الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن بعض الناس قد قاموا في يوم الجمعة الموافق 12/شعبان/1434هـ بإحضار الشيخ عبدالعزيز بن ريس الريس إلى حفر الباطن، وجمعواله مجموعة من الإخوة والشباب وألقى عليهم كلمةً، وكان من ذلك أنه أتى بكلام على شيخناالعلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى لا يليق, وبان من ذلك أن ما كتبه من تراجع فيما سبق عن المؤاخذات في الإرجاء إنما هو في الحقيقة غير صحيح, وأنه تدليس وتلبيس, وكأن المراد فيما كتب الحصول على شيء من الكتابة من الشيخ صالح الفوزان ليدرأ بها من تكلَّم عليه وحذَّر من أخطائه وطريقته, مثل الشيخ عبدالسلام البرجس رحمه الله, كما أخبرني بذلك الشيخ عبدالكريم بن محمد المنيف رحمه الله والشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله, ومثل الشيخ عبيد الجابري في ردٍّ مفصلٍ عليه.
فأقول موضحاً ما تقدم :
أولاً : إن الريس لما اجتمع بأولئك الشباب والإخوة, وذكروا تراجعه عما لاحظ عليه الشيخ صالح الفوزان وانتقده عليه من أمور الإرجاء، أجابهم مبيناً أنه لم يكن قد أخطأ, وأنه لم يتراجع, وأن ما كتبه إنما هو مجاملةً للفوزان وعدم إحراج له, لأنه تبين للشيخ للفوزان - فيما يزعم الريس - أنه قد أخطأ في حقه, فكتب الريس ما كتب من تراجع استحياءً من الشيخ وحتى لا يحرجه أمام الناس - كذا قال - كما حدثني به مجموعة من الإخوة ممن حضر وممن سمع من حضر منهم. وهذا الكلام المتجرد من الأدب من جميع النواحي مع الشيخ صالح الفوزان يدل على حقيقة الريس وكتابته, والتي أوهم فيها التراجع, وهو في الحقيقة لم يتراجع, وذلك عندما قال فيما كتبه : وكل ما قلت أو كتبته أو نسب إلي مما يخالف هذا فأنا راجع عنه إن وجد!! فإن قوله (إن وجد) : يشير به أن ما انتقد عليه غير موجود في الحقيقة.
ويؤكد مقوله هذا ما قام به من شرحٍ وتعليقٍ على ما كتبه الشيخ الفوزان تعليقاً على ما كتب - أي الريس - في تراجعه حيث قال: هذا تأكيد على أنه لم يقع في كتاباتي ومسموعاتي إرجاء. وهو في ذلك أيضاً يوهم القارئ أن في كلام الشيخ صالح الفوزان تناقضاً. كيف وقد قال الفوزان في تعليقه على ما كتبه الريس من تراجع: "والآن وقد صرَّح برجوعه". وقد سئل الشيخ الفوزان حفظه الله عن أحد كتب الريس وهو كتاب الإلمام بشرح نواقض الإسلام, حيث قرر فيه أن العذر بالجهل عام في كل مكفر. فقال الشيخ حفظه الله مجيباً : هذا إرجاء! هذا قرأناه, أدركنا أنه كتاب إرجاء! وهو خلاف النواقض التي ذكرها شيخ الإسلام, هو بزعمه يشرح, وهو يرد على الشيخ, هذا الكتاب يجب أن
يصادر, ولا يغتر به.
ثانياً : أنه نقل كلام الشيخ الفوزان في تعليقه على تراجعه في موقعه (الإسلام العتيق) معلقاً وشارحاً ومستنبطاً, وعنون لذلك بهذه العبارة: (تزكية وتبرئة من الإرجاء خطية من الوالد العلامة الفوزان...).
فأقول في ذلك ملاحظتان :
الأولى : أن ما كتبه الفوزان إنما هو إقرار على ما كتبه الريس من قوله بالرجوع, وليس بتزكية, لأن التزكية شأن آخر, وهو أن يزكى الرجل عموماً بأقواله وأعماله.
الثانية : أن قوله في عنوانه (تبرئة من الإرجاء) قول غير صحيح, بل فيه إيهام للقارئ بتناقض الشيخ الفوزان في كتابته عليه, فإن التبرئة معناها تبرئة الرجل مما نسب إليه من أخطاء وملحوظات أخذت عليه. والشيخ حفظه الله لم يبرئ الريس مما سبق في كتاباته, فإن كتابته حفظه الله إنما هي إقرار على ما كتبه الريس من تراجع عما لاحظ عليه من إرجاء في كتاباته, والتي منها كتابه : الإلمام بشرح نواقض الإسلام.
وأخيراً أقول إن هذه التناقضات والتخبطات عند الريس بسبب نشأته التي بدأها على فكر التكفير وأنه لما رجع عنه فإنه بدأ بنشاط وحماس معاكس ضد فكر التكفير وحملته ممن ينتسب للجماعات الحزبية كالإخوان المسلمين, ولكن دون أن يضبط ذلك بضوابط شرعية, أو أن يكون عنده أهلية علمية ورجوع للعلماء والالتفاف حولهم والاسترشاد بمشورتهم فيما يكتبه أو يقوله, فجعله ذلك يحصل منه هذه التخبطات والتناقضات, وكتاباته وأقواله تشهد بذلك. فنسأل الله تعالى أن يبصر الريس الهدى وأن يهدينا وإياه إلى سبيل السنة، وأن يرزقنا وإياه العلم النافع, وأن يجعلنا ملتفين حول علمائنا أهل السنة الربانيين.
ثم إنني أوصي إخواننا أن يحتاطوا لدينهم, وأن يعرفوا عمن يأخذون عنه, وأن يرجعوا إلى علمائهم وطلاب العلم الذين أخذوا عن العلماء وتربوا عليهم, فإن هذا العلم دين فلينظروا عمن يأخذون دينهم, وليحرصوا على أن ينشؤوانشأة سنية بين يدي العلماء, فإن السلف كانوا يولون النشأة أعظم الاهتمام, وكانوا يوصون طلابهم باختيار من ينشأون عليه, وكانوا يرون ذلك في الرجل - غالباً - علامةً على منهجه, فإن رأوه نشأ بين يدي أهل السنة رجوه, وإن رأوه قد نشأ على أيدي أهل البدع والأهواء أيسوا منه.
يقول عمرو بن قيس الملائي الكوفي: "إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشوئه".
وقال أيضا : "إن الشاب لينشأ، فإن آثر أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم، وإن مال إلى غيرهم كاد يعطب".
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على السنة, وعلى سبيل سلف هذه الأمة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.
وكتبه عبدالله بن صلفيق الظفيري
الثلاثاء: 16/شعبان/1434هـ
الموافق لـ25/يونيو/2013
المصدر: موقع الشيخ حفظه الله.
فإن بعض الناس قد قاموا في يوم الجمعة الموافق 12/شعبان/1434هـ بإحضار الشيخ عبدالعزيز بن ريس الريس إلى حفر الباطن، وجمعواله مجموعة من الإخوة والشباب وألقى عليهم كلمةً، وكان من ذلك أنه أتى بكلام على شيخناالعلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى لا يليق, وبان من ذلك أن ما كتبه من تراجع فيما سبق عن المؤاخذات في الإرجاء إنما هو في الحقيقة غير صحيح, وأنه تدليس وتلبيس, وكأن المراد فيما كتب الحصول على شيء من الكتابة من الشيخ صالح الفوزان ليدرأ بها من تكلَّم عليه وحذَّر من أخطائه وطريقته, مثل الشيخ عبدالسلام البرجس رحمه الله, كما أخبرني بذلك الشيخ عبدالكريم بن محمد المنيف رحمه الله والشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله, ومثل الشيخ عبيد الجابري في ردٍّ مفصلٍ عليه.
فأقول موضحاً ما تقدم :
أولاً : إن الريس لما اجتمع بأولئك الشباب والإخوة, وذكروا تراجعه عما لاحظ عليه الشيخ صالح الفوزان وانتقده عليه من أمور الإرجاء، أجابهم مبيناً أنه لم يكن قد أخطأ, وأنه لم يتراجع, وأن ما كتبه إنما هو مجاملةً للفوزان وعدم إحراج له, لأنه تبين للشيخ للفوزان - فيما يزعم الريس - أنه قد أخطأ في حقه, فكتب الريس ما كتب من تراجع استحياءً من الشيخ وحتى لا يحرجه أمام الناس - كذا قال - كما حدثني به مجموعة من الإخوة ممن حضر وممن سمع من حضر منهم. وهذا الكلام المتجرد من الأدب من جميع النواحي مع الشيخ صالح الفوزان يدل على حقيقة الريس وكتابته, والتي أوهم فيها التراجع, وهو في الحقيقة لم يتراجع, وذلك عندما قال فيما كتبه : وكل ما قلت أو كتبته أو نسب إلي مما يخالف هذا فأنا راجع عنه إن وجد!! فإن قوله (إن وجد) : يشير به أن ما انتقد عليه غير موجود في الحقيقة.
ويؤكد مقوله هذا ما قام به من شرحٍ وتعليقٍ على ما كتبه الشيخ الفوزان تعليقاً على ما كتب - أي الريس - في تراجعه حيث قال: هذا تأكيد على أنه لم يقع في كتاباتي ومسموعاتي إرجاء. وهو في ذلك أيضاً يوهم القارئ أن في كلام الشيخ صالح الفوزان تناقضاً. كيف وقد قال الفوزان في تعليقه على ما كتبه الريس من تراجع: "والآن وقد صرَّح برجوعه". وقد سئل الشيخ الفوزان حفظه الله عن أحد كتب الريس وهو كتاب الإلمام بشرح نواقض الإسلام, حيث قرر فيه أن العذر بالجهل عام في كل مكفر. فقال الشيخ حفظه الله مجيباً : هذا إرجاء! هذا قرأناه, أدركنا أنه كتاب إرجاء! وهو خلاف النواقض التي ذكرها شيخ الإسلام, هو بزعمه يشرح, وهو يرد على الشيخ, هذا الكتاب يجب أن
يصادر, ولا يغتر به.
ثانياً : أنه نقل كلام الشيخ الفوزان في تعليقه على تراجعه في موقعه (الإسلام العتيق) معلقاً وشارحاً ومستنبطاً, وعنون لذلك بهذه العبارة: (تزكية وتبرئة من الإرجاء خطية من الوالد العلامة الفوزان...).
فأقول في ذلك ملاحظتان :
الأولى : أن ما كتبه الفوزان إنما هو إقرار على ما كتبه الريس من قوله بالرجوع, وليس بتزكية, لأن التزكية شأن آخر, وهو أن يزكى الرجل عموماً بأقواله وأعماله.
الثانية : أن قوله في عنوانه (تبرئة من الإرجاء) قول غير صحيح, بل فيه إيهام للقارئ بتناقض الشيخ الفوزان في كتابته عليه, فإن التبرئة معناها تبرئة الرجل مما نسب إليه من أخطاء وملحوظات أخذت عليه. والشيخ حفظه الله لم يبرئ الريس مما سبق في كتاباته, فإن كتابته حفظه الله إنما هي إقرار على ما كتبه الريس من تراجع عما لاحظ عليه من إرجاء في كتاباته, والتي منها كتابه : الإلمام بشرح نواقض الإسلام.
وأخيراً أقول إن هذه التناقضات والتخبطات عند الريس بسبب نشأته التي بدأها على فكر التكفير وأنه لما رجع عنه فإنه بدأ بنشاط وحماس معاكس ضد فكر التكفير وحملته ممن ينتسب للجماعات الحزبية كالإخوان المسلمين, ولكن دون أن يضبط ذلك بضوابط شرعية, أو أن يكون عنده أهلية علمية ورجوع للعلماء والالتفاف حولهم والاسترشاد بمشورتهم فيما يكتبه أو يقوله, فجعله ذلك يحصل منه هذه التخبطات والتناقضات, وكتاباته وأقواله تشهد بذلك. فنسأل الله تعالى أن يبصر الريس الهدى وأن يهدينا وإياه إلى سبيل السنة، وأن يرزقنا وإياه العلم النافع, وأن يجعلنا ملتفين حول علمائنا أهل السنة الربانيين.
ثم إنني أوصي إخواننا أن يحتاطوا لدينهم, وأن يعرفوا عمن يأخذون عنه, وأن يرجعوا إلى علمائهم وطلاب العلم الذين أخذوا عن العلماء وتربوا عليهم, فإن هذا العلم دين فلينظروا عمن يأخذون دينهم, وليحرصوا على أن ينشؤوانشأة سنية بين يدي العلماء, فإن السلف كانوا يولون النشأة أعظم الاهتمام, وكانوا يوصون طلابهم باختيار من ينشأون عليه, وكانوا يرون ذلك في الرجل - غالباً - علامةً على منهجه, فإن رأوه نشأ بين يدي أهل السنة رجوه, وإن رأوه قد نشأ على أيدي أهل البدع والأهواء أيسوا منه.
يقول عمرو بن قيس الملائي الكوفي: "إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشوئه".
وقال أيضا : "إن الشاب لينشأ، فإن آثر أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم، وإن مال إلى غيرهم كاد يعطب".
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على السنة, وعلى سبيل سلف هذه الأمة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.
وكتبه عبدالله بن صلفيق الظفيري
الثلاثاء: 16/شعبان/1434هـ
الموافق لـ25/يونيو/2013
المصدر: موقع الشيخ حفظه الله.