بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله.
الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:
في حلقةٍ خاصةٍ لبرنامج (التفسير) الذي يُذاع على قناة (الرحمة) الفضائية، والتي كانت بتاريخ (1-1-2012م)، وفي حضور (محمد حسان).. دار الحوارُ الآتي:
((مقدِّم البرنامج:
(الفن).. تكلمنا في السياحة، ولابد أن نتكلمَ عن (الفن)؟
عبد المقصود:
والله أنا يعني طبعًا هم يحملون حَمْلاً شديدًا على مَن يتكلمون في أمر (الموسيقى) اللي هي (المعازف).
وأنا أقول: (المعازف) وقع فيها الاختلاف بين أهل العلم!!! لابد أن نعترفَ بهذا!!!
ومَن أراد أن يُراجعَ؛ فليراجع (نيل الأوطار) للشوكانيّ، وكذلك ليراجع (الفتح الربانيّ في فتاوى الشوكانيّ) أوردَ مبحثًا طويلاً يبيّن فيه أنّ ناسًا من السلف سواءً كانوا من المتقدمين أو من المتأخرين كانوا يقولون: بجواز الاستماع -السماع للمعازف-، لكن الأئمة الأربعة على تحريمها.
أردتُ من هذا أن أصلَ إلى ماذا؟
إلى أنه إنْ ثبتَ الدليل، والدليل قد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي مالك الأشعريّ -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحِر، والحرير، والخمر، والمعازف).
فالعلماء استنبطوا (التحريم) من ثلاثة أمورٍ:
الأول: قوله -عليه الصلاة والسلام-: (يستحلون).
الثاني: أنه أوردَ (المعازف) مقترنة بشرب الخمر، وبالزنا -والعياذ بالله-، الحِر: اللي هوه الزنا.. الفَرْج.
ثالثًا: أنه توعدهم بخسفٍ ومسخٍ في بقية الحديث، لكن لا أريدُ الإطالةَ، ولاّ أذكر بقية الحديث؟!
لكن ستظل المسألة خلافية!!!!
والشوكاني بعد أن أوردَ هذا البحث، قال: أنا لا أحب المعازف، وما جلستُ في مجلسٍ لها أبدًا.
لكنني أردتُ أن أبيّن للذين يحرمونها أن الخلافَ قد وقع في ذلك!!!
عشان بس تنضبط الأمور!! المسألة ما تخدش رتبةً غير رتبتها؟!!
فخلاص اللي عايز يعمل معازف يعمل معازف إنْ كان يعتقد حِلها!!!
لكن نحن لن ننتقل عن حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الإمام أحمد ذكر أن الذي يُعرض عن حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- قد يضرب الله قلبه -عز وجل- بالنفاق -والعياذ بالله-.
وروى البيهقيُّ في (المعرفة) بالإسناد الصحيح عن الشافعيّ -رضي الله عنه- قال: أجمعَ المسلمون على أنّ مَن استبانت له سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجز له أنْ يدعها لقول أحد كائنًا مَن كان.
أنا كنتُ أنام على الموسيقى!!! الموسيقى الخفيفة، وبتاع!!! والكلام هذا قديم، كنتُ أشغلها وأنا... هههه الحمدُ لله.
فعايز أقول لحضرتك: إنْ دي مسألة ما دام وقع فيها الاختلاف عايز تعملها اعملها، لكن صُن أذنيّ عنها.
دا حُكم المسائل الاختلافية!!! لا تفرض رأيكَ عليّ!!)).اهـ
اضغط هنا لتحميل المقطع الصوتي بصيغة MP3
وفي إحدى حلقات برنامج (فضفضة) الذي يُذاع على قناة (الناس)، والتي يحاوره فيها محمد عبد السلام، قال:
((خدت بال حضرتكَ؛ فأنا لما أجي أقول: إن -والله- المسألة فيها خلاف!!
أنا لا أنكرُ عليكَ في مسائل (المعازف!!).
لكن أنا الحديث صحيح عندي، ولا مخلصَ لي منه، سأُسأل عنه يوم القيامة)).اهـ
اضغط هنا لتحميل المقطع الصوتي بصيغة MP3
ولي مع هذا الكلام عدة وقفات:
الأولى:
ما أشبه الليلةَ بالبارحة؛ فليست هذه هي المرة الأولى التي يجهل فيها أو يتجاهل (محمد عبد المقصود) الإجماع.
فبالأمس القريب قال عن مسألة (الخروج على الحكام): مسألةً خلافيةً عند أهل السُّنة والجماعة!! رغم ثبوت الإجماع على حرمة الخروج على أئمة الجّور الذي حكاه شيخ الإسلام، والإمام النووي، وابن حجر، وكل كتب الاعتقاد على تأصيل هذا الأصل الأصيل، حيث قال في تقديمه لكتاب ( ثورة الخامس والعشرين من يناير رؤية شرعية ) لممدوح جابر:
(وقد بيّن بكل إنصاف أنّ مسألة الخروج على الحكام مسألة خلافية عند أهل السُّنة والجماعة).اهـ
الثانية:
أما قوله: (أردتُ من هذا أن أصلَ إلى ماذا؟
إلى أنه إنْ ثبتَ الدليل، والدليل قد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي مالك الأشعريّ -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحِر، والحرير، والخمر، والمعازف).اهـ
ثم قال: (لكن ستظل المسألة خلافية!!!!).اهـ
قلتُ: فاعجب لقوله: أن الدليل قد ثبت في صحيح البخاري، ثم بعد ذلك كله يقول: لكن ستظل المسألة خلافية!!!
سبحان الله!! كنا ننتظر منه أن يتلو على مسامعنا -بعد ذكره للحديث واستنباط الحرمة منه من ثلاثة أوجه- قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا).
وقوله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
لكن صدق -والله- وصف الشيخ (محمد سعيد رسلان) فيه: (لقد بدأ مُكَفِّرَاتِيَّ، وانتهى مُبَرِّرَاتِيَّ، وهو بين هذا وهذا لم يكن على الجادة يوماً؛ وإنما هو بين الإفراط والتفريط: إلى هذا مرة، وإلى هذا مرة، ولا يستقيم على حال).اهـ [ خطبة ولتستبين سبيلُ المجرمين ].
والآن دعنا ننعش الأذهان بذكر (إجماع) السلف على تحريم (المعازف)، ولتستبين سبيلُ المجرمين.
قال فضيلة الشيخ (حمد بن عبد العزيز العتيق) في رسالته الماتعة: (زجر المتهاونين ببيان تحريم المعازف بإجماع المسلمين)، ومنها نقلتُ:
((ثانياً : من الأدلة على تحريم المعازف الإجماع .
قد نقل جمع كبير من الأئمة ، إجماع السلف على تحريم المعازف ، ومنهم الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد .
فيالله العجب من أناس شغبوا وشوشوا على أذهان المسلمين في هذه القضية التي لا ينبغي لمسلم أن يخوض فيها بعد علمه بإجماع السلف عليها ، لأنه بذلك قد عرض نفسه لوعيد الله سبحانه في قوله : [ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً] [النساء:115] .
وممن نقل الإجماع على تحريم المعازف [ الآلات الموسيقية ] :
1-ابن الصلاح .
2-والآجري .
3-النووي .
4-الرافعي .
5-القرطبي .
6-ابن تيمية .
7-ابن القيم .
8-ابن رجب .
9-ابن كثير .
10-ابن حجر الهيتمي .
11-وأبو الفتح سليم بن أيوب الرازي ، وغيرهم .
وإليك بعض عبارات الأئمة في نقل الإجماع : ـ
1-قال ابن الصلاح : وأما إباحة هذا السماع وتحليله ، فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت ، فاستماع ذلك حرام ، عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين . ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع .ا.هـ [ إغاثة اللهفان 1/228 ] .
2-القرطبي : أما المزامير والأوتار والكوبة وهو الطبل طويل ضيق الوسط ، ذو رأسين يضرب به المخانيث ، فلا يختلف في تحريم سماعه ، ولم أسمع من أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك . ا.هـ
3-وقال ابن تيمية : المعازف هي الملاهي كما ذكر ذلك أهل اللغة ، جمع معزفة وهي الآلة التي يعزف بها : أي يصوت بها ، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعاً… ولكن تكلموا في الغناء المجرد عن آلات اللهو : هل هو حرام ؟ أو مكروه ؟ أو مباح ؟ .ا.هـ [ الفتاوى 11/576 ]
4-وقال ابن حجر الهيتمي : الأوتار والمعازف ، كالطنبور ، والعود ، والصنج ذي الأوتار ، والرباب ، والحنك ، والكمنجه ، والسنطير ، والدريج ، وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسفاهة والفسوق ، كلها محرمة بلا خلاف ، ومن حكى فيها خلافاً فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه من هداه ، وزل به عن سنن تقواه .ا.هـ [ كف الرعاع 124 ]
5-وقال ابن رجب : سماع آلات الملاهي لا يعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيه ، وإنما يعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به ، ومن حكى شيئاً من ذلك فقد أبطل . [ نزهة الأسماع 69 ]
6-وقال ابن كثير : والمعازف هي آلات الطرب ، قاله الإمام أبو نصر إسماعيل ابن حماد الجوهري في صحاحه ، وهو معروف في لغة العرب وعليه شواهد ، ثم قد نقل غير واحد من الأئمة إجماع العلماء على تحريم اجتماع الدفوف و الشبابات ، ومن الناس من حكى في ذلك خلافاً شاذاً .ا.هـ [جواب لابن كثير ملحق بكتاب على مسألة السماع لابن القيم 472 ]
ومما يزيد هذا الإجماع قطعية ويقيناً :
ما رواه النسائي في سننه ، وأبو نعيم في الحلية بسند صحيح عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلي عمر بن الوليد كتاباً قال فيه : [ وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام ، ولقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمتك ، جمة سوء ] فهذا يبين بجلاء أن المعازف والمزامير كانت مستنكرة عند السلف ، وأن المتخذ لها يستحق التعزير والعقوبة)).اهـ
قلتُ: فهل بعد كل هذه (الإجماعات) يبقى في المسألة خلاف؟!!!!
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ).
أما قوله:
(أنا كنتُ أنام على الموسيقى!!! الموسيقى الخفيفة، وبتاع!!! والكلام هذا قديم، كنتُ أشغلها وأنا... هههه الحمدُ لله).اهـ
ألا تستحي يا رجل!! أليس هذا من المجاهرة بالذنب؟!! تبيتُ وقد ستركَ ربُّكَ، ثم تصبح تكشف ستره عنك؟!!
ألم تسمع قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « كُلُّ أُمَّتِى مُعَافَاةٌ إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ فَيَقُولُ يَا فُلاَنُ قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ».
وأي فائدة مما ذكرته يا (فقيه مصر) -كما يُطلق عليه أدعياء السلفية عندنا-؟!!
بل لقد زدتَ الطين بلة، فها هو أحدهم -بعد سماعه لكلامك- يتفاخر: بأنه حاليًا يسمع ألبوم (إنسان) لـ (حمزة نمرة)!!
وبعد البحث في (جوجل) عمن هو (حمزة نمرة)؟!!
جاء في موقع (ويكيبيديا): (حمزة نمرة مؤلف موسيقي ومغني وعازف جيتار، مصري، حاصل على درجة البكالوريوس من كلية التجارة الخارجية (جامعة الإسكندرية)، من مواليد 1980 ميلادياً).اهـ
لا تعليق!! الله المستعان.
وأخيرًا: نشر بعض مَن لا يُحسنُ الفهمَ -إن أحسنا الظن بهم- بأنّ محمد عبد المقصود يجيز سماع الموسيقى!!
وهذا افتراءٌ واضحٌ عليه لا يقوم به مَن عقل عن الله -عز وجل- قوله: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
وقد قام محمد عبد المقصود نفسه بالرد على هذا الافتراء في إحدى حلقات برنامج (فضفضة) بتاريخ 9-1-2012 م قائلاً:
(هذا الفيديو لا يحتاج إلى تعليق إلا في موضعٍ واحدٍ: أنني كنتُ أنام على الموسيقى الخفيفة، وهذا كان قبل الالتزام.
وأنا أُشهدُ اللهَ -عز وجل، وقرابتي وأصحابي يسمعون مني هذا، ولا يُمكن أن أنسبَ إلى نفسي الكذب!!- أُشهدُ اللهَ- عز وجل- أنّ هذا كان قبل التزامي.
بل كنتُ عازمًا على تأسيس شركة للمشاركة مع أشقائي للموسيقى والأغاني الأجنبية إلى أن تاب اللهُ -عز وجل- عليّ؛ فامتنعتُ عن هذا تمامًا.
لكني لا أقدِّمُ على حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قولَ أحدٍ كائنًا مَن كان؛ لأنّ هذا إجماعٌ!!).اهـ
اضغط هنا لتحميل المقطع الصوتي بصيغة MP3
لكنه -وللأسف- لم يتراجع عن بقية الخَطل الذي ذكره.
تنبيه: كما حاول بعضُهم أن يُثبتَ أن محمد عبد المقصود قد تناقض في أقواله حيث حكى خلافًا في المسألة على قناة (الرحمة) ثم قال على قناة (الناس): (لأن هذا إجماع).
قلتُ: ليس مقصوده من الإجماع هو الإجماع على حرمة الموسيقى، كيف ذلك وقد صرَّح في أكثر من موضعٍ بأنها مسألة خلافية لا يجوز الإنكارُ فيها.
بل إنّ الإجماع الذي يقصده هو: الإجماع على (حرمة مخالفة النص) والذي حكاه عن الإمام الشافعي: (أجمعَ المسلمون على أنّ مَن استبانت له سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجز له أنْ يدعها لقول أحد كائنًا مَن كان).
فالكلام سياقٌ وسباق ولحاق حيث قال: (لكني لا أقدِّمُ على حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قولَ أحدٍ كائنًا مَن كان)، ثم أتبعه بقوله: (لأن هذا إجماع).اهـ
هذا من باب أنّ أهل السنة يقولون: ما لهم وما عليهم؛ فقد رأيتُ في (اليوتيوب) مقطعًا ينسب التناقض للرجل من هذا الجانب، وليس الأمرُ كذلك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
السلام عليكم ورحمة الله.
الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:
في حلقةٍ خاصةٍ لبرنامج (التفسير) الذي يُذاع على قناة (الرحمة) الفضائية، والتي كانت بتاريخ (1-1-2012م)، وفي حضور (محمد حسان).. دار الحوارُ الآتي:
((مقدِّم البرنامج:
(الفن).. تكلمنا في السياحة، ولابد أن نتكلمَ عن (الفن)؟
عبد المقصود:
والله أنا يعني طبعًا هم يحملون حَمْلاً شديدًا على مَن يتكلمون في أمر (الموسيقى) اللي هي (المعازف).
وأنا أقول: (المعازف) وقع فيها الاختلاف بين أهل العلم!!! لابد أن نعترفَ بهذا!!!
ومَن أراد أن يُراجعَ؛ فليراجع (نيل الأوطار) للشوكانيّ، وكذلك ليراجع (الفتح الربانيّ في فتاوى الشوكانيّ) أوردَ مبحثًا طويلاً يبيّن فيه أنّ ناسًا من السلف سواءً كانوا من المتقدمين أو من المتأخرين كانوا يقولون: بجواز الاستماع -السماع للمعازف-، لكن الأئمة الأربعة على تحريمها.
أردتُ من هذا أن أصلَ إلى ماذا؟
إلى أنه إنْ ثبتَ الدليل، والدليل قد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي مالك الأشعريّ -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحِر، والحرير، والخمر، والمعازف).
فالعلماء استنبطوا (التحريم) من ثلاثة أمورٍ:
الأول: قوله -عليه الصلاة والسلام-: (يستحلون).
الثاني: أنه أوردَ (المعازف) مقترنة بشرب الخمر، وبالزنا -والعياذ بالله-، الحِر: اللي هوه الزنا.. الفَرْج.
ثالثًا: أنه توعدهم بخسفٍ ومسخٍ في بقية الحديث، لكن لا أريدُ الإطالةَ، ولاّ أذكر بقية الحديث؟!
لكن ستظل المسألة خلافية!!!!
والشوكاني بعد أن أوردَ هذا البحث، قال: أنا لا أحب المعازف، وما جلستُ في مجلسٍ لها أبدًا.
لكنني أردتُ أن أبيّن للذين يحرمونها أن الخلافَ قد وقع في ذلك!!!
عشان بس تنضبط الأمور!! المسألة ما تخدش رتبةً غير رتبتها؟!!
فخلاص اللي عايز يعمل معازف يعمل معازف إنْ كان يعتقد حِلها!!!
لكن نحن لن ننتقل عن حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الإمام أحمد ذكر أن الذي يُعرض عن حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- قد يضرب الله قلبه -عز وجل- بالنفاق -والعياذ بالله-.
وروى البيهقيُّ في (المعرفة) بالإسناد الصحيح عن الشافعيّ -رضي الله عنه- قال: أجمعَ المسلمون على أنّ مَن استبانت له سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجز له أنْ يدعها لقول أحد كائنًا مَن كان.
أنا كنتُ أنام على الموسيقى!!! الموسيقى الخفيفة، وبتاع!!! والكلام هذا قديم، كنتُ أشغلها وأنا... هههه الحمدُ لله.
فعايز أقول لحضرتك: إنْ دي مسألة ما دام وقع فيها الاختلاف عايز تعملها اعملها، لكن صُن أذنيّ عنها.
دا حُكم المسائل الاختلافية!!! لا تفرض رأيكَ عليّ!!)).اهـ
اضغط هنا لتحميل المقطع الصوتي بصيغة MP3
وفي إحدى حلقات برنامج (فضفضة) الذي يُذاع على قناة (الناس)، والتي يحاوره فيها محمد عبد السلام، قال:
((خدت بال حضرتكَ؛ فأنا لما أجي أقول: إن -والله- المسألة فيها خلاف!!
أنا لا أنكرُ عليكَ في مسائل (المعازف!!).
لكن أنا الحديث صحيح عندي، ولا مخلصَ لي منه، سأُسأل عنه يوم القيامة)).اهـ
اضغط هنا لتحميل المقطع الصوتي بصيغة MP3
ولي مع هذا الكلام عدة وقفات:
الأولى:
ما أشبه الليلةَ بالبارحة؛ فليست هذه هي المرة الأولى التي يجهل فيها أو يتجاهل (محمد عبد المقصود) الإجماع.
فبالأمس القريب قال عن مسألة (الخروج على الحكام): مسألةً خلافيةً عند أهل السُّنة والجماعة!! رغم ثبوت الإجماع على حرمة الخروج على أئمة الجّور الذي حكاه شيخ الإسلام، والإمام النووي، وابن حجر، وكل كتب الاعتقاد على تأصيل هذا الأصل الأصيل، حيث قال في تقديمه لكتاب ( ثورة الخامس والعشرين من يناير رؤية شرعية ) لممدوح جابر:
(وقد بيّن بكل إنصاف أنّ مسألة الخروج على الحكام مسألة خلافية عند أهل السُّنة والجماعة).اهـ
الثانية:
أما قوله: (أردتُ من هذا أن أصلَ إلى ماذا؟
إلى أنه إنْ ثبتَ الدليل، والدليل قد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي مالك الأشعريّ -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحِر، والحرير، والخمر، والمعازف).اهـ
ثم قال: (لكن ستظل المسألة خلافية!!!!).اهـ
قلتُ: فاعجب لقوله: أن الدليل قد ثبت في صحيح البخاري، ثم بعد ذلك كله يقول: لكن ستظل المسألة خلافية!!!
سبحان الله!! كنا ننتظر منه أن يتلو على مسامعنا -بعد ذكره للحديث واستنباط الحرمة منه من ثلاثة أوجه- قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا).
وقوله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
لكن صدق -والله- وصف الشيخ (محمد سعيد رسلان) فيه: (لقد بدأ مُكَفِّرَاتِيَّ، وانتهى مُبَرِّرَاتِيَّ، وهو بين هذا وهذا لم يكن على الجادة يوماً؛ وإنما هو بين الإفراط والتفريط: إلى هذا مرة، وإلى هذا مرة، ولا يستقيم على حال).اهـ [ خطبة ولتستبين سبيلُ المجرمين ].
والآن دعنا ننعش الأذهان بذكر (إجماع) السلف على تحريم (المعازف)، ولتستبين سبيلُ المجرمين.
قال فضيلة الشيخ (حمد بن عبد العزيز العتيق) في رسالته الماتعة: (زجر المتهاونين ببيان تحريم المعازف بإجماع المسلمين)، ومنها نقلتُ:
((ثانياً : من الأدلة على تحريم المعازف الإجماع .
قد نقل جمع كبير من الأئمة ، إجماع السلف على تحريم المعازف ، ومنهم الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد .
فيالله العجب من أناس شغبوا وشوشوا على أذهان المسلمين في هذه القضية التي لا ينبغي لمسلم أن يخوض فيها بعد علمه بإجماع السلف عليها ، لأنه بذلك قد عرض نفسه لوعيد الله سبحانه في قوله : [ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً] [النساء:115] .
وممن نقل الإجماع على تحريم المعازف [ الآلات الموسيقية ] :
1-ابن الصلاح .
2-والآجري .
3-النووي .
4-الرافعي .
5-القرطبي .
6-ابن تيمية .
7-ابن القيم .
8-ابن رجب .
9-ابن كثير .
10-ابن حجر الهيتمي .
11-وأبو الفتح سليم بن أيوب الرازي ، وغيرهم .
وإليك بعض عبارات الأئمة في نقل الإجماع : ـ
1-قال ابن الصلاح : وأما إباحة هذا السماع وتحليله ، فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت ، فاستماع ذلك حرام ، عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين . ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع .ا.هـ [ إغاثة اللهفان 1/228 ] .
2-القرطبي : أما المزامير والأوتار والكوبة وهو الطبل طويل ضيق الوسط ، ذو رأسين يضرب به المخانيث ، فلا يختلف في تحريم سماعه ، ولم أسمع من أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك . ا.هـ
3-وقال ابن تيمية : المعازف هي الملاهي كما ذكر ذلك أهل اللغة ، جمع معزفة وهي الآلة التي يعزف بها : أي يصوت بها ، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعاً… ولكن تكلموا في الغناء المجرد عن آلات اللهو : هل هو حرام ؟ أو مكروه ؟ أو مباح ؟ .ا.هـ [ الفتاوى 11/576 ]
4-وقال ابن حجر الهيتمي : الأوتار والمعازف ، كالطنبور ، والعود ، والصنج ذي الأوتار ، والرباب ، والحنك ، والكمنجه ، والسنطير ، والدريج ، وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسفاهة والفسوق ، كلها محرمة بلا خلاف ، ومن حكى فيها خلافاً فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه من هداه ، وزل به عن سنن تقواه .ا.هـ [ كف الرعاع 124 ]
5-وقال ابن رجب : سماع آلات الملاهي لا يعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيه ، وإنما يعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به ، ومن حكى شيئاً من ذلك فقد أبطل . [ نزهة الأسماع 69 ]
6-وقال ابن كثير : والمعازف هي آلات الطرب ، قاله الإمام أبو نصر إسماعيل ابن حماد الجوهري في صحاحه ، وهو معروف في لغة العرب وعليه شواهد ، ثم قد نقل غير واحد من الأئمة إجماع العلماء على تحريم اجتماع الدفوف و الشبابات ، ومن الناس من حكى في ذلك خلافاً شاذاً .ا.هـ [جواب لابن كثير ملحق بكتاب على مسألة السماع لابن القيم 472 ]
ومما يزيد هذا الإجماع قطعية ويقيناً :
ما رواه النسائي في سننه ، وأبو نعيم في الحلية بسند صحيح عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلي عمر بن الوليد كتاباً قال فيه : [ وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام ، ولقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمتك ، جمة سوء ] فهذا يبين بجلاء أن المعازف والمزامير كانت مستنكرة عند السلف ، وأن المتخذ لها يستحق التعزير والعقوبة)).اهـ
قلتُ: فهل بعد كل هذه (الإجماعات) يبقى في المسألة خلاف؟!!!!
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ).
أما قوله:
(أنا كنتُ أنام على الموسيقى!!! الموسيقى الخفيفة، وبتاع!!! والكلام هذا قديم، كنتُ أشغلها وأنا... هههه الحمدُ لله).اهـ
ألا تستحي يا رجل!! أليس هذا من المجاهرة بالذنب؟!! تبيتُ وقد ستركَ ربُّكَ، ثم تصبح تكشف ستره عنك؟!!
ألم تسمع قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « كُلُّ أُمَّتِى مُعَافَاةٌ إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ فَيَقُولُ يَا فُلاَنُ قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ».
وأي فائدة مما ذكرته يا (فقيه مصر) -كما يُطلق عليه أدعياء السلفية عندنا-؟!!
بل لقد زدتَ الطين بلة، فها هو أحدهم -بعد سماعه لكلامك- يتفاخر: بأنه حاليًا يسمع ألبوم (إنسان) لـ (حمزة نمرة)!!
وبعد البحث في (جوجل) عمن هو (حمزة نمرة)؟!!
جاء في موقع (ويكيبيديا): (حمزة نمرة مؤلف موسيقي ومغني وعازف جيتار، مصري، حاصل على درجة البكالوريوس من كلية التجارة الخارجية (جامعة الإسكندرية)، من مواليد 1980 ميلادياً).اهـ
لا تعليق!! الله المستعان.
وأخيرًا: نشر بعض مَن لا يُحسنُ الفهمَ -إن أحسنا الظن بهم- بأنّ محمد عبد المقصود يجيز سماع الموسيقى!!
وهذا افتراءٌ واضحٌ عليه لا يقوم به مَن عقل عن الله -عز وجل- قوله: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
وقد قام محمد عبد المقصود نفسه بالرد على هذا الافتراء في إحدى حلقات برنامج (فضفضة) بتاريخ 9-1-2012 م قائلاً:
(هذا الفيديو لا يحتاج إلى تعليق إلا في موضعٍ واحدٍ: أنني كنتُ أنام على الموسيقى الخفيفة، وهذا كان قبل الالتزام.
وأنا أُشهدُ اللهَ -عز وجل، وقرابتي وأصحابي يسمعون مني هذا، ولا يُمكن أن أنسبَ إلى نفسي الكذب!!- أُشهدُ اللهَ- عز وجل- أنّ هذا كان قبل التزامي.
بل كنتُ عازمًا على تأسيس شركة للمشاركة مع أشقائي للموسيقى والأغاني الأجنبية إلى أن تاب اللهُ -عز وجل- عليّ؛ فامتنعتُ عن هذا تمامًا.
لكني لا أقدِّمُ على حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قولَ أحدٍ كائنًا مَن كان؛ لأنّ هذا إجماعٌ!!).اهـ
اضغط هنا لتحميل المقطع الصوتي بصيغة MP3
لكنه -وللأسف- لم يتراجع عن بقية الخَطل الذي ذكره.
تنبيه: كما حاول بعضُهم أن يُثبتَ أن محمد عبد المقصود قد تناقض في أقواله حيث حكى خلافًا في المسألة على قناة (الرحمة) ثم قال على قناة (الناس): (لأن هذا إجماع).
قلتُ: ليس مقصوده من الإجماع هو الإجماع على حرمة الموسيقى، كيف ذلك وقد صرَّح في أكثر من موضعٍ بأنها مسألة خلافية لا يجوز الإنكارُ فيها.
بل إنّ الإجماع الذي يقصده هو: الإجماع على (حرمة مخالفة النص) والذي حكاه عن الإمام الشافعي: (أجمعَ المسلمون على أنّ مَن استبانت له سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجز له أنْ يدعها لقول أحد كائنًا مَن كان).
فالكلام سياقٌ وسباق ولحاق حيث قال: (لكني لا أقدِّمُ على حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قولَ أحدٍ كائنًا مَن كان)، ثم أتبعه بقوله: (لأن هذا إجماع).اهـ
هذا من باب أنّ أهل السنة يقولون: ما لهم وما عليهم؛ فقد رأيتُ في (اليوتيوب) مقطعًا ينسب التناقض للرجل من هذا الجانب، وليس الأمرُ كذلك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.