وأيضًا فيه قضيّة مُهمّة قد تصدر من بعض إخوانِنا السّلفيِّين من طلاّب العلم، فأحيانًا تجدهم يقولون: فلان فيه خير صاحب سُنّة نرى عنده سُنّة؛ هذا ما يكفي! كانُوا لا يأخذون عن الرّجل حتّى يُخبرون حاله كأنّهم يُريدون أن يُزوِّجُوه، إيش معناه؟! معناه: أنّهُم يعرفون مداخِلَه ومخارجه، يعرفون حتّى الأمور الخاصّة المُتعلّقة به.
لذلك هذه التّزكيات المُرسَلة بلا قُيود إلاّ مُجرّد الظّاهر لا تكفي، ما علمت حالَهُ قُل ما أعلم حاله؛ ما رأيت منه إلاّ أمر كذا وكذا لكن لا أستطيع أن أُزكِّيه لأنّ التّزكية تعنِي أنّك تُعدِّله وأنّك يعنِي تُوصِي بالاستفادة منه.
ومن أخبث الطّوائف التي تنتمي للمنهج السّلفي وهِي من أشدّ أعداء المنهج السّلفي طائفتان مُتلازمتان:
• التّكفيريّة السّلفيّة.
• والحدّاديّة الخارجيّة التّكفيريّة –أيضًا-.
أشدّ وأسوأ هذه الطّوائف؛ لماذا؟ لأنّهُم بمنهَجِهم يُسيئون للسّلفيِّين ويُصوِّرونهم وكأنّهُم خوارج! وكأنّهم علاقتهم بالحاكِم الشّرعي علاقة مُضادّة ممّا يُؤلِّب عليهم السّلطان ويُؤلِّب عليهم النّاس، مع أنّ السّلفيِّين من أبرز اعتقاداتهم: السّمع والطّاعة لوُلاَة الأمر؛ الصّبر على وُلاة الجُور؛ النّهي عن الخروج على وُلاَة الأمر؛ الدُّعاء لهم بالصّلاح والخير.
شتّان أبدًا بين المنهج السّلفيّ والمنهج التّكفيريّ، وشتّان أبدًا بين المنهج السّلفيّ والمنهج الحدّادِيّ، والحدّاديُّون اليوم يتظاهرون بأنّهم على السُّنّة وأنّهُم مُتمسِّكون بآثار السّلف؛ وهُم في الحقيقة لا يقتَدُون بالسّلف! لأنّنا نقول لهم: من أين جئتم بهذا المنهج؟! ومن أين جئتم بهذا الكلام؟! هذا الكلام الذي تسيرون عليهِ أيُّها الحدّاديّة يُخالِف منهج أهل السُّنّة والجماعة؛ يُخالِف المنهج السّلفي، تطعَنُون في رجال السُّنّة من أمثال: الشّيخ الألبانِي –رحمه الله تعالى-، ومن أمثال: الشّيخ ربيع المدخلي –حفظه الله تعالى-، وتصفُونهُمَا بأنّهُما من رؤوس المُرجئة في هذا العصر! لا شكّ أنّهُم يطعَنُون في أهل السُّنّة، والطّعن في أهل السُّنّة من علامةِ أهل البِدع، هذا جانِب.
الجانب الثّانِي: عند الحدّاديّة أنّهُم يَصِلُون إلى تكفير المُخالِف لهُم من أهل السُّنّة!
• الأوَّل: يرمُونهم بالإرجاء! يُعادُونهم! يرمُونهم بألقاب السّوء!
• الثّانِي: يصلُون لمرحلة التّكفير؛ لأنّهُم يَرَوْن أنّه لا عُذر بالجهل؛ يترتَّب على هذا أنّ من عذَر بالجهل فقد وقع في عدم تكفير الكافِر؛ ومن لم يُكفِّر الكافِر فهُوَ كافر عندهُم!
والعجيب أنّ سلاحَهُم أو خنجرهُم هذا المَسْمُوم مُسلَّط على عُلماء السُّنّة: ابن تيميّة؛ ابن باز؛ الألباني؛ الشّيخ ربيع؛ وهؤلاء العُلماء الكِبار، خِنجرٌ مسمومٌ بالطّعن في عُلماء الأُمّة يُكفِّرونَهُم ولهُم كلام يدلّ على ذلك، بل لهُم اجتماع كان في الطّائف قبل عدّة سنوات توصّلوا فيه أنّ من عذَر بالجهل فقد وقع في الكُفر!! الألباني عندهُم جهمي! وابن عُثيمين –رحمةُ اللهِ عليه- عندهُم جهمِي!
لذِلك: هذه الطّائفة خبيثةٌ جدًّا فاجِرة فيهم شدّة وغُلوّ الخوارج حتّى في كيفيّة كلامِهم؛ حتّى في تعاملهم في المسائل الشّرعيّة، ما عندهُم لِين ولا عندهُم حِكمَة ولا عنده صفاء، تقرأ لهُم وأنتَ مُكَهرب لأنّ الكلام خارج من صدر تكفيريّ ثائر ما هُو من صدرِ صاحب سُنّة وإنّ ادّعوا أنّهُم أصحاب سُنّة!
ومن هؤلاء وهذا سيأتِي –إن شاء الله-، من هؤلاء الحدّاديّة المدعُو: أحمد بن عُمَر الحازِمي فإنّ هذا الرّجل أعرفُهُ قديمًا ما كانَت عندهُ هذه الأمور، أحمد بن عُمَر الحازمِي ما كانت عنده هذه الأُمور؛ كان صاحب –يعنِي- حِفظ للمنظومات وعِلم الآلة والاشتغال بها ويحرِص على الدّروس والعِلم مع ثنائِه على الشّيخ ربيع؛ كان يُثنِي على الشّيخ ربيع، لكن بسبب دراسته عند بعض الإخوانيّة كان يقول: لكن الشّيخ ربيع فيه شدّة! قُلت: لا ما كانت فيه شدّة أبدًا، أثبِت لي الشّدّة في كلام الشّيخ ربيع؛ وفرِّق بين منهج الشّيخ ربيع والمنهج السّلفي، بل أنا آتيك من كلام السّلف ما هُو أشدّ بكثير من كلام الشّيخ ربيع، فهل تستطيع أن تصف السّلف بأنّهُم أصحاب شدّة وعدم يعني لِين في الرّدّ؟! فما استطاع أن يُجِيب إلاّ أن قال: يعنِي الشّيخ ربيع عالِم فاضل أنا ما أطعن فيه ما أطعن فيه؛ هذا كلامٌ قديم رُبّما قبل أكثر من عشر سنين أو أكثر رُبّما خمس عشرة سنة، ثُمّ تدرّج به الحال وقد نصحتُهُ مرارًا وتكرارًا: انتَبِه لا تهتّم بتكثير الطُّلاّب؛ صفِّي؛ لأن يكون عندك طالِب من أهل السُّنّة خير من أن يجتمع عندَك كثير؛ فإنّ العلمَ والدِّين لا يُنصَر بالكثرة إنّما يُنصَر بالحقِّ والاتّباع (وَيأتِي النّبيّ ومعه الرّجل والرّجلان، ويأتِي النّبيّ وليس معه أحد).
ثمّ لمّا تصدّر للتّدريس التفّ حولَهُ الحدّاديُّون فكانُوا يُخالطونه واختلط بهم، فأصبح لمّا يُسأل عن الألبانِي يُحيل على الطّلبة الحدّاديّة هؤلاء يقول: اسأل فُلان وفُلان يُجيبونك عن حال الألبانِي! طيِّب الآن أنتَ شيخ مُتصدِّر للدّعوة تحفظ الأُصول والنّحو والعقيدة وتُدرِّسها تقوم تُحِيل السّائل في شأنِ إمام من أئمّة هذا العصر الألباني إلى طلبة!! وأيضًا: مُبتدِعة حدّاديّة!! إذن: ما أحلتَ إليهم إلاّ وأنتَ تُوافِقُهُم! لكن ما كان يُظهِر هذا؛ ثُمّ في الأخير الآن في الفترات الأخيرة في بعض مقالاته ظهر فيها ظُهورًا واضحًا انتماؤه للمنهج الحدّادي! وقبلها للمنهج التّكفيري حيثُ كفّر! وقد نزلت هُناك مقالات في سحاب في هذا الشّأن، وأنا والله لا أُحبُّ أن أتكلّم فيه؛ لا لأنّه صاحِبِي! فقد كُنّا أصحاب؛ ولكن حتّى لا يُقال كما يُشاع أنّ هذَا من باب الحَسَد أو أنّ هذا من بَاب كلام الأقران! تركتُهُ، ما تركتُهُ وأنا عالِم بحالِهِ وساكِت لاَ؛ هذه خيانة إذا كانت عندي القُدرَة على بيان حالِهِ، ولكن تركتُهُ اكتفاءً بمن تكلّم فيه وقد تكلّم فيه الشّيخ: ربيع المدخلي –حفظه الله تعالى- والشّيخ الدّكتور: مُحمّد بن هادِي المدخلي –حفظه الله تعالى- وغيرهما من أهل العِلم فقُلت: هؤلاء يَكْفون، ثُمّ مع خواصّ إخواننا من طُلاّب العِلم أُبيِّن حالَه حينَما يسألُونَنِي.
ولكن الأيَّام هذه نزلت له مقالات سيّئة وخبيثة جدًّا على منهج الحدّاديّة وإن كان يدّعِي الحدّاديّة أنّهُم أهل سُنّة واتّباع للأثر، فإنّهُم يُسقِطون السُّنّة ويُسقِطون الآثار الصّحيحة ويتتبّعُونَ الآثار الباطلة والمعانِي الفاسدة البعيدة عن هذه الآثار ويُحمِّلُونَها ما لا تَحْتَمِل، لِذَلِك لا يُغتَرُّ بهم، يفتحون الأزارير وآثار عن السّلف وإيراد الأحاديث ونحو ذلك وتظاهر بالسُّنّة! فإنّهم لا يقتَدُون بالمنهج السَّلفي! ولا يَقْتَدُون بالصّحابة –رضوان الله عليهم-! الصّحابة من هؤلاء بُرآء، أبدًا ما فيه هُناك أيّ صِلَة أو أيّ -يعنِي- كما يُقال عامِل مُشتَرك بين المنهج السّلفي وبينَ هؤُلاَء! لأنّ هؤلاء في حقيقة أمرهم تكفيريّة، يدَّعُون: العقيدة العقيدة العقيدة العقيدة.
عبد الله صوّان في جدّة يأتِي للطُّلاّب طُلاّب التّحفيظ الصّغار عشر سنين إلى خمس عشرة سنة ويُقرِّر فيهم مسألة عدم العُذر بالجهل! وأصبح الطّلبة هؤلاء الصِّغار يخوضون في هذه المسائل! إخوانُنَا وأخواتُنَا من طُلاّب وطالبات العلم في خارج المَمْلَكة عبر النّتّ يأمَنُونَ له ويأتِي ويُؤصِّل فيهم البِدعَة! ويُؤصِّل فيهم الضّلالة! ويُؤصِّل فيهم هذه الأصول الباطلة بِحُجّة أنّه سلفي! وأنّه يقتدِي بمنهج السّلف! ألا ساءَ ما يَقُول، ألاَ إنّه كاذبٌ فاجرٌ في هذه الدّعوة، فَهُو من أبعد النّاس عن المنهج السَّلفي، لا يَسْتَحِي هُو وعبدُ الحميدِ الجُهَنِي! لا يَسْتَحُونَ من الله عزّ وجلّ! يُصدِّرُون عماد فرّاج التّكفيري الحدّادِيّ الخارجيّ الخبيث الجاهِل الذي يطعَن في الإمام الألباني –رحمةُ اللهِ عليه- ويطعَن في حامِل راية الجرح والتّعديل الشّيخ ربيع –حفظه الله تعالى- وغيرُهُمَا من أهل السُّنّة طُعُونًا فاجرة غادِرة.
ونقُول لهُم: تبرّؤوا من الرّجل، ما نبغِي منكُم شيئًا تبرّؤُوا من المنهج الحدَّادِي وتبرّؤوا من هذا الرّجل وهُم ساكِتون! لكن لمّا قام الشّيخ ربيع وردّ على عادِل حمدان الغامدي الذي حقّق بعض كُتب أهل السُّنّة وعلّق فيها بتعليقاتٍ فاجرة حدّاديّة خبيثة تكفيريّة؛ لمّا ردّ عليه الشّيخ ربيع –الله يحفظه- قام عبد الله صوّان ونزّل مقال يعترض على الشّيخ ربيع! هَب وافرِض وتنزُّلاً أنّ الشّيخ ربيع مُخطِئ؛ ماذا حصل؟! لكن عماد فرّاج الذي يُكفِّر الأمّة ويُضلِّلُهَا لماذا لم تُنزِل فيه مقالاً وتتبرّأ منه؟!
والله ليس بينِي وبين هذين الرَّجُلَيْن أو غيرهما عِداء إلاّ في المنهج والدِّين، فَلَوْ كانُوا على الحقِّ لساروا عليهِ، أمّا وهُم يُخالِفُونهُ ويُؤصِّلون الباطل ُثمّ يدّعُون أنّهم يقتدون بالمنهج السّلفيّ فهذا لا ينفعُهُم؛ هذا لا ينفعُهُم؛ فهُم يتستَّرُون بِلِبَاسِ السّلفيّة ولكن في داخل هذا اللّباس ثورٌ هائج ووحشٌ كاسِر!
لذلِكَ: كُلّ من خالطهُم أصبح تكفيريًّا! والله أذكُرُ طالبًا كان يدرُس عندي في معهد الحرم المكِّي وكان مُحفِّظًا للقُرآن سُودَانِي كان سُبحان الله فيه خير وخُشوع؛ أصبح يمشي مع رجُل حدّادِيّ عندنا هُنا في مكّة فحذّرتُهُ: لا تمشِي معه؛ كما أخبرني الطُّلاّب فحذّرته، ثُمّ انقطعت أخباره وهكذا هُم ينقَطِعُون عن النّاس! ينقَطِعُون عن أهل العِلم! ينقَطِعُون عن طُلاّب العِلم! ينقطعون عن إخوانِهِم! لهُم جلسات خفيّة سرّيّة يُؤصِّلُون باطلهم! ثُمّ لقيتُهُ بعد مُدّة من الزّمن سنة أو أقلّ فسلَّمْتُ عليهِ وأنا لا أدري أنّه قد أصبحَ حدّاديًّا خالصًا فكلّمتهُ ونصحتُهُ وسألتُ عن حالِهِ ثُمّ ظهر من كلامِهِ الطّعن في الشّيخ ابن عُثَيْمِين والشّيخ ابن باز؛ قُلت: يا أخي اتّق الله؛ قال: ابن العُثَيْمِين جهمي! إي والله هكذا قالَ لِي! قُلت: يا أخِي كيف جهمي من أين أتَتْهُ الجهميّة؟!قال: المعيّة يُثبِتها لله عزّ وجلّ أنّها حقيقيّة يُخالِط البشر! يا أخي: الشّيخ ابن عُثيمين -رحمةُ اللهِ عليهِ- ما قالها عن أصلٍ فاسدٍ إنّما قالها مُخطئ ومن لا يُخطِئ من أهل العلم؟! ثُمّ هُو تراجَع –رحمه الله تعالى- عن هذا؛ قال: أبدًا هؤلاء –يعني- عُلماء ضلالة! هكذا!! هذا الكلام ترى قبل أكثر من عشر سنين بل أكثر لأنّنا نحن الآن عام 1434 يعني له تقريبًا قرابة الخمسة عشر سنة.
واعلَمُوا –باركَ اللهُ فيكُم-: أنّ الحدّاديّة في الخمسة عشر سنة الماضية هذه كانت أُمورهم إيش؟! في هُدوء ولكن كانُوا يعمَلُون في خفاء! فأصَّلُوا التّأصيلات الباطلة في النّاس.
لذلِكَ: احذَرُوهُم وحذِّرُوا منهُم، ولا تَنخَدِعُوا –بارك اللهُ فيكُم- في ادّعائهم أنّهم مع المنهج السّلفي! أبدًا لا تنخَدِعُوا بذلِكَ.
أمّا الجهاديّة أو التّكفيريّة السّلفيّة أو الجهاديّة السّلفيّة فَهُم تكفيريُّونَ أمرُهُم واضح –بحمدِ الله تعالى- أمرُهُم واضح السّلفيُّونَ يَحْذَرُونَهُم، لكن هؤلاء الحدّاديّة يَخْدَعُون النّاس بهذه القضيّة! لذلك لن تكُون سلفيًّا حتّى تكون مُقتدِيًا بالسّلف في كُلِّ أمرهم في كُلّ شأنِهِم؛ ما ينفَع؛ والشّيء بالشّيء يُذكَر.
لمّا يأتِينا شخص مثل مثلاً: عبد العزيز الرّيِّس وحَمد العتيق في باب الولاء والسّمع والطّاعة لوُلاة الأمر يتكلّمون بكلامٍ جيّدٍ على -يعني- تقعيدات في بعض الأحيان تُخالِف المنهج السّلفي وتعامُلاَت خارجة عن المنهج السّلفيّ في الطّريقة التي يَسِيرُونَ عليهَا فَيأتِي يقول: هؤلاء سلفيُّون؛ نقول: لا لأنّهُم عندهُم من التأصيلات والمنهج الباطِل الذي لا يسيرُون فيه على المنهج السّلفيّ، فالرّيِّس مثلاً يُدافع عن الحلبي ويتلمّس له الأعذار مع أنّ الحلبي طعن في صحابه رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- وقال عنهُم أو جوّز وصفهم بالغُثائيّة! وأثنى على الرِّسالة التي فيها الدّعوة لوحدة الأديان! وطعن في أهل السُّنّة ومدح أهل البدعة! وقع في أمُور كبائر عظام لا يجهلُها صِغارُ السّلفيِّين فضلاً عن شخصٍ تصدّر للدّعوة السّلفيّة!! ثُمّ تأتِي وتُدافِع عنه! وتتلمّس له الأعذار! وأنّه تقول: هُو مُخطِئ لم يخرج عن السّلفيّة!
يعنِي: أنتَ يا عبد العزيز الرّيِّس أفضل من السّلف الصّالِح حين يقول مثلاً عبد الله بن عُمَر في القدريّة:(أعْلِمْهُم أنِّي براءٌ منهُم وأنّهُم براءٌ منِّي لا يُؤمِنُوا بالقدر خيره وشرِّه)؟!
أنتَ أفضل من الرّسول –صلّى الله عليه وسلّم- الذي وصف بالخوارج بأوصاف السُّوء وأنَّهُم يمرُقُون من الدِّين كما يمرُقُ السّهم من الرّميّة وحثّ على قتلهم وقتالهم وعَوْن الأمير على قِتَالهم مع أنّهم ما أخطؤوا إلاّ في مسألة واحدة غَلَوْا فيها فَكَفَّرُوا النّاس؟!
فأتانا بجنس البدعة، وأتانا بمسألة هذه الأجناس الباطلة التِي لا يعرِفُها السّلف! من أينَ لك؟! من أين لك؟! تكلّم فيهم العُلماء وبيَّنُوا ضلالاتِهم وأخطائهم في هذا الباب.
انتبِهُوا يا إخوان: كثيرًا الذي يدَّعِي أنّه سلفيّ وأنّه مُقتدٍ بالسّلف ولكن في حقيقة أمره لا؛ مُخالِف للمنهج السّلفي! ولو أردنَا أن نتتبَّع الأسماء كثيرة!! لكِن من المنهج السّلفيّ: لُزُوم العُلَماء الكِبار الشّيخ: ربيع المدخلي –حفظه الله تعالى-؛ الشّيخ: صالح الفوزان –حفظه الله تعالى-؛ الشّيخ: عُبيد الجابري –حفظه الله تعالى-؛ الشّيخ: زيد المدخلي؛ والشّيخ: مُحمّد بن هادي المدخلي؛ الشّيخ: صالِح السُّحيمي؛ الشّيخ: عبد المُحسِن العبّاد؛ هؤُلاَء عُلماء أهل سُنّة.
ومن المنهج السّلفيّ أنّ العالِم صاحب السُّنّة لو قال قولاً خطّأه فيه عُلماء السُّنّة الآخرون وظهر خطؤهم فيه أن لاَّ يُقتَدوا في ذلك أن لاَّ يُتابَعوا في ذلك ولا تسقط كرامتُهُم ولا يسقُط قدرُهُم لأنّهم مُجتهدُونَ؛ لا يُزكُّونَهُم عن موافقة لِمَنْهَجِهِم، انتَبِهُوا هذه هي القضيّة الخطيرة.
لذلك بعض النّاس يقُول: لماذا لا تُبدِّع الشّيخ الفُلانِي فَهُو يُثنِي على الحلبي؟! كما الرّيِّس يُثنِي على الحَلبيّ؟! نقول: لاَ؛ فرقٌ بين الاثنَيْن؛ والفرقُ أنّ الشّيخ العبّاد مثلاً حينَما يُثنِي على الحَلَبِي لا يعلَم يقينًا بأنّ الحلبي وقع في هذه الأمور؛ بَلَغَتْهُ لكن قيلَ لهُ أنّه لم يَقُل بها كذَّب مثل هذه الأمور فما ثبت عندَهُ وُقوع الحلبي في ذلك فَهُو يتكلّم بالنِّسبة لماذا؟! بما عندهُ، لكن الشّيخ ربيع الشّيخ عُبَيْد وقفوا على هذه الضّلالات وثبَتَت عندهُم هذه الضّلالات فبدَّعُوا الحَلَبِي، والرّيِّس أيضًا يَعْلَم هذه الضّلالات ولم يَقُل الحلبي لم يقع فيها وإنّما قال: لا يخرج بمثلها.
إذَنْ: تبيّن لك أنّ الحلبي وقع في هذه الضّلالات وأن تُدافِع عنه، والشّيخ: ابن باز –الله يرحمه- وأئمّة السّلف كانُوا يقولون:(من دافع على أهل البدع فإنّه يُلحَق بهم).
إذَنْ: قضيّة الاقتداء بالسّلف نُلاحِظ فيها الاقتداء الكُلِّي، ونُلاحِظ فيها قضيّة أُخرَى أنا ذكرتُهَا عَرَضًا في كلامِي لكن أُنبِّه عليهَا: الشّيخ ابن عُثَيْمِين مثلاً الشّيخ ربيع عالِم سلفِي نفرض أنّه في قضيّة خالفَ فيها المنهج السّلفي خطأً دُون تعمّد لا يُخْرَج عن السّلفيّة، الخطأ يُردّ والشّيخ إذا بُيِّن له فإنّه إيش؟! يتراجع؛ واضح؟! فإنّه يتراجع، أمّا من خالَفَ منهج السّلف مُتعمِّدًا فإنّه يُؤاخَذ كما سبق.اهـ (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح الشّيخ الدّكتور: أحمد بن عُمر بازمول -حفظه الله- لـ:"أُصول السُّنّة للإمام أحمد" / الدّرس الثّالث / يوم: 03 / صفر / 1434هـ، والذي نُقل عبر إذاعة ميراث الأنبياء.
لذلك هذه التّزكيات المُرسَلة بلا قُيود إلاّ مُجرّد الظّاهر لا تكفي، ما علمت حالَهُ قُل ما أعلم حاله؛ ما رأيت منه إلاّ أمر كذا وكذا لكن لا أستطيع أن أُزكِّيه لأنّ التّزكية تعنِي أنّك تُعدِّله وأنّك يعنِي تُوصِي بالاستفادة منه.
ومن أخبث الطّوائف التي تنتمي للمنهج السّلفي وهِي من أشدّ أعداء المنهج السّلفي طائفتان مُتلازمتان:
• التّكفيريّة السّلفيّة.
• والحدّاديّة الخارجيّة التّكفيريّة –أيضًا-.
أشدّ وأسوأ هذه الطّوائف؛ لماذا؟ لأنّهُم بمنهَجِهم يُسيئون للسّلفيِّين ويُصوِّرونهم وكأنّهُم خوارج! وكأنّهم علاقتهم بالحاكِم الشّرعي علاقة مُضادّة ممّا يُؤلِّب عليهم السّلطان ويُؤلِّب عليهم النّاس، مع أنّ السّلفيِّين من أبرز اعتقاداتهم: السّمع والطّاعة لوُلاَة الأمر؛ الصّبر على وُلاة الجُور؛ النّهي عن الخروج على وُلاَة الأمر؛ الدُّعاء لهم بالصّلاح والخير.
شتّان أبدًا بين المنهج السّلفيّ والمنهج التّكفيريّ، وشتّان أبدًا بين المنهج السّلفيّ والمنهج الحدّادِيّ، والحدّاديُّون اليوم يتظاهرون بأنّهم على السُّنّة وأنّهُم مُتمسِّكون بآثار السّلف؛ وهُم في الحقيقة لا يقتَدُون بالسّلف! لأنّنا نقول لهم: من أين جئتم بهذا المنهج؟! ومن أين جئتم بهذا الكلام؟! هذا الكلام الذي تسيرون عليهِ أيُّها الحدّاديّة يُخالِف منهج أهل السُّنّة والجماعة؛ يُخالِف المنهج السّلفي، تطعَنُون في رجال السُّنّة من أمثال: الشّيخ الألبانِي –رحمه الله تعالى-، ومن أمثال: الشّيخ ربيع المدخلي –حفظه الله تعالى-، وتصفُونهُمَا بأنّهُما من رؤوس المُرجئة في هذا العصر! لا شكّ أنّهُم يطعَنُون في أهل السُّنّة، والطّعن في أهل السُّنّة من علامةِ أهل البِدع، هذا جانِب.
الجانب الثّانِي: عند الحدّاديّة أنّهُم يَصِلُون إلى تكفير المُخالِف لهُم من أهل السُّنّة!
• الأوَّل: يرمُونهم بالإرجاء! يُعادُونهم! يرمُونهم بألقاب السّوء!
• الثّانِي: يصلُون لمرحلة التّكفير؛ لأنّهُم يَرَوْن أنّه لا عُذر بالجهل؛ يترتَّب على هذا أنّ من عذَر بالجهل فقد وقع في عدم تكفير الكافِر؛ ومن لم يُكفِّر الكافِر فهُوَ كافر عندهُم!
والعجيب أنّ سلاحَهُم أو خنجرهُم هذا المَسْمُوم مُسلَّط على عُلماء السُّنّة: ابن تيميّة؛ ابن باز؛ الألباني؛ الشّيخ ربيع؛ وهؤلاء العُلماء الكِبار، خِنجرٌ مسمومٌ بالطّعن في عُلماء الأُمّة يُكفِّرونَهُم ولهُم كلام يدلّ على ذلك، بل لهُم اجتماع كان في الطّائف قبل عدّة سنوات توصّلوا فيه أنّ من عذَر بالجهل فقد وقع في الكُفر!! الألباني عندهُم جهمي! وابن عُثيمين –رحمةُ اللهِ عليه- عندهُم جهمِي!
لذِلك: هذه الطّائفة خبيثةٌ جدًّا فاجِرة فيهم شدّة وغُلوّ الخوارج حتّى في كيفيّة كلامِهم؛ حتّى في تعاملهم في المسائل الشّرعيّة، ما عندهُم لِين ولا عندهُم حِكمَة ولا عنده صفاء، تقرأ لهُم وأنتَ مُكَهرب لأنّ الكلام خارج من صدر تكفيريّ ثائر ما هُو من صدرِ صاحب سُنّة وإنّ ادّعوا أنّهُم أصحاب سُنّة!
ومن هؤلاء وهذا سيأتِي –إن شاء الله-، من هؤلاء الحدّاديّة المدعُو: أحمد بن عُمَر الحازِمي فإنّ هذا الرّجل أعرفُهُ قديمًا ما كانَت عندهُ هذه الأمور، أحمد بن عُمَر الحازمِي ما كانت عنده هذه الأُمور؛ كان صاحب –يعنِي- حِفظ للمنظومات وعِلم الآلة والاشتغال بها ويحرِص على الدّروس والعِلم مع ثنائِه على الشّيخ ربيع؛ كان يُثنِي على الشّيخ ربيع، لكن بسبب دراسته عند بعض الإخوانيّة كان يقول: لكن الشّيخ ربيع فيه شدّة! قُلت: لا ما كانت فيه شدّة أبدًا، أثبِت لي الشّدّة في كلام الشّيخ ربيع؛ وفرِّق بين منهج الشّيخ ربيع والمنهج السّلفي، بل أنا آتيك من كلام السّلف ما هُو أشدّ بكثير من كلام الشّيخ ربيع، فهل تستطيع أن تصف السّلف بأنّهُم أصحاب شدّة وعدم يعني لِين في الرّدّ؟! فما استطاع أن يُجِيب إلاّ أن قال: يعنِي الشّيخ ربيع عالِم فاضل أنا ما أطعن فيه ما أطعن فيه؛ هذا كلامٌ قديم رُبّما قبل أكثر من عشر سنين أو أكثر رُبّما خمس عشرة سنة، ثُمّ تدرّج به الحال وقد نصحتُهُ مرارًا وتكرارًا: انتَبِه لا تهتّم بتكثير الطُّلاّب؛ صفِّي؛ لأن يكون عندك طالِب من أهل السُّنّة خير من أن يجتمع عندَك كثير؛ فإنّ العلمَ والدِّين لا يُنصَر بالكثرة إنّما يُنصَر بالحقِّ والاتّباع (وَيأتِي النّبيّ ومعه الرّجل والرّجلان، ويأتِي النّبيّ وليس معه أحد).
ثمّ لمّا تصدّر للتّدريس التفّ حولَهُ الحدّاديُّون فكانُوا يُخالطونه واختلط بهم، فأصبح لمّا يُسأل عن الألبانِي يُحيل على الطّلبة الحدّاديّة هؤلاء يقول: اسأل فُلان وفُلان يُجيبونك عن حال الألبانِي! طيِّب الآن أنتَ شيخ مُتصدِّر للدّعوة تحفظ الأُصول والنّحو والعقيدة وتُدرِّسها تقوم تُحِيل السّائل في شأنِ إمام من أئمّة هذا العصر الألباني إلى طلبة!! وأيضًا: مُبتدِعة حدّاديّة!! إذن: ما أحلتَ إليهم إلاّ وأنتَ تُوافِقُهُم! لكن ما كان يُظهِر هذا؛ ثُمّ في الأخير الآن في الفترات الأخيرة في بعض مقالاته ظهر فيها ظُهورًا واضحًا انتماؤه للمنهج الحدّادي! وقبلها للمنهج التّكفيري حيثُ كفّر! وقد نزلت هُناك مقالات في سحاب في هذا الشّأن، وأنا والله لا أُحبُّ أن أتكلّم فيه؛ لا لأنّه صاحِبِي! فقد كُنّا أصحاب؛ ولكن حتّى لا يُقال كما يُشاع أنّ هذَا من باب الحَسَد أو أنّ هذا من بَاب كلام الأقران! تركتُهُ، ما تركتُهُ وأنا عالِم بحالِهِ وساكِت لاَ؛ هذه خيانة إذا كانت عندي القُدرَة على بيان حالِهِ، ولكن تركتُهُ اكتفاءً بمن تكلّم فيه وقد تكلّم فيه الشّيخ: ربيع المدخلي –حفظه الله تعالى- والشّيخ الدّكتور: مُحمّد بن هادِي المدخلي –حفظه الله تعالى- وغيرهما من أهل العِلم فقُلت: هؤلاء يَكْفون، ثُمّ مع خواصّ إخواننا من طُلاّب العِلم أُبيِّن حالَه حينَما يسألُونَنِي.
ولكن الأيَّام هذه نزلت له مقالات سيّئة وخبيثة جدًّا على منهج الحدّاديّة وإن كان يدّعِي الحدّاديّة أنّهُم أهل سُنّة واتّباع للأثر، فإنّهُم يُسقِطون السُّنّة ويُسقِطون الآثار الصّحيحة ويتتبّعُونَ الآثار الباطلة والمعانِي الفاسدة البعيدة عن هذه الآثار ويُحمِّلُونَها ما لا تَحْتَمِل، لِذَلِك لا يُغتَرُّ بهم، يفتحون الأزارير وآثار عن السّلف وإيراد الأحاديث ونحو ذلك وتظاهر بالسُّنّة! فإنّهم لا يقتَدُون بالمنهج السَّلفي! ولا يَقْتَدُون بالصّحابة –رضوان الله عليهم-! الصّحابة من هؤلاء بُرآء، أبدًا ما فيه هُناك أيّ صِلَة أو أيّ -يعنِي- كما يُقال عامِل مُشتَرك بين المنهج السّلفي وبينَ هؤُلاَء! لأنّ هؤلاء في حقيقة أمرهم تكفيريّة، يدَّعُون: العقيدة العقيدة العقيدة العقيدة.
عبد الله صوّان في جدّة يأتِي للطُّلاّب طُلاّب التّحفيظ الصّغار عشر سنين إلى خمس عشرة سنة ويُقرِّر فيهم مسألة عدم العُذر بالجهل! وأصبح الطّلبة هؤلاء الصِّغار يخوضون في هذه المسائل! إخوانُنَا وأخواتُنَا من طُلاّب وطالبات العلم في خارج المَمْلَكة عبر النّتّ يأمَنُونَ له ويأتِي ويُؤصِّل فيهم البِدعَة! ويُؤصِّل فيهم الضّلالة! ويُؤصِّل فيهم هذه الأصول الباطلة بِحُجّة أنّه سلفي! وأنّه يقتدِي بمنهج السّلف! ألا ساءَ ما يَقُول، ألاَ إنّه كاذبٌ فاجرٌ في هذه الدّعوة، فَهُو من أبعد النّاس عن المنهج السَّلفي، لا يَسْتَحِي هُو وعبدُ الحميدِ الجُهَنِي! لا يَسْتَحُونَ من الله عزّ وجلّ! يُصدِّرُون عماد فرّاج التّكفيري الحدّادِيّ الخارجيّ الخبيث الجاهِل الذي يطعَن في الإمام الألباني –رحمةُ اللهِ عليه- ويطعَن في حامِل راية الجرح والتّعديل الشّيخ ربيع –حفظه الله تعالى- وغيرُهُمَا من أهل السُّنّة طُعُونًا فاجرة غادِرة.
ونقُول لهُم: تبرّؤوا من الرّجل، ما نبغِي منكُم شيئًا تبرّؤُوا من المنهج الحدَّادِي وتبرّؤوا من هذا الرّجل وهُم ساكِتون! لكن لمّا قام الشّيخ ربيع وردّ على عادِل حمدان الغامدي الذي حقّق بعض كُتب أهل السُّنّة وعلّق فيها بتعليقاتٍ فاجرة حدّاديّة خبيثة تكفيريّة؛ لمّا ردّ عليه الشّيخ ربيع –الله يحفظه- قام عبد الله صوّان ونزّل مقال يعترض على الشّيخ ربيع! هَب وافرِض وتنزُّلاً أنّ الشّيخ ربيع مُخطِئ؛ ماذا حصل؟! لكن عماد فرّاج الذي يُكفِّر الأمّة ويُضلِّلُهَا لماذا لم تُنزِل فيه مقالاً وتتبرّأ منه؟!
والله ليس بينِي وبين هذين الرَّجُلَيْن أو غيرهما عِداء إلاّ في المنهج والدِّين، فَلَوْ كانُوا على الحقِّ لساروا عليهِ، أمّا وهُم يُخالِفُونهُ ويُؤصِّلون الباطل ُثمّ يدّعُون أنّهم يقتدون بالمنهج السّلفيّ فهذا لا ينفعُهُم؛ هذا لا ينفعُهُم؛ فهُم يتستَّرُون بِلِبَاسِ السّلفيّة ولكن في داخل هذا اللّباس ثورٌ هائج ووحشٌ كاسِر!
لذلِكَ: كُلّ من خالطهُم أصبح تكفيريًّا! والله أذكُرُ طالبًا كان يدرُس عندي في معهد الحرم المكِّي وكان مُحفِّظًا للقُرآن سُودَانِي كان سُبحان الله فيه خير وخُشوع؛ أصبح يمشي مع رجُل حدّادِيّ عندنا هُنا في مكّة فحذّرتُهُ: لا تمشِي معه؛ كما أخبرني الطُّلاّب فحذّرته، ثُمّ انقطعت أخباره وهكذا هُم ينقَطِعُون عن النّاس! ينقَطِعُون عن أهل العِلم! ينقَطِعُون عن طُلاّب العِلم! ينقطعون عن إخوانِهِم! لهُم جلسات خفيّة سرّيّة يُؤصِّلُون باطلهم! ثُمّ لقيتُهُ بعد مُدّة من الزّمن سنة أو أقلّ فسلَّمْتُ عليهِ وأنا لا أدري أنّه قد أصبحَ حدّاديًّا خالصًا فكلّمتهُ ونصحتُهُ وسألتُ عن حالِهِ ثُمّ ظهر من كلامِهِ الطّعن في الشّيخ ابن عُثَيْمِين والشّيخ ابن باز؛ قُلت: يا أخي اتّق الله؛ قال: ابن العُثَيْمِين جهمي! إي والله هكذا قالَ لِي! قُلت: يا أخِي كيف جهمي من أين أتَتْهُ الجهميّة؟!قال: المعيّة يُثبِتها لله عزّ وجلّ أنّها حقيقيّة يُخالِط البشر! يا أخي: الشّيخ ابن عُثيمين -رحمةُ اللهِ عليهِ- ما قالها عن أصلٍ فاسدٍ إنّما قالها مُخطئ ومن لا يُخطِئ من أهل العلم؟! ثُمّ هُو تراجَع –رحمه الله تعالى- عن هذا؛ قال: أبدًا هؤلاء –يعني- عُلماء ضلالة! هكذا!! هذا الكلام ترى قبل أكثر من عشر سنين بل أكثر لأنّنا نحن الآن عام 1434 يعني له تقريبًا قرابة الخمسة عشر سنة.
واعلَمُوا –باركَ اللهُ فيكُم-: أنّ الحدّاديّة في الخمسة عشر سنة الماضية هذه كانت أُمورهم إيش؟! في هُدوء ولكن كانُوا يعمَلُون في خفاء! فأصَّلُوا التّأصيلات الباطلة في النّاس.
لذلِكَ: احذَرُوهُم وحذِّرُوا منهُم، ولا تَنخَدِعُوا –بارك اللهُ فيكُم- في ادّعائهم أنّهم مع المنهج السّلفي! أبدًا لا تنخَدِعُوا بذلِكَ.
أمّا الجهاديّة أو التّكفيريّة السّلفيّة أو الجهاديّة السّلفيّة فَهُم تكفيريُّونَ أمرُهُم واضح –بحمدِ الله تعالى- أمرُهُم واضح السّلفيُّونَ يَحْذَرُونَهُم، لكن هؤلاء الحدّاديّة يَخْدَعُون النّاس بهذه القضيّة! لذلك لن تكُون سلفيًّا حتّى تكون مُقتدِيًا بالسّلف في كُلِّ أمرهم في كُلّ شأنِهِم؛ ما ينفَع؛ والشّيء بالشّيء يُذكَر.
لمّا يأتِينا شخص مثل مثلاً: عبد العزيز الرّيِّس وحَمد العتيق في باب الولاء والسّمع والطّاعة لوُلاة الأمر يتكلّمون بكلامٍ جيّدٍ على -يعني- تقعيدات في بعض الأحيان تُخالِف المنهج السّلفي وتعامُلاَت خارجة عن المنهج السّلفيّ في الطّريقة التي يَسِيرُونَ عليهَا فَيأتِي يقول: هؤلاء سلفيُّون؛ نقول: لا لأنّهُم عندهُم من التأصيلات والمنهج الباطِل الذي لا يسيرُون فيه على المنهج السّلفيّ، فالرّيِّس مثلاً يُدافع عن الحلبي ويتلمّس له الأعذار مع أنّ الحلبي طعن في صحابه رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- وقال عنهُم أو جوّز وصفهم بالغُثائيّة! وأثنى على الرِّسالة التي فيها الدّعوة لوحدة الأديان! وطعن في أهل السُّنّة ومدح أهل البدعة! وقع في أمُور كبائر عظام لا يجهلُها صِغارُ السّلفيِّين فضلاً عن شخصٍ تصدّر للدّعوة السّلفيّة!! ثُمّ تأتِي وتُدافِع عنه! وتتلمّس له الأعذار! وأنّه تقول: هُو مُخطِئ لم يخرج عن السّلفيّة!
يعنِي: أنتَ يا عبد العزيز الرّيِّس أفضل من السّلف الصّالِح حين يقول مثلاً عبد الله بن عُمَر في القدريّة:(أعْلِمْهُم أنِّي براءٌ منهُم وأنّهُم براءٌ منِّي لا يُؤمِنُوا بالقدر خيره وشرِّه)؟!
أنتَ أفضل من الرّسول –صلّى الله عليه وسلّم- الذي وصف بالخوارج بأوصاف السُّوء وأنَّهُم يمرُقُون من الدِّين كما يمرُقُ السّهم من الرّميّة وحثّ على قتلهم وقتالهم وعَوْن الأمير على قِتَالهم مع أنّهم ما أخطؤوا إلاّ في مسألة واحدة غَلَوْا فيها فَكَفَّرُوا النّاس؟!
فأتانا بجنس البدعة، وأتانا بمسألة هذه الأجناس الباطلة التِي لا يعرِفُها السّلف! من أينَ لك؟! من أين لك؟! تكلّم فيهم العُلماء وبيَّنُوا ضلالاتِهم وأخطائهم في هذا الباب.
انتبِهُوا يا إخوان: كثيرًا الذي يدَّعِي أنّه سلفيّ وأنّه مُقتدٍ بالسّلف ولكن في حقيقة أمره لا؛ مُخالِف للمنهج السّلفي! ولو أردنَا أن نتتبَّع الأسماء كثيرة!! لكِن من المنهج السّلفيّ: لُزُوم العُلَماء الكِبار الشّيخ: ربيع المدخلي –حفظه الله تعالى-؛ الشّيخ: صالح الفوزان –حفظه الله تعالى-؛ الشّيخ: عُبيد الجابري –حفظه الله تعالى-؛ الشّيخ: زيد المدخلي؛ والشّيخ: مُحمّد بن هادي المدخلي؛ الشّيخ: صالِح السُّحيمي؛ الشّيخ: عبد المُحسِن العبّاد؛ هؤُلاَء عُلماء أهل سُنّة.
ومن المنهج السّلفيّ أنّ العالِم صاحب السُّنّة لو قال قولاً خطّأه فيه عُلماء السُّنّة الآخرون وظهر خطؤهم فيه أن لاَّ يُقتَدوا في ذلك أن لاَّ يُتابَعوا في ذلك ولا تسقط كرامتُهُم ولا يسقُط قدرُهُم لأنّهم مُجتهدُونَ؛ لا يُزكُّونَهُم عن موافقة لِمَنْهَجِهِم، انتَبِهُوا هذه هي القضيّة الخطيرة.
لذلك بعض النّاس يقُول: لماذا لا تُبدِّع الشّيخ الفُلانِي فَهُو يُثنِي على الحلبي؟! كما الرّيِّس يُثنِي على الحَلبيّ؟! نقول: لاَ؛ فرقٌ بين الاثنَيْن؛ والفرقُ أنّ الشّيخ العبّاد مثلاً حينَما يُثنِي على الحَلَبِي لا يعلَم يقينًا بأنّ الحلبي وقع في هذه الأمور؛ بَلَغَتْهُ لكن قيلَ لهُ أنّه لم يَقُل بها كذَّب مثل هذه الأمور فما ثبت عندَهُ وُقوع الحلبي في ذلك فَهُو يتكلّم بالنِّسبة لماذا؟! بما عندهُ، لكن الشّيخ ربيع الشّيخ عُبَيْد وقفوا على هذه الضّلالات وثبَتَت عندهُم هذه الضّلالات فبدَّعُوا الحَلَبِي، والرّيِّس أيضًا يَعْلَم هذه الضّلالات ولم يَقُل الحلبي لم يقع فيها وإنّما قال: لا يخرج بمثلها.
إذَنْ: تبيّن لك أنّ الحلبي وقع في هذه الضّلالات وأن تُدافِع عنه، والشّيخ: ابن باز –الله يرحمه- وأئمّة السّلف كانُوا يقولون:(من دافع على أهل البدع فإنّه يُلحَق بهم).
إذَنْ: قضيّة الاقتداء بالسّلف نُلاحِظ فيها الاقتداء الكُلِّي، ونُلاحِظ فيها قضيّة أُخرَى أنا ذكرتُهَا عَرَضًا في كلامِي لكن أُنبِّه عليهَا: الشّيخ ابن عُثَيْمِين مثلاً الشّيخ ربيع عالِم سلفِي نفرض أنّه في قضيّة خالفَ فيها المنهج السّلفي خطأً دُون تعمّد لا يُخْرَج عن السّلفيّة، الخطأ يُردّ والشّيخ إذا بُيِّن له فإنّه إيش؟! يتراجع؛ واضح؟! فإنّه يتراجع، أمّا من خالَفَ منهج السّلف مُتعمِّدًا فإنّه يُؤاخَذ كما سبق.اهـ (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح الشّيخ الدّكتور: أحمد بن عُمر بازمول -حفظه الله- لـ:"أُصول السُّنّة للإمام أحمد" / الدّرس الثّالث / يوم: 03 / صفر / 1434هـ، والذي نُقل عبر إذاعة ميراث الأنبياء.