السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كلام العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، ونصر به دينه، وأعز به سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، في رسالة بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال:
" فأقول: إن رؤوس هذه الفتن ومخترعيها ومؤججي نيرانها وحاملي رايتها لمعروفون عند أهل السنة النبهاء إنهم عدنان عرعور وأبو الحسن وعلي حسن الحلبي، ومن دار في فلكهم، وتمسك بأصولهم و بمنهجهم، إن هؤلاء يسيرون في حربهم لأهل السنة ودفاعهم عن أهل البدع الكبرى يسيرون على منهج محمد عبده المصري أحد كبار الماسونية وعلى منهج جمال الدين القاسمي الذي ألف كتابين في الدفاع عن أهل البدع الكبرى من الجهمية والمعتزلة والخوارج وغيرهم، والكتابان هما: كتاب: "تأريخ الجهمية والمعتزلة"، و"ميزان الجرح والتعديل".
1 - وذهب يدافع في هذين الكتابين عن أهل البدع وأئمتهم، ويدعي للجهمية والمعتزلة بأنهم من المجتهدين لهم ما للمجتهدين.
2 - وينقل تكفير الجهمية لأهل الأثر أي أهل السنة والحديث في صلب كتابه، ثميعلق عليه في الحاشية بقوله: " أي لأن الظاهر - على ما يفهمونه - يؤدي إلى التمثيل والتشبيه بالمخلوقات، وقد تقدم في فلسفة جهم شيء من التحقيق في معنى الظاهر، بما يرجع الخلاف لفظيا."
انظر كيف يعد الخلاف بين مذهب أهل الحق وبين مذهب الجهمية الكفري لفظيا، ثم لا يستنكر تكفير الجهمية لأهل السنة.
3 - ويقول: " وقد علمتَ أن الباعث على قتله (أي الجهم) أمر سياسي محض؛ لأن جهمما كان خطيب الحارث(1) وقارئ كتبه في المجامع، والداعي إلى رأيه والخروج معه على بني أمية وعمالهم، لسوء سيرتهم وقبح أعمالهم وشدة بغيهم كما أثرناه قبل.
ولا يخفى على من له أدنى مسكة من عقل أن الدهرية لا يقرون بألوهية ولا نبوة. وجهم كان داعية للكتاب والسنة، ناقما على من انحرف عنهما، مجتهدا في أبواب من مسائل الصفات، فكيف يستحل نبزه بالدهرية وهي أكفر!؟ ومن هنا يعلم أن لا عبرة بنبز الأمراء والملوك من ينقم عليهم سيرتهم بالألقاب السوءى، والتأريخ شاهد عدل، وليس القصد التحزب لجهم والدفاع عن مذهبه وأرائه، كلا!، فأنا أبعد الناس عن التحزب والتعصب والتقليد، ولكن الإنصاف يدعو أن يذكر المرء بما له وما عليه إذا أريد درس حياته ومعرفة سيرته، وذلك ما توخيناه هنا."
انظر إلى القاسمي كيف يخالف النصوص النبوية في الصبر على الولاة ما داموا في دائرة الإسلام، ويخالف منهج السلف في تطبيق هذه النصوص والتزامها وحث الأمة على التزامها.
وتعجب من تأييده لمذهب الخوارج الذين ذمهم رسول الله صلى اللع عليه وسلم وحض الأمة على قتلهم ووصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة.
واعجب من دفاعه عن جهم ورفعه إلى درجة الدعاة غلى الكتاب والسنة وإلى درجة المجتهدين.
وانظر إلى مغالطاته الشنيعة حيث يقول: "وليس القصد التحزب لجهم والدفاع عن مذهبه وآرائه، كلا!، فأنا أبعد الناس عن التحزب والتعصب والتقليد."
وانظر إليه كيف يدعي أن عمله هذا من الإنصاف، أليس هذا طعنا في أئمة الإسلام الذين بدعوا جهما وكفروه وفرحوا بقتله، ولم يعدوه أمرا سياسيا، وهو يعد موقفهم هذا الإسلامي العادل تحزبا وتعصبا وتقليدا.
نعوذ بالله من الهوى والمغالطات وقلب الحقائق بمدح من يستحق الذم والإهانة، وذم من يستحق المدح والثناء والاحترام والتقدير."
ـــــــــــــــــــــــ
(1): الحارث هذا من الخوارج، وقد خرج على الدولة الأموية في المشرق، ولما هزم في إحدى معاركه التجأ إلى دولة كافرة، وبقي فيها اثنتي عشرة سنة، ولما حدث قتال بين الجيش الإسلامي وبين جيش هذه الدولة الكافرة، اشترك الحارث مع الكفار في قتال المسلمين، وكان يدل الكافرين على عورات المسلمين، ثم عاد إلى بلاد الإسلام بأمان من الخليفة الأموي في ذلك الوقت، فلم يلبث أن تحرك بثورة ثانية قتل فيها هو و الجهم بن صفوان.
هذا جزء من المناقشة في مسألة جزئية من الرسالة، والظاهر أن الشيخ حفظه الله يناقش الرحيلي وهو يرجو عدم تماديه في الأخطاء التي صدرت منه، ومشفقا عليه أن يتأخرعن ركب السنة، وهذه عادته -حفظه الله- في نصيحته لمن ظهر خطؤه.
من كلام العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، ونصر به دينه، وأعز به سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، في رسالة بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال:
" فأقول: إن رؤوس هذه الفتن ومخترعيها ومؤججي نيرانها وحاملي رايتها لمعروفون عند أهل السنة النبهاء إنهم عدنان عرعور وأبو الحسن وعلي حسن الحلبي، ومن دار في فلكهم، وتمسك بأصولهم و بمنهجهم، إن هؤلاء يسيرون في حربهم لأهل السنة ودفاعهم عن أهل البدع الكبرى يسيرون على منهج محمد عبده المصري أحد كبار الماسونية وعلى منهج جمال الدين القاسمي الذي ألف كتابين في الدفاع عن أهل البدع الكبرى من الجهمية والمعتزلة والخوارج وغيرهم، والكتابان هما: كتاب: "تأريخ الجهمية والمعتزلة"، و"ميزان الجرح والتعديل".
1 - وذهب يدافع في هذين الكتابين عن أهل البدع وأئمتهم، ويدعي للجهمية والمعتزلة بأنهم من المجتهدين لهم ما للمجتهدين.
2 - وينقل تكفير الجهمية لأهل الأثر أي أهل السنة والحديث في صلب كتابه، ثميعلق عليه في الحاشية بقوله: " أي لأن الظاهر - على ما يفهمونه - يؤدي إلى التمثيل والتشبيه بالمخلوقات، وقد تقدم في فلسفة جهم شيء من التحقيق في معنى الظاهر، بما يرجع الخلاف لفظيا."
انظر كيف يعد الخلاف بين مذهب أهل الحق وبين مذهب الجهمية الكفري لفظيا، ثم لا يستنكر تكفير الجهمية لأهل السنة.
3 - ويقول: " وقد علمتَ أن الباعث على قتله (أي الجهم) أمر سياسي محض؛ لأن جهمما كان خطيب الحارث(1) وقارئ كتبه في المجامع، والداعي إلى رأيه والخروج معه على بني أمية وعمالهم، لسوء سيرتهم وقبح أعمالهم وشدة بغيهم كما أثرناه قبل.
ولا يخفى على من له أدنى مسكة من عقل أن الدهرية لا يقرون بألوهية ولا نبوة. وجهم كان داعية للكتاب والسنة، ناقما على من انحرف عنهما، مجتهدا في أبواب من مسائل الصفات، فكيف يستحل نبزه بالدهرية وهي أكفر!؟ ومن هنا يعلم أن لا عبرة بنبز الأمراء والملوك من ينقم عليهم سيرتهم بالألقاب السوءى، والتأريخ شاهد عدل، وليس القصد التحزب لجهم والدفاع عن مذهبه وأرائه، كلا!، فأنا أبعد الناس عن التحزب والتعصب والتقليد، ولكن الإنصاف يدعو أن يذكر المرء بما له وما عليه إذا أريد درس حياته ومعرفة سيرته، وذلك ما توخيناه هنا."
انظر إلى القاسمي كيف يخالف النصوص النبوية في الصبر على الولاة ما داموا في دائرة الإسلام، ويخالف منهج السلف في تطبيق هذه النصوص والتزامها وحث الأمة على التزامها.
وتعجب من تأييده لمذهب الخوارج الذين ذمهم رسول الله صلى اللع عليه وسلم وحض الأمة على قتلهم ووصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة.
واعجب من دفاعه عن جهم ورفعه إلى درجة الدعاة غلى الكتاب والسنة وإلى درجة المجتهدين.
وانظر إلى مغالطاته الشنيعة حيث يقول: "وليس القصد التحزب لجهم والدفاع عن مذهبه وآرائه، كلا!، فأنا أبعد الناس عن التحزب والتعصب والتقليد."
وانظر إليه كيف يدعي أن عمله هذا من الإنصاف، أليس هذا طعنا في أئمة الإسلام الذين بدعوا جهما وكفروه وفرحوا بقتله، ولم يعدوه أمرا سياسيا، وهو يعد موقفهم هذا الإسلامي العادل تحزبا وتعصبا وتقليدا.
نعوذ بالله من الهوى والمغالطات وقلب الحقائق بمدح من يستحق الذم والإهانة، وذم من يستحق المدح والثناء والاحترام والتقدير."
ـــــــــــــــــــــــ
(1): الحارث هذا من الخوارج، وقد خرج على الدولة الأموية في المشرق، ولما هزم في إحدى معاركه التجأ إلى دولة كافرة، وبقي فيها اثنتي عشرة سنة، ولما حدث قتال بين الجيش الإسلامي وبين جيش هذه الدولة الكافرة، اشترك الحارث مع الكفار في قتال المسلمين، وكان يدل الكافرين على عورات المسلمين، ثم عاد إلى بلاد الإسلام بأمان من الخليفة الأموي في ذلك الوقت، فلم يلبث أن تحرك بثورة ثانية قتل فيها هو و الجهم بن صفوان.
هذا جزء من المناقشة في مسألة جزئية من الرسالة، والظاهر أن الشيخ حفظه الله يناقش الرحيلي وهو يرجو عدم تماديه في الأخطاء التي صدرت منه، ومشفقا عليه أن يتأخرعن ركب السنة، وهذه عادته -حفظه الله- في نصيحته لمن ظهر خطؤه.