بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:
فقد كنتُ أُقدِّم رجلاً وأُوخِّر أخرى للرد على شبهة تهافت عليها بعض الحزبيين وأدعياء السلفية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، بل لقد تناقشتُ مع أحدهم بخصوص هذه الشبهة، فانقلب خاسئًا وهو حسير.
وهذه الشبهة هي: أننا لم نسمع لكم كلمة -يا من كنتم تحرِّمون الخروج على (مبارك)- في التحذير من هذه المظاهرات والاعتصامات التي قام بها المعارِضون لإسقاط الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي -وفقه الله للحُكم بشريعته- بل تعالتْ بعض الأصوات مطالبةً بإسقاط النظام!!
ولحقارة هذه الشبهة التي تدل على غباء صاحبها وإفلاسه من الحجج والبراهين، أعرضتُ عنها، لكن لما رأيتُ (أعور العينين!!) قد لاكَ هذه الشبهة، وخطّها ببنانه، واعتقدها بجنانه، عزمتُ على دحضها، وتبيينِ (كذب!!) هذا المطموس الكذاب -كما لقّبه بذلك الشيخ رسلان في رسالته: (فضيحة المطموس الكذاب)-؛ لتستبينَ سبيلُ المجرمين.
فقد قال (أعور العينين): (ولكن الشيخ رسلان ومَن على منهجه يشاركون أسامة في أمور خطيرة، فمن ذلك أن الشيخ محمد سعيد رسلان يعتبر محمد حسني مبارك من رؤوس العلمانية في العصر الحديث، ومع ذلك كان يعده ولي أمر شرعي، ويحرم الخروج عليه، وإن قدر المسلمون على تغييره، لأنه حاكم شرعي عنده، وكان يهيج هو وأصحابه إذا وجدوا مَن يخرج عليه سواء كان ذلك من المشايخ في الدروس أو في الخطب أو كان من السياسيين في مظاهرات ونحو ذلك، وكانت قيامتهم تقوم في خطبهم ودروسهم وفي كتاباتهم ولا تقعد إذا وجدوا شيئًا من ذلك، وتجد الأصوات العالية حتى تبح، والغضب العارم الذي لا يطفأ، والتحذير من الفتن والفساد في الأرض، والأحاديث تنهال على السامعين في تحريم الخروج على ولي الأمر العلماني بشهادتهم، فلما ولي الدكتور محمد مرسي حافظ كتاب الله الذي يشهد الجمع والجماعات مع المسلمين، وتكاتف عليه العلمانيون والنصارى والخونة العملاء، وأحاطوا بقصره، لم تصلني كلمة إنكار واحدة من واحد منهم، ولو بصوت خافت، وليس بصياح لعله يؤثر على أصابع أقدامهم لما كانوا يفعلون أيام حسني مبارك لم نسمع لأحد منهم كلمة إنكار واحدة على هؤلاء العلمانيين الشرذمة القليلة التي تريد أن تفرض علمانيتها على الشعب المسلم .
فهل الشيخ محمد سعيد رسلان ومَن على شاكلته من غلاة التجريح لا يرون أحدًا ولي أمر شرعي إلا أن يكون علمانيًا أم ماذا؟). اهـ
المصدر:
مقال تم نشره على الموقع الرسمي (لأعور العينين) بتاريخ 9/12/2012 م، وقد كان بعنوان: (ليحذر الشيخ محمد رسلان ومَن على شاكلته أن يؤولوا إلى ما آل إليه أسامة القوصي).
لكن قبل بيان كذب (أعور العينين) فيما نسبه لمشايخ أهل السنة -غلاة التجريح في زعمه- من أنه لم يسمع كلمةَ إنكارٍ واحدة!!!، أقول له: قبل أن تُطالِب مشايخ أهل السنة -الذين اعترفوا (بمرسي) كولي أمر شرعي- بالتحذير من الخروج على الرئيس (مرسي)، لماذا لم تُطالِب -يا أعور العينين- إخوانك الحزبيين من مشايخ الدعوة التلفية!! بالإسكندرية بالاعتراف بـ (مرسي) كولي أمر شرعي -أولًا-؟!!
فها هو ذا (عبدالمنعم الشحات) -أحد مشايخ الدعوة الحزبية!! بالإسكندرية- يُسأل -كما في هذا المقطع-: هل محمد مرسي ولي أمر شرعي أم لا؟ فكانت الإجابة -باختصار-: لا، ليس ولي أمر شرعي!!
فأيهما أحق بالإنكار عليه -يا حزبيون- الذي يُصرِّح بأن (محمد مرسي) ولي أمر يُسمع له ويُطاع في المعروف، أم الذي لا يرى له بيعةً أصلًا؟!! أجيبونا إنْ كنتم تنطقون.
وأما استظرافه عندما قال -بل قاء-: (فهل الشيخ محمد سعيد رسلان ومَن على شاكلته من غلاة التجريح لا يرون أحدًا ولي أمر شرعي إلا أن يكون علمانيًا أم ماذا؟). اهـ
فبدايةً أقول له -كما قال له الشيخ رسلان في رسالته (فضيحة المطموس الكذاب)-: (إياك والاستظراف، فلستَ من أهله، ولا أراكَ -واللهِ- إلا ثقيلَ الظل، باردَ الحِسِّ).
فإنَّ الشيخ رسلان ومشايخ أهل السنة أعلنوا منذ أن تولى الرئيس (محمد مرسي) السلطة في مصر، أنه ولي أمر شرعي، فلمَ هذا الاستظراف -بل الكذب!!-؟!!
وللشيخ رسلان -وحده- أكثر من موضع يقرِّر فيه هذه المسألة؛ فقد قال الشيخُ في (خطبة الحاكم والمحكوم والجماعة): (وقد صار الناس في مصر إلى رئيس -أو حاكم أو ولي أمر-، والذي أعتقده ويعتقده أهل السُّنَّة هو ما دلَّ عليه منهاج النبوة، وهو:
أنه يجب السمع والطاعة له في المعروف، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة فيما أمر به منها، ويُسمع ويُطاع له فيما دون ذلك من المعروف، ولا تُنزَع يد من طاعة، ولا يحل الخروج عليه، ولا منازعته في الأمر.
ومن الخروج عليه: انتقاض سياسته، والتشهير بطريقة إدارته، والخوض في خصوصياته وسيرته، وتناوله بما لا يليق في المجامع أو على رءوس المنابر والنَّدْوَات أو في المَحافِل والمُسامَرات). اهـ
وأكّد الشيخُ على هذا المعنى في مقالٍ له بعنوان: (سؤالٌ وجواب)، وهو منشورٌ على الموقع الرسمي له، وقد جاء فيه: (لا يجوزُ أنْ يُلَقَّبَ د.مُرْسِي ولا غيره؛ مِمَّنْ سَبَقَهُ، أو هو معاصِرُهُ، أو مَنْ بَعْدَهُ، بـ (أمير المؤمنين).
وإنَّمَا هو حاكمٌ، أو وليُّ أمرٍ، أو رئيسٌ، له حقُّ السمعِ والطاعةِ في غيرِ معصية، فإنْ أَمَرَ بمعصيةٍ فلا سمعَ ولا طاعةَ.) اهـ
ثم يأتي بعد ذلك -كله- (أعور العينين) ويستظرفُ قائلًا: (فهل الشيخ محمد سعيد رسلان ومَن على شاكلته من غلاة التجريح لا يرون أحدًا ولي أمر شرعي إلا أن يكون علمانيًا أم ماذا ؟)؟!!
والآن قد حان بيانُ كذبِ (أعور العينين) فيما ادعاه من أن مشايخ أهل السنة لم يحذّروا من الخروج على الرئيس مرسي، حيث قال: (لم تصلني كلمة إنكار واحدة من واحد منهم ، ولو بصوت خافت ، وليس بصياح لعله يؤثر على أصابع أقدامهم لما كانوا يفعلون أيام حسني مبارك لم نسمع لأحد منهم كلمة إنكار واحدة على هؤلاء العلمانيين الشرذمة القليلة التي تريد أن تفرض علمانيتها على الشعب المسلم). اهـ
فهذا واللهِ كذبٌ أبلق له قرنان، ويحك يا هذا!! أما علمتَ -يومًا- أنّ الكذبَ مسقطٌ لعدالة الرجل؟!!
وقبل أن أُجيبك وأُظهر للجميع كذبك، أقول: إن مشايخ أهل السنة لو لم يتحدثوا عن حرمة ما جرى من مظاهرات واعتصامات قام بها المعارِضون حول قصر الرئاسة، وأنه يُعد من الخروج على ولي الأمر، لمّا ضرّهم ذلك؛ لأن موقفهم لا يمكن المزايدة عليه؛ فهو معروفٌ معلومٌ للجميع منذ الخروج على الرئيس المخلوع، لا يُرَغِّبُ فيه حُبُّ حبيب، ولا يصد عنه -عَلِمَ اللهُ- بغضُ بغيض.
فمشايخٌ حذّروا من الخروج على مثل (مبارك) -الذي تصفه أنتَ بالعلماني-، ووقفوا ضد (ثورةِ) شعبٍ عارمةٍ -ثورة الخامس والعشرين من يناير-، بل إن منهم مَن ضُرب!!، واتُهموا بأبشع الاتهامات من مثل: عبّاد الطواغيت!!، عملاء أمن الدولة!! مرجئة!! مداخِلَة!! جامية!! رسلانية!! بيلية!!، وغيرها من تلك الأوصاف، أفلا يكون موقفهم من باب أولى التحذير من الخروج على الرئيس (مرسي)؟!!
لكن الذي يدعو للعجب هو موقفكم أنتم -يا مشايخ الخزي والعار!!-، فلمَ أجزتم الخروج على (مبارك)، وتحرّمونه -الآن- ضد (مرسي) -وكلاهما يحكم بغير ما أنزل الله-؟!!!
والآن مع دحض الشبهة التي افتراها (أعور العينين):
أما قوله: (وكانت قيامتهم تقوم في خطبهم ودروسهم وفي كتاباتهم ولا تقعد إذا وجدوا شيئا من ذلك ، وتجد الأصوات العالية حتى تبح ، والغضب العارم الذي لا يطفأ ، والتحذير من الفتن والفساد في الأرض). اهـ
فللشيخ رسلان -وحده- خطبتي جمعة متتاليتين في التحذير من الفتن!! -وقت هذه الأحداث-، فما أكذبكَ يا رجل!!
الخطبة الأولى كانت بعنوان: (نعوذُ بالله من الفتن)، وقد كانت بتاريخ: الجمعة 16 من المحرم 1434هـ الموافق 30-11-2012م
والخطبة الثانية كانت بعنوان: (إنها الفتنة)، وقد كانت بتاريخ: الجمعة 23 من المحرم 1434هـ الموافق 7-12-2012م
وأمَّا قولك: (فلما ولي الدكتور محمد مرسي حافظ كتاب الله الذي يشهد الجمع والجماعات مع المسلمين ، وتكاتف عليه العلمانيون والنصارى والخونة العملاء ، وأحاطوا بقصره ، لم تصلني كلمة إنكار واحدة من واحد منهم ، ولو بصوت خافت ، وليس بصياح لعله يؤثر على أصابع أقدامهم لما كانوا يفعلون أيام حسني مبارك لم نسمع لأحد منهم كلمة إنكار واحدة على هؤلاء العلمانيين الشرذمة القليلة التي تريد أن تفرض علمانيتها على الشعب المسلم). اهـ
فهذا من الكذب البيِّن !
وللشيخِ (عادل الشوربجي) كذلك تحذيرٌ من هذه المظاهرات والاعتصامات حيث قال -بملء الفم!!- كذا قال- حفظه الله-: (الذي أريدُ أن أقوله وأصدعُ به -بملء الفم- وهو معتقدُ أهل السنة والجماعة- أنّ ما يحدث في مصرنا من تظاهرات واعتصامات وإضرابات مخالفٌ لشريعة رب الأرض والسماوات باتفاق عقلاء الأمة، لا أعني أهل البدعة المتهوكون الذين يتكلمون بكلامٍ قبل وبعد!!
وولي أمر المسلمين -وهو في مصرنا الآن- الدكتور (محمد مرسي)، وصلَ إلى سدة الحكم الذي نعتقده بطريقة غير مشروعة، ولكن وصلَ، له السمع، وله الطاعة، لا ننزع يدًا من طاعة، لا نخرج عليه، لا نُشغِّب عنه، لا نذكر مساوئه، ولا نُعيبه، ومَن فعل ذلك فهو من الخوارج...). اهـ
ولتحميل هذا المقطع كاملًا: اضغط هنا
وهو جزءٌ من خطبة الجمعة (مرض سوء الظن)، وقد كانت بتاريخ: الجمعة 16 من المحرم 1434هـ الموافق 30-11-2012م
ثم يأتي بعد ذلك -كله- (أعور العينين) ويُزايد على مشايخ أهل السنة، ويفتري الكذب عليهم هو وغيره من أدعياء السلفية -قصم الله ظهورهم جميعًا-.
وأخيرًا لا أجدُ كلماتٍ أختم بها هذا المقال بأفضل من هذه الكلمات التي نطق بها فضيلة الشيخ المجاهد محمد سعيد رسلان، والتي حريٌّ بأن تُكتَب بماء الذهب، حيث قال في خطبة (الحاكم والمحكوم والجماعة): (...وإذا كنتم قد قررتم أنّ المظاهرات، والاعتصامات، وأن العصيان المدني، وما وارء ذلك من وسائل التعبير عن الرأي.. إذا كنتم قد قررتم أن ذلك كله حقٌ شرعي مكفولٌ لكل مسلم -بل لكل مواطن- فلا حرمة على مَن فعله وأتى به، فهل هو كذلك في الدولة الجديدة؟!!
يتظاهر الناس بلا حرج؟! يعتصمون بلا تثريب؟! ويقطعون الطرقات، ويعتدون على الحرمات؟! إذا كنتم قد قررتم أن ذلك كان بالأمس جائزًا، فهل هو على جوازه اليوم؟!!
وإذا قلتم: نعم.
فنحن أهلَ السُّنَّة كما يقول أئمتنا نقول، وأئتمنا يقولون بعدم جوازه، بل يقولون بحرمته، فقولوا لنا اليوم أيُّ الفريقين أنفعُ للدولة الجديدة؟!! وأيهما أضرُّ عليها؟!! أهلُ السُّنَّة أم أنتم؟!!
أولئك المبتدعة قرروا يومًا أن الاعتصامات، والمظاهرات، والعصيان المدني إلى غير من وسائل التعبير عن الرأي، كل ذلك حق شرعي مكفول للمواطن -هكذا بإطلاق من مسلمٍ وكافرٍ!!-.
وكنا -تبعًا لأئمتنا- نقرر ونكرر عدم جوازه، بل نقول بقول أئتمنا بحرمته، فأيُّ الفريقين أنفع للدولة الجديدة اليوم؟!!
الذين يقولون: إن الناس في الدولة الجديدة لهم حق الاعتصام، وحق التظاهر، وحقُّ الخروج على الإمام -على الحاكم- إذا ظلم، وجار، واستأثر عليهم بالأموال، بل يصرِّحون أنهم يخرجون عليه إذا لم يفِ بوعوده!!
أيُّ الفريقين أنفعُ للدولة الجديدة؟!!
هؤلاء!! بما هم عليه من آراء الخوارج، أم أهلُ السُّنَّة؟!! كلامُهم بالأمس كلامُهم اليوم، لا يتغير، لا يُرَغِّبُ فيه حُبُّ حبيب، ولا يصد عنه -عَلِمَ اللهُ- بغضُ بغيض؛ لأنه الدين؛ لأنها العقيدة.. فأي الفريقين أنفعُ للدولة الجديدة؟!!
لقد كنا نقرر -وما زلنا نكرر- أن الخروج على الحاكم الجائر الظالم لا يجوز، وأن الإجماع منعقدٌ على حرمته وعدم جوازه.
وذهبوا -ذهبَ شيوخُ الضلالة- يبترون النصوصَ، ويحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه؛ ليثبتوا ألا إجماعَ على ذلك!! بخياناتٍ علمية فِجِّةٍ!! وممارساتٍ لا تمتُّ إلى العلم بصلةٍ!! وإن مَتَّت إليه بسببٍ فبمثل خيط العنكبوت!!
كان أتباعُ وأبناء (حُرْقُوص!!) يبترون النصوص، ويحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه؛ ليبثتوا ألا إجماعَ على الخروج على الحاكم الظالم الجائر -إذا وقع منه ظلمٌ أو جورٌ-.
والقولُ اليوم هل إذا وقع من الحاكم اليوم جَور وظلم تجيزون الخروج عليه؟!!
أهلُ السُّنَّة لا يميل بهم هوى، ولا يتَّبِعُون الأهواء ولا الآراء، وهم إن وقع ظلمٌ أو جورٌ أو استئثار بثروة من الحاكم سيقولون ما كانوا بالأمس يقولون: لا يجوز الخروج عليه -ولو بالكلمة- تمامًا كما كانوا يقولون، لا يصدُّ عنه بغضُ بغيض ولا يدفع إليه حبُّ حبيب.
تتغير الأشخاص والدول، والقواعدُ ثابتة، والنصوص خالدة، وفهمُ سلفنا لها يلزمنا، ونحن عليه -إن شاء الله- ثابتون بتثبيت ربنا الكريم المجيد...). اهـ
السلام عليكم ورحمة الله
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:
فقد كنتُ أُقدِّم رجلاً وأُوخِّر أخرى للرد على شبهة تهافت عليها بعض الحزبيين وأدعياء السلفية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، بل لقد تناقشتُ مع أحدهم بخصوص هذه الشبهة، فانقلب خاسئًا وهو حسير.
وهذه الشبهة هي: أننا لم نسمع لكم كلمة -يا من كنتم تحرِّمون الخروج على (مبارك)- في التحذير من هذه المظاهرات والاعتصامات التي قام بها المعارِضون لإسقاط الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي -وفقه الله للحُكم بشريعته- بل تعالتْ بعض الأصوات مطالبةً بإسقاط النظام!!
ولحقارة هذه الشبهة التي تدل على غباء صاحبها وإفلاسه من الحجج والبراهين، أعرضتُ عنها، لكن لما رأيتُ (أعور العينين!!) قد لاكَ هذه الشبهة، وخطّها ببنانه، واعتقدها بجنانه، عزمتُ على دحضها، وتبيينِ (كذب!!) هذا المطموس الكذاب -كما لقّبه بذلك الشيخ رسلان في رسالته: (فضيحة المطموس الكذاب)-؛ لتستبينَ سبيلُ المجرمين.
فقد قال (أعور العينين): (ولكن الشيخ رسلان ومَن على منهجه يشاركون أسامة في أمور خطيرة، فمن ذلك أن الشيخ محمد سعيد رسلان يعتبر محمد حسني مبارك من رؤوس العلمانية في العصر الحديث، ومع ذلك كان يعده ولي أمر شرعي، ويحرم الخروج عليه، وإن قدر المسلمون على تغييره، لأنه حاكم شرعي عنده، وكان يهيج هو وأصحابه إذا وجدوا مَن يخرج عليه سواء كان ذلك من المشايخ في الدروس أو في الخطب أو كان من السياسيين في مظاهرات ونحو ذلك، وكانت قيامتهم تقوم في خطبهم ودروسهم وفي كتاباتهم ولا تقعد إذا وجدوا شيئًا من ذلك، وتجد الأصوات العالية حتى تبح، والغضب العارم الذي لا يطفأ، والتحذير من الفتن والفساد في الأرض، والأحاديث تنهال على السامعين في تحريم الخروج على ولي الأمر العلماني بشهادتهم، فلما ولي الدكتور محمد مرسي حافظ كتاب الله الذي يشهد الجمع والجماعات مع المسلمين، وتكاتف عليه العلمانيون والنصارى والخونة العملاء، وأحاطوا بقصره، لم تصلني كلمة إنكار واحدة من واحد منهم، ولو بصوت خافت، وليس بصياح لعله يؤثر على أصابع أقدامهم لما كانوا يفعلون أيام حسني مبارك لم نسمع لأحد منهم كلمة إنكار واحدة على هؤلاء العلمانيين الشرذمة القليلة التي تريد أن تفرض علمانيتها على الشعب المسلم .
فهل الشيخ محمد سعيد رسلان ومَن على شاكلته من غلاة التجريح لا يرون أحدًا ولي أمر شرعي إلا أن يكون علمانيًا أم ماذا؟). اهـ
المصدر:
مقال تم نشره على الموقع الرسمي (لأعور العينين) بتاريخ 9/12/2012 م، وقد كان بعنوان: (ليحذر الشيخ محمد رسلان ومَن على شاكلته أن يؤولوا إلى ما آل إليه أسامة القوصي).
لكن قبل بيان كذب (أعور العينين) فيما نسبه لمشايخ أهل السنة -غلاة التجريح في زعمه- من أنه لم يسمع كلمةَ إنكارٍ واحدة!!!، أقول له: قبل أن تُطالِب مشايخ أهل السنة -الذين اعترفوا (بمرسي) كولي أمر شرعي- بالتحذير من الخروج على الرئيس (مرسي)، لماذا لم تُطالِب -يا أعور العينين- إخوانك الحزبيين من مشايخ الدعوة التلفية!! بالإسكندرية بالاعتراف بـ (مرسي) كولي أمر شرعي -أولًا-؟!!
فها هو ذا (عبدالمنعم الشحات) -أحد مشايخ الدعوة الحزبية!! بالإسكندرية- يُسأل -كما في هذا المقطع-: هل محمد مرسي ولي أمر شرعي أم لا؟ فكانت الإجابة -باختصار-: لا، ليس ولي أمر شرعي!!
فأيهما أحق بالإنكار عليه -يا حزبيون- الذي يُصرِّح بأن (محمد مرسي) ولي أمر يُسمع له ويُطاع في المعروف، أم الذي لا يرى له بيعةً أصلًا؟!! أجيبونا إنْ كنتم تنطقون.
وأما استظرافه عندما قال -بل قاء-: (فهل الشيخ محمد سعيد رسلان ومَن على شاكلته من غلاة التجريح لا يرون أحدًا ولي أمر شرعي إلا أن يكون علمانيًا أم ماذا؟). اهـ
فبدايةً أقول له -كما قال له الشيخ رسلان في رسالته (فضيحة المطموس الكذاب)-: (إياك والاستظراف، فلستَ من أهله، ولا أراكَ -واللهِ- إلا ثقيلَ الظل، باردَ الحِسِّ).
فإنَّ الشيخ رسلان ومشايخ أهل السنة أعلنوا منذ أن تولى الرئيس (محمد مرسي) السلطة في مصر، أنه ولي أمر شرعي، فلمَ هذا الاستظراف -بل الكذب!!-؟!!
وللشيخ رسلان -وحده- أكثر من موضع يقرِّر فيه هذه المسألة؛ فقد قال الشيخُ في (خطبة الحاكم والمحكوم والجماعة): (وقد صار الناس في مصر إلى رئيس -أو حاكم أو ولي أمر-، والذي أعتقده ويعتقده أهل السُّنَّة هو ما دلَّ عليه منهاج النبوة، وهو:
أنه يجب السمع والطاعة له في المعروف، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة فيما أمر به منها، ويُسمع ويُطاع له فيما دون ذلك من المعروف، ولا تُنزَع يد من طاعة، ولا يحل الخروج عليه، ولا منازعته في الأمر.
ومن الخروج عليه: انتقاض سياسته، والتشهير بطريقة إدارته، والخوض في خصوصياته وسيرته، وتناوله بما لا يليق في المجامع أو على رءوس المنابر والنَّدْوَات أو في المَحافِل والمُسامَرات). اهـ
وأكّد الشيخُ على هذا المعنى في مقالٍ له بعنوان: (سؤالٌ وجواب)، وهو منشورٌ على الموقع الرسمي له، وقد جاء فيه: (لا يجوزُ أنْ يُلَقَّبَ د.مُرْسِي ولا غيره؛ مِمَّنْ سَبَقَهُ، أو هو معاصِرُهُ، أو مَنْ بَعْدَهُ، بـ (أمير المؤمنين).
وإنَّمَا هو حاكمٌ، أو وليُّ أمرٍ، أو رئيسٌ، له حقُّ السمعِ والطاعةِ في غيرِ معصية، فإنْ أَمَرَ بمعصيةٍ فلا سمعَ ولا طاعةَ.) اهـ
ثم يأتي بعد ذلك -كله- (أعور العينين) ويستظرفُ قائلًا: (فهل الشيخ محمد سعيد رسلان ومَن على شاكلته من غلاة التجريح لا يرون أحدًا ولي أمر شرعي إلا أن يكون علمانيًا أم ماذا ؟)؟!!
والآن قد حان بيانُ كذبِ (أعور العينين) فيما ادعاه من أن مشايخ أهل السنة لم يحذّروا من الخروج على الرئيس مرسي، حيث قال: (لم تصلني كلمة إنكار واحدة من واحد منهم ، ولو بصوت خافت ، وليس بصياح لعله يؤثر على أصابع أقدامهم لما كانوا يفعلون أيام حسني مبارك لم نسمع لأحد منهم كلمة إنكار واحدة على هؤلاء العلمانيين الشرذمة القليلة التي تريد أن تفرض علمانيتها على الشعب المسلم). اهـ
فهذا واللهِ كذبٌ أبلق له قرنان، ويحك يا هذا!! أما علمتَ -يومًا- أنّ الكذبَ مسقطٌ لعدالة الرجل؟!!
وقبل أن أُجيبك وأُظهر للجميع كذبك، أقول: إن مشايخ أهل السنة لو لم يتحدثوا عن حرمة ما جرى من مظاهرات واعتصامات قام بها المعارِضون حول قصر الرئاسة، وأنه يُعد من الخروج على ولي الأمر، لمّا ضرّهم ذلك؛ لأن موقفهم لا يمكن المزايدة عليه؛ فهو معروفٌ معلومٌ للجميع منذ الخروج على الرئيس المخلوع، لا يُرَغِّبُ فيه حُبُّ حبيب، ولا يصد عنه -عَلِمَ اللهُ- بغضُ بغيض.
فمشايخٌ حذّروا من الخروج على مثل (مبارك) -الذي تصفه أنتَ بالعلماني-، ووقفوا ضد (ثورةِ) شعبٍ عارمةٍ -ثورة الخامس والعشرين من يناير-، بل إن منهم مَن ضُرب!!، واتُهموا بأبشع الاتهامات من مثل: عبّاد الطواغيت!!، عملاء أمن الدولة!! مرجئة!! مداخِلَة!! جامية!! رسلانية!! بيلية!!، وغيرها من تلك الأوصاف، أفلا يكون موقفهم من باب أولى التحذير من الخروج على الرئيس (مرسي)؟!!
لكن الذي يدعو للعجب هو موقفكم أنتم -يا مشايخ الخزي والعار!!-، فلمَ أجزتم الخروج على (مبارك)، وتحرّمونه -الآن- ضد (مرسي) -وكلاهما يحكم بغير ما أنزل الله-؟!!!
والآن مع دحض الشبهة التي افتراها (أعور العينين):
أما قوله: (وكانت قيامتهم تقوم في خطبهم ودروسهم وفي كتاباتهم ولا تقعد إذا وجدوا شيئا من ذلك ، وتجد الأصوات العالية حتى تبح ، والغضب العارم الذي لا يطفأ ، والتحذير من الفتن والفساد في الأرض). اهـ
فللشيخ رسلان -وحده- خطبتي جمعة متتاليتين في التحذير من الفتن!! -وقت هذه الأحداث-، فما أكذبكَ يا رجل!!
الخطبة الأولى كانت بعنوان: (نعوذُ بالله من الفتن)، وقد كانت بتاريخ: الجمعة 16 من المحرم 1434هـ الموافق 30-11-2012م
والخطبة الثانية كانت بعنوان: (إنها الفتنة)، وقد كانت بتاريخ: الجمعة 23 من المحرم 1434هـ الموافق 7-12-2012م
وأمَّا قولك: (فلما ولي الدكتور محمد مرسي حافظ كتاب الله الذي يشهد الجمع والجماعات مع المسلمين ، وتكاتف عليه العلمانيون والنصارى والخونة العملاء ، وأحاطوا بقصره ، لم تصلني كلمة إنكار واحدة من واحد منهم ، ولو بصوت خافت ، وليس بصياح لعله يؤثر على أصابع أقدامهم لما كانوا يفعلون أيام حسني مبارك لم نسمع لأحد منهم كلمة إنكار واحدة على هؤلاء العلمانيين الشرذمة القليلة التي تريد أن تفرض علمانيتها على الشعب المسلم). اهـ
فهذا من الكذب البيِّن !
وللشيخِ (عادل الشوربجي) كذلك تحذيرٌ من هذه المظاهرات والاعتصامات حيث قال -بملء الفم!!- كذا قال- حفظه الله-: (الذي أريدُ أن أقوله وأصدعُ به -بملء الفم- وهو معتقدُ أهل السنة والجماعة- أنّ ما يحدث في مصرنا من تظاهرات واعتصامات وإضرابات مخالفٌ لشريعة رب الأرض والسماوات باتفاق عقلاء الأمة، لا أعني أهل البدعة المتهوكون الذين يتكلمون بكلامٍ قبل وبعد!!
وولي أمر المسلمين -وهو في مصرنا الآن- الدكتور (محمد مرسي)، وصلَ إلى سدة الحكم الذي نعتقده بطريقة غير مشروعة، ولكن وصلَ، له السمع، وله الطاعة، لا ننزع يدًا من طاعة، لا نخرج عليه، لا نُشغِّب عنه، لا نذكر مساوئه، ولا نُعيبه، ومَن فعل ذلك فهو من الخوارج...). اهـ
ولتحميل هذا المقطع كاملًا: اضغط هنا
وهو جزءٌ من خطبة الجمعة (مرض سوء الظن)، وقد كانت بتاريخ: الجمعة 16 من المحرم 1434هـ الموافق 30-11-2012م
ثم يأتي بعد ذلك -كله- (أعور العينين) ويُزايد على مشايخ أهل السنة، ويفتري الكذب عليهم هو وغيره من أدعياء السلفية -قصم الله ظهورهم جميعًا-.
وأخيرًا لا أجدُ كلماتٍ أختم بها هذا المقال بأفضل من هذه الكلمات التي نطق بها فضيلة الشيخ المجاهد محمد سعيد رسلان، والتي حريٌّ بأن تُكتَب بماء الذهب، حيث قال في خطبة (الحاكم والمحكوم والجماعة): (...وإذا كنتم قد قررتم أنّ المظاهرات، والاعتصامات، وأن العصيان المدني، وما وارء ذلك من وسائل التعبير عن الرأي.. إذا كنتم قد قررتم أن ذلك كله حقٌ شرعي مكفولٌ لكل مسلم -بل لكل مواطن- فلا حرمة على مَن فعله وأتى به، فهل هو كذلك في الدولة الجديدة؟!!
يتظاهر الناس بلا حرج؟! يعتصمون بلا تثريب؟! ويقطعون الطرقات، ويعتدون على الحرمات؟! إذا كنتم قد قررتم أن ذلك كان بالأمس جائزًا، فهل هو على جوازه اليوم؟!!
وإذا قلتم: نعم.
فنحن أهلَ السُّنَّة كما يقول أئمتنا نقول، وأئتمنا يقولون بعدم جوازه، بل يقولون بحرمته، فقولوا لنا اليوم أيُّ الفريقين أنفعُ للدولة الجديدة؟!! وأيهما أضرُّ عليها؟!! أهلُ السُّنَّة أم أنتم؟!!
أولئك المبتدعة قرروا يومًا أن الاعتصامات، والمظاهرات، والعصيان المدني إلى غير من وسائل التعبير عن الرأي، كل ذلك حق شرعي مكفول للمواطن -هكذا بإطلاق من مسلمٍ وكافرٍ!!-.
وكنا -تبعًا لأئمتنا- نقرر ونكرر عدم جوازه، بل نقول بقول أئتمنا بحرمته، فأيُّ الفريقين أنفع للدولة الجديدة اليوم؟!!
الذين يقولون: إن الناس في الدولة الجديدة لهم حق الاعتصام، وحق التظاهر، وحقُّ الخروج على الإمام -على الحاكم- إذا ظلم، وجار، واستأثر عليهم بالأموال، بل يصرِّحون أنهم يخرجون عليه إذا لم يفِ بوعوده!!
أيُّ الفريقين أنفعُ للدولة الجديدة؟!!
هؤلاء!! بما هم عليه من آراء الخوارج، أم أهلُ السُّنَّة؟!! كلامُهم بالأمس كلامُهم اليوم، لا يتغير، لا يُرَغِّبُ فيه حُبُّ حبيب، ولا يصد عنه -عَلِمَ اللهُ- بغضُ بغيض؛ لأنه الدين؛ لأنها العقيدة.. فأي الفريقين أنفعُ للدولة الجديدة؟!!
لقد كنا نقرر -وما زلنا نكرر- أن الخروج على الحاكم الجائر الظالم لا يجوز، وأن الإجماع منعقدٌ على حرمته وعدم جوازه.
وذهبوا -ذهبَ شيوخُ الضلالة- يبترون النصوصَ، ويحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه؛ ليثبتوا ألا إجماعَ على ذلك!! بخياناتٍ علمية فِجِّةٍ!! وممارساتٍ لا تمتُّ إلى العلم بصلةٍ!! وإن مَتَّت إليه بسببٍ فبمثل خيط العنكبوت!!
كان أتباعُ وأبناء (حُرْقُوص!!) يبترون النصوص، ويحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه؛ ليبثتوا ألا إجماعَ على الخروج على الحاكم الظالم الجائر -إذا وقع منه ظلمٌ أو جورٌ-.
والقولُ اليوم هل إذا وقع من الحاكم اليوم جَور وظلم تجيزون الخروج عليه؟!!
أهلُ السُّنَّة لا يميل بهم هوى، ولا يتَّبِعُون الأهواء ولا الآراء، وهم إن وقع ظلمٌ أو جورٌ أو استئثار بثروة من الحاكم سيقولون ما كانوا بالأمس يقولون: لا يجوز الخروج عليه -ولو بالكلمة- تمامًا كما كانوا يقولون، لا يصدُّ عنه بغضُ بغيض ولا يدفع إليه حبُّ حبيب.
تتغير الأشخاص والدول، والقواعدُ ثابتة، والنصوص خالدة، وفهمُ سلفنا لها يلزمنا، ونحن عليه -إن شاء الله- ثابتون بتثبيت ربنا الكريم المجيد...). اهـ