الرد القاصم لمن كان على السنة فصار يدافع عن أهل الباطل [ رد على إبراهيم الرحيلي]
قولوا للدكتور إبراهيم الرُحيلي ومن على شاكلته؛ يقول الإمام أحمد رحمه الله :" أحسن الله عاقبتك ودفع عنك كل مكروه الذي كنا نسمع" يسنده إلى السمع بالرواية؛ حدثنا أخبرنا إلى عطاء؛ حدثنا أخبرنا إلى مجاهد، حدثنا أخبرنا إلى النقعي، وإن علا فإلى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن علا وعلا فإلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم الذين مضوا ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ [الأنعام:90] " من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة" يقول القول اليوم ويرجع عنه غدًا؛ اليوم على السنة وغدًا على البدعة؛ اليوم ينصر السنة وأهلها، وغدا يُدافع عن البدعة وأهلها - والعياذ بالله-
"وأدركنا عليه من أدركنا" يعني: ممن تقدمونا ساروا على السنة إلى ربهم - تبارك وتعالى- من أهل العلم
" أنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل الزيغ؛ وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله عزَّ وجل لا يعدو ذلك؛ ولم يزل الناس يكرهون كل محدثٍ من وضع كتابٍ - هذا باب- أو جلوس مع مبتدعٍ - هذا هو الشاهد- ليُورد عليه بعض ما يلبس عليه في دينه، فالسلامة - إن شاء الله- في ترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم؛ فليتق الله رجلٌ وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غدًا من عمل صالح يُقدمه لنفسه؛ ولا يكون ممن يحدثوا أمرًا" هذه الكلمة هي المناسبة [ حكم إحداث قولٍ جديد في مسألةٍ إذا اختلف الصحابة فيها ]
قال رحمه الله "فليتق الله رجلٌ وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غدًا من عمل صالح يُقدمه لنفسه" لأننا قد قررنا أنَّ المماراة والمجادلة لهولاء أهل الخصومات ممحقة للدين ومبطلة للعمل؛ ممحقة للأعمال، ماحقة للأعمال؛ يشتغل صاحبها لا تراه عاملًا؛ فالسنة في الحفظ للنفس بسلامة اعتقادها واستقامة عبادتها واستمرارها في عبادتها لربها؛ فيقول رحمه الله : " فليتق الله رجلٌ وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غدًا- يعني: يوم القيامة-من عمل صالح يُقدمه لنفسه ؛ ولا يكون ممن يحدث أمرًا؛ فإذا هو خرج منه أراد الحجة له؛ فيحمل نفسه على المحك فيه "
يعني: المجادلة، كما جاء في حديث الرجلين اللذين استبَّا بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب عضبًا شديدًا حتى انتفخت أوداجه واحمرت عيناه؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ ، قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِالرَّجِيمِ" فذهب معاذ رضي الله عنه- إلى هذا الرجل وجعل يأمره بها فأبى ومحك وقال: أَمَجْنُونًا تَرَانِي ؟))
محك: يعني خاصم وجادل؛ هذا هو الشاهد.
فالإنسان إذا مشى على هذه الطريق خرج عن الطريق التي كان عليها السلف وحمل نفسه على المماحكة والمجادلة ورد الحق وطلب الحجة لما خرج منه بحقٍ أو بباطل؛ لما ترك طريق أهل السنة لا بد أن ينتصر لطريقته البدعية اليوم، وهكذا تجد كل من فارق أهل السنة سببه مجالسة أهل الأهواء والبدع؛ فعلى العبد أن يكون خائفًا على نفسه مبتعدًا بها عن أهل الأهواء والبدع، وألا يُسلم سمعه لهم؛ فكم قد رأينا ممن قيل عنه إنه قوي متمكن لما جالس أهل البدع حرفوه؛ لما فتح لهم مجلسه يفيدون عليه حرفوه؛ ثم أصبح في ضفتهم في جانبهم، فأصبح يُدافع عنهم.
أولًا:بدأ يعتذر لهم، يُشكك في هذا النقل والقول عنهم؛ من نقل هذا؟! هؤلاء الذين ينقلون منهم؟! من قال لكم؛ هل يثبت هذا عنهم، التثبت؛ ايتوني به؛ لعلهم بعد ذلك أرادوا كذا. ثم بعد ذلك يصبحون همأصحابه؛ وأهل السنة أعداءه كما رأيناه في هذه الأعصار ولكم في ذلك من الأمثلة الشيء الكثير؛ فمن أولهم أبو الحسن في هذه الأيام المتأخرة إلى آخرهم علي حسن؛ فمن أبي حسن إلى علي حسن؛ فأصبحوا مع الإخوان المسلمين ومع السرورين القطبين، ومع كل من هبَّ ودبَّ على هذه الشاكلة؛ سببه الدفاع عن هؤلاء؛ وما من مبطل يُدافع عن مبطل؛ معور عن معور إلا وينتهي إلى العور الذي كان فيه - نعوذ بالله من ذلك- كل ذلك حتى لا يُقال لهم أنتم جامدون ومتقوقعون على أنفسكم؛ والله متقوقع على نفسك بسلامة دينك خير من الدنيا وما فيها.
فهذه وصية أحمد لنا؛ وأي شيء من الإسلام فات على أحمد حتى نحتاج إلى أمثال هؤلاء السعافقة! نأخذ بأقوالهم - فرحمه الله ورضي عنه - يقول: " يحملك ذلك على المحك فيه، وطلب الحجة لما خرج منه بحق أو بباطل ليزين به بدعته وما أحدث"
وأشد ذلك أن يكون قد وضعه في كتاب ينتشر بين الناس، يضل به الناس؛ فأخذه عنه فهو يريد يزين ذلك بالحق وبالباطل؛ وإن وضح له الحق في غيره، منهج السلف الصالح في النصائح والطوائح وما أدري إيش... إلى آخره وهو كله نسف لمنهج السلف الصالح ليُزين باطله ويذب عن باطله؛ فرحم الله أحمد، ورحم الله هؤلاء الذين تقدموا.
جزء من الدرس الثاني من شرح الإبانة الصغرى للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
قولوا للدكتور إبراهيم الرُحيلي ومن على شاكلته؛ يقول الإمام أحمد رحمه الله :" أحسن الله عاقبتك ودفع عنك كل مكروه الذي كنا نسمع" يسنده إلى السمع بالرواية؛ حدثنا أخبرنا إلى عطاء؛ حدثنا أخبرنا إلى مجاهد، حدثنا أخبرنا إلى النقعي، وإن علا فإلى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن علا وعلا فإلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم الذين مضوا ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ [الأنعام:90] " من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة" يقول القول اليوم ويرجع عنه غدًا؛ اليوم على السنة وغدًا على البدعة؛ اليوم ينصر السنة وأهلها، وغدا يُدافع عن البدعة وأهلها - والعياذ بالله-
"وأدركنا عليه من أدركنا" يعني: ممن تقدمونا ساروا على السنة إلى ربهم - تبارك وتعالى- من أهل العلم
" أنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل الزيغ؛ وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله عزَّ وجل لا يعدو ذلك؛ ولم يزل الناس يكرهون كل محدثٍ من وضع كتابٍ - هذا باب- أو جلوس مع مبتدعٍ - هذا هو الشاهد- ليُورد عليه بعض ما يلبس عليه في دينه، فالسلامة - إن شاء الله- في ترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم؛ فليتق الله رجلٌ وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غدًا من عمل صالح يُقدمه لنفسه؛ ولا يكون ممن يحدثوا أمرًا" هذه الكلمة هي المناسبة [ حكم إحداث قولٍ جديد في مسألةٍ إذا اختلف الصحابة فيها ]
قال رحمه الله "فليتق الله رجلٌ وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غدًا من عمل صالح يُقدمه لنفسه" لأننا قد قررنا أنَّ المماراة والمجادلة لهولاء أهل الخصومات ممحقة للدين ومبطلة للعمل؛ ممحقة للأعمال، ماحقة للأعمال؛ يشتغل صاحبها لا تراه عاملًا؛ فالسنة في الحفظ للنفس بسلامة اعتقادها واستقامة عبادتها واستمرارها في عبادتها لربها؛ فيقول رحمه الله : " فليتق الله رجلٌ وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غدًا- يعني: يوم القيامة-من عمل صالح يُقدمه لنفسه ؛ ولا يكون ممن يحدث أمرًا؛ فإذا هو خرج منه أراد الحجة له؛ فيحمل نفسه على المحك فيه "
يعني: المجادلة، كما جاء في حديث الرجلين اللذين استبَّا بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب عضبًا شديدًا حتى انتفخت أوداجه واحمرت عيناه؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ ، قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِالرَّجِيمِ" فذهب معاذ رضي الله عنه- إلى هذا الرجل وجعل يأمره بها فأبى ومحك وقال: أَمَجْنُونًا تَرَانِي ؟))
محك: يعني خاصم وجادل؛ هذا هو الشاهد.
فالإنسان إذا مشى على هذه الطريق خرج عن الطريق التي كان عليها السلف وحمل نفسه على المماحكة والمجادلة ورد الحق وطلب الحجة لما خرج منه بحقٍ أو بباطل؛ لما ترك طريق أهل السنة لا بد أن ينتصر لطريقته البدعية اليوم، وهكذا تجد كل من فارق أهل السنة سببه مجالسة أهل الأهواء والبدع؛ فعلى العبد أن يكون خائفًا على نفسه مبتعدًا بها عن أهل الأهواء والبدع، وألا يُسلم سمعه لهم؛ فكم قد رأينا ممن قيل عنه إنه قوي متمكن لما جالس أهل البدع حرفوه؛ لما فتح لهم مجلسه يفيدون عليه حرفوه؛ ثم أصبح في ضفتهم في جانبهم، فأصبح يُدافع عنهم.
أولًا:بدأ يعتذر لهم، يُشكك في هذا النقل والقول عنهم؛ من نقل هذا؟! هؤلاء الذين ينقلون منهم؟! من قال لكم؛ هل يثبت هذا عنهم، التثبت؛ ايتوني به؛ لعلهم بعد ذلك أرادوا كذا. ثم بعد ذلك يصبحون همأصحابه؛ وأهل السنة أعداءه كما رأيناه في هذه الأعصار ولكم في ذلك من الأمثلة الشيء الكثير؛ فمن أولهم أبو الحسن في هذه الأيام المتأخرة إلى آخرهم علي حسن؛ فمن أبي حسن إلى علي حسن؛ فأصبحوا مع الإخوان المسلمين ومع السرورين القطبين، ومع كل من هبَّ ودبَّ على هذه الشاكلة؛ سببه الدفاع عن هؤلاء؛ وما من مبطل يُدافع عن مبطل؛ معور عن معور إلا وينتهي إلى العور الذي كان فيه - نعوذ بالله من ذلك- كل ذلك حتى لا يُقال لهم أنتم جامدون ومتقوقعون على أنفسكم؛ والله متقوقع على نفسك بسلامة دينك خير من الدنيا وما فيها.
فهذه وصية أحمد لنا؛ وأي شيء من الإسلام فات على أحمد حتى نحتاج إلى أمثال هؤلاء السعافقة! نأخذ بأقوالهم - فرحمه الله ورضي عنه - يقول: " يحملك ذلك على المحك فيه، وطلب الحجة لما خرج منه بحق أو بباطل ليزين به بدعته وما أحدث"
وأشد ذلك أن يكون قد وضعه في كتاب ينتشر بين الناس، يضل به الناس؛ فأخذه عنه فهو يريد يزين ذلك بالحق وبالباطل؛ وإن وضح له الحق في غيره، منهج السلف الصالح في النصائح والطوائح وما أدري إيش... إلى آخره وهو كله نسف لمنهج السلف الصالح ليُزين باطله ويذب عن باطله؛ فرحم الله أحمد، ورحم الله هؤلاء الذين تقدموا.
جزء من الدرس الثاني من شرح الإبانة الصغرى للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
المصدر
من فوائد موقع ميراث الأنبياء
من فوائد موقع ميراث الأنبياء