البركةُ مع أكابرِكم
للشَّيخ الأُصوليّ الفقيه
سُليمان الرّحيليّ
حفظه الله
للشَّيخ الأُصوليّ الفقيه
سُليمان الرّحيليّ
حفظه الله
أحسن اللهُ إليكم، ما معنى قول النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «البركةُ مع أكابرِكُم»[أخرجه ابن حبَّان(1912) والحاكم في المُستدرك(1/62)، قال الحاكم: صحيح على شرط البُخاريِّ"، ووافقه الذَّهبيُّ، قال الألبانيُّ: وهو كما قالا]م (الصَّحيحة: ح1778 /م4ص380)؟
◄ ................................................... ........اللهُ أكبر
البركةُ مع أكابرِكُم، والخيرُ في الأكابِر، والأكابرُ نوعان:
أكابر في العلم: كبَّرَهُم عِلمُهم بالكتاب والسُّنَّة وإنْ كانوا صِغار السِّنِّ، فالبركةُ معهم، فحيثُما وجدتَ عالِماً بالكتاب والسُّنَّة يُعلِّمُ الكتابَ والسُّنَّة، ويعلِّمُ منهجَ السَّلف الصَّالِح -رِضوان اللهُ عليهم-؛ فاعلمْ أنَّهُ كبيرٌ.
ثُمَّ هؤلاء العُلماء البركةُ مع الكبار مِنهم، فكُلُّ مَن دعا إلى الكتاب والسُّنَّة صادقاً -وعلامة الصَّدق منهج السَّلف- فهم كبار، ثُمَّ هؤلاء الكبار يتفاضلُون بحسب سِنِّهم وعلمهم.
والنَّوعُ الثَّاني الأكابر في السِّنِّ: ولو لم يكن عندهم علم، وهؤلاء معهم البركة، ومعهم الخير، فإنَّهم إنْ فاتَهُم العلمُ الشَّرعيِّ لم تَفُتْهُم الحكمةُ الّتي تعلَّمُوها مِن الدُّنيا.
ولذلك يا إخوة أهلُ الأهواء يُزهِّدُون في الكبار مِن العُلماء، وفي كبار السِّنِّ؛ لأنَّهم يعلمُون أنَّ الكبارَ مِن العُلماء يقطعُون عليهم طريقَ الشُّبُهات، وأنَّ الكبار مِن السِّنِّ يدُلُّون الشَّباب على الخير بفِطرتِهم وخِبرتِهم.
الآن بعضُ كبار السِّنِّ يُنْكرون ما يقع مِن خُروج على ولِيِّ الأمر، ومِن طعن فيه، لا بعلمٍ عندهم وإنَّما بحِكمةِ السِّنِين.
فلمَّا علِم أهلُ الأهواء أنَّ الحاجز المنيع بينهم وبين تخطُّفِ الشَّباب إنَّما هو الأكابر؛ طعنوا فيهم، فطعنوا في العُلماء، ولقَّبُوهم، ووصفُوهم، وزهَّدوا فيهم، وزهَّدوا الصِّغار في الكِبار.
يقولون: أبوك كبيرٌ في السِّنِّ، لكنَّه عاميٌّ، خلِّيك مع الشَّباب، حتَّى يُصبح الشَّاب يدخُلُ على أبيه، لا يُقيم لأبيه وزْناً! يقُول لهُ أبُوه: يا بُنَيِّ يا بُنَيِّ، يضعُ في نفسِه أنَّهُ مِسْكِين ما يدْري عن شيء؛ فيتخطَّفُهُ أهلُ الأهواء، حتَّى أصبح بعضُ الشَّباب يدخُلُ بيتَ أهلِه كأنَّه أسدٌ، أمُّه وأبُوه جالِسان، إنْ سلَّمَ عليهِما فحسنٌ! ثُمَّ يدخُلُ غُرفتَه حتَّي يذهب إلى الشَّباب، واللهُ هذا مِن فِعلِ أهلِ الأهواء.
أمَّا أهلُ السُّنَّة فيأمُرون بلُزُوم الكِبار: لُزوم الكِبار مِن العُلماء، ولُزوم كِبار السِّنِّ والاستِفادة مِن تجارِبِهم، وإكرامِهم، واللهِ لا يُكْرِم كِبار السِّنِّ إلاَّ كريم، ولا يُهِينُهم إلاَّ لئِيم.
والبركةُ مع الأكابِر في العلم، وفي السِّنِّ، فمَن أراد البركة فلْيَلْزمْ غرْزَ العُلماء الأكابر، وليكُنْ مع كِبارِ السِّنِّ مٌحترِماً لهم، مُوقِّراً لهم، عارفاً قدْرَهم، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
المقطع الصَّوتيّ مُقتطع مِن الصَّوتيَّة القيِّمة
"كأنَّها موعظة مُودِّع" على هذا الرَّابط
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=36820
ـــــــــــــــــــــــــــــ"كأنَّها موعظة مُودِّع" على هذا الرَّابط
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=36820
للفائدة أكثر في هذا الموضوع انظر في هذا الرَّابط http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=126580
تعليق