بسم الله الرحمن الرحيم
الحوثي يقدح في تفسير الطبري وابن كثير بل وتفاسير الإسلام ثم يمدح (تفسير سيد قطب)
أفلا يرعوي أدعياء السنة!
الحوثي يقدح في تفسير الطبري وابن كثير بل وتفاسير الإسلام ثم يمدح (تفسير سيد قطب)
أفلا يرعوي أدعياء السنة!
كنت قبل مدة ليست بالطويلة ربما عام تقريبا، جَرَدت ما أخرجه حسين بن بدر الدين الحوثي -أخزاه الله-، وتتبعت ما جاء فيها من مخازي، وكنت على نية كتابة مادة مطولة لما في كتب هذا الضال ، ثم خرج كتاب شيخنا محمد الإمام -حفظه المولى- في بيان ما في ملازم الحوثي من ضلالات إيرانية، فأجّلْت الأمر حتى يشاء الله، وذلك أنّ كتاب الشيخ قد غطى مساحة كبيرة مما في ملازمه وفاته كثير كذلك حيث إنّ الشيخ لم يقصد الاستقصاء ، وهكذا لم يقصد في كتابه عرض فكره ومنهجه بقدر ما كان قصده متوجها لعرض تلك الضلالات وتسليط الضوء عليها .
ومما كنت قد وقفت عليه حينها -وحجمت عن نشره في تلك الأيام- مدح هذا الضال لتفسير سيد قطب مع ذمه لعلوم المسلمين وكتبهم وتراثهم الضخم سوى النزر اليسير مما وافق هواه، بل وذمه الفتوحات الإسلامية و و ..فهو عدو التأريخ الإسلامي جله، ولكن لم أُرِد نشره حينها حتى لا يتوقف الأخوان المسلمون = حزب الإصلاح من نشر تلك المطويات ، ويكون ذريعة يتخذها هذا العدو لإثارة عصبياتهم فيستميلهم إليه، ولكن أجدني اليوم مطمئنا لنشر كلامه والتنبيه عليه ؛ليعلم المحبون للسنة والمنتمون إليها خطر هذا التفسير، وليعلموا كذلك كيف صار وليجة وبابا يدخل منه الرافضي الشيعي للسني والعامي والله المستعان.
وأقدم أولا طعنه في تفاسير الإسلام ثم أورد كلامه عن (ظلال القرآن) الملقب بتفسر سيد قطب موثقا من ملازمه والله حسبنا ونعم الوكيل:
يقول الخبيث عن تفسيري الإمام الطبري والحافظ ابن كثير -رحمهما الله-:
وعندما تعودون يجب أن تعود إلى القرآن وليس إلى المفسرين، تعود إلى القرآن وليس إلى المفسرين من أهل السنة، تتعرف على القرآن عن طريق قرناء القرآن، وورثة القرآن ، ليس عن طريق (تفسير الطبري) و(تفسير ابن كثير) وغيرهما من المفسرين الذين يعطون وثائق لليهود بأن الأرض التي كتب الله لهم هي أرض الشام وليس فقط فلسطين، أرض الشام تشمل سوريا ولبنان وفلسطين....ليعود الناس إلى القرآن، وليس إلى المفسرين الذين لعبوا بالقرآن وشوهوا القرآن وحرفوا القرآن ا.هــ ص17 ملزمة ((يوم القدس العالمي)).
ويقول عن جملة تفاسير الإسلام بل وعلومهم :
كل ما بين أيدينا من طرق أخرى قد جربت، وأخفقت، ولم تترك إلا آثارًا سيئة كتب تفسير وحديث وأصول فقه وعلم كلام وكتب ترغيب وترهيب والأشياء هذه كلها مذاهب متعددة جربت، نظريات أخر جربت اشتراكية علمانية ليبرالية رأسمالية ..ا.هــــ ص1 من البرنامج الرمضاني - الجزء الرابع.
انظر كيف شَبّه كتب الشريعة بالمذاهب الهدامة الوضعية المنحلة، ويصفها بأنها أخفقت عن إصلاح الأمة! وهذا من أعظم الكذب ، وإلا لقائل أن يقول قد جربنا القرآن ولم ينفع! وجربنا دين الإسلام ولم ينفع! وكانت له آثار سيئة ..والعياذ بالله! لكن الخلل ممن ينتمون لهذا الدين، منك وأمثالك ومن سار على غير الصراط السوي إما لهوى أو لشبهة.
وعلى أية حال فليس المراد هنا مناقشة هذا الهالك، لكن المراد بيان طعنه في كتب الأمة الإسلامية ومصادرها، ثم انظر كيف أنّ هذا الخبيث الهالك بعد ذمه لكتب الإسلام راح يمدح كتابا معينا، وتفسيرا خاصا ألا وهو (ظلال القرآن) لسيد قطب !!! فيقول :
ولهذا تجد من ينطلق يفسر ممن هم أدباء ، انشغلوا باللغة على هذا النحو، يكون تفسيرهم جيد، يكون تفسيرهم ممتاز، تفسيرهم يعني يقدم القرآن بشكل جميل، بشكل مثلما يعمل سيد قطب في "ظلال القرآن" ، هو أديب أساسا، لكن خَلِّي نحوي يفسر، أو خلي فقيه، أو أصول فقهي، أي واحد من هؤلاء يفسر، يطلع لك القرآن لا شيء، هذا يطلعه بشكل جميل جدا ..ا.هــــــــــــ ص 16 من مديح القرآن - الجزء الرابع.
فانظر كيف يُزهد من تفاسير علماء الشرع ويمدح تفسير هذا الأديب بزعمه! أحقا لم يمدحه إلا لكونه أديبا أظهر بلاغة القرآن بزعمه؟! لم يتفرد سيد قطب بهذا! بل لم يَحُز اليد العليا في باب البلاغة! فهو مسبوق بالطاهر بن عاشور -رحمه الله- وهو بلاغي شهير ، بل مسبوق حتى ببعض المعتزلة كالزمخشري وهكذا الفيروز أبادي، لكن الحوثي يعلم أن (كتب) الطاهر بن عاشور والزمخشري وأمثالهم ليس فيها القدح في الأصحاب على وجه العموم وهكذا ليس فيها الدندنة عن الحاكمية وتكفير المجتمعات، فالأول فيه جنوح للتمشعر والزمخشري اعتزالي لكن تفسيره فيما أعلم ليس فيه الطعن في الصحابة إلا ما كان من تعديه على عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وقد رد عليه العلامة الشوكاني -رحمه الله- ، ومع هذا فليس في تفسيره خصوصا وبقية كتبه عموما ما تحويه كتب سيد قطب من إساءة الظن بالصحابة ورميهم بالتهافت على الدنيا والمناصب ..الخ هذا الجو الذي يحيط بمن يتعلق بكتب سيد قطب، فهذا لا تجده ألبتة في الكشاف لكن فيه بلاء من وجه تحريف الصفات وما إلى ذلك، فلذا رأى هذا الضال التلبيس على السامع -سواء من العامة أو ممن يميل إلى حزب الإصلاح = الأخوان المسلمين- بإحالتهم على تفسير سيد قطب فتكون هذه الخطوة الأولى تجاه الرفض والتشيع والقدح في الأصحاب، حتى إذا أتى هذا المسكين ذمُ الصحابة بعدُ ؛ والقدح فيهم لم يستنكر فقد اعتاد على ذلك من كتاب (السني) سيد قطب؟!
وأنا حين أقول هذا مدرك لكون (ظلال القرآن) من حيث هو ليس فيه طعن في الصحابة ، ولكن المقصود التعلق بكتب سيد قطب على وجه الإجمال، وربما يكون سبب تخصيص الظلال بالمدح اشتهار التحذير من الكشاف للزمخشري بين أهل السنة والأشاعرة بخلاف الأخير، فهذا على العكس يمجده الأخوان والحركيون فلذا اتخذه قنطرة له .
وسواء كان هذا أو ذاك فإحالة هذا الحوثي الضال لتفسير سيد قطب له دلالات لا تخفى على العاقل ، وإلا فلا يمكن أن يحيل مَن رمى كتب الإسلام وتراثهم بالإفساد إلى تفسير سيد قطب وهو مستقيم على طريقة أهل السنة فهذا لا يكون أبدًا والله أعلم
وأخيرا أقول:
هلّا استيقظ مَن تضيق صدورهم بتحذير أهل السنة من سيد قطب وفكره ، هلّا تنبه الأخوان المسلمون من غفلتهم فحذفوا تلك الطوام من كتب سيدهم؟! أليس يزعمون عند الجدال أنه تاب؟! فليحذفوا هذا الشر والباطل منها إذن!
ولمن أراد تبين ما في كتاب (الظلال) من (الضلال) فليقرأ كتاب العالم المحدث عبد الله الدويش -رحمه الله- ((المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال)) ولتحميله:
المقدمة
الكتاب