تويت
تنبيه ذوي السماجة من استدلالهم بقاعدة تأخير البيان عن وقت الحاجة
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين
أما بعد:⚡⚡
فاعلم أيها السلفي الموفق لطاعة الله تعالى أن بعض من يعرف المنهج السلفي حق المعرفة قد يأتي على بعض قواعد العلماء فيستدل بها وينزلها على غير منزلها المقرر عند أهل العلم وما ذلك إلا ليوافق ما في قلبه من الانحراف والزيغ ومن هذه القواعد قاعدة عدم جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة وهي من قواعد أهل العلم المشهورة قد استدل بها المدافعون عن محمد الإمام صاحب معبر في اليمن.
⛅ووجه استدلالهم أنهم قالوا إن محمدا الامام بين أظهر السلفيين له أكثر من ثلاثين سنة وطيلة هذه المدة وهو يعد عندكم من أهل السنة ثم في مثل هذه الأيام تحكمون عليه بالبدعة ثم تقولون هو من زمان وهو عنده من الأمور ما ينكر عليه؟!! وأنتم ساكتون عليه ولا تبينون ما عند الرجل من ضلال وانحرف وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز لمَ فيه من التغرير بالأمة ووقوعها في المهلكات.
قلت: وهذه شبهة داحضة من وجوه:
1.الوجه الأول: اعلم أن الخطأ الذي يحصل في المسلمين لا يخلو من حالين:
الحالة الأولى: أن يصدر الخطأ من أهل الباطل ممن هو عدو لأهل السنة فهذا الباطل يرد على صاحبة مصحوبا بهتك عرض هذا المبتدع المنحرف ويشهر أمره بالرد عليه علانية.
الحالة الثانية: أن يصدر الباطل ممن هو معدود من أهل السنة فلا يجوز أن يطعن فيه مباشرة دون النصح له بنوع من الرفق والتلطف به ويصبر عليه حتى يصحح خطأه رحمة به وبمن تبعه. فإن كابر و عاند يرفع أمره إلى ذوي الاختصاص من أهل العلم وانتبه إلى كلمة ذوي الاختصاص فينظرون في أخطاء الرجل فيعاودون النصح حتى يرون أن الرجل لن يتوب فبعد الإياس من رجوعه ينظرون في هذه الأخطاء إن كانت مما لا تصل إلى التبديع حذروا من فتنته بحسبها دون إخراجه من السنة كما هو حال صالح البكري. وإن كانت أخطاؤه تصل إلى حد البدعة بدعوه وحكموا عليه بما هو أهله كحال أبي الحسن والحجوري.
2.الوجه الثاني: اعلم أيضا أن أهل الاختصاص من أرحم الناس بالخلق فإنهم ينصحون للمخطئ ويكررون النصح ويصبرون عليه فليسو هم كالخوارج وليسو هم كالحدادية الذين يهدمون الرجل فور وقوعه في الخطأ والزلل. وقد صبر شيخنا رحمه الله على بعض الناس سنوات طويلة وربما قال في بعضهم أخشى عليك الحزبية يا فلان ورفع الشيخ بها صوته. فهل يليق بعلماء السنة أن يسقطوا الرجل فورا دون نصح له أو توجيه.
.3الوجه الثالث: اعلم وفقك الله تعالى لمرضاته أن الرجل قد توجد عنده أخطاء وهي بلا شك لا تحدث عنده دفعة واحدة بل تتراكم الواحد بعد الواحد حتى تكثر وهل تتوقع أن تحصل عنده في يوم واحد أو حتى في سنة واحدة أو في عشر سنين بل بعض الناس قد تبقى عنده الأخطاء سنوات طويلة وهو في حيز النصح السري حتى تفوح رائحتها المنتنة فيعرف بعد ذلك بأنه صار جيفة خبيثة فيطلب دفنها وإخراجها من بين أظهر الأحياء. وقد كانت تحصل من محمد الامام نحو هذه الأمور فيغضب الشيخ رحمه الله وربما قال إذا لم يأتني محمد الإمام اليوم سأتكلم فيه وقد سمع هذه الكلمة من الشيخ رحمه الله جمع من إخواننا طلاب الشيخ.
4.الوجه الرابع: وهو محل النزاع ونقول إنا ننازع في صحة تنزيل هذه القاعدة في تصوركم فتنزيل القاعدة هنا ليس بصحيح ومن المعلوم عند أهل العلم والتحقيق أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز لكن تأخير البيان إلى وقت الحاجة جائز ويعلم كل من له اهتمام بالعلم الفرق بين الحالتين.
ووقت الحاجة جاء الآن كما قرر المحققون من أهل العلم كالعلامة ربيع والعلامة عبيد وأضرابهما فلم يحصل تأخير للبيان عن وقت الحاجة كما يزعم المتهوكون لأن النصح قد حصل طوال سنوات الماضية ونفد الصبر وخاف أهل العلم أن يحصل للأمة ضلال وانحراف إن تأخر البيان عن وقت الحاجة وهذا هنا وقت تنزيل القاعدة السالفة فتأمل هذا تنتفع والله تعالى أعلم.
كتبه أبو محمد صلاح كنتوش في ضحى يوم الجمعة ٣/ ربيع الثاني/١٤٣٦✏✏