السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سُئل الشيخ عبد الله البخاري -حفظه الله- السؤال التالي :
السائل : هذا يقول البعض يحتج عليه بكلام المشايخ السلفيين في أن النصيحة لا تقتضي المخالطة، فيقول : كيف تَنصح بدون مخالطة، بل يجب اختيار الفرصة و المجلس المناسب، و قد تُسلم على المخالف، و تضحك معه و تتكلم معه لعدة مجالس دون أن يكون فيها مناصحة إلى أن تحين الفرصة المناسبة، و قد تصل إلى سنوات.
الشيخ : هذا من وسوسة الشيطان، أقول هذا من وسوسة الشيطان، لا تَلازم بين النصيحة و المخالطة، لا تَلازم. فقد تُبين الحق من غير ماذا؟ مخالطة. طبعا يجب أن تعرفوا أن المنهي عنها في المخالطة لأمثال هؤلاء هي مخالطة الإلف، مخالطة الإلف و المؤانسة، أما بيان الحق له لابد. المخالطة تجلس معه ولا يجلس معك فتبين له. إنك تأتي قوما أهل إيش؟
السائل : كتاب.
الشيخ : فليكن أول ما تدعوهم إليه. الحديث في الصحيح عن حديث معاذ -رضي الله تعالى عنه-.
جاء في مسلم حديث يحيى بن يعمر و صاحبه إلى عبد الله بن عمر قال : إنه قد ظهر قبلنا أناس يتقفرون العلم و يقولون ألا قدر، و أن الأمر أنف، قال فأخبرهم أني بريء منهم و أنهم برآء مني حتى يؤمنوا بالقدر، إذاً -بارك الله فيك- موضوع المناصحة يفهمه هذا السائل أو يفهمه المجيب في مثل هذا السؤال فهما خاطئا غالطا، يجب تجلس و تماشي و تصاحب و تجالس و تداعب و تضحك و تمشي و تسافر و تأكل و تشرب حتى تقتنص الفرصة -ما شاء الله- هذه الفرصة كيف تقتنصها؟ كل هذه المآكلات و المشارباب و ما جاءت الفرصة! متى تبرأ الذمة إذاً؟ هذه ما هي مجالس مناصحة. هذه مجالس مآنسة و إلف، و هي التي نهى عنها السلف، قال أبو الدرداء -رضي الله تعالى عنه- كما عند أبي نعيم في الحلية، أن من فقه الرجل : مدخله ومخرجه و ممشاه و مجلسه مع أهل العلم، هذا من فقهه، أما تمشي أنت مع هؤلاء و تأتي و تأكل و تشرب و تسافر و تنام و تقوم و تقعد. و تضحك و تبتسم وو... هذه مآلفة و مآنسة و مآزرة حتى تقتنص الفرصة، فإذا ما جاءت الفرصة لتقتنصها أخشى أن يصيدك بدل أن تصيده، و قد صادك لأنه أغلق عليك، بماذا؟ بمكره، هذا غلط بارك الله فيكم و خطأ لا تنزلقوا فيه، نعم بيان الحق و النصيحة، إما مشافهة أو مجالسة على وجه النصح و البيان بلطف و علم و عدل بحسب المقام، نعم إن لم يتيسر هذا كتابة إليه، هذه مناصحة، أيضا ما تيسر لا هذا و لا هذا سجل له شريطا و أرسله، من أخيك فلان إلى أخيك كذا كذا، أرسل إليه (كلمة غير مفهومة) موجودة و الحمد لله، و قد بيّنا هذا، لا تَلازم بين الهجر و النصيحة، نعم في ردنا الذي سميناه "التعقبات الصريحة على رسالة النصيحة"، نعم.
مقتطف من جلسة بين الشيخ البخاري و بعض الإخوة المغاربة بالمدينة المنورة عُقِد يوم الأربعاء 23 من المحرَّم 1435هـ/27-11-2013
سُئل الشيخ عبد الله البخاري -حفظه الله- السؤال التالي :
السائل : هذا يقول البعض يحتج عليه بكلام المشايخ السلفيين في أن النصيحة لا تقتضي المخالطة، فيقول : كيف تَنصح بدون مخالطة، بل يجب اختيار الفرصة و المجلس المناسب، و قد تُسلم على المخالف، و تضحك معه و تتكلم معه لعدة مجالس دون أن يكون فيها مناصحة إلى أن تحين الفرصة المناسبة، و قد تصل إلى سنوات.
الشيخ : هذا من وسوسة الشيطان، أقول هذا من وسوسة الشيطان، لا تَلازم بين النصيحة و المخالطة، لا تَلازم. فقد تُبين الحق من غير ماذا؟ مخالطة. طبعا يجب أن تعرفوا أن المنهي عنها في المخالطة لأمثال هؤلاء هي مخالطة الإلف، مخالطة الإلف و المؤانسة، أما بيان الحق له لابد. المخالطة تجلس معه ولا يجلس معك فتبين له. إنك تأتي قوما أهل إيش؟
السائل : كتاب.
الشيخ : فليكن أول ما تدعوهم إليه. الحديث في الصحيح عن حديث معاذ -رضي الله تعالى عنه-.
جاء في مسلم حديث يحيى بن يعمر و صاحبه إلى عبد الله بن عمر قال : إنه قد ظهر قبلنا أناس يتقفرون العلم و يقولون ألا قدر، و أن الأمر أنف، قال فأخبرهم أني بريء منهم و أنهم برآء مني حتى يؤمنوا بالقدر، إذاً -بارك الله فيك- موضوع المناصحة يفهمه هذا السائل أو يفهمه المجيب في مثل هذا السؤال فهما خاطئا غالطا، يجب تجلس و تماشي و تصاحب و تجالس و تداعب و تضحك و تمشي و تسافر و تأكل و تشرب حتى تقتنص الفرصة -ما شاء الله- هذه الفرصة كيف تقتنصها؟ كل هذه المآكلات و المشارباب و ما جاءت الفرصة! متى تبرأ الذمة إذاً؟ هذه ما هي مجالس مناصحة. هذه مجالس مآنسة و إلف، و هي التي نهى عنها السلف، قال أبو الدرداء -رضي الله تعالى عنه- كما عند أبي نعيم في الحلية، أن من فقه الرجل : مدخله ومخرجه و ممشاه و مجلسه مع أهل العلم، هذا من فقهه، أما تمشي أنت مع هؤلاء و تأتي و تأكل و تشرب و تسافر و تنام و تقوم و تقعد. و تضحك و تبتسم وو... هذه مآلفة و مآنسة و مآزرة حتى تقتنص الفرصة، فإذا ما جاءت الفرصة لتقتنصها أخشى أن يصيدك بدل أن تصيده، و قد صادك لأنه أغلق عليك، بماذا؟ بمكره، هذا غلط بارك الله فيكم و خطأ لا تنزلقوا فيه، نعم بيان الحق و النصيحة، إما مشافهة أو مجالسة على وجه النصح و البيان بلطف و علم و عدل بحسب المقام، نعم إن لم يتيسر هذا كتابة إليه، هذه مناصحة، أيضا ما تيسر لا هذا و لا هذا سجل له شريطا و أرسله، من أخيك فلان إلى أخيك كذا كذا، أرسل إليه (كلمة غير مفهومة) موجودة و الحمد لله، و قد بيّنا هذا، لا تَلازم بين الهجر و النصيحة، نعم في ردنا الذي سميناه "التعقبات الصريحة على رسالة النصيحة"، نعم.
مقتطف من جلسة بين الشيخ البخاري و بعض الإخوة المغاربة بالمدينة المنورة عُقِد يوم الأربعاء 23 من المحرَّم 1435هـ/27-11-2013