى هذه الحياة ، ومنهم من يقر بموتهم ثم رجعتهم ، ومنهم من ينكر موتهم ويقول بأنهم غابوا وسيرجعون .. .. وكان أول من قال بالرجعة ابن سبأ ، إلا أنه قال بأنه غاب وسيرجع ولم يصدق بموته .
وكانت عقيدة الرجعة خاصة برجعة الإمام عند السبئية ، والكيسانية وغيرها ، ولكنها صارت عند الاثنى عشرية عامة للإمام وكثير من الناس . ويشير الألوسي إلى أن تحول مفهوم الرجعة عند الشيعة من رجعة الإمام فقط إلى ذلك المعنى العام كان في القرن الثالث .
أما المفهوم العام لمبدأ الرجعة عند الاثنى عشرية فهو يشمل ثلاثة أصناف :
الأول : الأئمة الاثنى عشر ، حيث يخرج المهدي من مخبئه ، ويرجع من غيبته ، وباقي الأئمة يحيون بعد موتهم ويرجعون لهذه الدنيا .
الثاني : ولاة المسلمين الذين اغتصبوا الخلافة ـ في نظرهم ـ من أصحابها الشرعيين ( الأئمة الاثنى عشر ) فيبعث خلفاء المسلمين وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان ... من قبورهم ويرجعون لهذه الدنيا ـ كما يحلم الشيعة ـ للاقتصاص منهم بأخذ الخلافة من أهلها فتجرى عليهم عمليات التعذيب والقتل والصلب .
الثالث : عامة الناس ، ويخص منهم : من محض الإيمان محضاً وهم الشيعة عموماً ، لأن الإيمان خاص بالشيعة ، كما تتفق على ذلك رواياتهم وأقوال شيوخهم .. .. ومن محض الكفر محضاً وهم كل الناس ما عدا المستضعفين .
المستضعفون : مصطلح عند الشيعة يرد في مصادرهم وعلى ألسنة شيوخهم القدامى والمعاصرين ، وهم كما يقول المجلسي : ضعفاء العقول من النساء العاجزات والبله وأمثالهم ، ومن لم يتم عليه الحجة ممن يموت في زمن الفترة ، أو كان في موضع لم يأت إليه خبر الحجة فهم المرجون لأمر الله ، إما يعذبهم وإما يتوب عليهم فيرجى لهم النجاة من النار . بحار الأنوار : 8 / 363 ، والاعتقادات للمجلسي ص 100 .
وقد ذكرت بعض رواياتهم أن الرجعة تبدأ بعد هدم الحجرة النبوية وإخراج الجسدين الطاهرين للخليفتين الراشدين ـ كما يحلم القوم ـ حيث جاء في أخبارهم أن منتظرهم يقول ( وأجيء إلى يثرب ، فأهدم الحجرة ، وأخرج من بها وهما طريان ، فآمر بهما تجاه البقيع وآمر بخشبتين يصلبان عليهما فتورقان من تحتهما ، فيفتتن الناس بهما أشد من الأولى ، فينادي منادي الفتنة من السماء يا سماء انبذي ، ويا أرض خذي فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن " أي إلا شيعي " ثم يكون بعد ذلك الكرة والرجعة ) . بحار الأنوار 53 / 104 ـ 105 .
والغرض من الرجعة هو انتقام الأئمة والشيعة من أعدائهم وهم سائر المسلمين من غير الشيعة ما عدا المستضعفين ، ولذلك فإن سيوف الشيعة تقطر دماً من كثرة القتل للمسلمين حتى قال أبو عبدالله : ( كأني بحمران بن أعين وميسر ابن عبدالعزيز يخبطان الناس بسيوفهما بين الصفا والمروة ) بحار الأنوار : 53 / 40 .
ولا شك بأن تحديد موضع القتل العام بالمسجد الحرام يدل دلالة أكيدة أن المقصود بالقتل هم المسلمون ، وأن هذا ما تحلم به الإمامية .. وهذا الخبر وأمثاله يعطينا ـ بغض النظر عن العنصر الخرافي فيه ـ صورة لتفكير تلك الزمر الشيعية التي وضعت تلك الروايات وأهدافها ومخططاتها ، فهي " إسقاطات " لرغبات مكبوتة ، ونوازع مقهورة لفرقة تتربص بالأمة الدوائر .
كما أن هذه الأخبار السرية ـ ( هذا وكانت عقيدة الرجعة سراً من أسرار المذهب الشيعي ، ولذلك قال أبو الحسين الخياط ـ أحد شيوخ المعتزلة ـ : بأنهم قد تواصوا بكتمانها وألا يذكروها في مجالسهم ولا في كتبهم إلا فيما قد أسروه من الكتب ، ولم يظهروه .
وقد وجدت في كتب الاثنى عشرية ما أشار إليه الخياط من التواصي بكتمان أمر الرجعة ، حيث روت بعض كتب الشــــيعة عن أبي جعفر قال : لا تقولوا الجبت والطاغوت ، ولا تقولوا الرجعة ، فإن قالوا لكم بأنكم قد كنتم تقولون ذلك فقولوا : أما اليوم فلا نقول . بحار الأنوار 53 / 39 . ) ـ قد توضح لنا بعض ما جرى في التاريخ من قيام القرامطة بقتل حجاج بيت الله داخل الحرم ، وأنها كانت تتخذ من مثل هذه الأخبار المنسوبة لآل البيت سنداً لها لدفع تلك العناصر التخريبية للقيام بدورها الدموي .
كما أنها تكشف لنا فحوى الأماني التي يعلنها شيعة هذا العصر ويصرحون فيها بتحرقهم وتلهفهم لفتح مكة والمدينة ، وكأنها بأيدي كفار .
نقلاً من كتاب / أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشــرية .. عرض ونقد .. تأليف الدكتور / ناصر بن عبدالله بن علي القفاري .. .. 2 / 911 ـ 916 . " مع تصرف يسير " .
تعليق