الحلقة الأولى
من
المصارعة لبيان ما حوته الوقفة الثانية للسدعي من الكذب والمغالطة
من
المصارعة لبيان ما حوته الوقفة الثانية للسدعي من الكذب والمغالطة
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد: فقد أطال علينا نور الدين السدعي سكوته، وأظهر على الناس هدوءه، وما ذاك إلّا لعجزعه عن الجواب، فأغلق على نفسه حياءً من الناس الباب. وكأن الناس – والعلم عند الله – يقولون له : أين الرد، وكأنه - والعلم عند الله – يقول لهم : في الغد في الغد في الغد ... ثم لجأ بعد طول التفتيش والمطالعة، أن كتبتَ كلامًا اشتمل على الكذب والمغالطة، وهما سلاحان لأهل الكبر والمعاندة، عند العجز عن الإقدام والمبارزة.
أما الكذب ففي ثلاثة أمور:
♦ الأمر الأول : أن محمدًا الإمام قال لنا - لمَّا ذهبنا إلى معبر - : ( هل عندكم عليّ شيء، بينوا لي ذلك ) .انتهى.
والردّ عليك من ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : أن هذا كذب صريح، وقول منك قبيح، ووالله وبالله وتالله ليس هو بصحيح.
فإن صدر منك، فقولك مردود، والكذب لا يزال عليك يعود؛ لأنك في الجلسة غير موجود.
وإن قلتَ : أخبرني به محمد الإمام – وحاشاه من الكذب – أو غيره، فقد جاء معنا أبو يوسف غسان اللودري، وأبو صالح عبد الرحمن اللحجي، وكلاهما معروف لدى محمد الإمام، فليسألهما من شاء، ليعرف الناس الكذب من أين جاء.
الوجه الثاني : أننا جئنا زائرين - كما هي عادتنا – وزُرنا قبله الشيخ عبد العزيز البرعي في ( مفرق حبيش )، ثم ذهبنا لنزور الشيخ عبد الله الذماري فلم نعرف مكانه. فلم نأتِ للمباحثة عن الزلات، ولا لذكر الأخطاء والعثرات.
وبهذا تعلم يا أيها السدعي - وليعلم أمثالك أيضًا - أننا نحترم مشايخ اليمن ونزورهم، فأين الإسقاط، ويحك فإن الكذب أيها السدعي بك قد أحاط. ومع المخاوف الأمنية ذهبنا لنزور الشيخ محمدًا الوصابي، وذهبنا معه إلى المطار، شفاه الله وعافاه من الأمراض والأضرار، وأعاده سليمًا إلى الدار، وأسكننا وإياه مع الأبرار.
الوجه الثالث : أن زيارتنا لمحمد الإمام كان قبل علمنا بالوثيقة، لأنها لم تخرج إلّا في رمضان.
ونحن لا نتقدّم أهل العلم في شيء، ألم تعلم قول البربهاري في "شرح السنة": فانظر - رحمك الله - كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلنّ ولا تدخلنّ في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم، أو أحد من العلماء، فإن أصبتَ فيه أثرًا عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء، ولا تختر عليه شيئًا فتسقط في النار .انتهى.
♦ أما الأمر الثاني : فقوله في "الوقفة الثانية" : ( ليس خلافنا معكم في كونكم لا ترون الشيخ الإمام مضطرًا إلى التوقيع على الوثيقة، إنما خلافنا مع من تجاوز منكم الحد إلى التبديع والتضليل، والسعي في إسقاط علماء أهل السنة في اليمن ) .انتهى.
هكذا زعم !! وقال في "الوقفة الأولى" : ( وإنما محل النزاع هل هو مضطر إليها – يعني الوثيقة – أم لا، هنا معترك الخلاف، وبيت القصيد، فمن كان ولا بدّ خائضًا في هذه المسألة فليخض في هذا الجانب، ولا يخرج عن محل النزاع إلى غيره ) .انتهى.
⭕ أتركك أيها القارئ لتعرف موطن الكذب، فإنه واضح جلي، لا يخفى على العاقل ولا على الذكي.
♦ أما الأمر الثالث : فإنه كذبَ عليّ بأني أقول : أنه يشترط في الإكراه أن يكون من قبل ولي الأمر، وقال: ( من الذي ذكر هذا الشرط من أهل العلم ؟ ) .انتهى.
سبحانك هذا بهتان عظيم!! أيها القارئ الكريم، لا أُطيل عليك، ارجع إلى كلامي لتعلم من هو الكذاب المفتري، ومن هو الصادق السويّ. وإنما الذي ذكرته هناك : أن الفرق بين محنة خلق القرآن، وبين وثيقة محمد الإمام، أن المكره – بكسر الراء - في الأول ولي الأمر، والذين وقّع معهم محمد الإمام هم الحوثة وليسوا هم ولاة الأمر. فيستطيع محمد الإمام أن يفر إلى مكان آمن.
فقد ذكر الفقهاء أنه يشترط كون المكره – بفتح الراء - مغلوبًا عاجزًا عن الدفع بهرب، أو مقاومة، أو استغاثة بغيره ... إلخ
وسيأتي ذكر أمر الإكره والاضطرار في مبحث خاص سميته : ( إرسال الجيش الجرّار لدكّ المتلاعبين بمعنى الإكراه والاضطرار )، يسّر الله تعالى إكماله وإتمامه.
فهنيئًا لك يا محمد الإمام أن تخرّج على يديك الكذبة والمغالطون، وقد نصحتُ لك أن لا تجعل طلبتك يردّون، وها أنت ذا تجني ما يصنعون.
تنبيه: في الحلقة الثانية نذكر لكم المغالطة التي اتصف بها السدعي في ( الوقفة الثانية ). بإذن الله تعالى.
✏ كتبه: أبو العباس ياسن بن علي العدني
اليمن - عدن
في ليلة الأربعاء الموافق للثاني من شهر ربيع الأول عام 1436هـ.
المصدر: البيضاء العلمية