بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية من رَدِّي على مقال الجهني (حوار مباشر بين مرجئ قديم ومرجئ معاصر)
للحدادية التكفيريين عدد من الأصول الباطلة التي خالفوا فيها السلف الصالح قد بينا بطلانها مراراً لكنهم يصرون على التشبث بهذه الأصول الباطلة ويضمون إليها الأكاذيب والخيانات ورمي من يقوم ببيان بطلان هذه الأصول بالجهل وعدم الفهم، بل وصل الهوى ببعضهم إلى رمي أهل السنة بالكفر والزندقة ففاقوا الخوارج وسائر أهل الضلال بهذا التأصيل والظلم والتكفير.الحلقة الثانية من رَدِّي على مقال الجهني (حوار مباشر بين مرجئ قديم ومرجئ معاصر)
وهذا الجهني الذي أناقشه في هذا المقال وغيره لا يُظهر التكفير ولكنه يوالي ويتولى هؤلاء التكفيريين ويرى أنهم هم السلفيون.
ومن الأدلة على شدة عداوتهم للمنهج السلفي وأهله أنهم يصمون السلفيين بالإرجاء، وهم والله برءاء من وصمة الإرجاء، ويحاربونه أشد الحرب.
ومن فجورهم قولهم أن السلفيين يدافعون عن المشركين، وكذبوا وأفكوا، فالسلفيون هم حاملوا راية التوحيد والسنة، فيحاربون الشرك كبيره وصغيره، ويحذرون الناس منه أشد التحذير في كتاباتهم ودروسهم ومقالاتهم، ويحذرون من البدع صغيرها وكبيرها.
ومن مكرهم وخداعهم أنهم استغلوا مسألة العذر بالجهل التي يقول بها كثير من الأئمة الذين يحاربون الشرك، فيحكمون على الواقعين في الشرك من المعاندين بأنهم مشركون، ويحكمون على الجهال الواقعين في الشرك بأنهم واقعون في الشرك الأكبر.
لكنهم يرون إقامة الحجة عليهم وبيان أن الذي وقعوا فيه شرك أكبر، فإن عاندوا وأصروا على ذلكم الشرك كفروهم، وألحقوهم بأسلافهم من المعاندين.
فاستغل الحداديون هذا، وذهبوا يرجفون به على السلفيين على امتداد سنوات طوال ويرمونهم بالإرجاء، وكذبوا، وكم وكم كذبوا في رمي السلفيين بالإرجاء وبأمور أخرى يفترونها على السلفيين.
والحقيقة والواقع أنهم لا يحاربون المرجئة الذين يملئون الدنيا شرقاً وغرباً ولا غيرهم من أهل البدع والشركيات، بل هم يمالئونهم ولا يتكلمون فيهم إلا نادراً من باب ذر الرماد في العيون، ولا يبعد أن كثيراً من الحداديين مدسوسون من الإخوان المسلمين المؤلفين من كل طوائف الضلال.
دسهم الإخوان بعد أن ألبسوهم لباس السلفية ليضحكوا على الناس بهذا اللباس، وليتمكنوا من حرب السلفية والسلفيين، والمتابع لهم يدرك أنهم أشد الأحزاب الضالة، وأشد أهل الأهواء ضراوة في حرب المنهج السلفي وأهله، فهم قد جندوا تجنيداً فاجراً لتخصيص السلفية وأهلها بالحرب الضروس التي لا يخبوا أوارها ولا ينطفئ لهيبها.
قال الجهني الحدادي والمقلد الأعمى في الحوار الذي أجراه: "هذا لأنكم تأبطتم قاعدة العذر بالجهل , وأصدرتم عفوا عاما وحكما شاملا بإسلام جميع القبوريين المشركين الذين لم تقم عليهم الحجة بزعمكم . وسحبتم قاعدة العذر بالجهل فشملت عند بعضكم الروافض والدروز والنصيرية . ورأيت بعضكم يعذر الملاحدة أهل وَحدة الوجود , فلا يكفرهم حتى تقام عليهم الحجة بزعمه !
فإذا كان هذا ديدنكم , فلا لوم على هؤلاء الشباب المساكين الذين توقفوا في كفر ذلك الزنديق الطاعن في القرآن وأحكام الله فيه".
أقول:
1- إن في هذا الكلام لإرجافاً فاجراً على أهل السنة والتوحيد.
2- قاعدة العذر بالجهل قاعدة شرعية مستمدة من الكتاب والسنة، وأخذ بها فحول علماء السنة، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والإمام ابن كثير والإمام محمد بن عبدالوهاب وعدد من أئمة أتباعه.
فالإمام أحمد -رحمه الله- كان يكفر القائلين بخلق القرآن على وجه العموم، ولا يكفر كثيراً من أتباعهم؛ لأنه يعذرهم بالجهل ويترحم عليهم.
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية السيف المسلول على أهل الأهواء له مقالات في إعذار من وقع في الشرك، فإنه يحكم على عمله بأنه شرك ، ولا يخرجه من الإسلام إلا بعد أن تقام عليه الحجة.
قال –رحمه الله- في كتاب " الاستغاثة " (2/730-731):
"وقد قيل إنما يفسد الناس نصف متكلم ونصف فقيه ونصف نحوي ونصف طبيب هذا يفسد الأديان وهذا يفسد البلدان وهذا يفسد اللسان وهذا يفسد الأبدان لا سيما إذا خاض هذا في مسألة لم يسبقه إليها عالم ولا معه فيها نقل عن أحد ولا هي من مسائل النزاع بين العلماء فيختار أحد القولين بل هجم فيها على ما يخالف دين الإسلام المعلوم بالضرورة عن الرسول .
فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن( ) تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم مما يخالفه ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل الإسلام إلا تفطن وقال: هذا أصل دين الإسلام".
وفي "مجموع الفتاوى" (1/372-373):
"سُئِلَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - :
عَمَّنْ يَبُوسُ الْأَرْضَ دَائِمًا هَلْ يَأْثَمُ ؟ وَعَمَّنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِسَبَبِ أَخْذِ رِزْقٍ وَهُوَ مُكْرَهٌ كَذَلِكَ ؟
فَأَجَابَ : أَمَّا تَقْبِيلُ الْأَرْضِ وَرَفْعُ الرَّأْسِ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ السُّجُودُ مِمَّا يُفْعَلُ قُدَّامَ بَعْضِ الشُّيُوخِ وَبَعْضِ الْمُلُوكِ : فَلَا يَجُوزُ ؛ بَلْ لَا يَجُوزُ الِانْحِنَاءُ كَالرُّكُوعِ أَيْضًا كَمَا { قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أَخَاهُ أَيَنْحَنِي لَهُ ؟ قَالَ : لَا } { وَلَمَّا رَجَعَ مُعَاذٌ مِنْ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ : مَا هَذَا يَا مُعَاذُ ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتهمْ فِي الشَّامِ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَيَذْكُرُونَ ذَلِكَ عَنْ أَنْبِيَائِهِمْ . فَقَالَ : كَذَبُوا عَلَيْهِمْ لَوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدِ لَأَمَرْت الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ أَجْلِ حَقِّهِ عَلَيْهَا يَا مُعَاذُ إنَّهُ لَا يَنْبَغِي السُّجُودُ إلَّا لِلَّهِ } .
وَأَمَّا فِعْلُ ذَلِكَ تَدَيُّنًا وَتَقَرُّبًا فَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْمُنْكَرَاتِ.
وَمَنْ اعْتَقَدَ مِثْلَ هَذَا قُرْبَةً وَتَدَيُّنًا فَهُوَ ضَالٌّ مُفْتَرٍ بَلْ يُبَيَّنُ لَهُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِدِينِ وَلَا قُرْبَةٍ فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ اُسْتُتِيبَ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ .
وَأَمَّا إذَا أُكْرِهَ الرَّجُلُ عَلَى ذَلِكَ بِحَيْثُ لَوْ لَمْ يَفْعَلْهُ لَأَفْضَى إلَى ضَرْبِهِ أَوْ حَبْسِهِ أَوْ أَخْذِ مَالِهِ أَوْ قَطْعِ رِزْقِهِ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الضَّرَرِ فَإِنَّهُ يَجُوزُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّ الْإِكْرَاهَ عِنْدَ أَكْثَرِهِمْ يُبِيحُ الْفِعْلَ الْمُحَرَّمَ كَشُرْبِ الْخَمْرِ وَنَحْوِهِ وَهُوَ الْمَشْهُورُ عَنْ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ ؛ وَلَكِنْ عَلَيْهِ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكْرَهَهُ بِقَلْبِهِ وَيَحْرِصَ عَلَى الِامْتِنَاعِ مِنْهُ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ وَمَنْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْهُ الصِّدْقَ أَعَانَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَقَدْ يُعَافَى بِبَرَكَةِ صِدْقِهِ مِنْ الْأَمْرِ بِذَلِكَ . وَذَهَبَ طَائِفَةٌ إلَى أَنَّهُ لَا يُبِيحُ إلَّا الْأَقْوَالَ دُونَ الْأَفْعَالِ: وَيُرْوَى ذَلِكَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَنَحْوِهِ قَالُوا إنَّمَا التَّقِيَّةُ بِاللِّسَانِ وَهُوَ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى عَنْ أَحْمَدَ .
وَأَمَّا فِعْلُ ذَلِكَ لِأَجْلِ فُضُولِ الرِّيَاسَةِ وَالْمَالِ فَلَا وَإِذَا أُكْرِهَ عَلَى مَثَلِ ذَلِكَ وَنَوَى بِقَلْبِهِ أَنَّ هَذَا الْخُضُوعَ لِلَّهِ تَعَالَى : كَانَ حَسَنًا مِثْلَ أَنْ يكره( ) كَلِمَة الْكُفْرِ وَيَنْوِيَ مَعْنًى جَائِزًا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ" .
أ- فقد حرم ما يفعل قدام بعض الشيوخ وبعض الملوك.
ب- وقال: " وَأَمَّا فِعْلُ ذَلِكَ تَدَيُّنًا وَتَقَرُّبًا فَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْمُنْكَرَاتِ.
وَمَنْ اعْتَقَدَ مِثْلَ هَذَا قُرْبَةً وَتَدَيُّنًا فَهُوَ ضَالٌّ مُفْتَرٍ بَلْ يُبَيَّنُ لَهُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِدِينِ وَلَا قُرْبَةٍ فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ اُسْتُتِيبَ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ" ، أي قتل المرتدين، فاشترط البيان له قبل أن يحكم بتكفيره.
وفي "الدرر السنية" (1/104 ) قال الإمام المجاهد رافع راية التوحيد والسنة الإمام محمد بن عبدالوهاب-رحمه الله-::
"وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم : إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر، ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه ؛ فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله .
وإذا كنا : لا نكفر من عبد الصنم، الذي على قبر عبد القادر ؛ والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله ؟! إذا لم يهاجر إلينا، أو لم يكفر ويقاتل ( سبحانك هذا بهتان عظيم )".
وقال الشيخ عبد اللطيف في "الدرر السنية" (1/467):
"وأخبرتهم ببراءة الشيخ، من هذا المعتقد والمذهب وأنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله، من الشرك الأكبر والكفر بآيات الله ورسله أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله، وجعلهم أنداداً له فيما يستحقه على خلقه ،من العبادات والإلهية وهذا : مجمع عليه أهل العلم والإيمان".
انظر إلى هذا الإمام يحكي الإجماع على عدم تكفير من وقع في الشرك إلا بعد إقامة الحجة.
وقال ابن سحمان في "الضياء الشارق" (ص35)، مطابع الرياض:
"فمن أنكر التكفير جملة فهو محجوج بالكتاب والسنة، ومن فرق بين ما فرق الله ورسوله من الذنوب، ودان بحكم الكتاب والسنة، وإجماع الأمة في الفرق بين الذنوب والكفر فقد أنصف، ووافق أهل السنة والجماعة.
ونحن لم نكفر أحداً بذنب دون الشرك الأكبر الذي أجمعت الأمة على كفر فاعله، إذا قامت عليه الحجة، وقد حكى الإجماع على ذلك غير واحد كما حكاه في "الإعلام" لابن حجر الشافعي".
انظر أيضاً إلى هذا الإمام لا يكفر من وقع في الشرك الأكبر إلا بعد إقامة الحجة، ويقول نحن لم نكفر، ويحكي الإجماع، ويقول نقله غير واحد.
وهناك آخرون من أئمة الدعوة يقولون بهذا القول.
وهو أنهم لا يكفرون الجاهل الذي وقع في الشرك إلا بعد إقامة الحجة.
فهم يقررون مثلاً أن هذا العمل من الشرك، ويحذرون منه أشد التحذير، ويكفرون من يعلم أن هذا شرك ويقاتلونه قتال المشركين.
وأما الجاهل فيحكمون على عمله أنه شرك أكبر، لكنهم بسبب انتسابه إلى الإسلام وإيمانه بالله ورسله والإيمان بالقرآن واليوم الآخر والجنة والنار، لأجل كل هذا لا يكفرونه إلا بعد إقامة الحجة عليه وإصراره على الشرك.
وقد هدى الله الكثير والكثير على أيديهم بسبب جدهم في الدعوة إلى التوحيد والتمسك بالكتاب والسنة، وليسوا كالحدادية لا شغل لهم إلا حرب أهل التوحيد والسنة، ولا نعرف لهم دعوة جادة إلى التوحيد والسنة.
وقول هذا الحدادي المرجف بالظلم والباطل: " وسحبتم قاعدة العذر بالجهل فشملت عند بعضكم الروافض والدروز والنصيرية . ورأيت بعضكم يعذر الملاحدة أهل وَحدة الوجود".
أقول: إن هذا القول لمن أكذب الكذب على أهل السنة والتوحيد
فإننا نكفر غلاة الروافض الذين يكفرون الصحابة ويقذفون أم المؤمنين عائشة، ونكفر الدروز والنصيرية وأهل وحدة الوجود، ونرى أنهم أكفر من اليهود والنصارى .
ولكاتب هذه السطور مؤلفات في الروافض وبيان ضلالهم وهي:
1- "الانتصار لكتاب العزيز الجبار ولصحابة نبيه المختار"، في نقد تفسير العياشي والقمي من أئمة الرفض، وبينتُ ما في الكتابين من الكفر والزندقة وحكمتُ عليهما وعلى أمثالهما بالكفر والزندقة.
2- "دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب"، دحر لافتراء حسن المالكي الرافضي.
3- و "بيان زيف التشيع" ، فيه بيان كفريات الروافض وأصولهم الشركية.
4- و"مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله "، بينتُ فيه ضلاله وطعنه في أصحاب رسول الله بالبغي والظلم ، ولا سيما ظلمه للخليفة الراشد عثمان –رضي الله عنه-.
ولم نرَ للحدادية شيئاً في هذا الميدان لانشغالهم بحرب أهل التوحيد والسنة بالأكاذيب والفجور.
ومن هو هذا البعض الذي رأيته يعذر أهل وحدة الوجود الملاحدة، فلعله من دعاة وحدة الأديان الذين تداهنونهم وتداهنون من يداهنهم.
قال الحدادي: "فإذا كان هذا ديدنكم , فلا لوم على هؤلاء الشباب المساكين الذين توقفوا في كفر ذلك الزنديق الطاعن في القرآن وأحكام الله فيه" .
أقول: نحن لا نعرف هذا النوع من الشباب، وما أكثر من يدَّعي السلفية وهو ضدها، فكثير من الإخوان المسلمين يدّعون السلفية وهم أعداؤها وأعداء حملتها ومنهم الحدادية، وهم أشد عداوة لأهل السنة من الإخوان المسلمين وغيرهم من أهل الأهواء.
أما أهل السنة حقاً فهم يكفرون مثل هذا الرجل الذي طعن في القرآن وأحكام الله، ولا يترددون في تكفيره
واتقِ الله أنت وأمثالك الذين تربون من ينخدع بكم من الشباب على عداوة أهل السنة والتوحيد وحربهم بالأكاذيب والفجور في خصومتهم لأهل الحق الداعين إلى دين الله الحق والمنافحين عنه.
وانظر إلى قول هذا الرجل : " فلا لوم على هؤلاء الشباب المساكين الذين توقفوا في كفر ذلك الزنديق".
فهذا من الإرجاء على مذهبه الحدادي، لكنه يهذي بما لا يعرف.
(ص11-12):
قال هذا الحدادي المتلون على لسان المرجئ القديم:
"وإذا كان الشيخ الألباني رحمه الله – وهو عالم سلفي معروف , لا جدال في سلفيته ونصرته للسنة والحديث - له أقوال في هذا الباب معروفة , خالف فيها السلف , فهو ليس بالمعصوم , فلا يجوز لكم أن تتعصبوا له بالباطل , فترتكبوا حماقتنا القديمة مع أبي حنيفة .
ثم العجب منكم يا من تدعون السلفية , كم وكم تدعون الناس إلى اتباع الدليل ونبذ التقليد وطرح التعصب للرجال , ثم أنتم تسقطون في أول امتحان !
هذا وخصومكم من أهل السنة السلفيين الذين تنبزونهم ظلما وعدوانا بـ " الحدادية " أو " التكفيرية " يقولون : الألباني حبيب . لكن الحق أحب .
فماذا تريدون منهم فوق هذا الأدب والاحترام للشيخ الألباني .
أتريدون منهم أن يتخلوا عن عقيدتهم لئلا يخالفوا الشيخ الألباني ؟".
أقول: إن هذا الحدادي لمن غلاة الحدادية، بل صار من رؤوسهم، وقد عرف أهل السنة شدة عداوة الفرقة الحدادية للعلامة الألباني ورميهم له بالإرجاء، بل والتجهم، وللألباني العديد من الخصوم، ولكن أشد خصومه عليه هم الحدادية، فدع الكذب والتلون أيها الحدادي الغالي.
فالحدادية لم يقولوا: الألباني حبيب أبداً، بل هم أشد أعداء الألباني، فدع الكذب المكشوف.
وقول هذا الحدادي: "هذا وخصومكم من أهل السنة السلفيين الذين تنبزونهم ظلما وعدوانا بـ " الحدادية " أو " التكفيرية " يقولون : الألباني حبيب . لكن الحق أحب .
فماذا تريدون منهم فوق هذا الأدب والاحترام للشيخ الألباني" .
أقول: إن الحدادية لمن ألد خصوم أهل السنة السلفيين، فكيف تدّعي لهم أنهم سلفيون، إن هذا لمن الكذب، وهم فعلاً تكفيريون، لكنهم يستخدمون التقية، أليس فالح الحربي من رؤوس الحدادية وهو تكفيري؟
أليس الحجي من رؤوس الحدادية وهو تكفيري؟
أليس الحازمي الغالي في التكفير من أخدانكم وهو يرمي أكثر السلفيين بالزندقة؟
أليس ابن حمد الذي يرمي ربيعاً بالزندقة منكم؟
أليس الزاكوري والحماماتي من غلاة الحدادية الكذابين التكفيريين.
وعبدا لله صيوان الذي قدم لكتابيهما المليئين بالأكاذيب، وفيهما التكفير، أليس هو شريكهما في هذا وذاك؟
وقول هذا الحدادي المتلون عن الحدادية أنهم: "يقولون: الألباني حبيب . لكن الحق أحب . فماذا تريدون منهم فوق هذا الأدب والاحترام للشيخ الألباني" .
أقول: إن هذا القول لمن أوضح الكذب ، فالحدادية من أشد أهل الأهواء طعناً للألباني انطلاقاً من الهوى الجامح ومن التحزب الأعمى، وليسوا من الحق في شيء.
إن الحدادية ليعلمون أن كبار علماء السنة يحترمون الألباني، ويعتبرونه من كبار علماء السنة، ولكن الفرقة الحدادية تخالف هؤلاء الأئمة، وتصف الألباني بالإرجاء والتجهم، وتحارب ربيعاً والسلفية أشد الحرب، ويرمونهم بالفواقر.
وهذا الظلم والبغي ناشئان عن البغض للحق وأهله.
وكبار العلماء يحترمون ربيعاً، ويؤيدون مؤلفاته الداعية إلى التوحيد والسنة والذابة عن التوحيد والسنة، والدامغة لأهل البدع والضلال.
والحدادية يخالفونهم لأن هؤلاء الحدادية ليسوا إلا خصوماً للسلفيين وعلمائهم، وضد منهج أهل السنة السابقين واللاحقين.
وقول هذا الحدادي : " إن الشيخ الألباني نفسه لا يرضى بهذا , وكان كثيرا ما يردد : إن العلم لا يقبل الجمود . وأنتم جامدون على ما أنتم عليه من الغلط , على كثرة الردود عليكم والنصائح لكم , وفتاوى كبار العلماء التي صدرت في حقكم . فلا أعلم أكثر جمودا وتعصبا وعنادا منكم . فمن هو المخالف للشيخ الألباني على وجه الحقيقة ؟".
أقول : إن قول الألباني: "إن العلم لا يقبل الجمود" ، لعله يخاطب أناساً عندهم علم، أما الحدادية فمن أجهل أهل الضلال، ولا يلحقون في الجمود على الباطل، ولا أشد منهم إصراراً على الباطل والضلال، فكم دمغهم ربيع وغيره بالحجج والبراهين التي تدحض أصولهم وأقوالهم، بل وأكاذيبهم ، لكنهم يصرون أشد الإصرار على التمادي في أباطيلهم، والإصرار والجمود على أصولهم الهدامة والمخالفة لمنهج السابقين واللاحقين .
وقال الحدادي: " وأما الرمي بالحدادية فهذا يا أخي من التنابز بالألقاب الذي نهى الله عنه في القرآن , فمن يرميك بالحدادية فإنه لم يتأدب بأدب الله في كتابه الكريم , فلا تبالِ به" .
أقول : ما هذا المنطق؟ وَصْف السلفيين للحدادية بما هم عليه من الضلال وسيرهم على منهج الحداد يعتبر عند هذا الحدادي من التنابز بالألقاب.
ووصفهم لأهل السنة بالإرجاء، وبما هو شر من الإرجاء من التأدب بأدب الله، وليس من النبز بالألقاب.
أليس هذه الأحكام من قول الزور؟؟
قال الحدادي في الحوار الذي أجراه : " المرجئ القديم : سأشرح لك بعون الله تعالى .
السلف يقولون: إن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء , وأنتم تقولون: ينقص حتى لا يبقى منه إلا مثقال ذرة . لا تقولون ينقص حتى لا يبقى منه شيء . فأنتم في هذه المسألة تنطلقون من أصلنا نحن المرجئة أن العمل ليس من الإيمان".
أقول : إن هذا الكلام من هذا الحدادي لقائم على الفجور في الخصومة، والكذب على السلف.
بل فيه رمي للسلف بالإرجاء؛ لأنهم لم يقولوا بقولهم: الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء.
1- فالسلف لا يقولون: "إن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء".
إنما يقولون في جميع الأعصار وجميع الأمصار : إن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، ولا يقولون: حتى لا يبقى منه شيء.
فنسبة هذا القول إلى السلف بهذا الإطلاق عين الكذب وقول الزور.
والذي أعرفه أن أول من قال: "ينقص حتى لا يبقى منه شيء" هو سفيان بن عيينة، قاله مرة واحدة في حالة غضب، ولم يعد إليه، ولم يلزم به أحداً، ولم يرمِ من لم يقله بالإرجاء، فكم المسافات بينه وبين الفرقة الحدادية المخالفة للسلف.
ثم هذه زلة لسان من الإمام سفيان في هذا الباب، لا أعرف أحداً تابعه عليها إلا الشيخ البربهاري، وهو –أيضاً- لم يلزم به أحداً، ولم يرمِ من لم يقل بقوله بالإرجاء.
وزلات اللسان من الشواذ التي لا ينبغي الأخذ بها، وأشد من هذا مرات أن تجعل هذه الزلة أصلاً ينسب إلى السلف جميعاً، ويضلل من لا يقول بها، فيحارب ويحارب ويحارب ويرمى الناس بالإرجاء ولو قالوا: الإيمان ينقص وينقص وينقص حتى لا يبقى منه إلا مثقال ذرة أو أدنى من مثقال ذرة، بل لابد أن يقول: حتى لا يبقى منه شيء.
فهذا أمر يخجل منه الخوارج وسائر أهل الضلال.
2- المعروف عن سفيان كما ذكرت أنه يقول بقول السلف: "الإيمان يزيد وينقص".
وأحياناً يقول: "الإيمان قول وعمل" ، ولا يزيد على هذا القول، فهو بقوله هذا من المرجئة على منهج الحدادية الخارجية .
قال عبدالله بن أحمد في كتاب "السنة" (1/347) رقم (745):
"حدثنا سويد بن سعيد الهروي، قال: سألنا سفيان بن عيينة عن الإرجاء فقال: يقولون الإيمان قول، ونحن نقول الإيمان قول وعمل، والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصرا بقلبه على ترك الفرائض، وسموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليس بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية، وترك الفرائض متعمدا من غير جهل ولا عذر هو كفر".
فيرى القارئ أن سفيان –رحمه الله- لم يلتزم تلك المقالة الغريبة، بل يرى أنه يقول تارة: الإيمان يزيد وينقص، فلا يذكر تعريف الإيمان، وتارة يقول: الإيمان قول وعمل، ولم يقل: يزيد وينقص.
فهو على مذهب الحدادية الخارجية من غلاة المرجئة.
وقال الإمام أحمد في "أصول السنة"(ص5: "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص".
وقال عبد الله بن أحمد في كتاب "السنة" (1/342-343) رقم (726):
"حدثني أبو عبد الرحمن سلمة بن شبيب قبل سنة ثلاثين ومائتين نا عبد الرزاق قال: كان معمر وابن جريج والثوري ومالك وابن عيينة يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. قال عبدالرزاق: وأنا أقول ذلك، الإيمان قول وعمل والإيمان يزيد وينقص، فإن خالفتهم فقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين".
وقال في "السنة" (1/336-337) بإسناده إلى خالد بن الحارث يقول: "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص".
وبإسناده إلى ابن إدريس وجرير ووكيع أنهم قالوا: "الإيمان يزيد وينقص".
وبإسناده إلى مالك بن أنس، قال: "الإيمان قول وعمل".
وبإسناده إلى عبد الكريم بن مالك الجزري وخصيف بن عبد الرحمن أنهما يقولان: "الإيمان يزيد وينقص".
فهؤلاء الأئمة والسلف جميعاً بما فيهم سفيان بن عيينة على أصل الحدادية مرجئة.
ألا تباً وسحقاً لأهل الأهواء الذين يخالفون كتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف الصالح.
قال الحدادي المبطل:
"قال المرجئ المعاصر : "المرجئ المعاصر : وما هي نصيحتك لنا يا أخا الإرجاء ؟
المرجئ القديم : نصيحتي لكم أن أمامكم الآن مسلكين وطريقين ممهدين :
إما أن تنضموا إلينا في تحقيق أن الإيمان هو القول فقط , وسوف نمدكم بما عندنا من شبهات ضد قول السلف , مع أن بعضكم لم يألوا جهدا في نصرة قولنا .
وإن أبيتم إلا التلون والتمويه فنصيحتي لكم أن تنفضوا غبار الإرجاء عنكم وتعودوا إلى مذهب السلف الصالح .
أما هذا الموقف المتذبذب بيننا وبين السلف , حيث ظاهر قولكم مع السلف , وباطنه معنا , تحملون شعار السلف " الإيمان قول وعمل " وتنصرون عقيدتنا , تتبرأون من الإرجاء وأنتم منغمسون فيه , وتنتحلون مذهب السلف وأنتم جاهلون به ومخالفون له , فهذا ما لا نرضاه لكم يا إخوة الإرجاء".
قول هذا الحدادي عن السلفيين حقاً الذين يرميهم إفكاً بالإرجاء:
" وإن أبيتم إلا التلون والتمويه فنصيحتي لكم أن تنفضوا غبار الإرجاء عنكم وتعودوا إلى مذهب السلف الصالح" .
أقول: إن التلون والتمويه لمن أبرز صفات هذا الحدادي الغالي، فقد كان يتظاهر بالسلفية، ثم اختفى زمناً لا يعرف فيه حاله , ثم أعلن الآن مذهبه الحدادي القائم على الجور والبغي، وله نظائر من الحداديين المتلونين الذين كانوا يتظاهرون بالسلفية، ثم من صاروا من الحدادية الغالين .
ومن الإفك المبين دعوى هذا الحدادي أن السلفيين ينصرون عقيدة المرجئة.
بل هذا وصفه ووصف إخوانه الحدادية الذين ينصرون أهل البدع والأهواء في حربهم للسلفية والسلفيين، بل لقد فاقوا أهل البدع جميعاً في حربهم للسلفية والسلفيين ومنهجهم.
بل زادوا على أهل البدع، فأصّلوا أصولاً خبيثة، وأضافوا إلى بعض الأصول ما يرميهم بعيداً عن منهج السلف وأصولهم وأخلاقهم.
ثم ذهب هذا الحدادي يكذب ويفتري على السلفيين، ويصور أبرزهم في السلفية والدعوة إليها والذب عنها بصورة أنه ثابت على الإرجاء؛ خشية أن ينفضَّ عنه إخوانه الذين تابعوه في الإرجاء.
وهذا من أوضح الفجور والبهت ، فهذا السلفي الذي وصفه هذا الحدادي معروف بحمد الله عند أهل السنة بالثبات على الكتاب والسنة والسير على منهج السلف عقيدة ومنهجاً ودعوة إلى الحق، وذباً عنه، وحرباً على خصوم هذه العقيدة والمنهج وأصولهما من الخوارج وربيبتهم الحدادية والمرجئة والروافض وغيرهم من أهل الأهواء.
(ص 12-13):
قال الحدادي الطعان في أهل السنة الشرفاء: "أما أصدقاؤك وأحبابك الذين تخشى مفارقتهم , فالله أكبر ! ما أرخص العقيدة عندك إذن , إذا كنت تقدم عليها الصداقات والعلاقات , فليست هذه محبة في الله , بل هذا التقاء على ما يلتقي عليه أهل الدنيا , وما أهون العلاقات التي تكون من أجل الدنيا .
واعلم يا أخي أن هؤلاء الأصدقاء الذين يقاطعونك ويهجرونك ويصنفونك لكونك خالفتهم في مسألة أنت فيها على الحق ليسوا من أهل الوفاء والصدق الذين يحرص الإنسان على صداقتهم , بل هم قطيع من الغوغاء والدهماء كالذين تراهم على كثير من صفحات الإنترنت إذا وافقهم الشخص جعلوه فوق السحاب , وإذا خالفهم قالوا فلان الكذاب!".
أقول: رمتني بدائها وانسلت.
فما أرخص العقيدة السلفية وأصول أهلها عند هذا الحدادي وحزبه.
وليست العلاقات بينهم قائمة على محبة الله والمحبة فيه، وإنما هي قائمة على الجهل والهوى وحب الدنيا، وهم أولى وأحق بقول هذا الحدادي الذي ينطق عن الهوى: " بل هم قطيع من الغوغاء والدهماء"، ومن أحط الناس أخلاقاً.
فلا يخجلون ولا يقدرون علماء السنة وطلابها.
ولا يخجلون من مخالفة أصول أهل السنة ومنهجهم.
ولا يخجلون من كثرة الكذب، ولا من الكلام في دين الله بالجهل والهوى.
ولا يخجلون من دعاوى الإجماع ورمي أهل الحق بمخالفة الإجماعات على طريق بشر المريسي والأصم في دعاوى الإجماع.
ولا يخجلون من التعلّق بالروايات المنكرة وإنْ تعلّقتْ بصفات الله جلَّ وعلا وتنـزه عما تصفه به هذه الفرقة المارقة.
ولا يستحي هذا الحدادي من جعله هذا المرجئ الغالي أفضل وأعقل وأعلم بالحق من أهل السنة والتوحيد.
وبعد هذه البوائق التي ارتكبها هذا الحدادي المحترق يحتج بالحديث الصحيح المتفق عليه، ألا وهو قول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- : "والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن، قيل : من يا رسول الله ؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه".
فما أكثر البوائق التي ارتكبها الحداديون، ومع ذلك يزكيهم هذا الحدادي ويعتبرهم أهل السنة، وكم ارتكب في هذا المقال وغيره من البوائق.
وهذا الحديث الذي أورده هذا الحدادي هنا نرى الحدادية يكفرون بما هو دونه في نفي الإيمان.
ومن تلبيس هذا الحدادي وإيهام من لا يعرفه بأنه من طلاب الحق ومن أهله إيراده لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيل وَمِيكائِيلَ وَإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّماوَاتِ وَالأرْض، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة، أَنْتَ تَحْكُمْ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اهْدِنِي لَمِا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإذْنِكَ، إنّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم".
ولو كنت صادقاً في دعاء الله بهذا الدعاء لما رضيتَ لنفسك التخبط في ظلمات المنهج الحدادي المخالف للحق وأهله .
ومن تلبيس هذا الحدادي أن ختم حواره المظلم والقائم على الظلم بقوله:
" تنبيه : ما قلته سابقا في الشيخ الألباني رحمه الله , هو موقفي الشخصي , وموقف كثير من العلماء وطلاب العلم , فإن جاء أحد من الغلاة وبدّع الشيخ الألباني رحمه الله , فلسنا مسؤولين عن شطحات الغلاة . وأبرأ إلى الله تعالى من كل شخص يتقصد الإساءة إلى محدث العصر وناصر الحديث الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله" .
أقول: كيف تقول هذا الكلام وأنت تعلم وأهل السنة يعلمون أن الذين يبدعون العلامة الألباني ويرمونه بالإرجاء والتجهم ويمتحنون الناس به إنما هم حزبك الحدادي، وهم الغلاة.
ولو كنتَ صادقاً في هذا الكلام وغيره ما اتخذتهم أولياء، وما جريك على أصولهم الباطلة ومنهجهم الفاسد في حربك لأهل التوحيد والسنة إلا من أوضح البراهين على أنك منهم، فإنْ كنتَ صادقاً فأعلن براءتك من الحدادية ومن منهجهم وأصولهم الباطلة التي ينطلقون منها إلى حرب أهل السنة ومنهم العلامة الألباني.
وصلى الله وسلم على خاتم رسله محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .