إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

طارق السويدان والتخطبات الفكريَّة في هجومه على دولة الإمارات العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منهجية] طارق السويدان والتخطبات الفكريَّة في هجومه على دولة الإمارات العربية

    طارق السويدان والتخطبات الفكريَّة في هجومه على دولة الإمارات العربية
    كاتب إماراتي

    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، أمَّا بعد:

    فإنَّ من حِكَمِ الله سبحانه في تقديره للخير والشَّر تَمحيصَ العباد واختبارهم؛ فترى في تلك الخطوب المتنوِّعة الثَّابتين على الجادَّة السَّويَّة؛ منضبطين بالأمر الرَّشيد في التَّعامل مع النَّفس، وكبح جماحها عن الضَّياع في العواصف الفكريَّة، أو الانسياق وراء العواطف غير المتَّزنة، أو اللجوء إلى الموازين غير الصحيحة؛ لأنَّهم اعتصموا بحبل الله المتين وشرعه الحنيف الذي يدعو إلى التعقُّل والحكمة والأناة والرَّويَّة، والنَّظر في بدايات الأمور وانسجامها مع الوحي الإلهي، والنَّظر في عواقبها ومآلاتها وما تجرُّ من تبعات، وإرجاع الأمور إلى أهلها الذي هم أهلها، وعدم الإنصات إلى وساوس الشيطان الداعي إلى الفتن والقلاقل وشقِّ عصا الجماعة؛ وفاقًا لقول الحقِّ سبحانه:{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النِّساء: 83].

    وفي لجج تلك الخطوب أناسٌ يتخبَّطون فيها ذات اليمين وذات الشَّمال، تزجُّ بهم ما تستحسنه عقولهم في فيافي مظلمة، فهم متأرجحون بين ظنونٍ بُنيت على غير أساس ومجاهرةٍ فكريةٍ بعيدةٍ عن الاتِّزان والعقل.

    ومن هؤلاء النَّفر؛ طارق السَّويدان مهندس البترول المعروف الذي انتقده أهل العلم من قديم عندما آثر الخوض في غير فنِّه والإتيان بقصص وأخبار توغر بعض القلوب على صحابة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وتثير الفتن بين المسلمين، وإذا به اليوم يسير على هذا الطريق مرَّة أخرى.

    ففي الوقت الذي جرى في البحرين ما جرى في الأيَّام الماضية شرَّق السويدان وغرَّب، ونشر في أوَّل أمره خطابًا سعى فيه بكلِّ جرأةٍ إلى أن يكون وقودًا للفتنة، وأداةَ تحريضٍ للمخرِّبين باسم الثَّورة والمطالبة بالحقوق واعتلاء سدَّة الحكم؛ معلِّلاً بأنَّهم بشر كالبشر، واتَّهم بالمقابل من وقف أمام هذا التَّخريب بالمجانين، واستعدى مؤيِّدي الثورات الأخرى على أن يكون لهم الموقف نفسه فيما سماه بالثورة البحرينية.

    وبعد أن ندَّد الكثيرون بخطابه المذكور وتحت الضَّغط من القريب والبعيد لجأ السويدان إلى استقراء الواقع من جديد ليكتشف أنَّه كان يعيش في عالمٍ آخر بعيدٍ عن الواقع الحقيقي، وأنَّ تلك الثُّلَّة التي بارك خروجها وأجَّج ثورتها كان يشينها الأفعال التخريبية والولاءات الخارجية؛ ليرسل السويدان خطابًا من جديد، مزج فيه بين تأييد الثورة والانتصار لها مرَّة أخرى باسم الحقوق والحرية وبين انتقاد التخريب وازدواجية الولاءات.

    فكان هذا دليلاً على عدم اتِّصاف السويدان بالنَّظرة المتَّزنة، وعدم أهليته للخوض في مثل هذه القضايا واستعجاله في طرح الرأي وتوجيه الخطاب قبل قراءة الأحداث قراءةً صحيحة واقعية، وقبل النظر قبل ذلك في نصوص الشرع وقواعده، فإن التخبط في مثل هذه المواقف من الخطورة بمكان؛ لِما يترتَّب عليه من المفاسد الكبيرة والعواقب الوخيمة.

    وإذا كان الميزان عند السويدان هو فكره المحدود بعيدًا عن الانضباط بالشرع الحنيف فإنه سيبقى متخبِّطًا مضطربًا، وسيبقى الحاكم على عقله هو ما تُمليه عليه المتغيِّرات هنا وهناك، وما تُمليه عليه رغباته الذَّاتيَّة التي ستفرض على عقله اتجاهات متعدِّدة، فيقول الكلمة في موضع، وينقضها في موضع آخر، في سلسلة من التَّناقضات؛ لأنَّه يدور بين متغيِّرات على أرض الواقع ومتغيِّرات في النَّفس ورغباتها وجموحها.

    ومن جملة تلك التَّناقضات العجيبة: أنَّ السويدان الذي انتقد على الثَّائرين المخرِّبين في البحرين رفعهم صور بعض الشخصيَّات الأجنبيَّة، واعتبر هذا خيانة، وقال لهم بصريح العبارة لا يجوز أن يعطوا ولاءهم لغير بلدهم البحرين؛ يصرِّح في لقاءاتٍ عدَّة بكلِّ افتخارٍ واعتزازٍ بأنَّه لا يؤمن بالحدود القائمة بين البلدان العربية والإسلامية، ويصفها بالحدود الاستعمارية والمصطنعة، ويبيح تدخل أي شخص من أي بلد من هذه البلدان في شؤون البلد الآخر ولو كان بالمطالبة بإسقاط فلان أو فلان.

    ومن هذه اللقاءات لقاءٌ معه في برنامج (بكرة أحلى)، حيث يُسئل في هذا اللقاء عن سبب تدخُّله في التحريض إبان الثورة المصرية، فيجيب بأنه لا يؤمن بالحدود الاستعمارية، فيُسأل في اللقاء نفسه: هل تبيح لمصريٍّ أن يطالب بإسقاط رئيس الوزراء في الكويت، فيجيب بأنَّ من لا يبيح هذا فإنه يعيش بعقلية ونفسية الذين آمنوا بالحدود الاستعماريَّة!

    فإذا كان طارق السويدان لا يؤمن بالحدود ويصفها بالاستعمارية فكيف يتكلَّم بعد ذلك عن الولاءات الوطنيَّة؟!

    بأيِّ منطقٍ يكون هذا؟!

    إنَّ هذا حقًّا لأمرٌ عُجاب!

    وبعد هذه المقدِّمة أقول:

    لقد شنَّ السويدان في كلام له على قناة الحوار حملةً ظالمة جائرة على دولتنا الحبيبة، دولة الإمارات العربية المتحدة ، وأسدى إليها جملةً من الاتِّهامات، كان من الواضح جدًّا أنَّه يرتدي وقتها منظارًا أسود لا يرى الحقائق من ورائه إلاَّ بنظرةٍ سوداويَّة بعيدةٍ كلَّ البعد عن الإنصاف والعدل والحقّ.

    وقد اعترف في هذا الحوار بأنه استمع لكلام القرضاوي المباشر في النَّيل من دولتنا حكومة وشعبًا، وتأسَّف على عدم إعادته!

    نعم! لقد تأسَّف السويدان على عدم إعادة كلام القرضاوي في هجمته على دولتنا!

    مما جعلني أكتب هذه الوقفات السريعة مع السويدان في هجمته الشرسة على دولتنا وما ضمَّنها من التُّهم جزافًا وباطلاً ، ومن تلكم الوقفات.

    الوقفة الأولى: في قول السويدان:”أولا: لا يجوز الخطاب مع شخصية مثل القرضاوي بهذا الوزن في الأمة وهذا الاحترام على مستوى العالم الإسلامي كله بهذا الأسلوب، هذه عقلية أمنية الحقيقة، يجب على جماعة الأمن أن يتأدبوا الحقيقة مع العلماء الكبار”ا.هـ.

    هكذا يقول السويدان: لا يجوز!

    وأقول :

    أوَّلاً: فيما يتعلَّق بالقرضاوي فقد تَمَّ إسكاته وتَمَّ لومه على فعلته ولله الحمد، فتم غلق ملف الملاحقة القضائيَّة، فلماذا يريد السويدان إشعال الفتن هو الآخر والانتصار للقرضاوي وتصريحاته السَّابقة؟!

    ثانيًا: لو كان السويدان منصفًا حقًّا ومُريدًا لنصرة المظلوم لوجَّه كلامه هذا إلى القرضاويِّ نفسه الذي تجاوز حدود الأدب في خطابه مع الإمارات وقال كلامًا كبيرًا تقشعرُّ منه الجلود فيه إساءةٌ بالغةٌ وسوء ظن غير مقبولٍ على الإطلاق.

    ألم يقل القرضاوي:”فالإمارات هم بشر مثلنا، إن كانوا يظنون أنهم آلهة فوق الناس فهم مخطئون؟!”.

    أليس هذا كلامًا عظيمًا يجرح مشاعر أهل الإمارات وفيه سوء ظنٍّ بإيمانهم بالله سبحانه وعقيدتهم؟!

    أليس في هذا الكلام سوء ظنٍّ بإسلامهم وطرح احتمالية كفرهم بالله سبحانه وتعالى؟!

    وإلاَّ فما حكم من يظنُّ نفسه إلهًا فوق النَّاس؟!

    أليس حاله كحال فرعون الذي ادَّعى أنَّه إلهٌ فوق النَّاس؟!


    وما موقف السويدان لو قال له أحد ولو على جهة النَّصيحة: لو كنت تظنُّ نفسك يا سويدان إلهًا فوق النَّاس فأنت مخطئ!

    ألن يصرخ السويدن في وجهه بكلِّ حميَّة وغيرة قائلا : خسئت، وبئس ما تفوَّهت به، كيف أظنُّ نفسي إلهًا فوق النَّاس؟! ألم تجد عبارةً تناصحني به غير هذه العبارة القبيحة التي تقشعرُّ منها الجلود؟! لا، وألف لا، لم أظنَّ نفسي يومًا من الدَّهر إلهًا فوق النَّاس!

    والعجب في ذلك أنَّ السويدان يُطالب بأنْ يُتأدَّب مع القرضاوي في حين أنه لا يُطالب القرضاوي بأن يتأدَّب مع غيره مِمَّن كانوا بالأمس محسنين إليه، فقابل إحسانهم وحسن ظنِّهم به بالإساءة البالغة وسوء الأدب.

    ألم يقل القرضاوي في خطابه السَّابق الموجَّه إلى الإمارات والذي يتأسَّف السويدان على عدم إعادته:”هم بشر يأكلون ويشربون وينامون ويتغوطون …”ا.هـ!

    بالله عليك يا سويدان، هل هذا من الأدب والاحترام في مخاطبة الآخرين؟!

    هل يقبل السويدان أن يخاطبه أحد فيقول له:”أنت بشر تأكل وتتغوَّط”؟!


    ألن يقول له السويدان: تأدَّب في خطابك معي؟!

    أم أنَّ سوء الأدب إذا كان من غيره لغيره فهو بردٌ وسلام؟!

    وما هي الحصانة التي يملكها القرضاوي والتي تمنع السويدان من أن يقول له: أخطأت، بدلاً من أن يتأسَّف ويتحسَّر على عدم إعادة كلماته؟!

    أليس القرضاوي بشرٌ كالبشر يُقال له إذا أخطأ: أخطأت ويوقف عند حدِّه إذا تجاوز؟!

    أم أنَّ الاتِّفاق في المشرب يقتضي التغاضي عن الأخطاء والوقوف معًا في خندقٍ واحدٍ ضدَّ الآخرين ولو كان على حساب العدل والإنصاف وكلمة الحق؟!

    ألم يقل القرضاوي عن الإمارات:”كل ما عندهم فلوس”!

    أليست هذه الكلمة من مخاطبة الآخرين بما لا يليق؟!

    أيقبل السويدان أن يقول له أحد: أنت لست تتميَّز عن الآخرين بشيء، وإنَّما كلَّ ما عندك فلوس؟!

    أم أنَّ السويدان يعاني من الازدواجيَّة في تقييم ما يليق وما لا يليق؟!

    أم أنَّه يجوز للقرضاوي عند السويدان ما لا يجوز لغيره؟!

    الوقفة الثَّانية: في قول السويدان:”أنا أعرف الناس هناك يعني وكرمهم وحبهم، الناس يحبون حكامهم، وهذه مسألة مشهود لهم، في بعض الدول يكرهون حكامهم، وفي بعض الدول يحبون حكامهم، أهل الإمارات يحبون حكامهم”ا.هـ.

    وأقول :

    صدقت يا سويدان! فأهل الإمارات يحبُّون حكامهم، وهذه مسألة مشهودٌ لهم.

    ولكن … ولكن ألا تستغرب يا سويدان من نفسك أنَّك تتأسَّف على عدم إعادة كلام القرضاوي وقد قال في شعب الإمارات غير هذا الكلام الذي تشهد به!

    ألم يقل القرضاوي:”أهل بلدهم الذين يعاملونهم معاملة غريبة، يمنعون منهم من يمنعون، لا يجوز له أن يتحدث لا في الصحف، ولا في التلفاز، ولا في الإذاعة، أي شيء هذا؟ وبعضهم يسلبون منهم الجنسية، وبعضهم يفعلون بهم ما يفعلون، هذا حرام، هذا لا يجوز”!

    ألم يقل القرضاوي:”لا يستطيعون بالفلوس أن يتحكموا في رقاب الناس”!

    ألم يكن اللائق بك يا سويدان أن تقف موقف الإنصاف وتقول كلمة الحق فتقول للقرضاوي: لقد أخطأت أيها الدكتور في هذا الكلام، وشهدتَ شهادةً غير صحيحة، فأهل الإمارات ليس كما قلت، بل علاقتهم بحكامهم من أفضل العلاقات، وهم يحبون حكامهم، وهذا مشهود لهم، وأنا من الشَّاهدين؟!

    ألم تزعم أنَّك انطلقت من نصيحتك في هذا الحوار من الحديث النبوي:”انصر أخاك ظالِمًا أو مظلومًا”، وأنَّ نصرة الظالم بالأخذ على يديه.

    فلماذا لم تُنصف أهل الإمارات وتقول للقرضاوي ولو مرَّةً واحدة: لقد أخطأت، ما أهل الإمارات مثل ما تقول.

    وإني سائلك يا طارق السويدان :

    لو قام أحد في الفضائيات وقال: إنَّ السويدان يعامل أبناءه وبناته معاملة دكتاتوريَّة، والعلاقة بينه وبينهم علاقة سيئة مبنيَّة على الاستعباد والتَّحكُّم في الرقاب؛ ألن ترفع عليه قضيَّة تشهير كائنًا من يكون وتطالب بمقاضاته وتدافع عن نفسك بكل استماتة، وتقول: هذا الكلام باطل وكذب وبهتان وإفك وزور!

    أم أنَّك ستصفِّك (ستصفق) له بحرارة وتقول له بابتسامة عريضة: هل من مزيد؟!

    وإذا قام أحدٌ يُبارك فعل ذلك المعتدي ويطلب منك الاعتذار ألن تقول له بكل دهشةٍ وانفعال: أنا؟! وكيف أعتذر أنا؟! أليس هو المعتدي؟!

    لقد قال القرضاوي مثل ذلك الكلام في حقِّ البيت الإماراتي!

    أفيجوز لك أن تُقاضي من يُشهِّر بك بالباطل وتُحرِّم ذلك على غيرك؟!

    أفيجوز لك أن تشنِّع على من يُبارك المعتدي عليك وتحرِّم ذلك على غيرك؟!

    أفتعتبر طلب المقاضاة سوء أدب؟!

    والعجب أنَّ ذلك لو كان في مصلحة نفسك لاعتبرته انتصارًا للحقّ!

    الوقفة الثَّالثة: كان الأولى بالسويدان بدلاً من التَّدخُّل في قضيَّة سحب الجنسيَّة من بعض الناس الذين استحقُّوا التَّعزير أو ترحيل بعض النَّاس الذين خالفوا الأنظمة القانونيَّة أن ينصح بكلِّ صدقٍ وإخلاص السَّاعين بإفساد ذات البين بين الرَّاعي والرَّعيَّة أن يكفُّوا عن إساءاتهم المستمرَّة، وأن يستحوا من مجاهرتهم بها أمام العالم أجمع في مواقع التَّواصل العنكبوتية وغيرها، وأن يتخلَّوا عن طائفيتهم الحزبيَّة التي يتخندقون حولها ضدَّ وطنهم وولاة أمرهم، وأن يدعوهم إلى التَّلاحم والتعاضد والتَّعاون مع ولاة أمرهم على ما يحبُّ الله سبحانه ويرضاه.

    ألم يكن هذا هو الأليق بالسويدان؟!

    ألم يكن الأليق به أن يدعو إلى جمع الكلمة وإصلاح ذات البين وصفاء القلوب وتلاقي النفوس والتآخي في ذات الله والتعاون على البر والتقوى؟!

    أم أنَّ المفاهيم لها تفسير آخر عند السويدان؟! وأنَّ الشجاعة فقط هي إظهار العضلات في مقارعة الحكومات ولو كان على حساب الحقِّ والعدل والإنصاف؟! ولو كان على حساب تشتيت الأمة وتمزيق أوصالها والسَّعي بالنَّميمة والإفساد؟!


    إن الأمجاد الشخصية على حساب هذه الأمور ما هي إلاَّ سرابٌ زائل!

    الوقفة الرَّابعة: في ادِّعاء السويدان أنَّ الدولة بترحيلها لبعض الإخوة السوريِّين الذين خالفوا الأنظمة القانونيَّة تشارك النظام السوري فيما يفعله.

    وهذا التشبيه من طارق السويدان مبالغة بهلوانيَّة لا تَمتُّ إلى العقل ولا إلى الواقع بصلة، وما هي إلا كلمة ماكرة لاستعداء الرَّأي العام على دولتنا، وعلى السويدان أن يعلم أن الناس لم يفقدوا عقولهم ليصدِّقوا تشبيهاته المغرضة، فمتى كان ترحيل أناسٌ تكرَّر منهم مخالفة الأنظمة والقوانين بعد أن تعاهدوا بعدم المخالفة يُعدُّ جريمة؟!

    ألك عقل يا سويدان عندما تتَّهم دولتنا بأنَّها تشارك النظام السوري فيما يفعل؟!

    أهكذا تقاس الأمور عندك؟!

    أهذا هو العدل والإنصاف؟!

    إنَّك حقًّا تستحقُّ أن تُقاضى بسبب هذا التَّشهير الباطل عقلاً وواقعًا وقانونًا!

    الوقفة الخامسة
    : اتِّهام طارق السويدان لحكامنا ودولتنا بأنهم أداةٌ يتحكَّم فيهم الأمن ويديرهم كيف شاءوا، وبالتالي فعلى الدولة التي يديرها الأمن السَّلام.

    فبئس الكلمة خرجت من فيك يا سويدان.

    أيليق بك أن تصوِّر للعالم أجمع أنَّ ولاة أمرنا ليسوا سوى أداةٍ تُحرَّك من هنا وهناك؟

    أولاة أمرنا بهذه الصورة يا سويدان؟!

    ألا تستحي من أن تهين الشعب الإماراتي بهذا الوصف الظالم لولاة أمرهم وتشويه صورتهم أمام العالم؟!

    ثُمَّ من هم الأمن يا سويدان؟!

    أليس الأمن والاستقرار وسلامة المجتمع من كلِّ خطرٍ داخليٍّ أو خارجيٍّ من أهم مسؤوليَّات ولاة الأمر؟!

    أليس ولاة الأمر هم المسؤولون عن أمن المجتمع وأنَّ إرساء قواعد الأمن والاستقرار جزءٌ من صلاحيَّاتهم ومهمَّاتهم الرَّئيسيَّة؟!

    لماذا هذه المحاولات المستميتة البائسة للتأليب على ولاة الأمر بدعوى أنَّهم مُسيَّرون والتَّاليب على الجهات الأمنيَّة بدعوى أنَّهم يتحكَّمون في ولاة الأمر؟!

    إنَّ هذه اللعبة الخبيثة مكشوفة يا سويدان.

    وإنَّ التَّعدِّي على أمن المجتمع هو تعدٍّ على ولاة الأمر القائمين عليه، وإنَّ التَّعدِّي على ولاة الأمر هو تعدٍّ على أمن المجتمع وسلامته.

    وليعلم السويدان أنَّنا لا ننخدع بمثل هذه المحاولات الخبيثة منه ومن غيره للفصل بين ولاة أمرنا ومن تحت أيديهم من الجهات الأمنيَّة، فهذه المحاولات البائسة لا تخفى على ذوي العقول.

    وليستحي السويدان ومن يمشي على طريقه من التحريش بيننا وبين ولاة أمرنا، وليكفَّ عنَّا تأليبه وتحريضه، وليعلم أنَّ الشعب الإماراتي ينظر إلى ولاة أمره نظرة اعتزاز وافتخار ويتمنَّى لهم كلَّ خيرٍ في هذه الحياة الدُّنيا ويوم يقوم الأشهاد.

    الوقفة السَّادسة
    : في تصوير السويدان لدولة الإمارات بأنها تحارب الدعاة إلى الله تعالى.

    وهذا تصويرٌ باطلٌ وزعمٌ فاسدٌ في سلسلة من المزاعم الباطلة التي يتفنَّن فيها السويدان هذه المرَّة لتشويه الإمارات وتأليب الرأي الداخلي والخارجي عليها!

    ولا أدري من يقصد السويدان بالدعاة إلى الله؟!

    هل يقصد بالدُّعاة إلى الله الذين يدعون الناس إلى الاعتصام بشرع الله، وحسن العلاقة بين الرَّاعي والرَّعيَّة، ويتقرَّبون إلى الله تعالى بالذَّبِّ عن ولاة أمرهم والدُّعاء لهم والتَّعاون معهم على البرِّ والتَّقوى، ويحثُّون على الاجتماع والوحدة والتَّآلف وصفاء القلوب ونقاء السَّريرة على ما يُحبُّ الله ويرضى؟!


    هل يقصد السويدان هؤلاء؟!

    فمن أين له أن يكذب عليهم بأنهم قابعون في السجون؟!

    ألا ينظر هذا الرَّجل إلى دولتنا وما فيها من دعاة يدعون إلى الله على علمٍ وبصيرة؟!

    أليسوا هؤلاء دعاةً إلى الله؟!

    أم أنَّهم أشباحٌ لا حقيقة لهم؟!

    أم أنّ السويدان لا يعدُّهم دعاةً لا لشيءٍ إلاَّ لأنَّهم رفضوا المناهج الوافدة الدَّخيلة في التعامل مع ولاة الأمر وآثروا أن يتعاملوا معهم وفق الشرع الحنيف الذي يأمرهم أمرًا جازمًا بالسمع والطاعة لهم بالمعروف وإسداء النَّصيحة لهم في السَّرِّ وعدم التَّشهير بهم والتَّأليب عليهم وشق عصا المسلمين؟!


    هل الدُّعاة في مفهوم السويدان هم الذين ينطاحون الحكام ويثورون عليهم ويستغلُّون المنابر في إشعال الفتن وإضرام نارها؟!

    وإن كان يقصد السويدان غير هؤلاء فمن أين له أنهم أيضًا مسجونون أو أنه سُحبت منهم جنسيَّاتهم؟!

    وأمَّا إن كان يقصد أشخاصًا بأعيانهم أفسدوا أكثر مِمَّا أصلحوا ودعوا إلى الفتنة وسعوا إلى إفساد ذات البين بين الرَّاعي والرَّعيَّة وتواطؤوا على باطلهم مع منظِّمات أو جهات أجنبيَّة فعُزِّروا بسحب جنسياتهم أو سيقوا إلى القضاء فعلى السويدان أن يقف أمام التَّاريخ موقف الحقِّ، وأن يكون مع الدولة ضدَّ المفسدين، لا أن يستغلَّ هذا التَّأديب فيتَّهم الدَّولة على رؤوس الأشهاد بأنَّها تحارب الدُّعاة إلى الله؟!

    وهل أصبح هؤلاء المعتدون عند السويدان هم الدعاة لا غير؟!

    إنَّ هذا التَّشهير بالدَّولة المبنيِّ على التَّصوير المشين والتَّعميم الباطل يدلُّ دلالةً واضحةً على أنَّ السويدان لا يزن الأمور بميزان متَّزنٍ! حيث أصبح إيقاف بعض الطائشين عند حدِّهم صيانةً للمجتمع معدودًا عند السويدان من الحرب على الدعوة إلى الله!


    فمتى يفيق السويدان من كيل الاتِّهامات إلى دولتنا؟

    فتارةً يتَّهم رجال الأمن بسوء الأدب!

    وتارةً يتَّهم ولاة أمرنا بأنَّهم أداة يُحرِّكهم غيرهم!

    وتارةً يتَّهم دولتنا بأنَّها تشارك النِّظام السُّوري في أفعاله!

    وتارةً يتَّهم دولتنا بأنَّها تحارب الدعاة إلى الله!

    فهل صار في فقه السويدان التفنن في توزيع الاتِّهات على الغير؟!

    الوقفة السَّابعة: قول السويدان:”فهذا لم يزد الناس إلا اشتعالاً داخل الإمارات وخارجها”؛

    فيُقال له:


    قد ناقضتَ نفسك بنفسك يا سويدان! وأثبتَّ أنت نفسك بالأدلَّة الصَّريحة أنَّك تعيش في حالة من عدم الاتِّزان الفكري!


    ألستَ أنت القائل في بداية هذا الحوار:”أنا أعرف الناس هناك يعني وكرمهم وحبهم، الناس يحبون حكامهم، وهذه مسألة مشهود لهم، في بعض الدول يكرهون حكامهم، وفي بعض الدول يحبون حكامهم، أهل الإمارات يحبون حكامهم”.

    أليست هذه الكلمات خرجت من فمك أنت في نفس الحوار؟!

    ألست أنت الذي قال: إن أهل الإمارات يحبون حكامهم وهذه مسألة مشهود لهم؟!

    أم أنَّك تقول الكلمة ثُمَّ تنقضها في الموضع نفسه بحسب ما يهجم على ذهنك من خواطر من دون أن تراعي أهميَّةً للاتزان والتَّوافق والعدل والإنصاف؟!

    ألم أقل لكم أيُّها القرَّاء: إنَّ السويدان يقول الكلمة ثُمَّ ينقضها ويُناقضها؟!

    وأخيرًا؛ نقول للسويدان: إنَّ الشعب الإماراتي ولله الحمد مع ولاة أمره متكاتفين متعاضدين، وإذا كنت أنت تريد إشعال فتنة هنا أو هناك فإنَّها ستطفئ بإذن الله بقلوب الصَّادقين من أبناء هذا البلد الذين يكنُّون لولاة أمرهم كلَّ احترامٍ وتقدير ويتعاونون معهم على كلِّ خير دينيٍّ ودنيوي.

    والله سبحانه هو المسدِّد، وعليه التُّكلان، ومنه العون والتَّوفيق.

    وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا مُحمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.


    التعديل الأخير تم بواسطة أبو يحيى صهيب السني; الساعة 14-Mar-2012, 11:07 PM.
يعمل...
X