⭕ مناهل الظمآن في ذكر مراحل الناصحين لابن مرعي عبد الرحمن ⭕
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد : فإن هذه الفتنة التي حمل رايتها، وأوقد شعلتها عبد الرحمن بن مرعي العدني، قد عرفها - ولله الحمد - كثير من الناس.
غير أن بعض إخواننا قد التبس عليه شيء من الأمور، وصار في حيرة واضطراب، حيث إنهم يقولون : إذا كانت هذه الأخطاء قديمة، فلماذا لم تردوا عليه في ذلك الوقت ؟ ومنهم من يقول : لماذا لم تصبروا، وتناصحوا عبد الرحمن مرعي، لعله يرجع ؟!!!
♦والجواب : اعلموا – وفقنا الله وإياكم – أن عبد الرحمن مرعي قد مشى معه الناصحون على مراحل:
1. المرحلة الأولى : مرحلة المناصحة السرية لأخطائه العقدية والمنهجية، فقد نصحته أنا بأمور منها، ونصحه إخوانكم - وهم كثيرون - منهم الشيخ عرفات المحمدي، والشيخ محمد بن غالب، والشيخ أبو الخطاب الليبي، والشيخ صلاح كنتوش، وأخونا الفاضل عبد الرحمن الجزائري، وغيرهم، بل ونصحه وشنع عليه بعض الإخوة الذين هم اليوم من المتعصبة له. ولكن دون نتيجة تذكر، والقاعدة التي يكررها لنا عبد الرحمن مرعي عند أن نناصحه هي : (انصحني ولا تُلزمني).
2. المرحلة الثانية : مناصحة بعض علمائنا لعبد الرحمن مرعي، منهم الشيخ ربيع، والشيخ عبيد الجابري، والشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي، وغيرهم.
3. المرحلة الثالثة : وضعُ الأمور للشيخ الوصابي، وذلك لما ذهبنا دعوة إلى الحديدة قبل ما يقارب السنة والنصف – أو أكثر - ، فذهب عبد الرحمن مرعي يتكلم على بعضنا – كما كلّمني عبد الرحمن مرعي بذلك - عند الشيخ الوصابي، فدخلتُ أنا والأخ صلاح كنتوش والأخ منير السعدي، على الشيخ الوصابي فوضعنا الأمور عليه، وقلنا له ليس الأمر كما قال لك عبد الرحمن مرعي. بل وأخبرنا بأنه قد ناصح عبد الرحمن ببعض هذه الأمور. ثم قال الشيخ الوصابي : اكتبوا لي هذه الأخطاء، وأنا سأنزل إلى عدن ونجلس معكم.
4. المرحلة الرابعة : وهي بعد رجوعنا من الحديدة، لما علم عبد الرحمن مرعي بأننا قد وضعنا الأمور للشيخ الوصابي. فأرسل عبد الرحمن إلي بعض الأخوة من أجل أن نناصحه. وممن أرسلهم إليّ أخونا الفاضل أكرم بن صالح عَرَب، فذهبتُ أنا وأكرم وأخونا هاني القشبري إلى عبد الرحمن مرعي، وذكرت له بعض الأخطاء. ووعد بأنه سوف يصحح هذه الأخطاء. فصحح البعض منها.
5. المرحلة الخامسة : رأيت عبد الرحمن مرعي أنه يريد أن يهدئ الأمور فقط، ولم أشعر منه الصدق في التصحيح. فاتصلتُ بأحد طلاب الشيخ الوصابي، وقلت له : أخبر الشيخ بأننا في انتظاره على حسب الوعد. فكان جواب الشيخ الوصابي لهذا الرسول : أخبر أبا العباس بأني قد حليت القضية بينهم !!!. بينما نحن لم نرَ شيئًا من هذا الحل !!!.
6. المرحلة السادسة : وهي مرحلة الهدوء، لأننا لا نريد أن نتقدّم العلماء بأي شيء. وفي هذا الوقت ظهر أمر الوثيقة الحوثية التي أقرها محمد الإمام، وبدأ الغرباء يتوافدون إلى الفيوش، بعد فتوى من الشيخ عبيد الجابري. ولكون عبد الرحمن مرعي تعصب لمحمد الإمام، بدأ يشدد على الأخوة الغرباء، والتي من ضمنها السعي في ترحيلهم، واتهامهم بالجهاد (القاعدة).
7. المرحلة السابعة : لما علم عبد الرحمن مرعي بأننا ذهبنا إلى المسؤولين من أجل أن نشفع لإخواننا الغرباء، بدأ عبد الرحمن يتخوف منا؛ لأننا قد وقفنا على حقائق مسألة ترحيل الغرباء. فشرع عبد الرحمن يرمينا بالتهم وهي أننا نتتبع أخطاءه، وما ذاك إلا ليدفن قضية الغرباء، فجاءنا الخمسة العقلاء من أجل الصلح، ومن النقاط التي كتبناها نحن - (الشيخ عباس الجونة، والشيخ أبو الخطاب، والشيخ صلاح كنتوش، وياسين العدني) - : أننا نتحاكم عند الشيخين : الشيخ ربيع، والشيخ الوصابي. ولما كانت الأمور الأمنية في الحديدة مخيفة، ولا يستطيع بعضنا الذهاب إلى الحديدة، بدأ عبد الرحمن يرمينا بتهمة أننا لا نقول في اليمن علماء، وبأننا نطعن فيهم. ولم يرضَ هو بالتحاكم إلى الشيخ ربيع، فقد اشترط علينا بأننا إذا أردنا أن نذهب إلى الشيخ ربيع بأنه سوف يمهلنا خمسة أيام فقط، وهذا قبل أن تفتح مكاتب العمرة.
8. المرحلة الثامنة : وهي مرحلة تجريح الشيخ عبيد الجابري لعبد الرحمن مرعي.
9. المرحلة التاسعة : ذهابنا إلى العمرة، ورفض عبد الرحمن مرعي أن نتحاكم إلى الشيخ محمد بن هادي، والشيخ ربيع المدخلي، بحيث أتى بالشروط والأعذار التي علم المشايخ من خلالها تهرب عبد الرحمن مرعي من التحاكم. وتكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن.
10. المرحلة العاشرة : بدأ عبد الرحمن مرعي في الجلسات الخاصة يقول : هؤلاء ليس عندهم عليّ شيء، وإنما هو الحسد. فبهذا يعلم إخواننا – حفظهم الله – بأن الناصحين قد صبروا، وعبد الرحمن مرعي يمكر بهم، ويرميهم بالعظائم، فبدأنا نبين بعض هذه الأخطاء نصحًا له، ورحمة به، ومن أجل أن يتوب ويتراجع؛ فالناصحون له قد استخدوا جميع الوسائل والأساليب، فلم تنفع معه لعناده وكبره. وإذا رأينا منه العناد يستمر فسوف نخرج كذلك بعضًا من هذه الأخطاء، التي إلى الساعة لم يستطع عبد الرحمن مرعي أن يُكذبنا فيها وذلك لعلمه بوجود الدلائل والشهود عليها.
وليعلم إخواني - حفظهم الله - بأننا اشترطنا على الخمسة العقلاء أن يُلزموا عبد الرحمن بأن يجلس مع إخوانه جلسة سرية لمناصحته، فرفض عبد الرحمن ذلك، وأبى إلا الفضيحة.
⚫ فلا حول ولا إلا بالله العلي العظيم، اللهم رد المخطئين إلى الحق، واعفُ عن المسيئين إلينا من الخلق.
✏ كتبه: أبو العباس ياسن بن علي العدني
اليمن - عدن
يوم السبت الرابع من ربيع الثاني سنة 1436 هـ.