الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال العلامة أحمد شاكر في كتابه نظام الطلاق في الإسلام ص 8:" ثم في أوائل سنة 1899، وكان الأستاذ الوالد نائباً لمحكمة بنها الشرعية ، قدم تقريراً لأستاذه الإمام الحكيم الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية "
هذا النص فيه ثناء على محمد عبده من العلامة أحمد شاكر بما لا يتناسب مع ما بين الرجلين من تباين عقدي ومنهجي ، ويبدو أن الشيخ أحمد شاكر كان مغتراً بالدعايات التي نسجت حول محمد عبده
ثم إنه بعد ذلك تنبه فانتقد محمد عبده وشيخه الأفغاني وتلميذه محمد رشيد رضا نقداً سديداً
حيث قال شرح المسند (12/ 128_ 129) :" بل لم نرَ فيمن تقدمنا من أهل العلم من اجترأ على ادعاء أن في الصحيحين أحاديث موضوعة ، فضلاً عن الإيهام والتشنيع الذي يطويه كلامه ، فيوهم الأغرار أن أكثر ما في السنة موضوع ! هذا كلام المستشرقين .
غاية ما تكلم فيه العلماء نقد أحاديث فيهما بأعيانهم ، لا بادعاء وضعها _ والعياذ بالله _ ولا بادعاء ضعفها ، إنما نقدوا أحاديث ظنوا أنها لا تبلغ في الصحة الذورة العليا التي التزمها كل منهما .
وهذا مما أخطأ فيه كثيرٌ من الناس ، ومنهم أستاذنا محمد رشيد رضا رحمه الله على علمه وفقهه ، ولم يستطع قط أن يقيم حجته على ما يرى ، وأفلتت منه كلمات يسمو على علمه أن يقع فيها ، ولكنه كان متأثراً أشد الأثر بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ، وهما لا يعرفان في الحديث شيئاً بل كان هو بعد ذلك أعلم منهما ، وأعلى قدماً ، وأثبت رأياً ، لولا الأثر الباقي دخيلة نفسه ، والله يغفر لنا وله "
موطن الشاهد كلام الشيخ على رشيد رضا ومحمد عبده ، وإلا فكلامه في الصحيحين محل مباحثة
ولا شك أن كلامه هذا متأخر عن كلامه في نظام الطلاق ، وتأمل كيف أنه ذكر محمد عبده مجرداً عن الألقاب ، إذ أنه رأى أنه لا يستحقها بعد علم جهله وجرأته على السنة
وللعلامة أحمد شاكر نقد آخر لمحمد رشيد رضا هو أقوى من هذا
حيث قال في تعليقه على تفسير الطبري (16/ 484 ) :"
هذا إسناد واه جدًا، والعجب من السيد رشيد رضا في تعليقه على تفسير ابن كثير (4: 537) حيث يقول:" من الغريب أن تبلغ الجرأة بكعب إلى هذا الحد الباطل شرعًا وعقلا. ثم يعتدون بدينه وعلمه ويردون عنه، والغريب هو تحامله على كعب الأحبار قبل التثبت من إسناد الخبر، وما ذنب كعب إذا ابتلاه بذلك مثل" أبي حمزة الأعور"؟ ولكن هكذا ديدن الشيخ، إذا جاء ذكر كعب الأحبار، يتهمه بلا بينة"
ولم يكن الشيخ العلامة أحمد شاكر يعتبر محمد رشيد رضا داعياً إلى السلفية بدليل أنه قال مقال ( بيني وبين الشيخ محمد حامد الفقي ) مخاطباً للشيخ محمد حامد :" ولعلنا _ فيما قمنا به معاً _ من أول العاملين على نشر العقيدة الصحيحة في بلادنا هذه . وما أريد بهذا فخراً بعملي ولا بعملك ، فما كنا نعمل إلا لله
وكان من أعظم المصادر العلمية التي استضأنا بنورها _ بعد الكتاب الكريم والسنة المطهرة _ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه الإمام الحافظ ابن القيم ، ثم كتب شيخ الإسلام (( مجدد االقرن الثاني عشر )) محمد بن عبد الوهاب"
أقول : فلو كان محمد رشيد رضا داعياً للسلفية عند أحمد شاكر لما ادعى تلك الأولية في نشر العقيدة الصحيحة له ولمحمد حامد الفقي ، مع كونه أعلى طبقةً منهما ، ولما ذكر مراجعه لم يذكر المنار وإنما ذكر كتب الإسلام وتلميذه ابن القيم والإمام محمد بن عبد الوهاب
وهذا سيد قطب على ضلاله الجامح يتذمر من عقلانية محمد عبده ومحمد رشيد رضا فيقول في ظلاله في تفسير سورة الفيل :"
ولكن مواجهة ضغط الخرافة من جهة وضغط الفتنة بالعلم من جهة أخرى تركت آثارها في تلك المدرسة . من المبالغة في الاحتياط , والميل إلى جعل مألوف السنن الكونية هو القاعدة الكلية لسنة الله . فشاع في تفسير الأستاذ الشيخ محمد عبده - كما شاع في تفسير تلميذيه الأستاذ الشيخ رشيد رضا والأستاذ الشيخ عبد القادر المغربي - رحمهم الله جميعا - شاع في هذا التفسير الرغبة الواضحة في رد الكثير من الخوارق إلى مألوف سنة الله دون الخارق منها , وإلى تأويل بعضها بحيث يلائم ما يسمونه "المعقول" ! وإلى الحذر والاحتراس الشديد في تقبل الغيبيات .
ومع إدراكنا وتقديرنا للعوامل البيئية الدافعة لمثل هذا الاتجاه , فإننا نلاحظ عنصر المبالغة فيه , وإغفال الجانب الآخر للتصور القرآني الكامل . وهو طلاقة مشيئة الله وقدرته من وراء السنن التي اختارها - سواء المألوف منها للبشر أو غير المألوف - هذه الطلاقة التي لا تجعل العقل البشري هو الحاكم الأخير . ولا تجعل معقول هذا العقل هو مرد كل أمر بحيث يتحتم تأويل ما لا يوافقه - كما يتكرر هذا القول في تفسير أعلام هذه المدرسة "
هذا مع كونه وافقهم على كثير من ضلالهم ، فذهب إلى حصر المعجزات في القرآن ، وأنكر خلق حواء من ضلع آدم ، وغيرها من الضلالات التي بينها العلامة ربيع المدخلي في كتبه على هذا الرجل ، وكذا العلامة عبد الله الدويش
وقد بلغ حذق العلامة أحمد شاكر المبلغ الذي أدرك به ، خطر جماعة الإخوان المسلمين الذي اتصل سندها بمحمد رشيد رضا حيث قال
في كتابه "شؤون التعليم والقضاء ص 48"
: "حركة الشيخ حسن البنا وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدامة، ينفق عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم ذلك علم اليقين "اهـ.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال العلامة أحمد شاكر في كتابه نظام الطلاق في الإسلام ص 8:" ثم في أوائل سنة 1899، وكان الأستاذ الوالد نائباً لمحكمة بنها الشرعية ، قدم تقريراً لأستاذه الإمام الحكيم الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية "
هذا النص فيه ثناء على محمد عبده من العلامة أحمد شاكر بما لا يتناسب مع ما بين الرجلين من تباين عقدي ومنهجي ، ويبدو أن الشيخ أحمد شاكر كان مغتراً بالدعايات التي نسجت حول محمد عبده
ثم إنه بعد ذلك تنبه فانتقد محمد عبده وشيخه الأفغاني وتلميذه محمد رشيد رضا نقداً سديداً
حيث قال شرح المسند (12/ 128_ 129) :" بل لم نرَ فيمن تقدمنا من أهل العلم من اجترأ على ادعاء أن في الصحيحين أحاديث موضوعة ، فضلاً عن الإيهام والتشنيع الذي يطويه كلامه ، فيوهم الأغرار أن أكثر ما في السنة موضوع ! هذا كلام المستشرقين .
غاية ما تكلم فيه العلماء نقد أحاديث فيهما بأعيانهم ، لا بادعاء وضعها _ والعياذ بالله _ ولا بادعاء ضعفها ، إنما نقدوا أحاديث ظنوا أنها لا تبلغ في الصحة الذورة العليا التي التزمها كل منهما .
وهذا مما أخطأ فيه كثيرٌ من الناس ، ومنهم أستاذنا محمد رشيد رضا رحمه الله على علمه وفقهه ، ولم يستطع قط أن يقيم حجته على ما يرى ، وأفلتت منه كلمات يسمو على علمه أن يقع فيها ، ولكنه كان متأثراً أشد الأثر بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ، وهما لا يعرفان في الحديث شيئاً بل كان هو بعد ذلك أعلم منهما ، وأعلى قدماً ، وأثبت رأياً ، لولا الأثر الباقي دخيلة نفسه ، والله يغفر لنا وله "
موطن الشاهد كلام الشيخ على رشيد رضا ومحمد عبده ، وإلا فكلامه في الصحيحين محل مباحثة
ولا شك أن كلامه هذا متأخر عن كلامه في نظام الطلاق ، وتأمل كيف أنه ذكر محمد عبده مجرداً عن الألقاب ، إذ أنه رأى أنه لا يستحقها بعد علم جهله وجرأته على السنة
وللعلامة أحمد شاكر نقد آخر لمحمد رشيد رضا هو أقوى من هذا
حيث قال في تعليقه على تفسير الطبري (16/ 484 ) :"
هذا إسناد واه جدًا، والعجب من السيد رشيد رضا في تعليقه على تفسير ابن كثير (4: 537) حيث يقول:" من الغريب أن تبلغ الجرأة بكعب إلى هذا الحد الباطل شرعًا وعقلا. ثم يعتدون بدينه وعلمه ويردون عنه، والغريب هو تحامله على كعب الأحبار قبل التثبت من إسناد الخبر، وما ذنب كعب إذا ابتلاه بذلك مثل" أبي حمزة الأعور"؟ ولكن هكذا ديدن الشيخ، إذا جاء ذكر كعب الأحبار، يتهمه بلا بينة"
ولم يكن الشيخ العلامة أحمد شاكر يعتبر محمد رشيد رضا داعياً إلى السلفية بدليل أنه قال مقال ( بيني وبين الشيخ محمد حامد الفقي ) مخاطباً للشيخ محمد حامد :" ولعلنا _ فيما قمنا به معاً _ من أول العاملين على نشر العقيدة الصحيحة في بلادنا هذه . وما أريد بهذا فخراً بعملي ولا بعملك ، فما كنا نعمل إلا لله
وكان من أعظم المصادر العلمية التي استضأنا بنورها _ بعد الكتاب الكريم والسنة المطهرة _ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه الإمام الحافظ ابن القيم ، ثم كتب شيخ الإسلام (( مجدد االقرن الثاني عشر )) محمد بن عبد الوهاب"
أقول : فلو كان محمد رشيد رضا داعياً للسلفية عند أحمد شاكر لما ادعى تلك الأولية في نشر العقيدة الصحيحة له ولمحمد حامد الفقي ، مع كونه أعلى طبقةً منهما ، ولما ذكر مراجعه لم يذكر المنار وإنما ذكر كتب الإسلام وتلميذه ابن القيم والإمام محمد بن عبد الوهاب
وهذا سيد قطب على ضلاله الجامح يتذمر من عقلانية محمد عبده ومحمد رشيد رضا فيقول في ظلاله في تفسير سورة الفيل :"
ولكن مواجهة ضغط الخرافة من جهة وضغط الفتنة بالعلم من جهة أخرى تركت آثارها في تلك المدرسة . من المبالغة في الاحتياط , والميل إلى جعل مألوف السنن الكونية هو القاعدة الكلية لسنة الله . فشاع في تفسير الأستاذ الشيخ محمد عبده - كما شاع في تفسير تلميذيه الأستاذ الشيخ رشيد رضا والأستاذ الشيخ عبد القادر المغربي - رحمهم الله جميعا - شاع في هذا التفسير الرغبة الواضحة في رد الكثير من الخوارق إلى مألوف سنة الله دون الخارق منها , وإلى تأويل بعضها بحيث يلائم ما يسمونه "المعقول" ! وإلى الحذر والاحتراس الشديد في تقبل الغيبيات .
ومع إدراكنا وتقديرنا للعوامل البيئية الدافعة لمثل هذا الاتجاه , فإننا نلاحظ عنصر المبالغة فيه , وإغفال الجانب الآخر للتصور القرآني الكامل . وهو طلاقة مشيئة الله وقدرته من وراء السنن التي اختارها - سواء المألوف منها للبشر أو غير المألوف - هذه الطلاقة التي لا تجعل العقل البشري هو الحاكم الأخير . ولا تجعل معقول هذا العقل هو مرد كل أمر بحيث يتحتم تأويل ما لا يوافقه - كما يتكرر هذا القول في تفسير أعلام هذه المدرسة "
هذا مع كونه وافقهم على كثير من ضلالهم ، فذهب إلى حصر المعجزات في القرآن ، وأنكر خلق حواء من ضلع آدم ، وغيرها من الضلالات التي بينها العلامة ربيع المدخلي في كتبه على هذا الرجل ، وكذا العلامة عبد الله الدويش
وقد بلغ حذق العلامة أحمد شاكر المبلغ الذي أدرك به ، خطر جماعة الإخوان المسلمين الذي اتصل سندها بمحمد رشيد رضا حيث قال
في كتابه "شؤون التعليم والقضاء ص 48"
: "حركة الشيخ حسن البنا وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدامة، ينفق عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم ذلك علم اليقين "اهـ.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه